المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. هذا في في بيان براءة الملائكة عليهم السلام عما قاله فيهم المشركون وانهم عباد الله لا يعصونه طرفة عين فما منهم من احد الا له مقام وتدبير قد امره الله به. لا يتعداه ولا يتجاوزه وليس له من الامر شيء وانا لنحن الصافون في طاعة الله وخدمته وانا لنحن المسبحون لله عما لا يليق به. فكيف مع هذا يصلحون ان يكونوا شركاء لله تعالى الله لكنا عباد الله المخلصين. فكفروا به يخبر تعالى ان هؤلاء المشركين يظهرون التمني ويقولون لو جاءنا من الذكر والكتب وبما جاء الاولين لاخلصنا لله العبادة. بل لكنا المخلصين على الحقيقة. وهم كذبة في ذلك. فقد جاءهم افضل الكتب كفروا به فعلم انهم متمردون على الحق. فسوف يعلمون العذاب حين يقع بهم ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم فتول ولا يحسب ايضا انهم في الدنيا غالبون. بل قد سبقت كلمة الله التي لا مرد لها ولا مخالف لها لعباده المرسلين وجنده المفلحين. انهم الغالبون لغيرهم المنصورون من ربهم نصرا عزيزا. يتمكنون في من اقامة دينهم. وهذه بشارة عظيمة لمن اتصف بانه من جند الله. بان كانت احواله مستقيمة. وقاتل من امر بقتال انه غالب منصور. ثم امر رسوله بالاعراض عن من عاندوا ولم يقبلوا الحق. وانه ما بقي الا انتظار ما يحل بهم من العذاب ولهذا قال فسوف يبصرون من يحل به النكال فانه سيحل بهم وتول عنهم حتى حين وابصر فسوف فاذا نزل بساحتهم اي نزل عليهم وقريبا منهم لانه صباح الشر والعقوبة والاستئصال. ثم كرر الامر بالتولي عنهم وتهديدهم بوقوع العذاب. ولما ذكر في هذه السورة كثيرا من اقوالهم الشنيعة التي وصفوه بها. نزه نفسه عنها فقال سبحان ربك اي تنزه وتعالى رب العزة اي الذي عز فقهر كل شيء واعتز عن كل سوء يصفونه به لسلامتهم من الذنوب والافات. وسلامة ما وصفوا به فاطر الارض والسماوات الالف واللام للاستغراق. فجميع انواع الحمد من الصفات الكاملة العظيمة والافعال التي ربى بها العالمين. وادر عليهم فيها النعم وصرف عنهم بها النقم. ودبرهم تعالى في حركاتهم وسكونهم. وفي في جميع احوالهم كلها لله تعالى. فهو المقدس عن النقص المحمود بكل كمال. المحبوب المعظم ورسله سالمون عليهم ومن اتبعهم في ذلك له السلامة في الدنيا والاخرة. واعداؤه لهم الهلاك والعطب في الدنيا والاخرة