الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد كنا قد وقفنا في كتاب الفوائد العلامة ابن القيم رحمه الله على قوله فصل لا ينتفع بنعمة الله بالايمان والعلم الا من عرف نفسه في الصفحة المئة بعد المئتين ونبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى فصل ينتفع بنعمة الله لا ينتفع لا ينتفع بنعمة الله بالايمان والعلم الا من عرف نفسه. ووقف بها عند قدرها ولم يتجاوزه الى ما ليس له. ولم ولم يقل هذا لي وتيقن انه لله ومن الله ذلات. فغلمان ذي فداء وادامة بلا سبب من العبد ولا استحقاق منه فتذله نعم الله عليه وتكسره كسرة من لا يرى لنفسه ولا فيها خيرا البتة اخوانا اخوانا الخير الذي وصل اليه فهو لله وبه ومنه. فتحدث له فتحدث فتحدث لهم النعم ذل وانكسارا عجيبا لا يعبر عنه. فكلما جدد له نعمة ازداد له ذلا وانكسارا وخشوعا ومحبة وخوفا ورجاء فهذا الكلام عظيم ومعناه ان الانسان الذي يريد الانتفاع بالايمان والعلم فعليه ان يعرف نفسه ويقف بها عند قدرها وانه ليس بشيء وان لا يتجاوز بها المحل وذلك بامرين الاول الا يرى لنفسه حولا ولا قوة والثاني الا يتكلم فيما حجب عن فيحصل له ذل وانكسار ففي علمه يرى انه قليل وان فوق كل ذي علم عليم وفي عمله يرى انه قليل لانه مهما عمل فهو بحول الله وقدرته فاذا ما عرف هذا من نفسه انتفع بالايمان والعمل والعلم وصار همه وغمه كيف يحدث للنعم ذلا وانكسارا وحمدا وثناء نعم قال رحمه الله تعالى وهذا نتيجة نتيجة علمين الشريفين علمه بربه وكماله وبره وغناه وبره وغناه ووجوده واحسانه ورحمته. وان الخير كله في يديه وهو ملكه يؤتي لمن يؤتي منه من يحيي من يشاء ويمنع منه من يشاء فله الحمد على هذا وهذا اكمل حمد واتمه وعلمه بنفسه ووقوفه على حدها وقدرها ونقصها وظلمها وجهلها. وانها لا خير فيها البتة ولا لها ولا بها ولا منها وان ليس لها من ذاتها الا العدم فكذلك من صفاتها وكمالها ليس لها الا العدد الذي لا شيء احقر منه ولا انقص فما فيها من خير تابع لوجودها الذي ليس اليها ولا بها. يعني كيف يصل الانسان الى ان يعرف نفسه ويوقفها حدها ويلزمها الذل والانكسار بين يدي العزيز الجبار هذا يحصل نتيجة علمين شريفين اولهما علمه بربه وعلمه بكمال الله وغناه وبره واحسانه وجوده الثاني علمه بنفسه وانه مهما اوتي علما فانه صائر الى العدم وانه مهما كان فانه حقير ومهما كان فانه صغير ومهما كان فهو ناقص ومهما كان فهو منقوظ. نعم قال رحمه الله تعالى فاذا صار هذان العلمان صبغة صبغة لها لا صبغة على لسانها علمت حينئذ علمت الكلام عن النفس الان. فاذا صار هذان العلمان صبغة لها اي لهذه النفس نعم. احسن الله قال الله تعالى علمت حينئذ ان الحمد كله لله والامر كله له والخير كله في يديه وانه هو المستحق الحمد والثناء والمدح دونها وانها هي اولى بالذنب والعين واللوم. ومن فاته التحقق بهذه العلني تلونت به اقواله واعماله واحواله وتخبطت وتخبطت عليه ولم يهتدي الى الصراط المستقيم الموصل له الى الله ايصال العبد بتحقيق هاتين المعرفتين علما وحالا وانقطاعه بفواتهما. يعني ينبغي الانسان ان يتصبغ بهذين العلمين صبغة تامة لا تكون هذه الصبغة في اللسان فقط بل عليه ان يعيش في ساعاته وعمره كله مدركا ان الغنى المطلق لله وان الفقر والعدم والعوز للعبد هو ان الله الغني هو المستحق للحمد والثناء وانه هو اولى بالذم والعيب واللوم والعجب العجب من الناس انهم اذا صاروا عبيدا للعبيد وامروهم بشيء يرونه مخالفا فيرجعون