المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم. تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. يخبر الا عن عظمة القرآن وجلالة من تكلم به ونزل منه. وانه نزل من الله العزيز الحكيم. اي الذي وصفه الالوهية للخلق. وذلك بعظمته وكماله والعزة التي قهر بها كل مخلوق. وذل له كل شيء. والحكمة في خلقه وامره. فالقرآن نازل ممن هذا وصفه والكلام وصف للمتكلم والوصف يتبع الموصوف. فكما ان الله تعالى الكامل من كل وجه الذي لا مثيل له. فكذلك كلامه امن من كل وجه لا مثيل له. فهذا وحده كاف في وصف القرآن. دال على مرتبته ولكنه مع هذا زاد بيانا لكماله بمن نزل عليه وهو محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو اشرف الخلق فعلم انه اشرف الكتب. وبما نزل به وهو الحق فنزل بالحق الذي لا مرية فيه لاخراج الخلق من الظلمات الى النور ونزل مشتملا على الحق في اخباره الصادقة واحكامه العادلة. فكل ما دل عليه فهو اعظم انواع الحق. من جميع المطالب العلمية وما بعد الحق الا الضلال. ولما كان نازلا من الحق مشتملا على الحق لهداية الخلق. على اشرف الخلق عظمت فيه النعمة وجلت ووجب القيام بشكرها وذلك باخلاص الدين لله. فلهذا قال اي اخلص لله تعالى جميع دينك من الشرائع الظاهرة والشرائع الباطنة الاسلام والايمان والاحسان بان تفرد الله وحده بها وتقصد فيها وجهه لا غير ذلك من المقاصد. هذا تقرير للامر بالاخلاص. وبيان انه تعالى كما ان له الكمال كله وله التفضل على عباده من جميع الوجوه. فكذلك له الدين الخالص الصافي من جميع الشوائب. فهو الدين الذي ارتضاه لنفسه وارتضاه ولصفوة خلقه وامرهم به. لانه متضمن للتأله لله في حبه وخوفه ورجائه. وللانابة اليه في عبوديته. والانابة اليه في تحصيل مطالب عباده. وذلك الذي يصلح القلوب ويزكيها ويطهرها. دون الشرك به في شيء من العبادة. فان الله بريء وليس لله فيه شيء. فهو اغنى الشركاء عن الشرك. وهو مفسد للقلوب والارواح والدنيا والاخرة. مشق للنفوس غاية الشقاء فلذلك لما امر بالتوحيد والاخلاص نهى عن الشرك به واخبر بذم من اشرك به فقال والذين اتخذوا من دونه والذين اتخذوا من دونه اولياء ان يتولونهم بعبادتهم ودعائهم معتذرين عن انفسهم وقائلين ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. اي لترفع حوائجنا لله وتشفع فعلنا عنده والا فنحن نعلم انها لا تخلق ولا ترزق. ولا تملك من الامر شيئا. اي فهؤلاء قد تركوا ما امر الله به من الاخلاص وتجرأوا على اعظم المحرمات وهو الشرك. وقاسوا الذي ليس كمثله شيء. الملك العظيم بالملوك. وزعموا بعقولهم الفاسدة رأيهم السقيم ان الملوك كما انه لا يوصل اليهم الا بوجهاء وشفعاء ووزراء يرفعون اليهم حوائج رعاياهم يعطفونهم عليهم ويمهدون لهم الامر في ذلك ان الله تعالى كذلك. وهذا القياس من افسد الاقيسة وهو يتضمن التسوية بين الخالق هو المخلوق مع ثبوت الفرق العظيم عقلا ونقلا وفطرة. فان الملوك انما احتاجوا للوساطة بينهم وبين رعاياهم. لانهم لا يعلمون احد ولهم فيحتاج من يعلمهم باحوالهم. وربما لا يكون في قلوبهم رحمة لصاحب الحاجة. فيحتاج من يعطفهم عليه ويسترحمه لهم ويحتاجون الى الشفعاء والوزراء ويخافون منهم. فيقضون حوائج من توسطوا لهم مراعاة لهم ومداراة لخواطرهم. وهم ايضا ترى قد يمنعون لما يخشون من الفقر. واما الرب تعالى فهو الذي احاط علمه بظواهر الامور وبواطنها. الذي لا يحتاج من يخبره ولرعيته وعباده. وهو تعالى ارحم الراحمين. واجود الاجودين. لا يحتاج الى احد من خلقه يجعله راحما لعباده. بل هو ارحم بهم من انفسهم ووالديهم. وهو الذي يحثهم ويدعوهم الى الاسباب التي بها ينالون رحمته. وهو يريد من مصالحهم ما لا يريدونه لانفسهم. وهو الغني الذي له الغنى التام المطلق. الذي لو اجتمع الخلق من اولهم واخرهم في صعيد واحد فسألوه. فاعطى كلا منهم ما سأل وتمنى لم ينقصه غناه شيئا ولم ينقصه مما عنده الا كما ينقص البحر اذا غمس فيه المخيط. وجميع الشفعاء يخافونه فلا يشفع منهم احد الا باذنه وله الشفاعة كلها. فبهذه الفروق يعلم جهل المشركين به وسفههم العظيم. وشدة جرائتهم عليه يعلم ايضا الحكمة في كون الشرك لا يغفره الله تعالى. لانه يتضمن القدح في الله تعالى. ولهذا قال حاكما بين الفريقين المخلصين المشركين وفي ضمنه التهديد للمشركين. وقد علم ان حكمه ان المؤمنين المخلصين في جنات النعيم. ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة. ومأواه النار من هو كاذب ان الله لا يهدي اي لا يوفق للهداية الى الصراط المستقيم من هو كاذب كفار اي وصفه او الكفر بحيث تأتيه المواعظ والايات ولا يزول عنه ما اتصف به. ويريه الله الايات فيجحدها ويكفر بها ويكذب. فهذا انى له الهدى وقد سد على نفسه الباب. وعوقب بان طبع الله على قلبه فهو لا يؤمن. لو اراد الله ان يتخذ اي لو اراد الله ان يتخذ ولدا كما زعم ذلك من زعمه. من سفهاء الخلق لاصطفى مما يخلق ما يشاء. اي لاصطفى بعض التي يشاء اصطفائه واختصه لنفسه وجعله بمنزلة الولد ولم يكن حاجة الى اتخاذ الصاحبة سبحانه عما ظنه به الكافرون او نسبه اليه الملحدون. هو الله الواحد القهار. اي في ذاته وفي اسمائه وفي صفاته وفي افعاله. فلا شبيه له في شيء من ذلك ولا مماثل. فلو كان له ولد لاقتضى ان يكون شبيها له في وحدته لانه بعضه وجزء منه. القهار لجميع العالم العلوي والسفلي. فلو كان له ولد لم يكن مقهورا كان له ادلال على ابيه ومناسبة منه. ووحدته تعالى وقهره متلازمان. فالواحد لا يكون الا قهارا. والقهار لا يكون الا واحدة وذلك ينفي الشرك له من كل وجه خلق السماوات والارض بالحق يكور الليل على النهار. يكور الليل على النهار ويكور النهار يخبر تعالى انه خلق السماوات والارض اي بالحكمة والمصلحة وليأمر العباد وينهاهم ويثيبهم ويعاقبهم اه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل. اي يدخل كلا منهما على الاخر ويحله محله. فلا يجتمع هذا وهذا بل اذا اتى احدهما انعزل الاخر عن سلطانه وسخر الشمس والقمر بتسخير منظم وسير مقنن كل من الشمس والقمر يجري متأثرا عن تسخيره تعالى لاجل مسمى. وهو انقضاء هذه الدار وخرابها. فيخرب الله الاتها وشمسها وقمرها وينشئ الخلق نشأة جديدة ليستقروا في دار القرار الجنة او النار هو العزيز الذي لا يغالب. القاهر لكل شيء الذي لا يستعصي عليه شيء. الذي من عزته اوجد هذه المخلوقات العظيمة. وسخرها تجري بامره الغفار لذنوب عباده التوابين المؤمنين. كما قال الله تعالى واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى الغفار لمن اشرك به بعدما رأى من اياته العظيمة. ثم تاب واناب فمنها زوجها وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواجا امهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا اله الا هو فان عزته انه خلقكم من نفس واحدة على كثرتكم وانتشاركم في انحاء الارض ثم جعل منها زوجها وذلك ليسكن اليها وتسكن اليه. وتتم بذلك النعمة وانزل لكم من الانعام. اي خلق بقدر نازل منه رحمة بكم ثمانية ازواج وهي التي ذكرها في سورة الانعام ثمانية ازواج من الضأن اثنين من المعز اثنين ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين. وخصها بالذكر مع انه انزل لمصالح عباده من البهائم غيرها. لكثرة نفعها وعموم مصالحها ولشرفها. والاختصاصها باشياء لا يصلح غيرها. كالاضحية والهدي والعقيقة. ووجوب الزكاة فيها واختصاصها بالدية ولما ذكر خلق ابينا وامنا ذكر ابتداء خلقنا فقال هاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات يخلقكم في بطون امهاتكم خلقا من بعد خلق اي طورا بعد طور وانتم في حال لا يد مخلوق تمسكم ولا عين تنظر اليكم. وهو قد رباكم في ذلك المكان الضيق ظلمة البطن ثم ظلمة الرحم ثم ظلمة المشيمة. ذلكم الله ربكم له الملك لا لا اله الا هو فانى تصرفون. ذلكم الذي خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر وخلقكم وخلق لكم الانعام والنعم. الله ربكم اي المألوه المعبود الذي رباكم ودبركم. فكما انه الواحد في خلقه وتربيته لا شريك انه في ذلك فهو الواحد في الوهيته لا شريك له. ولهذا قال لا اله الا هو فانى تصرفون بعد هذا البيان ببيان تعالى للاخلاص وحده الى عبادة الاوثان التي لا تدبر شيئا وليس لها من الامر شيء الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وان تشكروا يرضه لكم. ولا تزر وازرة ان تكفروا فان الله غني عنكم لا يضره كفركم ما لا ينتفع بطاعتكم. ولكن امره ونهيه لكم محض فضله واحسانه عليكم. ولا يرضى لعباده الكفر. لكمال احسانه وعلمه ان الكفر يشقيهم شقاوة لا يسعدون بعدها. ولانه خلقهم لعبادته. فهي الغاية التي خلق لها الخلق. فلا يرضى ان يدعوا ما خلقهم لاجله. وان تشكروا لله تعالى بتوحيده واخلاص الدين له. يرضه لكم برحمته بكم ومحبته للاحسان عليكم ولفعلكم ما خلقكم لاجله. وكما انه لا يتضرر بشرككم. ولا ينتفع باعمالكم وتوحيدكم. كذلك كل احد منكم له عمله من خير وشر. ولا تزر وازرة وزر اخرى. ثم الى ربكم مرجعكم في يوم القيامة اخبارا احاط به علمه وجرى عليه قلمه وكتبته عليكم الحفظة الكرام وشهدت به عليكم الجوارح فيجازي كلا منكم ما يستحقه. اي بنفس الصدور وما فيها من وصف بر او فجور. والمقصود من هذا الاخبار بالجزاء بالعدل التام ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من من قبل وجعل لله اندادا. وجعل لله اندادا ليضل عن سبيله بكفرك طنينا انك من اصحاب النار. يخبر تعالى عن كرمه بعبده واحسانه وبره قلة شكر عبده وانه حين يمسه الضر من مرض او فقر او وقوع في كربة بحر او غيره. انه يعلم انه لا ينجيه في هذه الحال ان الله سيدعوه متضرعا منيبا ويستغيث به في كشف ما نزل به ويلح في ذلك. ثم اذا خوله الله نعمة منه بان كشف ما به من الضر والكربة نسي ما كان يدعو اليه من قبل. اي نسي ذلك الضر الذي دعا الله لاجله. ومر كانه ما اصابه الضر. واستمر وعلى شركه وجعل لله اندادا ليضل عن سبيله اي ليضل بنفسه ويضل غيره ان الاضلال فرع عن الضلال. فاتى بالملزوم ليدل على اللازم قل لهذا العاتي الذي بدل نعمة الله كفرا. تمتع بكفرك قليلا. انك من اصحاب النار. فلا اغنية كما تتمتع به اذا كان المآل النار. افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون. ما اغنى عنهم ما كانوا يتمتعون الليل ساجدا والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب هذه مقابلة بين العامل بطاعة الله وغيره. وبين العالم والجاهل. وان هذا من الامور التي تقرر في العقول تبيانها. وعلم علما يقينا صوتها فليس المعرض عن طاعة ربه المتبع لهواه كمن هو قانت. اي مطيع لله بافضل العبادات وهي الصلاة. وافضل الاوقات هو اوقات الليل فوصفه بكثرة العمل وافضله. ثم وصفهم بالخوف والرجاء. وذكر ان متعلق الخوف عذاب الاخرة. على ما سلف من الذنوب وان متعلق الرجاء رحمة الله فوصفه بالعمل الظاهر والباطن قل هل يستوي الذين يعلمون ربهم ويعلمون دينه الشرعي ودينه الجزائي؟ وما له في ذلك من الاسرار والحكم. والذين لا يعلمون شيئا من ذلك. لا يستوي هؤلاء ولا هؤلاء كما لا يستوي الليل والنهار والضياء والظلام والماء والنار انما يتذكر اذا ذكروا اولوا الالباب. اي اهل العقوق الزكية الذكية فهم الذين يؤثرون الاعلى على الادنى. فيؤثرون العلم على الجهل. وطاعة الله على مخالفته. لان لهم عقولا ترشدهم للنظر في العواقب بخلاف من لا لب له ولا عقل. فانه يتخذ الهه هواه للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة وارض الله واسعة اي قل مناديا لاشرف الخلق هم المؤمنون امرا لهم بافضل الاوامر وهي التقوى وذاكرا لهم السبب الموجب للتقوى. وهو ربوبية الله لهم وانعامه عليهم. المقتضي ذلك منهم ان يتقوه. ومن ذلك ما من الله عليه به من الايمان فانه موجب للتقوى. كما تقول ايها الكريم تصدق وايها الشجاع قاتل. وذكر لهم الثواب المنشط في الدنيا فقال للذين احسنوا في هذه الدنيا بعبادة ربهم لهم حسنة ورزق واسع ونفس مطمئنة وقلب منشرح كما قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. اذا سمعتم من عبادته في ارض فهاجروا الى غيرها تعبدون فيها ربكم وتتمكنون من اقامة دينكم. ولما قال للذين احسنوا وفي هذه الدنيا حسنة كان لبعض النفوس مجال في هذا الموضع وهو ان النص عام. ان كل من احسن فله في الدنيا حسنة. فما بال من امن في في ارض يضطهد فيها ويمتهن لا يحصل له ذلك. دفع هذا الظن بقوله وارض الله واسعة. وهنا بشارة نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك تشير اليه هذه الاية وترمي اليه من قريب. وهو انه تعالى اخبر ان ارضه واسعة. فمهما منعتم من عبادته في موضع فهاجروا الى غيرها وهذا عام في كل زمان ومكان. فلا بد ان يكون لكل مهاجر ملجأ من المسلمين يلجأ اليه. وموضع تمكنوا من اقامة دينه فيه. وهذا عام في جميع انواع امر الصبر على اقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها. والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها. والصبر على طاعته حتى يؤديها. فوعد الله الصابرين اجرهم بغير حساب. اي بغير حد ولا عد ولا مقدار. وما ذاك الا لفضيلة الصبر ومحله عند الله. وانه معين على كل للامور اي قل يا ايها الرسول للناس اني امرت ان ان اعبد الله مخلصا له الدين. في قوله في اول السورة فاعبد الله مخلصا له الدين لاني الداعي الهادي للخلق الى ربهم. فيقتضي اني اول من ائتمر بما امر به. واول من اسلم. وهذا الامر لا بد من ايقاعه من محمد صلى الله عليه وسلم. وممن زعم انه من اتباعه فلا بد من الاسلام في الاعمال الظاهرة. والاخلاص لله في الاعمال الظاهرة والباطنة اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل اني اخاف ان عصيت ربي فيما امرني به من الاخلاص والاسلام عذاب يوم عظيم. يخلد فيه من اشرك ويعاقب فيه من عصى الا ذلك هو الخسران المبين. ولله اعبد مخلصا له ديني. فاعبدوا ما شئتم من دونه. كما قال تعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون لا اعبد لكم دينكم ولي دين. قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة اما قل ان الخاسرين حقيقة هم الذين خسروا انفسهم حيث حرموها الثواب. واستحقت بسببهم وخيم العقاب. واهليهم يوم القيامة اي فرق بينهم وبينهم واشتد عليهم الحزن. وعظم الخسران. الا ذلك هو الخسران المبين الا ذلك هو الخسران المبين الذي ليس مثله خسران. وهو خسران مستمر لا ربح بعده بل ولا سلامة. ثم ذكر وشدة ما يحصل لهم من الشقاء فقال لهم من فوقهم ظلل من النار اي قطع عذاب كالسحاب العظيم ومن تحتهم ظلل ذلك الوصف الذي وصفنا به عذاب اهل النار. صوت يسوق الله به عباده الى رحمته. يخوف الله به عباده. يا عبادي اي جعل ما اعده لاهل الشقاء من العذاب داعيا يدعو عباده الى التقوى. وزاجرا عما يوجب العذاب. فسبحان من رحم عباده في كل شيء وسهل لهم الطريق الموصلة اليه. وحثهم على سلوكها ورغبهم بكل مرغب تشتاق له النفوس وتطمئن له القلوب وحذرهم من العمل لغيره غاية التحذير. وذكر لهم الاسباب الزاجرة عن تركه