بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد. وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم يوم الدين. اما بعد فقد تقدم الكلام على اول حديث عمر رضي الله عنه في سؤال جبرائيل للرسول عليه الصلاة والسلام فقال اخبرني عن الاسلام ثم قال اخبرني عن الايمان ولنستمع الى الحديث من القارئ جزاه الله خيرا. تفضل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ربنا اغفر لنا ولشيخنا واجعله مباركا اينما كان واجعل مجلسنا هذا مباركا يا رب العالمين. قال الامام النووي رحمه الله الحديث الثاني عن عمر عمر رضي الله عنه ايضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر. لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه قال يا محمد اخبرني عن الاسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا قال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قيس بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى فيما ذكره من حديث عمر رضي الله عنه ان جبرائيل سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال اخبرني عن الاسلام وقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتقدم الكلام على هذه الاركان. قال وتصوم رمضان هذا هو الركن الرابع من اركان الاسلام وهو صيام رمضان وصيام رمضان هو التعبد لله عز وجل بالامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس وصيام رمضان ركن من اركان الاسلام دل على وجوبه قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون وقال النبي صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس وذكر منها صيام رمضان وكان فرض الصيام على مرحلتين المرحلة الاولى التخيير بين الصيام والاطعام مع تفضيل الصيام بمعنى ان الانسان كان مخيرا ان شاء صام وان شاء افطر وفدى. قال الله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. فمن تطوع خيرا فهو خير وان تصوموا خير لكم وفي الصحيحين من حديث سلمة بن اكوع رضي الله عنه قال لما انزل الله تعالى قوله وعلى الذين يطيقونهم فدية طعام مسكين كان من اراد ان يصوم فعل ومن اراد ان يفطر ويفتدي فعل حتى انزل الله تعالى الاية بعدها. فمن شهد منكم الشهر فليصمه وهذه هي المرحلة الثانية من مراحل ايجاب الصيام وصيام رمضان مع كونه فريضة بل ركن من اركان الاسلام الا ان فيه فظلا عظيما وثوابا جزيلا فمن فضائله ان الله تعالى افترضه على جميع الامم كما قال عز وجل كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فلولا ان الصوم عبادة عظيمة محبوبة الى الله ما افترضه على جميع الامم ومن فضائل الصوم انه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات قال النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه من صام رمضان ايمانا اي ايمانا بالله ورضا بفرضية الصوم عليه فليس شاكا في فرضه فليس كارها لفرظه ولا شاكا في ثوابه واجره فان جزاؤه ان الله تعالى يغفر له ما تقدم من ذنبه وقال عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر من فضائل الصوم ان ثوابه لا يتقيد بعدد معين فليوفى الصائم اجره بغير حساب قال الله تعالى في الحديث القدسي كل عمل ابن ادم له يضاعف الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة الا الصوم فانه لي وانا اجزي به يدع شهوته وطعامه وشرابه من اجلي للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة عند الى لقاء ربه من فضائل الصوم ايضا انه جامع لانواع الصبر الثلاثة ففيه صبر على طاعة الله وفيه صبر عن معصية الله وفيه صبر على اقدار الله المؤلمة صبر على طاعة الله لان الانسان يلزم نفسه بالصوم طاعة لله وفيه صبر عن معصية الله لانه يمنع نفسه من المحرمات والمفطرات سواء كانت هذه المحرمات عامة كالغيبة والنميمة والسب والشتم ام كانت خاصة وهي اه المفطرات من اكل وشرب وغيرها وفيه صبر على اقدار الله المؤلمة لان الصائم يناله شيء من الجوع والعطش