باللوم الى انفسهم يقولون انت ما فهمت لعل الامر اكبر منك واذا جاء الامر من الله لا يتفكر هكذا وهذا من اعجب ما يكون فاذا كان العبد بين يدي سيده لا يفكر من ينفذ ويفعل فنحن من باب اولى ان نكون بين يدي الله عز وجل منفذين لا مقترحين عاملين لا مترددين نعم قال رحمه الله تعالى وهذا معنى قوله من عرف نفسه وعرف ربه فانه من عرف نفسه بالجهل والظلم والعيب النقائص والحاجة والفقر والذل والمسكنة والعدم. عرف ربه بضد ذلك. فوقف لنفسه عند قدرها ولم يتعدى بها ولم يتعدى بها طوره. واثنى على ربه ببعض ما هو اهله. وانصرفت قوة حبه وخشيته ورجائه وانابته وتوكله اليه وحده وكان احب شيء اليه واخوف شيء عنده ورجاه له. وهذا هو حقيقة العبودية. والله المستعان ويحكى ان بعض الحكماء كتب على باب بيته انه لينتفع بحكمتها الا من عرف نفسه ووقف بها عند قدرها قدرها فمن كان كذلك فليدخل والا فليرجع حتى يكون بهذه الصفة من عرف نفسه عرف ربه هذا ليس حديث ولكنه مقولة مقولة صحيحة دل عليها القرآن قال الله تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله هذا في جهة ايش؟ عرف نفسه والله هو الغني الحميد هذا في جهة عرف ربه ومن لم ليعرف نفسه بهذا الوجه بوجه انها ناقصة سائرة الى النقصان ظلومة غشومة خادعة الذليلة مسكينة هذا هو شأن العبد والرب بضد ذلك جل في علاه وكلما ازداد العبد علما واحساسا ويقينا بكمال الله جل وعلا ازداد تعلقا به كتعلق الناس بالقبطان الماهر بل واعظم الا ترى ان الناس اذا ركبوا سفينة او في ايامنا اذا ركبوا طائرة وكان القبطان ماهرا ارتاحوا وفرحوا بمعيتهم له مهما كان ضعفهم ومهما كان شأنهم فمن عرف نفسه عرف ربه والحكمة لا ينتفع بها الا من عرف نفسه من حيث انها بحاجة الى العلم بحاجة الى التعبد بحاجة الى العبادة بحاجة للتذلل بحاجة الى الانكسار نعم اي فايدة لطيفة بمعنى من عرف نفسه عرف ربه نعم قال رحمه الله تعالى فصل الصبر عن الشهوة اسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة فانه اما ان توجب الما وعقوبة واما ان تقطع لذة اكمل منها واما ان تضيع اضاعته وندامة واما ان تثلم عرضا نعم توفيره نعم انفع توفيره انفع للعبد من تل. واما تسلم عرض توفيره انفع العبد من تلزمه. واما ان تذهب مالا خير له من ذهابه. واما ان تضع قدرا وجاه وجاء وجاه. قيامه خير من وضعه. واما ان ان تسلب نعمة بقاؤها لذ واطيب من قضاء الشهوة. واما ان تطرق لوضيع اليك طريقا. لم يكن يجدها قبل قبل ذلك واما ان تجلب هما وغما وحزنا وخوفا لا يقارب لذة الشهوة. واما ان تنسي علما ذكره الذ من نيل واما ان تشمت تشمت عدوا وتحزن وليا واما ان تقطع الطريق على نعمة مقبلة واما ان تحدث عيبا عاصفة لا تزول فان الاعمال تورث الصفات تورث الصفات والاخلاق. الله اكبر هذه ثلاثة عشرة احوال مترتبة على بارتكاب الشهوات فالصبر عنها خير من اقحام النفس في شهواتها والصبر على الشهوة ايسر والصبر عن الشهوة ايسر واسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة تأملوا معي لو ان انسانا صبر فكظم غيظه فلم يقتل فهذا ايسر مما لو قتل فيقتل فالم القتل اشد من كظم الغيظ والصبر عن الشهوة ايسر من قطع لذة قد استمر فيها استمرأ فيها النفس وتعود لذلك بعض الناس من اول الامر تقول لا تدخن سهل لكن لما يدخن يجد لذة الدخان يصعب عليه ان يتركها آآ يستأ فلنستيقن بان الله جل وعلا لما امرنا بالصبر عن المحرمات والشهوات لان في اقحام النفس فيها مذلات ومزلات اقدام لان في اقحام النفس في الشهوات ذهاب للمروءات ظياع للاموال تلاف لها هتك للاعراض فضيحة فيها خبال سفاهة جنون وضاعة حزن غم هم ولذلك اذا اردت ان تعرف حال اهل المعاصي انظر اليهم تجد احدهم في معصية فبمجرد ما ان يخرج منها يريد شيئا اخر ليخرج من غمه وحزنه فاذا ما دخلها يريد اخر فلا يريد ان ينقطع عن هذه المحرمات لان في الانقطاع عنها هم قاطع له وحزن لازم له هو ينتقل بين السكر والعربدة والفواحش والغناء والطرب وغير ذلك من الامور فالصبر عنها انفع ما يكون والله جل وعلا قال انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب نعم حصوات حصان قال رحمه الله تعالى للاخلاق حد متى جاوزت متى جاوزته جاوزته صارت عدوانا ومتى قصرت عنه كان نقصا ومهانة فالغضب حق و الشجاعة المحمودة والانابة والنقائص وهذا كماله فاذا جاوز حده تعدى صاحبه وجاره وان نقص عنه جبن ولم يأنف من الرذائل كل الحرص حد وهو الكفاية في امور في امور الدنيا وحصول البلاغ منها فمتى نقص من ذلك كان مهانة واضاعة ومتى زاد عليه كان شرها ورفع كان كان شرها ومتى زاد زاد عليه كان شرعا ورغبة فيما لا تحمده الرغبة فيه وللحسد حق وهو المنافس في منافسة في طلب الكمال والانفة ان يتقدم عليه نظيره. فمتى تعدى ذلك صار بغيا ظلما يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود ويحرص على ايدائه. ومتى نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همة ارى نفسي قال النبي صلى الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين. رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق. فرجل اتاه ورجل اتاه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس. فهذا حسد المنافسة يطالب به نفسه الطالب الحاسد به نفسه وان يكون مثل المحسود لا لا حسد مهانة يتمنى به جوال النعمة عن المحسود يعني هذه فائدة لطيفة في ان عموم الاخلاق لها حدود من حيث الاعلى فلا ينبغي الزيادة فيه ومن حيث الادنى فلا ينبغي النقص منه وضرب امثلة لذلك يعني مثلا التواضع له حد لكن لا ينبغي ان يصل الى درجة ان يهين الانسان نفسه ولا ينبغي للانسان ان يترك التواضع بحيث يصل الى الكبر فله حد في الاعلى حد في الادنى هكذا الغضب الغضب له حد فاذا كان الغظب لله عز وجل فهي شجاعة محمودة يغضب الانسان لعرضه لماله لنفسه فيمتنع عن الرذائل لكن لا ينبغي ان يتعداها فيصل الى اتلاف الناس ولا ينبغي ترك الغضب حتى يقال فلان لا يغضب على اهله فيوصف الرجل بالجبن والخور وهكذا ما ذكره رحمه الله من الحرص والحسد وغير ذلك من الصفات التي لابد للبشرية منها لكن بحد بقدر نعم قال رحمه الله تعالى وللشهوة حد وهو راحة القلب والعقل للطاعة واكتساب الفضائل والاستعانة بفضائها ذلك فمتى زادت على ذلك صارت نهمة وشفقا والتحقق والتحق والتحق صاحبها بدرجة ومتى نقصت عنه ولم يكن فراغا في طلب الكمال والفضل كانت ضعفا وعجزا ومهانة. يعني الشهوة سواء كان شهوة البطن او شهوة الفرج او شهوة اللسان ايا كان او شهوة السمع او شهوة النوم هذه لها حدود فلا ينبغي ان يزيد فيها الانسان حتى يشبه بالحيوانات فلا يكون شأنه شهوة فرجه فيقال كالقرد ينزي ينزو كل ساعة ولا يكون يطغى في شهوة النوم فيكون مثل الدب نؤوما وهكذا بل ينبغي ان يكون بين بين ولنعلم ولنعلم ان الله جل وعلا جعل هذه صفات فينا صفات الشهوانية لحكم عظيمة ولولا ان الله يسر طريقة شرعية للاكل والشرب والجماع والكلام والنظر والسماع يتعقد الانسان لكن الحمد لله ان الشريعة سمحة الشريعة سمح تريد ان تستمع الى الصوت الحسن فاستمع الى الصوت الحسن وصاحبه يتلو القرآن او يتلو الحديث او يقرأ الشعر تريد ان تنظر الى المناظر الحسنة فانظر الى ما اباح الله عز وجل لك تريد ان تنام فنم لكن استيقظ للصلوات نعم قال رحمه الله تعالى وللراحة حد وهو اجمال النفس وهو اجمال النفس والقوى المدركة والفعالة الاستعداد للطاعة واكتساب الفضائل وتوفرها على ذلك بحيث لا يضعفها الكد والتعب ويضعف اثرها اثرها ومتى زاد على ذلك صار ثوانيا وكسلا واضاعة فات به اكثر مصالح العبد متى نقص عنه صار مضر مضرا بالقوة مطمئنا لها وربما انقطع به كالنوم بت المنبت الرجل السريع اللي يركض يركض اول شي وبعدين خلاص يطيح كالمنبت ويروى حديث ان المنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى لكن الحديث وان كان معناه صحيح لكن لا يجوز اه ان ننسبه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم. صحيح. هل من بث الذي لا ارظ انقطع ولا ظهرا ابقى والجود له حد بين طرفين. فمتى جاوز حد حده صار اسراف وتبذيرا. متى نقص عنه كان نفلا وتقتيرا؟ بعظ الناس يريد يريح نفسه بدال ما يذهب الى البحر وينظر او الى البر وينظر طويل العمرة ويرتاح يسافر الى بلاد الكفر فيرتكب المحرمات فلا يرتاح بل يركب نفسه الديون والهموم هذه مصيبة المصائب او يذهب الى بلاد البدعة فيرى البدع والمنكرات اجمام النفس ممكن بالطرق اليسيرة ولله الحمد والمنة والنفس لابد لها من الراحة يعني انت مثلا لو قلنا تطلب العلم كل يوم بحيث ما تأخذ راحة لا جمعة ولا غيرها ستنقطع ولهذا نجد ان علماء النفس اليوم جعلوا الدراسة تسعة اشهر في العام صح ولا لا؟ ليش حتى لا يمل الناس لا تمل النفوس فالراحة لا بد منها وهنا يأتي حديث سلمان الفارسي قال ساعة لربك وساعة لزورك وساعة لنفسك نعم وقد قال رحمه الله تعالى على الشجاعة حد متى جاوزته؟ جاوزته صارت تهورا ومتى نقصت عنه صارت جبنا وخورا الاقدام في مواضع اقدام والاحجام في مواضع الاحجام. كما قال معاوية العمر ابن العاص اعيان ان اعرف شجاعا ان انت امجد تقدم حتى اقول من اشجع الناس. من؟ من اشجع تقدم حتى يقول من اشجع الناس وتجبن حتى اقول من اجبن الناس فقال شجاع اذا ما انكلتني فرصة فان لم تكن فرصة فجبان والغيرة لها حد اذا جاوزته صارت تهمة تهمة تهمة وظنا سيئا بالبيت وان قصرت عنه تغافلا ومبادئ دياثة وللتواضع حد اذا جاوزه كان ذلا ومهانة ومن قصر عنه انحرف الى الكبر والفخذ. وللعز حد اذا جاوزه كان خلقا مذموما ان يقصر عن منحرف الى الذل والمهانة يضابط يضابط هذا كله العدل وهو الاخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الافراط والتفريط وعليه بناء مصالح الدنيا والاخرة بل لا تقوم مصلحة البدن الا به. فانه متى خرج بعض اخلاقه عن العدل وجاوزه او نقص عنه او نقص عنه ذهبا من صحته وقوته بحسب ذلك وكذلك الافعال الطبيعية كالنوم والسهر والاكل والشرب والجماع والحركة والرياضة والخلوة والمخالطة وغير ذلك اذا لكانت وسطا بين الطرفين المذبومين كانت عدل وانحرفت الى احدهما كانت نقصا واثمرت نقصا. هذه المهمة ما هو ضابط حد الاخلاق؟ ضابط حد الاخلاق العدل الوسط لا افراط ولا تفريط لا زيادة ولا نقص وعلى العدل بناء مصالح الدنيا والاخرة الا ترى ان الشمس وضعها الله في مكان لو كان اقرب من ذلك لاحترق الناس ولو كان ابعد من ذلك لتجمد الناس وهو قائم على الميزان والعدل حد الاخلاق في بدن الانسان قائمة على العدل ومتى ما عملته بالعدل استقامت لك الاخلاط ومتى ما فرطت حينئذ لا تستطيع ان تسيطر على هذه الاخلاق حتى الافعال الطبيعية النوم والسهر والاكل والشرب والرياضة والجماع والخلوة والمخالطة لابد ان تكون بعدل ما يصير يوم واحد تركض ثلاثين كيلو وبعدين ما تمشي ولا يوم خربت بدنك امشي كل يوم ساعة تصلح بدنك وتريح نفسك ولا يصح ان الانسان يفرط في النوم ينام خمستعشر ساعة ثمانتعشر ساعة مثل ما سمعنا من بعض الناس هذا ما يصلح لا بد الانسان يسيطر على نفسه ويضبطها بالعدل. الميزان العادل لا افراط ولا تفريط فان كان مريظا بل يعالج ان الله جل وعلا ما جعل داء الا وانزل دواء نعم قال الله تعالى فمن اشرف العلوم وانفعها علم الجدود. ولا سيما حدود حدود المشروع المأمور والمنهي اعلم الناس يعلمون تلك الحدود حتى لا يدخل فيها ما ليس منها ولا يخرج منها ما هو داخل فيها قال تعالى الاعرابي وصدوا كفرا ونفاقا الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله اعدل الناس من قام بحدود الاخلاق والاعمال والمشروعات معرفة وفعلا وبالله التوفيق. معرفة الحدود من اشرف العلوم ما معنى معرفة الحدود من اشرف العلوم؟ يعني ان طالب العلم عليه ان يعرف حد الشيء ما هو حد الممدوح من الشجاعة ما هو الحد الممدوح من الحياء ما هو الحد الممدوح من الكرم ما هو الحد الممدوح من الغيرة يعرف حده الاعلى والادنى حده الاعلى حتى لا يتجاوزه حده الادنى حتى لا ينقص منه فلا يختلط بغيره بل ان معرفة علم الحدود في عموم الشرع فيما امر ونهى هذا من انفع العلوم فهو يعرف ما هو حد الفرض وهو حد المحرم فهو حد المكروه فهو حد المندوب يعرف ما هو حد الحلال ما هو حد الحرام بتعريف جامع يدخل فيه كل مفردات المحدود ولا يخرج عنه شيء من المحدود وهذا الذي يسميه اهل الكلام بالحد الجامع الذي لا يخرج من المحدود شيء ولا يدخل فيه شيء وقد ذكر الله جل وعلا على صيغة الذم على صفة الذم الاعراب فقال الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله. حدود ومثل هذا ايضا في ذكر الحدود ما جاء في حديث بحديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه عند الترمذي وغيره وهو عند البخاري بعضه قال ومن يوشك ان يرتع في الحمى يوشك ان يقع فيه الاوان حدود الله محارم ولهذا لو قيل من العالم لقلنا في تعريفه الذي يفرق بين الحلال والحرام يعرف الحد الفاصل يأتي انسان اليك ويقول لك الخنزير خلقه الله والخروف خلقه الله لماذا؟ هذا حلال وهذا حرام يعرف الفرق بينهما فيقول هذا خلقه الله وحرمه خلقه لحكمة لا للاكل وهذا خلقه الله واحله لحكمة فيعرف الحكمة يقول البيع والربا احل الله البيع وحرم الربا صورتهما بيع لكن هذا حلال وهذا حرام فالعالم هو الذي يعرف الحدود الفاصلة نعم واعدل الناس من قام بحدود الاخلاق والاعمال والمشروعات معرفة وفعلا تجده لا يتعنت لا يتشدد ليش؟ لانه يعرف الحدود يعرف حدود الساعة يعرف متى يوسع يعرف متى يضيق يعرف متى يتساهل يعرف متى يتشدد حتى في السياسة قيل لمعاوية رضي الله عنه كيف اصلحت ما بينك وبين الناس قال ان بيني وبينهم شعرة اذا ارخوه شدد واذا شدوا ارخيت فلا تنقطع الشعر نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى اصلا قال ابو الدرداء رضي الله عنه يا حبذا نوم اكياس وفطرهم كيف يأكلون به قياما وصومه افضل من امثال الجبال عبادة من المغتربين. الله اكبر. كلمة جميلة من ابي الدرداء رضي الله عنه يا حبذاك نوم الاكياس وفطره يعني هم نايمين هم مفطرين ها هم ممدوحين كيف يغبنون به؟ قيام الحمقى وصومهم حمقى قايمين يصلون الليل وهذولاك سبقوهم وهم نايمين والذرة اي العمل القليل من صاحب تقوى افضل من امثال الجبال عبادة من المغترين من هو المغتر؟ هو الذي لم يعرف نفسه هو الذي يتمنن على ربه بعبادته نعم قال تعالى وهذه من جواهر الكلام وادل ادله على كمال فقه الصحابة وتقدمهم على من بعدهم في كل خير الله عنه فاعلم ان العبد انما يقطع منازل السيء الى الله بقلبه وهمته لا ببدنه والتقوى في الحقيقة في الحقيقة في الحقيقة وان التقوى في الحقيقة تقوى القلوب لا تقوى الجوارح. قال تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب فقال لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم التقوى ها هنا واشار الى صدره الكيس يقطع من المسافة بصحة العزيمة وعلو الهمة وتجريج القصد وصحة النية مع العمل القليل اضعاف اضعاف ما يقطع الفارغ من ذلك مع التعب الكثير والسهر المشق. ان العزيمة والمحبة تذهب مشقة وتطيب السير والتقدم والسبح الى الله سبحانه انما هو بالمم وصدق الرغبة والعزيمة. فيتقدم صاحب الهمة مع سكونه مع سكونه صاحب العمل الكثير بمراحل. فان فان سواه في همته تقدم عليه بعمله وهذا موضع يحتاج الى تفصيل يوافق فيه الاسلام الاحسان. يعني هذه مسألة مهمة وهي كيف يسير العبد الى الله جل وعلا فالسير الى الله تبارك وتعالى لا يكون بمجرد سير الاقدام بل ينبغي ان يسبق سير الاقدام سير القلوب فاذا ما صارت القلوب الى العلام الغيوم فحينئذ سير اقدامنا نافع والا فانه يسير لكنه لا يصل وينبغي على الانسان ان يكون صاحب همة وان يدرك ان الله جل وعلا انما يريد منا قلوبنا لا يريد منا ظواهر اعمالنا انت تنحر وفلان ينحر ويجعل البدن لله وهذا يهدي اللحم وهذا يهدي اللحم لكن الله يقول لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم والتقوى محله القلب محلها القلب ما الذي في قلبك من عظمة الله ما الذي في قلبك من الخضوع لله ما الذي في قلبك من الحب لله ما الذي في قلبك من الرغبة والرهبة من الله نعم قال رحمه الله تعالى فاكمل الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان موفيا كل واحد منهما حقا وكان مع كماله وارادته واحواله مع الله يقوم حتى قدماه. ويصوم حتى يقال لا يفطر ويجاهد في سبيل الله واصحابه ولا يحتجب عنهم ولا بشيء من النوافل تلك الواردات التي تعجز عن حملها هو البشر والله تعالى امر عباده ان يقوموا شرع الاسلام على طواهيهم وحقائق الايمان على باطلهم. ولا يقبل الواحد ولا يقبل ولا يقدر واحد منهما الا بصاحبه وقرينه. في المسند مرفوعا الاسلام علانية والايمان في القلب. فكل سام ظاهر لا ينفذ صاحبه منه الى الحقيقة الايمان الباطلة فليس بنافع حتى يكون معه شيء من الايمان الباطل وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبها بشراع لسان الظاهرة لا تنفع ولو كانت ما كانت. فلو تمزق القلب بالمحبة والخوف يتعبد بالامر وظاهر الشرع واحضار شرعي لم لم ينجز ذلك من النار كما انه لو قاموا بظواهر الاسلام وليست الوطني حقيقة الايمان لم ينجي ذلك من اثاره نعم. واذا عرف هذا الصادقون السائرون الى الله والدار الاخرة اسمع. قسم صرفوا ما فضل من اوقاتهم بعد الفرائض الى النوافل البدنية وجعلوها دأبهم من غير حرص منهم على تحقيق اعمال القلوب ومنازلها واحكامها. ولنكون خاليين من اصلها لكن لكن هممه مصروفة لاستكثاره من الاعمال وقسم صرفوا ما فضل عن الفرائض والسنن الى الاهتمام بصلاح قلوبهم وعفوفها على الله وحده والجمع والجمعية والجمعية عليه. اصول الجمعية عليه. مع ان الجمعية يعني اجتماع القلب على الله فيصير القلب ليس له غم ولا هم ولا فكر الا رضا الله. هذا معنى الجمعية نعم والجمعية عليه مثل الحين عندنا عندهم جمعية شنو يعني جمعية؟ فيها كل شيء فمعنى الجمعية كل شيء تجمعه لله نعم والجمعية عليه وحفظ الخواطر والايرادات معه. وجعلوا قوة تعبدهم باعمال القلوب من تصحيح المحبة والخوف والرجاء والتوكل والانابة. ورأوا ان ايسر نصيب من الواردات التي ترد قلوبهم من الله من الله احب كثير من التطوعات البدنية. فاذا حصل لاحدهم جمعية ووارد انس وقوة ووارد انس نعم ووارد انس او حب او اشتياق او انكسار وذل لم يستبدل به شيء سواه الا ان يجيء الامر فيبادر اليهم ذلك الوارد ان امكنه. والا والا بادر الى الامر ولو ذهب الوالد اذا جاءت النوافل فهؤلاء معترك التودد فان امكن القيامة اليها به فذاك ولى نظر في الارجح الارجح الحب الى الله هل هو القيام تلك النافلة ولو ذهب ولو ذهب وارده ولو ذهب والده كاغاثة الملفوف وارشاد ضال وجبر مكسور عبادة ايمان ونحو ذلك. فها هنا ينبغي تقديم النافلة الراجحة ومتى قدمها لله رغبة فيه وتقربا اليه فانه يرد عليه ما فات من ولده اقوى مما كان في وقت اخر. وان كان الوالد ارجح من النافلة والاستمرار في الارض. في والده حتى يتوارى فانه يفوته النافلة لا تفوت وهذا موضع يحتاج الى فضل وفقه للضيق ومواكب الايمان وتقديم اهم منها فالاهم والله والله الموفق لذلك لا اله غيره ولا رب سواه لابد ان ندرك ان الانسان الذي يريد ان يصل الى الله جل وعلا ان يجمع بين العمل الظاهر والعمل الباطن بين عمل القلب وعمل الجوارح وهذا هو الاسلام والاحسان واكمل هدي في هذا هدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وما زعمه بعض الناس من انه يريد الوصول الى الله الحقيقة التي هي عندها الباطن لا بالشريعة فهذه زندق وان زعم انسان انه يصل بالظاهر دون الباطن فهذا عمل المنافقين نسأل الله السلامة والعافية فالباطن متوقف على غذاء الظاهر والظاهر متوقف على تربة الباطن فاذا صحت تربة الباطن في القلب صح نماء العمل واذا صح نماء العمل كان ما في الباطن نافعا مثمرا وقوله اذا عرف هذا فالصادقون السائرون الى الله والدار الاخرة قسمان يعني هذا حال الناس طبعا الاكمل الجمع بينهما قسم صرفوا ما فضل من اوقاتهم بعد الفرائض الى النوافل البدنية يعني ما قدروا يجمعون بين الامرين فصار همهم الغالب عليهم في النوافل البدنية اذا ما وجد فراغا وهؤلاء على خير وقسم صرفوا ما فضل عن الفرائض والسنن الى الاهتمام بصلاح قلوبهم وواردات قلوبهم ما هي الواردات على القلب؟ الانس بالله جل وعلا. حب الله جل وعلا. اشتياق الى الله تبارك وتعالى الذل بين يديه سبحانه الانكسار بين يديه سبحانه فيرى من الايات ما يجعله يعيش في هذه الواردات في انس ونعيم لكن اذا تعارض هذا الانس والنعيم مع مع النوافل فالافظل ان يقدم النوافل لماذا؟ لان الانس حظ النفس والنافلة حكم الشرع. فحكم الشرع مقدم على حظ النفس وهذا موضع كما قال يحتاج فيه الانسان الى فظل فقه في الطريق فانظر الى نفسك كيف حالك؟ ان كان الحال عليك صلاح القلب موجود والعمل مفقود فزد في العمل وان كان العكس العمل موجود وصلاح القلب مفقود فاهتم بمرظ قلبك هذا هو الذي انت تحتاج اليه في فقه الطريق الى الله عز وجل نكتفي بهذا القدر وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين