المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله السادس والتسعون والمائتان الحديث الثاني عن انس بن مالك رضي الله عنه ان نفرا من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم سألوا ازواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا اتزوج النساء وقال بعضهم لا اكل اللحم وقال بعضهم لا انام على فراش فبلغ النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ذلك فحمد الله واثنى عليه وقال ما بال اقوام قالوا كذا وكذا ولكني اصلي وانام واصوم وافطر واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث انس ان نفرا من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم سألوا ازواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عمله في السر اي من شدة رغبتهم في العبادة واجتهادهم وكانوا من اجلاء الصحابة منهم علي وسعد بن ابي وقاص وعثمان بن مظعون وسألوهن عن عمله في السر لانهم يعلمون من عمله في العلانية فلما اخبرنهم كأنهم تقالوا ذلك فقالوا اين نحن من رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فارادوا زيادة على ذلك من رغبتهم واجتهادهم وقد اخطأوا رضي الله عنهم فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم اتقى الناس وارغبهم في الخير وقد بعث بالحنيفية السمحة فقال بعضهم لا اتزوج النساء ايس انقطع للعبادة من صيام وصلاة ونحوها واترك التنعم بالنساء وقال بعضهم لا اكل اللحم اي سانقطع للعبادة واتعبد بترك هذه الشهوة وهذا التنعم وقال بعضهم لا انام على فراش اي ساقوم الليل كله دائما وابدا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقام فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد ما بال اقوام قالوا كذا وكذا وكانت هذه عادته صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا بلغه امر عن احد واراد انكاره قام فخطبهم فحمد الله واثنى عليه ثم بين المقصود وكان يعم ولا يخص على احد ليكون ابلغ واقرب لحصول المقصود كما تقدم من قوله ما بال اقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله الى اخره ثم بين هديه وسنته فقال لكني اصلي وانام واصوم وافطر واتزوج النساء وفي بعض الاحاديث واكل اللحم اي ان دينه يسر كله ثم حذر من مخالفة هديه فقال فمن رغب عن سنتي فليس مني فهذا هديه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وفيه ان التزوج مع الشهوة افضل من نوافل العبادات لانه معين على الطاعة ولو لم يكن فيه الا اتباع امر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكفى فكيف وفيه فوائد كثيرة منها اعفاف نفسه وزوجته والقيام بمؤونتها وتحصيل الولد وتكثير النسل الى غير ذلك من المصالح الكثيرة وهو سبب لزيادة الرزق فانه على قدر المؤونة تأتي المعونة فهذا هدي الرسول وامره بخلاف ما يقول بعض المفترين من تزوج فقد ركب السفينة ومن ولد له فقد غرق فهذا كلام باطل مخالف لكلام رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم