المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله وقوله تعالى قل ان كان اباؤكم الى قوله احب اليكم من الله ورسوله الاية عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده. ووالده والناس اجمعين اخرجه ولهما عنه قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار في رواية لا يجد احد حلاوة الايمان حتى اكون احب اليه الى اخره وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال من احب في الله وابغض في الله ووالى في الله وعاد في الله انما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبد طعم الايمان وان كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على امر الدنيا وذلك لا يجدي على اهله شيئا رواه ابن جرير وقال ابن عباس في قوله تعالى وتقطعت بهم الاسباب قال المودة فيه مسائل الاولى تفسير اية البقرة الثانية تفسير اية براءة الثالثة وجوب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والاهل والمال الرابعة ان نفي الايمان لا يدل على الخروج من الاسلام الخامسة ان للايمان حلاوة قد يجدها الانسان وقد لا يجدها السادسة اعمال القلب الاربعة التي لا تنال ولاية الله الا بها ولا يجد احد طعم الايمان الا بها السابعة فهم الصحابي للواقع ان عامة المؤاخاة على امر الدنيا الثامنة تفسير قوله تعالى وتقطعت بهم الاسباب التاسعة ان من المشركين من يحب الله حبا شديدا العاشرة الوعيد على من كانت الثمانية احب اليه من دينه الحادية عشرة ان من اتخذ ندا تساوي محبته محبة الله فهو الشرك الاكبر قال الشيخ السعدي رحمه الله باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله اصل التوحيد وروحه اخلاص المحبة لله وحده وهي اصل التأله والتعبد له بل هي حقيقة العبادة ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه وتسبق محبته جميع المحاب وتغلبها ويكون لها الحكم عليها. بحيث تكون سائر محاب العبد تبعا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد وفلاحه ومن تفريعها وتكميلها الحب في الله والبغض في الله ايحب العبد ما يحبه الله من الاعمال والاشخاص ويبغض ما يبغضه الله من الاشخاص والاعمال ويوالي اولياءه يعادي اعداءه وبذلك يكمل ايمان العبد وتوحيده اما اتخاذ انداد من الخلق يحبهم كحب الله ويقدم طاعتهم على طاعة الله ويلهج بذكرهم ودعائهم هذا هو الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله صاحب هذا الشرك قد انقطع قلبه من ولاية العزيز الحميد وتعلق بغيره ممن لا يملك له شيئا وهذا السبب الواهي الذي تعلق به المشركون سينقطع يوم القيامة احوج ما يكون العبد لعمله وستنقلب هذه المودة والموالاة بغضا وعداوة واعلم ان انواع المحبة ثلاثة اقسام الاول محبة الله التي هي اصل الايمان والتوحيد الثاني المحبة في الله. وهي محبة انبياء الله ورسله واتباعهم ومحبة ما يحبه الله من الاعمال والازمنة والامكنة وغيرها وهذه تابعة لمحبة الله ومكملة لها الثالث محبة مع الله وهي محبة المشركين لالهتهم واندادهم من شجر وحجر وبشر وملك وغيرها وهي اصل الشرك واساسه وهنا قسم رابع وهو المحبة الطبيعية التي تتبع ما يلائم العبد ويوافقه من طعام وشراب ونكاح ولباس وعشرة وغيرها وهذه اذا كانت مباحة فان اعانت على محبة الله وطاعته دخلت في باب العبادات وانصدت عن ذلك وتوسل بها الى ما لا يحبه الله دخلت في المنهيات والا بقيت من اقسام المباحات والله اعلم