ولا سيما في ايام الصيف والقيظ الحارة ومع كذلك يصبر ويحتسب الاجر عند الله تعالى واذا كان الصيام جامعا لانواع الصبر الثلاثة فقد قال الله عز وجل انما يوفى صابرون اجرهم بغير حساب من فضائل الصوم ايضا انه يشفع للعبد يوم القيامة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام اي ربي منعته الطعام والشراب في النهار. فشفعني فيه ويقول القيام اي ربي منعته النوم في الليل فشفعني فيه قال فيشفعان فهذه بعظ فظائل الصوم قال وتحج البيت وهذا هو الركن الخامس من اركان الاسلام وهو الحج وقد دل على وجوب الحج قول الله تبارك وتعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين وقد اجمع المسلمون على فرضية الحج ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله كتب يا ايها الناس ان الله كتب عليكم الحج فحجوا فقام الاقرع بن حابس فقال افي كل عام يا رسول الله؟ قال لو قلت لو قلت نعم لوجبت ولم ولما استطعتم الحج مرة فما زاد فهو تطوع والحج ايضا فيه فضل عظيم. قال النبي عليه الصلاة والسلام العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما. والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة وقال من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه وقال عليه الصلاة والسلام تابعوا بين الحج والعمرة فانهما ينفيان الفقر والذنوب. كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة. وليس للعمرة وليس الحجة المبرورة جزاء الا الجنة ولكن اذا قال قائل كيف يكون الحج مبرورا الجواب الحج المبرور هو ما استكمل خمسة اوصاف. اذا استكمل هذه الاوصاف الخمسة صار حجه مبرورا الوصف الاول الاخلاص لله تعالى في حجه بان يكون الحامل له على الذهاب الى الحج هو ان يؤدي هذه الفريضة وان يسقط عن نفسه ركنا من اركان اركان الاسلام فلا يحج رياء ولا سمعة ولا لاجل ان يحتسب لقبا ويقال له الحاج فلان ونحوه بل يكون قصده وجه الله تعالى والدار الاخرة الوصف الثاني من اوصاف الحج المبرور ان يكون في حجه متابعا ومتأسيا ومقتديا بالرسول صلى الله عليه وسلم لعموم قول الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ولا سيما ان الرسول عليه الصلاة والسلام قال في الحج بخصوصه خذوا عني مناسككم وفي رواية لتأخذوا عني مناسككم فيتابع الرسول صلى الله عليه وسلم في حجه فيفعل كما فعل ويتأسى به الوصف الثالث من اوصاف الحج المبرور ان يكون قائما بالواجبات ان يكون الحاج قائما بالواجب واجبات العامة والخاصة فالواجبات العامة هي التي تجب على المحرم وعلى غيره من اداء الصلاة في اوقاتها مع الجماعة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك والواجبات الخاصة هي التي تتعلق بالنسك من المبيت في منى والمبيت في مزدلفة والوقوف في عرفة ورمي الجمار الى غير ذلك من الواجبات فمن اخل بشيء من هذه الواجبات عمدا فحجه ليس مبرورا حتى لو انه اخرج الفدية فالفدية وان اسقطت عنه اثم الترك. لكنها لا ترتقي الى ان يكون الحج مرورا اذا تعمد الوصف الرابع من اوصاف الحج المبرور ان يكون مجتنبا للمحرمات العامة والخاصة فالمحرمات العامة هي التي تحرم على المحرم وعلى غيره من الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم والغش وغير ذلك والمحرمات الخاصة هي ما يسمى عند العلماء بمحظورات الاحرام فيجتنب حلق الشعر وتقليم الظفر والطيب وقتل الصيد ولبس المخيط الى غير ذلك من انواع المحظورات الوصف الخامس من اوصاف الحج المبرور ان يكون حجه بمال حلال فمن حج بمال محرم فان حجه ليس مبرورا سواء كان هذا المال محرما لعينه عن محرما لكسبه عن محرم لحق الغير فيدخل بذلك المسروق والمغصوب والمكتسب بغش وخداع والمكتسب بالربا او المجحود فكل كل مال اكتسبه الانسان عن طريق محرم وحج به فإن حجه ليس مبرورا. حتى وان كان هذا الحج يجزئه عن حجة الاسلام. وتبرأ ذمته بذلك. لكنه لا يكون مبرورا ولهذا قال الله عز وجل اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله طيب لا يقبل الا طيبا فلا يقبل سبحانه وتعالى من الاعمال والاقوال والاموال الا ما كان طيبا والطيب من الاقوال والاعمال والاموال ما كان موافقا للشرع بان الحلال ليس ما حل في اليد كما يظنه بعض الجهال يظن ان كل ما حل في اليد فهو حلال. سواء كان من طريق مباح ام طريق محرم لكن الحلال ما احله الشرع وذلك بان يكتسب المال من طرق مشروعة المهم ان الانسان اذا حج بمال محرم وان كان صحيحا فانه لا يكون مبرورا بل ذهب بعض العلماء الى ان من حج بمال محرم فان حجه لا يصح ولا تبرأ ذمته وانشد الشاعر على ذلك اذا حججت بمال اصله سحت فما حججت ولكن حجت العير لا يقبل الله الا كل صالحة ما كل من حج بيت الله مبرور يقول اذا حججت بمال اصله سحت يعني محرم. فما حججت ولكن حجت العير وحج العير هنا حج لغوي لان الحج في اللغة القصد لا يقبل الله الا كل صالحة ما كل من حج بيت الله مبرور الحجاج يقولون في كل سنة نحو ملايين. لكن هل هؤلاء حجهم مبرور يقول ما كل من حج بيت الله مبرور قلة قليلة التي يكون حجها مبرورا فهي التي استكملت الاوصاف السابقة الخمسة ثم قال ثم قال صدقت لما اجاب النبي صلى الله عليه وسلم سؤال جبرائيل او جبريل فسأله عن الاسلام فاخبره قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه لان السائل يغلب عليه الجهل والتصديق مظنة العلم. يعني كون الانسان يقول لمن لمن اخبره بشيء صدقت هذا دليل على انه يعلم ولهذا تعجبوا. ثم قال اخبرني عن الايمان والايمان في اللغة بمعنى التصديق ومنه قول الله تعالى وما انت بمؤمن لنا اي بمصدق لنا واما شرعا فالايمان هو تصديق فهو اعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالاركان الايمان يتعلق بالقلب واللسان والجوارح والدليل على ان الايمان يتعلق بهذه الامور الثلاثة قول النبي عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وهذا القول وادناها اماطة الاذى عن الطريق. وهذا الجوارح ثم قال والحياء شعبة من شعب الايمان وهذا يتعلق بالقلب فتبين بهذا ان الايمان اعتقاد بالقلب يعني بالجنان ونطق باللسان وعمل بالاركان والايمان لما سأله عن الامام قال اخبرني عن الامام قال الايمان ان تؤمن بالله وهذا هو الاساس ان تؤمن بالله والايمان بالله يتضمن اربعة امور. لا يتم الايمان بالله عز وجل الا بامور اربعة اولا الايمان بوجوده. ان تؤمن بوجوده سبحانه وتعالى لان غير الموجود عدم والعدم ليس بشيء فظلا عن ان يكون الها هذا الامر الاول ان تؤمن بوجود الله عز وجل ووجوده سبحانه وتعالى دل عليها الكتاب والسنة والعقل والفطرة كل الادلة تدل على وجود الله عز وجل ولهذا لما سئل بعض الاعراب فيما عرفت ربك قيل له بم عرفت ربك؟ فقال البعرة تدل على البعير والاثر يدل على المسير فسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج افلا تدل على اللطيف الخبير؟ انظر وهو اعرابي فهذا الامر الاول من الايمان بالله ان تؤمن بوجوده ثانيا ان تؤمن بالوهيته وانه لا احد يستحق العبادة سوى الله عز وجل وتحقق توحيد الالوهية بان تخلص العبادة وضد ذلك ان تصرف نوعا من انواع العبادة لغير الله لان هذا من الشرك الاكبر والذنب الذي لا يغفر الثالث الامر الثالث ان تؤمن بربوبيته من الايمان بالله الايمان بربوبيته وانه سبحانه وتعالى الخالق الرازق المالك المدبر فلا خالق الا الله ولا رازق الا الله ولا مالك الا الله ولا مدبر الا الله سبحانه وتعالى. تؤمن بهذا كله فتحقق توحيد الربوبية رابعا ان تؤمن من الايمان بالله ان تؤمن باسمائه وصفاته وذلك بان تثبت لله تعالى ما اثبته لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته. من الاسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل. ومن غير في تكييف ولا تمثيل هذا هو الايمان بالاسماء والصفات. ان تثبت ما اثبته الله تعالى لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل من غير تحريف فلا الاسماء والصفات فمثلا جاء ربك لا تقل جاء امر ربك جاء ملك ربك هذا تحريف من غير تحريف ولا تعطيل يعني تعطل وتقول لم يجي او تكيف او تمثل كل هذا مما ينافي ما يجب من الايمان باسماء الله عز وجل وصفاته واعلم عن المنتسبين الى القبلة قد انقسموا في صفاتي في اسماء الله عز وجل وصفاته الى اربعة اقسام المنتسبون الى القبلة قد انقسموا في اسماء الله عز وجل وصفاته الى اربعة اقسام القسم الاول من انكر الاسماء والصفات والعياذ بالله وقال ليس لله تعالى اسماء ولا صفات. بل ذات مجردة عن الاوصاف وهؤلاء هم غلاة الجهمية الذين ينكرون ما لله تعالى من الاسماء والصفات القسم الثاني من اثبت الاسماء دون الصفات فاثبت لله عز وجل اسماء مجردة لكن لا تدل على الصفات فقالوا سميع بلا سمع. بصير بلا بصر عليم بلا علم وهكذا وهؤلاء هم المعتزلة الذين اثبتوا الاسماء ولم يثبتوا الصفات القسم الثالث من اثبت الاسماء وبعض الصفات وهؤلاء هم الاشاعرة فاثبتوا لله عز وجل الاسماء. واثبتوا له سبع صفات فقط. قالوا ان العقل يدل عليها وهذه الصفات السبع جمعت في قول الناظم له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر فهؤلاء فهذه سبع صفات التي اثبتوها وقالوا ان العقل يدل عليها القسم الرابع من اثبت لله عز وجل الاسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. وهؤلاء هم اهل السنة والجماعة جعلنا الله واياكم منهم فيثبتون لله عز وجل كل ما اثبته لنفسه من اسماء وصفات بانه سبحانه وتعالى اعلم بنفسه ورسوله عليه الصلاة والسلام اعلم بربه من غيره. فاذا اثبت الاسم او اثبت الصفة فالواجب علينا ان نثبتها هذا الامر الاول وهو الايمان بالله عز وجل. ان تؤمن بالله وملائكته والملائكة عالم غيبي خلقهم الله عز وجل من نور وجعل لهم من الارادة والقوة على تنفيذ ما امرهم الله تعالى به من العبادة فهم عباد مكرمون ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفطرون. هؤلاء هم الملائكة اذا هم عباد خلقهم الله عز وجل من نور وجعل واعطاهم قوة وارادة لتنفيذ ما يوجهه اليهم سبحانه وتعالى من الاوامر الايمان بالملائكة لا يتم الا بامور اربعة اولا الايمان بوجودهم ان نؤمن بوجود الملائكة وانهم ليسوا خيالات واوهام فنؤمن اولا بوجودهم ثانيا من الايمان بالملائكة ان نؤمن بصفاتهم التي خلقهم الله عز وجل عليها اعلمناه وما جهلناه ولهذا في هذا الحديث حديث عمر رضي الله عنه جبريل عليه السلام اتى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل ولهذا في اخر الحديث قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في على صفته التي خلقه الله تعالى عليها وله ست مئة جناح قد سد الافق خلقه الله عز وجل على هذه الخلقة والهيئة له ست مئة جناح قد سد الافق ثالثا من الايمان بالملائكة ان نؤمن بما علمنا من اسمائهم جبريل واسرافيل وميكائيل ومالك وغيرهم رابعا ان نؤمن باعمالهم بما علمنا من اعمالهم فجبريل موكل بالوحي ومنهم من يكون موكلا بالنفخ في الصور اسرافيل ومنهم من يكون خازنا النار. وقالوا يا ما لك ليقضي علينا ربك فنؤمن بهذه الامور الاربعة. اولا بوجودهم. ثانيا بصفاتهم ما علمنا منها. ثالثا باسمائهم رابعا باعمالهم ووظائفهم التي وكل وكل وكل وكل وكل الله عز وجل وكلهم الله تعالى اياها ثالثا من الايمان الايمان بالله وملائكته وكتبه ان نؤمن بالكتب وهي ما انزله الله تعالى على رسله وما من رسول الا انزل الله عز وجل عليه كتابا وهذه الكتب التي انزلها الله عز وجل التي نعلم منها خمسة القرآن التوراة الانجيل الزبور صحف ابراهيم وموسى هذه هي التي نعلمها من الكتب التي انزل الله عز وجل على رسله التي نعلم هي خمسة. القرآن الذي انزله الله عز وجل على قلب النبي عليه الصلاة والسلام كما قال عز وجل وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك. لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ثانيا التوراة انزلها الله عز وجل على موسى عليه الصلاة والسلام فيها هدى ونور. انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور. يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا. والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ثالثا الانجيل انزله الله عز وجل على عيسى عليه الصلاة والسلام وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم واتيناه الانجيل رابعا الزبور انزله الله تعالى على داوود واتينا داوود زبورا خامسا صحف ابراهيم وموسى ان هذا لفزتن في الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى الايمان بالكتب لا يتم ايضا الا بامور. اولا ان نؤمن بها ان نؤمن بانها منزلة من عند الله عز وجل وثانيا ان نؤمن بما علمنا منها وما لم نعلم نؤمن به اجمالا. والذي علمناه من هذه الكتب من اسمائها كم؟ خمسة فنؤمن بها ثالثا من الايمان بهذه الكتب العمل العمل بها او العمل بما لا بما لم ينسخ منها فيجب علينا ان نعمل بما لم ينسخ منها وهو القرآن الذي جعله الله عز وجل مهيمنا على جميع الكتب وناسخا لجميع الكتب ولهذا كان هذا القرآن العظيم كان هو اعظم اية اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم اذا نؤمن ما جاء في هذه الكتب من احكام ما لم ينسخ. واما ما نسخ بشريعتنا فاننا نعمل بشريعة ولا نعمل به ولهذا شرع من قبلنا قال القول الراجح شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه. قال الله تعالى اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدر. لما ذكر الانبياء الثمانية عشر قال اولئك الذين اتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفروا فيها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدر نعمل بشرع من قبلنا. فشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرث شرعنا بخلافه. هذا ما يتعلق الكتب. اذا الايمان بالكتب الايمان بانها من عند منزلة من عند الله. وان نؤمن ايضا بما علمنا من اسمائها وان نعمل بما جاء فيها من الشرائع ما لم تكن منسوخة في شريعتنا الثالث من الايمان الايمان او الركن الرابع لمن بالله وملائكته وكتبه ورسله الايمان بالرسل والرسول كل من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه هذا هو الفرق بين الرسول والنبي. الرسول من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه واما النبي فهو الذي اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه. بل هو يتعبد بشريعة من سبق والرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام بعثهم الله عز وجل بتحقيق التوحيد. الرسل من اولهم الى اخرهم دعوتهم واحدة من حيث الاصل. ما هي هذه الدعوة هي تحقيق التوحيد ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فهم من حيث الاصول او الاصل متفقون. ولكنهم من حيث الشرائع مختلفون لكل جعلنا فمنكم شرعة ومنهاجا. اذا الايمان بالرسل نؤمن اولا بان رسالتهم بانهم مرسلون من عند الله عز وجل ثانيا ايضا نؤمن بانه ما من امة الا وقد بعث الله عز وجل فيها رسولا وثالثا نؤمن ايضا بمن علمنا من هؤلاء الرسل ورابعا نعمل بشريعة من ارسل الينا والذي ارسل الينا هو نبينا وامامنا محمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء هم الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام وافضل هؤلاء الرسل افضلهم اولو العزم واولو العزم ذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن خمسة ذو العزم خمسة ذكرهم الله عز وجل في موضعين من القرآن في سورة الشورى في سورة الاحزاب وفي سورة الشورى اين في سورة الاحزاب واذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم في سورة الشورى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. هؤلاء هم اولوا العزم من الرسل. وافضل هؤلاء الخمسة من اول العزم. افضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونستكمل ان شاء الله تعالى ما تبقى من الحديث في الدرس القادم ان شاء الله تعالى وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين