المجلس الثاني من مجالس قراءتنا لكتاب كشف المعاني في المتشابه من المثاني للعلامة بدر الدين ابن جماعة رحمه الله كنا قد وقفنا على المسألة العاشرة بعد المئة اه في ايات سورة المائدة. فنبدأ على بركة الله تعالى والكرامة الشيخ غلام الطاهري الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ولا اما بعد اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى مسألة قوله تعالى يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لا علم لنا. وقال تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد الاية وقوله تعالى لتكونوا شهداء على الناس والانبياء اولى بذلك منا فكيف الجمع بين الموضعين جوابه ان ان ان المنفى علم ما علم ما اظهروه مع ما ابطنوه. ان هذا خطأ مطبعي حشومة عليك ان المنفية علم ما اظهروه مع ما عطنوه معناه لا نعلم حقيقة جوابهم باطنا وظاهرا. بل انت المتفرد لعلم ذلك الا ما علمتنا. لذلك ولذلك قالوا انك انت علام الغيوب. وانما نعلم ظاهر زواجهم اما باطنه فانت اعلم به جواب اخر نعم نعم جواب اخر ان معناه ان جوابهم لما كان في حال حياتنا ولا علم لنا بما كان منهم بعد موتنا لان الامور محالة على خواتيمها الجواب الثاني هو السديد ان الانبياء يعلمون من اجابهم ومن لم يجبهم في حال وجودهم فلما توفوا لا يعلمون من الذين ثبت على الايمان ومن الذي امن بعده وهذا من اظهر الادلة الدالة على ان الانبياء لا يعلمون الغيب وهنا قاعدة من قواعد التفسير وهو ان اه لما نقرأ في القرآن في موضع النفي وفي موضع اخر الاثبات مثل هنا قالوا لا علم لنا ومثل جئنا من كل امة بشهيد فلابد عندنا ان نطبق هذه القاعدة وهي ان ان اختلاف الاقوال لاختلاف الاحوال ان اختلاف الاقوال لاختلاف الاحوال. فمثلا في موضع لا يتكلمون وفي موضع يقولون تالله ما كنا مشركين. اذا هذا في حال وهذا في حال. وهذه قاعدة نافعة لطالب العلم في فهم كلام الله عز وجل ان المنفي في حال والمثبت في حال. نعم مسألة قوله تعالى في اخر السورة خالدين فيها ابدا وقال في اخر المجادلة خالدين فيها اولئك حزب الله اول وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا. الاية وهو تسمية له صلى الله عليه وسلم ناسب ذلك ولو شاء ربك الحافظ لك ما فعلوه. واما الثانية فتقدمها قوله. وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا. فناسب ذلك جوابه انه لما تقدم وصف بالصدق ونفعهم اياهم يوم القيامة بالخلود في الجنة اكده بقوله ابدا. ولذلك اكدوا بقوله ابدا. ولذلك اكده بقوله رضي الله عنهم ورضوا عنه يعني هذا جواب. والجواب الثاني ان في اية البينة قال اولئك حزب الله خالدين فيها في اخر المجادلة قال اولئك حزب الله لانه خبر عن اناس معينين وهم الصحابة رضوان الله تعالى عليه. فالصحابة هم حزب الله وليس المدعون ومن سار على نهج الصحابة فهم حزب الله اما هنا فالكلام عن عموم المؤمنين على العموم المؤمنين. نعم قال رحمه الله سورة الانعام مسألة قوله تعالى خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور. فرق بين خلق وجعل جوابه ان السماوات والارض اجرام فناسب فيهما خلقا والظلمات والنور اعراض ومعان فناسب فيهما جعل. ومثله كثير كقوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا. اي لا تصفوا وجعلوا لله شركاء وهو كثير لان الخلق معناه الايجاد للعدل وجعل معناه الصيرورة نعم مسألة قوله تعالى وجعل الظلمات والنور. جمع الظلمات وافرد النور جوابه اما من جعل اما من جعل الظلمات الكفر والنور الايمان فظاهر لان اصناف الكفر كثيرة والايمان شيء واحد ومن قال بان المراد حقيقتهما فلانه يقال رجل النور ورجال النور فيقال للواحد وللجماعة واحد الظلمات فجمعت جمع شأن التأنيث. ولان حقيقة النور واحدة وحقائق الظلمات مختلفة نعم مسألة قوله تعالى فسوف يأتيهم انبا وفي الشعراء فسيأتيهم جوابه مع قصد التنويع في الفصاحة فان المراد باية الانعام الدلالة على النبوة على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. من الايات والمراد بالحق القرآن. ولكن لم يصرح به. وفي الشعراء صرح بالقرآن بقوله وما يأتيهم من ذكر من الرحمن علم ان المراد بالحق القرآن فناسب فسيأتيهم تعظيما لشأن القرآن لان السين اقرب من سوف مسألة قوله تعالى الم يروا كم اهلكنا وفي الشعراء اولم يروا بالواو وفي سبأ بالفاء جوابه انه ان كان السياق يقتضي النظر والاستدلال جاء بغير واو. وهنا كذلك لمن يعتبر الايات قبله وان كان يقتضي الاعتبار بالحاضر والمشاهدة جاء بالواو او الفاء لتدل الهمزة على الانكار والواو على عطفه على الجمل قبله. كقوله تعالى او لم ينظروا الى ما خلق الله من شيء. الاية افلم يروا الى ما بين ايديهم هذي فايدة لطيفة نعم قال رحمه الله مسألة قوله تعالى قل سيروا في الارض ثم انظروا وفي موضع اخر بالفاء مسألة قوله تعالى ومن حياة الدنيا الا لعبوا وله. وكذلك في الحديث وغيرها. وقدم في الاعراف والعنكبوت فقدم في الاعراف والعنكبوت اللهو على اللعب. جوابه في الاعراف. نعم. في الاعراف وقال هنا عاقبة المكذبين وفي النمل عاقبة المجرمين جوابه ان اية الانعام ظاهرة في الامر بالسير في بلاد المهلكين فناسب ثم المرتب على السير المأمون مودي به وفي المواضع الاخرى الامر بالنظر بعد السير المتقدم كقوله تعالى او لم يسيروا في الارض فناسب ان يأتي بالفاء كانه قيل قد ساروا فلينظروا او قد ساروا فنظروا عند سيرهم ولما تقدم هنا قوله تعالى فقد كذبوا بالحق ناسب قوله عاقبة المكذبين ولم يتقدم مثله في نعم. مسألة قوله تعالى الذين خسروا انفسهم ثم اعادها بعد ثم اعادها بعد جوابه ان الاول للمشركين والثاني لاهل الكتاب ليعم الفريقين مسألة قوله تعالى وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير. وفي يونس يردك بخير فلا راد فضله. قال هنا يونس يرد وقال هنا فهو على كل شيء قدير وفي يونس فلا راد لفضله جوابه مع قصد التنويع ان الضر اذا وقع لا يكشفه الا الله تعالى. فاستوى فيه الموضعان. واما الخير فقد يراد قبل نيله بزمن اما من الله تعالى ثم ينيله بعد ذلك او من غيره. فهي حالتان. حالة حالة ارادته قبل نيله وحالة نيله. فذكر الحالتين في السورتين. فاية الانعام حالة نيله فعبر عنه بالمس المشعر بوجوده. ثم قال فهو على كل شيء قدير. اي على ذلك وعلى خيرات بعده بعد وعلى خيرات بعده وفيه بشارة بنيل امثاله. واية يونس حالة ارادة الخير قبل نيله فقال يردك. ثم قال فلا راد لفضله. اي اذا اراده قبل نيله ولذلك قال يصيب به من يشاء من عباده. ففي الايتين بشارة له بارادة الخير ونيله اياه. وامثاله بالواو فيهما ان الخير لابد ان الله سبحانه وتعالى يريده ليصل الى العبد اولا ثم اذا وصل الى العبد ان يلبسه وان يمسه ثانيا. وثالثا ان يبقى ذلك ويستقره فهذه احوال ولذلك جاءت هذه التنوعات في التعبيرات. نعم قال رحمه الله مسألة قوله تعالى ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا وختمها بالظالمين. وفي يونس فمن ترى ينفع وختمها بالمجرمين. جوابه ان اية الانعام ليس ما قبلها سببا لما بعدها فجاءت بالواو المؤذنة بالاستئناف واية يونس ما قبلها سبب لما بعدها. فجاءت بالفاء المؤذنة بالسببية من اشراكهم سببا في اظلميتهم اه شيخنا كأن هنا في سقف في بعض الطبعات عبارة غير هذي ايه ايش مكتوب فبرائته من اشراكهم ومعرفتهم به ليس سببا في اظلميتهم نعم من معنى قليل يعني. نعم قال ليس سببا في اظلميتهم ولبكهم فيهم عمرا من قبله وعلمهم بحاله سبب لكونهم اظلم كان تنقيل اذا صح عندكم انه صدقة فمن اظلم ممن اشتراه. وختم هذه بالظالمين لتقدم قوله فمن اظلم وختم تلك بالمجرمين لقاء قوله قبل ذلك كذلك نجزي القوم المجرمين. المهم لطالب العلم ان يدرك اولا ان ان الفاء فمن اه هو دائما الفاء تأتي للترتيب والتعقيب وبيان السببية ونحو ذلك من المعاني المعروفة التي لاجلها يأتي الفاء في اللغة العربية. واما الواو الواو الاصل فيها انها عاطفة ولكن قد تأتي استئنافية كما ها هنا ومن اظلموا وقد تأتي حالية فلا بد لطالب العلم ان ينتبه لهذه الفروقات. متى كان الواو في القرآن عاطفة متى كان استئنافية ومتى كان الواو حالية. نعم مسألة قوله تعالى ومنهم من يستمع اليك وفي يونس يستمعون ومنهم من ينظر اليه جوابه ان اية الانعام في ابي جهل والنضر وابي لما استمعوا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الاستهزاء قال النظ اساطير الاولين فلما قل عددهم افرج الظمير مناسبة للمضمرين واية يونس عامة لتقدم الايات الدالة على ذلك كقوله تعالى ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به فناسب ذلك ظمير ظمير الجمع وافرد من ينظر لان المراد نظر المستهزئين فافرج الظمير او انه لما تقدم ظمير الجمع افرد الثاني تفننا واكتفى بالاول او تخفيف النا حصول المقصود في نظري هناك جواب اخر وهو انه لما افرز الضمير هنا ومنهم من يستمع اليه دل على ان الاجتماع من هؤلاء كان على الصورة الفردية واما في سورة يونس جمع ومنهم من يستمعون دل على ان الاستماع كان على الصورة الجماعية والله تعالى اعلم. نعم مسألة قوله تعالى وقالوا ان هي الا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين وفيما سواها نموت ونحيا. جوابه ان قالوا هنا عطف على قوله تعالى لعادوا اي لعادوا وقالوا وفي غيرها حكاية عن قولهم في الحياة الدنيا ان شاء الله نعم. مسألة قوله تعالى فانهم لا يكذبونه. وفي اخر السورة فان كذبوك فقل ربكم الاية. جوابه انهم لا يكذبونك في الباطل. لانك عندهم معروف بالامين وانما يكذبونك في الظاهر يصدوا عنك وجواب اخر وهو فانهم لا يكذبونك اي لا ينسبونك الى الكذب وفي قوله في اخر السورة فان كذبوك اي فيما قلت اذا هم يقولون محمد في نفسه صادق لكن ما يقوله بسبب ماذا؟ بسبب مس من الجن او بسبب رئي او بسبب سحر فهو مسحور بنظرهم وهذا هو الجمع لا يكذبونك يعلمون انك صادق لا تكذب طيب فلماذا اذا يكذبون؟ يكذبون ظنهم انهم يقولون ان محمدا صادق لكنه ممسوس محمد صادق لكنه مسحوق وهذا جمع ايضا له وجه. نعم مسألة قوله تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله. وكذلك في الاية الثالثة وفي الثانية ارأيتم على العادة فيه جمع فيه ما بين علامتي الخطاب وهما تاء الظمير وكهف الخطاب جوابه انه لما كان المتواعد به شديدا اكد في التنبيه عليه بالجمع بينهما مبالغة في الوعي مسألة قوله تعالى العادة المطردة في القرآن ارأيتم لكن في هذين الموظعين ارأيتكم جاء بي زيادة الكاف. جاء بزيادة الكاف ولو شاء الله الذي جعلوا له ذلك ما فعلوه مسألة قوله تعالى ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيله. ربك وبالنسبة لله لابد ان ننتبه حيث ما ورد في القرآن طيب اذا كان جاء بزيادة الكاف فما الفائدة منه؟ الفائدة ان الهمزة همزة استفهام رأيتم الفعل آآ فاعله الظمير. طيب والكاس الكاف هنا كاف الخطاب فكأن اه هذه فائدة لطيفة ان فيه خطاب مع نسبة الفعل اليهم. يعني اه انظروا انتم اخاطبكم نعم مسألة قوله تعالى ولا اقول لكم اني ملك وفي هود حذف لكم جوابه ان ايته تقدمها لكم مرات عدة فاكتفى به تخفيفا ولم يتقدم هنا سوى مرة واحدة مسألة قوله تعالى قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا وكذلك في سورة الانبياء ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم قدم النفع على الضر وفي الحج والفرقان وغيرهما قدم الضر على النفع. جوابه ان دفع الضر اهم من جلب النفع فلما تقدم ذكر نفي الملك والقدرة عنهم كان تقديم ذكر الدفع الضر وانتفاء القدرة عليهم وانتفاء القدرة عليه اهم ولما كان سياق غير ذلك في العبادة والدعاء والمقصود بهما غالبا طلب النفع وجلبه كان تقديم النفي اهم ولذلك قال في الحج يدعو لمن ضره اقرب من نفعه. المقصود بالدعاء مسألة قوله تعالى ان هو الا ذكرى للعالمين وفي يوسف ذكر للعالمين مذكرا منونا جوابه انه تقدم في هذه السورة فلا تقلد بعد الذكرى تناسب ان هو الا ذكرى للعالمين مسألة قوله تعالى ان الله فارق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت وفي سائر المواضع ويخرج بالياء جوابه ان يخرج الحي من الميت مناسب في المعنى لفلق الحب والنوى عن الخارج عنهما. فجيء بالياء كالشرح له. ثم عطف مخرج على فالق لان عطف الاسمية على الاسمية انسب وافصح. ولما فيه من المقابلة للجملة المتقدمة وسائر المواضع بالياء لان الجملة قبلها فعلية فعطف عليها بفعلية اي جاءني لطيفة جواب سديد ان جا هنا ومخرج الميت لانه ليس عطفا على يخرج الحي من الميت وانما هو عطف على فالق وخالق اسم فناسب الاتيان بالاسم حتى يكون معطوفا عليه نعم مسألة قوله تعالى قد فصلنا الايات لقوم يعلمون وبعده لقوم يفقهون وبعده يؤمنون ما وجه اختصاص كل اية بخاتمتها؟ جوابه ان حساب الشمس والقمر والنجوم والاهتداء بها يختص بالعلماء بذلك. فناسب ختمه ليعلمون وانشاء الخلائق من نفس واحدة ونقله من صلب الى رحم ثم الى الدنيا ثم الى مستقر ومستودع ثم الى حياة وموت والنظر في ذلك والفكر فيه ادق فناسب ختمه بيفقهون ان يفهمون وهو اشتغال الذهن بما يتوصل به الى غيره ويتوصل بالنظر في ذلك الى صحة طوع البعث والنشور بثواب او عقاب ولما ذكر ما انعم به على عباده من سعة الارزاق والاقوات والثمار وانواع ذلك ناسب ذلك ختمه بالايمان الداعي الى شكره تعالى على نعمه. هنا قاعدة لابد ان ننتبه لها اننا قد نجد ما ذكره المصنف ختم الايات يعلمون يفقهون يؤمنون هذه يسميها بعض العلماء بالترقي اي اولا اعلموا فاذا علمتم تفقهوا فاذا تفقهتم كان عليكم الايمان وهذا الترقي من الادنى الى الاعلى وقد يكون النزول من الاعلى الى الادنى مثلا لما قال عن المنافقين لا يفقهون قال بعدها لا يعلمون طيب الان نزول من علو الى ذنوب لماذا؟ لان المنافق حاله حال النزول. هذا وجه. والوجه الثاني انه لما قال آآ يفقهون فالان يأتي السؤال هل يؤمنون؟ اذا يناسب ان يأتي يؤمنون طيب اذا كان المنافق لا يفقه هل ينفع عنه العلم ايضا؟ قال نعم لا يعلمون اذا ننتبه ان الترقي قد يكون من الصفة الطيبة الى الاطيب والاطيب او تكون اه او يكون الترقي نفيا من الصفة الاعلى الى الادنى. نعم مسألة قوله تعالى ذلكم الله ربكم لا اله الا هو. خالق كل شيء. وقال في سورة المؤمن خالق كل شيء لا اله الا هو. جوابه لما تقدم هنا وجعلوا لله شركاء الجن وخلقه فناسب تقديم كلمة التوحيد النافية للشرك ردا عليهم ثم ذكر الخلق ولما تقدم في المؤمن كونه خالقا بقوله تعالى فخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ناسب تقديم كلمة الخلق ثم كلمة التوحيد من سورة المؤمن المقصود به سورة غافر نعم مسألة قوله تعالى ولو شاء ربك ما فعلوه. قال بعده ولو شاء الله ما فعلوا. جوابه لما تقدم في كلمة اه الرب مضافا او مفردا مضافا الى مفرد او الى جمع ربك ربكما ربكم ونحو ذلك فان المعنى الاولي المتبادل ما يتعلق بفعل الرب عز وجل من الخلق والايجاد والرزق والتعليم والتربية والتنشئة ونحو ذلك وحيثما وجدنا اسم الله عز وجل اولا لا يأتي اسم الله مضافا لكنه اذا جاء فان اول المعاني المقصودة المعبود المستحق للعبادة ننتبه هذا المعنى ثم يكون متضمنا معاني الربوبية نعم قال رحمه الله مسألة قوله تعالى ان ربك هو اعلم من يضل عن سبيله. وفي النحي وغيرها لمن ضل عن سبيله جوابه ان الاصل دخول الباء فيه لكن تقدم قوله تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته ولما تقدم هنا وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وتأخر وان كثيرا ليضلون باهوائهم بغير علم ناسب من يضل عن سبيله بقية الايات اخبار عن من سبق منه الضلال. فناسب الفعل الماضي مسألة قوله تعالى وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها غافلون. وقال في هود مصلحون جوابه ان اية الانعام تقدمها قوله تعالى الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي وينذرونكم اي يوقظونكم بالايات من غفلاتكم. لان الانذار الايقاظ من الغفلات عن المنذر به تناسب قوله غافلون وفيه تقدم فلولا اذا فلولا كان من القرون من قبلكم اولوا بقية ينهون عن الفساد في الارض. فناسب الختم بقوله فيه مصلحون لان ذلك ضد الفساد المقابل له هذه الاية ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون الاية الحادية والثلاثين بعد المئة من سورة الانعام هي من الايات التي ينبغي ان نتعظ بها الان فان الله سبحانه وتعالى ما جعل العباد في ما هم فيه الان من السجن العالمي فان الناس كلهم يكادون يكونون في سجن عالمي بحكم اله العالمين وخالق السماوات والاراضين فندرك انه سبحانه لم يكن مهلك القرى بظلم واهلها غافلون لكن هذا الذي حصل من الناس انما هو بسبب كفرهم وشركهم وطغيانهم وبغيهم وبسبب مهادنتهم للباطل نسأل الله عز وجل ان يكشف البلاء وان يدفع الوباء عن الامة وان يدفع هذا الوباء عن البلاد والعباد. نعم مسألة قوله تعالى اني عامل فسوف تعلمون. هنا وفي الزمر وفي قصة شعيب في هود سوف تعلمون بغير فعل جوابه ان القول في ايتين الانعام والزمر يأمر بامر الله تعالى له بقوله قل تناسب التوكيد في حصول الموعود به بفاء السببية واية هود من قول شعيب فلم يؤكد ذلك مسألة قوله تعالى حكاية عن قولهم لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا الاية وقال في النحل ما عبدنا من دونه من شيء جوابه ان لفظ الاشراك مؤذن بالشريك فلم يقل من دونه بخلافه عبدنا ليس مؤذنا باشراك غيره فلذلك جاء من دونه واما زيادة نحن فانه لما حال بين الضمير في عبدنا وبينما عطف عليه حائل وهو قوله من دونه اكد بقوله نحن وها هنا لم يحل بين الضمير المعطوف عليه حائل نعم مسألة قوله تعالى كذلك كذب الذين من قبلهم وفي النحل كذلك فعل الذين من قبلهم. جوابه ما تقدم قوله فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة ناسبك ذلك كذب الذين من قبلهم ولما تقدم في النحل ما عبدنا من دونه من شيء الى قوله ولا حرمنا قال كذلك فعل الذين من قبلهم مسألة قوله تعالى ولا تقتلوا اولادكم من املاق. نحن نرزقكم واياهم. وفي سبحان خشية املاق الاية جوابه ان قوله تعالى من املاق هو هو الفقر خطاب للمطلين الفقراء اي لا تقتلوهم من فقر بكم فحسن نحن نرزقكم ما يزول به املاقكم ثم قال واياهم اي نرزقكم جميعا وقوله تعالى خشية املأ خطاب للاغنياء اي خشية املاق يتجدد لكم بسببه. فحسن نرزقهم واياكم نعم. يعني الاية التي في الانعام آآ انما هو خطاب للفقراء. اي لا تقتلوا اولادكم تظنون ان وجود الاولاد سيكون زيادة في فقركم. فنحن نرزقهم نرزقكم انتم ومن يأتي من اولادكم واما اه اية سورة سبحان وهي الاسراء فالخطاب فيه للاباء الموسرين الذين يخافون الاعسار فيما لو صار لهم اولاد فالله عز وجل بين انه ما من نفس منفوسة الا ومعه رزقه. ولهذا قال نحن نرزق هم واياكم نعم مسألة قوله تعالى في اخر الوصية الاولى تعقلون وفي اخر الثانية لعلكم تذكرون. واخر الثالثة لعلكم تتقون. جوابه ان الوصايا الخمس انما يحمل يحمل على ترك يحمل على تركها العقل الغالب على الهوى لان الاشراك بالله لعدم استعمال العقل الدال على توحيد الله وعظمته ونعمه على عبيده. وكذلك عقوق الوالدين لا يقتضيه لسبق احسانهما الى الولد بكل طريق وكذلك قتل الاولاد بالوأد من الاملاق مع وجود الرازق الكريم وكذلك اتيان الفواحش لا يقتضيه عقل وكذلك قتل النفس لغيظ او غضب في القاتل فحسن بعده تعقل واما الثانية فلتعلقها بالحقوق المالية والقولية اي لعلكم تذكرون في انفسكم ان لو كان الايتام اولادكم وكنتم انتم المقايضين لانفسهم ما يكال او يوزن او المشهود عليه او المقر له او والموعود اكنتم ترضونه لانفسكم؟ فما لا ترضونه لانفسكم؟ لا ترضونه لغيركم واما الثالثة فلان ترك اتباع الشرائع الدينية مؤد الى غضب الله تعالى. والى جهنم بما فيه من معصية الله سبحانه فحسن لعلكم تتقون ذلك او تتقون عذاب الله سبحانه بسببه. هذا جواب شديد والجواب الذي ذكرناه قبل قليل الالتقاء من الاقل الى الاعلى في الاوصاف. وهذا ايضا له وجه ظاهر تعقل طيب اذا عقلت تذكر اذا تذكرت اتق. نعم مسألة قوله تعالى وهذا كتاب انزلناه مبارك وفي الانبياء وهذا ذكر مبارك انزلناه. قدم الانزال ها هنا هنا مؤخره في الانبياء جوابه قدم الانزال ها هنا ردا على قول الحاص بن عازراء ما انزل الله على بشر من شيء فبدأ به اهتماما به ولان الكتب السماوية ولان الكتب السماوية فناسب البداءة انزال واية الانبياء في الذكر فجاءت على الاصل في تقديم الوصف المفرد في النكرة على الجملة نعم. مسألة قوله تعالى فله عشر امثالها. وقال تعالى في البقرة كمثل حبة انبتت سبع سنابل الاية جوابه ان اية الانعام لمطلق الحسنات واية البقرة خاصة في النفقة في سبيل الله السالمة من المن والاذى وقد تقدم في البقرة فان قيل ففي البقرة فمن ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له. الاية قلنا وروده بعد قوله تعالى وقاتلوا في سبيل الله يدل على ما قدمناه او المراد بهذه الاية العشر فما زاد هذا الجواب الاخير هو الذي ذكرناه هناك قلنا ان الحسنة بعشرة امثالها ثم يضاعف الله لمن يشاء بحسب ما يقوم في قلبي الفاعل وفي احوال الفاعلين وفي احوال المفعولين من الاشياء التي التي يحبها الله ويرضاها نعم مسألة قوله تعالى وانا اول المسلمين. وقال في يونس عن نوح وانا من المسلمين وفي موسى اول المؤمنين جوابه ان المراد اول المسلمين من اهل مكة شرفها الله تعالى لانها اول المسلمين منهم. لانه اول المسلمين منهم ضمير راجع للنبي صلى الله عليه وسلم نعم. لانه صلى الله عليه وسلم اول المسلمين منهم. نعم احسن ولم يكن نوح اول من اسلم في زمانه ومثله قول سحرة فرعون ان ان كنا اول المؤمنين يريد اولهم من قوم من قوم فرعون واله واما قول موسى وانا اول المؤمنين اراد اول المصدقين بامتناع الرؤية في الدنيا ولم يرد الايمان الذي هو الدين نعم. مسألة قوله تعالى خلائف الارض وفي فاطر في الارض يأتي فيها مسألة قوله تعالى ان ربك سريع العقاب وفي الاعراف لسريع العقاب ايراده انه لما تقدم ما يؤذن بالكرم والاحسان في قوله من جاء بالحسنة فله عشر امثالها الايات ناسب ترك التوكيد في جانب العقاب وفي الاعراف لما تقدم ما يؤذن بغضب الله وعذابه من اتخاذهم العجل احلي السبت ناسب توكيد جانب العذاب بدخول الله قد يقول قائل هذا كلام الله عز وجل فلماذا نأتي بهذه الاشكالات وهذه الحقيقة؟ الجواب ان نؤمن ونقر ان هذا كلام الله ونسلم لكن هذا لبيان البلاغة والفصاحة والمناسبات. نعم قال رحمه الله سورة الاعراف مسألة ما سبب اختلاف الالفاظ وزيادة ما سبب اختلاف الالفاظ وزيادة المعاني ونقصها في بعض قصص ادم دون بعظ وكذلك في غير ذلك من القصص كقصة موسى مع فرعون ونوح وهود وصالح مع قومهم وشبه ذلك جوابه اما اختلاف الالفاظ لان المقصود المعاني لان الالفاظ الدالة لان الالفاظ الدالة عليها اولا لم تكن باللسان العربي بل بالسنة المتخاطبين حالة وقوع ذلك المعنى فلما اديت تلك المعاني الى هذه الامة اوديت بالفاظ عربية تدل على معانيها مع اختلاف الالفاظ واتحاد المعنى فلا فرق بين ابى ان يكون مع الساجدين وبين لم يكن مع الساجدين. لدلالتها على معنى واحد وهو عدم السجود وكذلك لا فرق في المعنى بين ما لك لا تسجد. وما منعك ان تسجد لان لا صلة زائدة واما زيادة المعاني ونقص ونقصها في بعض دون بعض فلان المعاني الواقعة واما زيادة المعاني ونقصها في بعض دون بعض لان المعاني الواقعة في القصص فرقت فرقت في ايرادها فيذكر بعضها في مكان وبعض اخر في مكان اخر. ولذلك عدة فوائد ذكرتها في كتاب المقتنص في تكرار القصص على كل حال يعني لابد ان ننتبه ان تكرار القصص بالفاظ مختلفة لا تظاد بين معانيها من اعظم اساليب من اعظم اساليب البلاغة في القرآن فان احد الناس لو كتب قصة ثم قيل له احك هذه القصة من ثلاثة اوجه مختلفة فانه سيقع حينئذ في احد امرين اما الزيادة في الكذب واما تناقض في الخبر اما لو تأملنا قصة نوح عليه السلام وقصة موسى عليه السلام نجد انها مكررة وعاد وهود وصالح في ايات كثيرة ولا تناقض بينها ولا اه اختلاف ما بينها ولكن لابد ان ننتبه ان زيادة هذه المعاني كل كلمة في مكانها دال على معنى وليس المقصود المؤدى واحد كما زعم لما قال فلا فرق بين ابى ان يكون مع الساجدين وبين لم يكن مع الساجدين يقول دلالتها على معنى واحد وهو عدم السجود صحيح دلالتها على عدم السجود مؤداه واحد لكن اللفظ يختلف فابى خبر عن امتناعه عن السجود على وجه التكبر وقوله لم يكن مع الساجدين خبر عن عدم فعله اذا لابد ان ننتبه ان هناك اختلافا بين الالفاظ لمعاني ودلالات وان كان المقصود من القصص واحدة واما قوله لا صلة زائدة فهذا على اصل قول المصنف فانه من الذين يرون ان في القرآن حروف زائدة لا محل لها من الاعراب ولا من المعنى وهذا غير صحيح فليس في القرآن حرف زائد آآ من حيث المعنى فلا نقول لا صلة زائدة من نقول ان وجود لا ابلغ من عدمه. نعم قال رحمه الله مسألة قوله تعالى قال انظرني وفي الحجر وصاد فامددني بالفاء جواب ان اية الاعراف استئناف سؤال غير مسبب عما قبله فلا وجه للفاهي وكذلك انك من المنظرين خبر مستأنف غير مسبب عما قبله. وحيث جاء بالفاء فهو مسبب عما قبله تقديره ان اخرجتني فانظرني لما جاء بفاء الشبابية هنا ناسب فانك من المنظرين بالفاء نعم مسألة قوله تعالى اتخذوا دينهم لهوا ولعبا قدم اللهو على اللعب وفي العنكبوت وبقية المواضع قدم اللعب على اللهو جوابه والله اعلم ان اللهو عن الشيء تركه واهماله والاعراض عنه ونسيانه واللعب معروف وهو فعل فعل مقصود لفاعله فلما جاء في الاعراف بعد قوله وما كنتم تستكبرون. وهو ذم لهم بالاعراض عن اتباع الحق واهماله. ولذلك قال بعده كما نسوا لقاء يومهم هذا وكذلك اية العنكبوت جاءت بعد قوله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض الايتين دل بهما على اعراضهم عن الحق واتباعه مع علمهم به. واما في المواضع الاخر فجاء في سياق ذم الدنيا والاشتغال عن الله تعالى بلعبها ولهو ولهوها وزينتها يعني خلاصة هذا القول انه في الموضعين اه الذين وردا تقديما له ذلك لانه الكفار او الناس اشغلهم شيئا اشغلهم شيء في قلوبهم لذلك اللهو ما يشغل القلب واما اللعب فما يشغل البدن وحيثما جاء تقديم اللعب فان المقصود به ذكر الدنيا فقط. فحينئذ انشغلوا بلعب وعمل دنيوي وكذلك في لهو آآ في ما لعبوا فيه. نعم قال رحمه الله مسألة قوله تعالى وهو الذي يفصل الرياح بشرى بلفظ المستقبل وكذلك في الروم. وفي الفرقان وفي وهو الذي ارسل الرياح بلفظ الماضي. جوابه لما تقدم يغسي الليل النهار ناسبه والذي يرسل. وايضا تقدم ثم قوله ادعوا ربكم فناسب وهو الذي يرسل الرياح. لان الدعاء انما يكون لما يأتي. وكذلك في الروم لما قوله ومن اياته ان يرسل الرياح ناسب بعده الله الذي يرسل الرياح اما الفرقان فلما تقدم ذلك فلما تقدم ذلك فلما تقدم ذلك افعال ماضية وهو قوله تعالى مد الظل وجعله ثم قبضناه وجعل لكم الليل وجعل النهار ناسب ذلك وهو الذي ارسل الرياح واما اية فاطر فانه تقدم قوله تعالى اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء وهو المطر وانما يذكر بشكر النعم الماضية على زمن الشكر. فناسب ارسل ماضيا مسألة قوله تعالى لقد ارسلنا نوحا بغير واو وفي هود ولقد ارسلنا جوابه ان هنا لم يتقدمه دعوى نبوة ورد ورد قوم مدعى ذلك عليه فهو كلام مبتدأ وفي هود والمؤمنين تقدم ما يشعر بذلك وهو قوله تعالى ومن قبله كتاب موسى الاية حسن العطف عليه بالواو وتصفية للنبي صلى الله عليه وسلم وتخويفا لقومه لقوله تعالى فلعلك تارك بعض ما يوحى اليه ام يقولون افتراء الايات واما المؤمنين فلتقدم ذكر نعمه على المكلفين بحملهم على الفلك الذي كان سببا لوجودهم ونسلهم فعطف عليه بالواو وبقوله وعليها وعلى الفلك تحملون ولانه تقدم قوله ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق فناسب العطف عليه بقوله تعالى ولقد ارسلنا نوحا الاية هذه الاجوبة البلاغية تدلنا على عظمة آآ الاسلوب البلاغي في القرآن وعلى عظمة آآ ما يسميه البلاغيون التناسق العجيب البديع بالالفاظ وكذلك في الجمل. نعم مسألة قوله تعالى قال الملأ من قومه في نوح. وقال بعده في قصة هود قال الملأ الذين استكبروا من قومه جوابه ان نوحا لم يؤمن احد من اشراف قومه وهود امن بعض اشراف قومه. فلذلك قال الذين كفروا من قومه الذين استكبروا الاية هكذا قال الملأ الذين استكبروا من قوم انا اخفاه. نعم مسألة قوله تعالى ابلغكم رسالات ربي وانصح لكم. وقال في قصة هود وانا لكم ناصح امين جوابه ان الضلال فعل يتهدد بترك الصواب الى ضده. ويمكن تركه في الحال. فقابله بفعل اسيبه في المعنى فقال وانصح والسفاهة صفة لازمة لصاحبها فقابلها بصفة في المعنى فقال وانا لكم ناصح نعم مسألة قوله تعالى فاخذته فاخذتهم الرجفة فاصبحوا في دارهم فافرج وفي هود واخذ الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم فجمع جوابه ان المراد بالرجفة الزلزلة العظيمة وصح الافراد لان المراد بدارهم بلدهم المزلزل. والمراد بالصيحة صيحة من السماء والمراد بديارهم منازلهم دينهم مسألة قوله تعالى في قصة نوح وشعيب ابلغكم رسالات ربي. وقال في هود وصالح رسالة ربي فافرد. جوابه ان قصة نوح وشعيب تضمنت انواعا من التبليغات وان لم يذكر هنا مع طول مدة نوح فجمع لذلك وقصة هود وصالح ليس كذلك فافرج يعني نوح عليه السلام وشعيب عليه السلام مكثا في قوميهما مدة طويلة تضمنت ابلاغهم رسالة بعد رسالة فجمعت رسالات ربي واما قوم هود واما قوم هود وصالح فان النبيين الكريمين ما مكث فيهما طويلا وذلك لان اه قومهم قومهما طلب تعجيل العذاب فما هي الا برهة من الزمن الا واهلكوا. نعم قال رحمه الله مثل قوله تعالى في قصة شعيب عليه السلام فاخذتهم الرجفة قال في الشعراء عذاب يوم الظلة جوابه قيل اصحاب الايكة غير مدين اه فلا يريد السؤال وقيل هما واحد فجوابه ان الصيحة لما اصابتهم خرجوا من ديارهم هاربين الى الصحراء فاحرق الحر فجاءت الظل فهربوا اليها. فصيح بهم فماتوا في ظلالهم نعم مسألة قوله تعالى فما كان جواب قومه الا ان قالوا اخرجوهم من قريتكم. وفي العنكبوت الا ان قالوا ائتنا بعذاب الله والا للحصر فكيف الجمع بينهما؟ جوابه لعل ذلك في مجالس. في مجلس اختصر بذكر اتيان الفاحشة واظهارها فناسب ذكر اخراجه كي لا كي لا يعيب عليهم ذلك وفي مجلس عدد ذنوبهم فناسب مطالبتهم باتيان العذاب عليها. فحصل الجواب في كل مجلس بما ذكر فيه مناسبة. او ان الجوابين من من الطائفتين ان الجوابين من طائفتين فلم تجيبا الا بما ذكر عنهما هناك جواب ثالث في نظري وهو ان الكفار انفسهم يأتون ويقولون ليس لنا مطالبة الا كذا وكذا. هم الذين يحصرون مطالباتهم ثم يخرجون وبعد ايام يأتون ويقولون ليس لنا الا مطالبة كذا وكذا فهم الذين حصروا مطالباتهم ولذلك قال فما كان جواب قومه الا قالوا اخرجوهم من قريتكم هذا في وقت الا ان قالوا ائتنا بعذاب الله. هذا في وقت اخر. نعم مسألة قوله تعالى في قصة مدين فاخذتهم الرجفة وقال في هود فاخذتهم الصيحة جوابه قيل ان ابتداء عذابهم كانت زلزلة عظيمة ثم صيحة عظيمة قطعت اكبادهم فماتوا فيها فماتوا جميعا. وقيل لان العظيمة لا تخلو عن صيحة. نعم مسألة دعاء الزلازل العظيمة ادرك ان معها صوتا عظيما صوتا عظيما آآ آآ يعني اشبه ما تكون باصوات مستمرة لتصادم الجبال معا نعم مسألة قوله تعالى فارسل معي بني اسرائيل وفي طه فارسل معنا جوابه ان المرسل هنا ان المرسل هنا موسى عليه السلام فقط فقال معي وفي طه موسى وهارون عليهما السلام فقال معنا مسألة قوله تعالى يريد ان يخرجكم من ارضكم فماذا تأمرون؟ وفي الشعراء من ارضكم بسحره جوابه ان اية الاعراف من كلام الملأ واية الشعراء من كلام فرعون. ولما كان هو اشدهم في رد امر موسى صرح بانه سحر ويؤيده قال جئتنا لتخرجنا من ارضنا بسحرك قاصدا بذلك كله تنفير الناس عن متابعة موسى عليه السلام مسألة قوله تعالى قال فرعون امنتم به وفي الشعراء امنتم له جوابه ان الضمير في به يرجع الى رب العالمين او الى موسى وفي له يجوز رجوعه الى موسى او الى ما جاء به من الايات اي لاجل ما جاء به من ذلك مسألة انبه على لطيفة وهي ان الله سبحانه وتعالى يأتي بالظمير المحتمل للمعاني لماذا لان الظماير التي تكون محتملة للمعاني تدل على عدة معاني كلها صحيحة فمثلا هنا لما قال امنتم له ها لما قال في سورة الشعراء امنتم له فهنا يحتمل ان يكون عود الظمير الى موسى والى ما جاء به من الايات والى رسالته والى اخر ذلك من المعاني فهي اعم من لو قال امنتم بموسى. نعم شيخنا اي مسألة وصلنا مئة وثمانية وخمسين نعم. قال رحمه الله مسألة مية تسعة وخمسين قوله تعالى واذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية الايات تقدم في البقرة تقدم في البقرة مسألة ان ربك لسريع العقاب تقدم بالانعام. مسألة قوله تعالى فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل. كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين. وفي يونس بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين. ثوابه اما اية يونس عليه السلام فلتقدم قوله في قصة نوح عليه السلام واغرقنا الذين كذبوا باياتنا. فعدى كذبوا باياتنا بما عداه اولا ولم يتقدم في الاعراف التكذير متعديا بالباء. قوله تعالى ولكن كذبوا فاخذناهم. فناسب كل موضع ما قبله اه واما قوله كذلك يطبع الله في يونس نطبع فلتناسب كل اية ما تقدمها. فالاعراف تقدمها اظهار اظهار بعد اظمار في قوله افأمن اهل القرى ان يأتيهم بأسنا ثم قال افأمنوا مكر الله فناسب ذلك نقص عليك من انبائها. كذلك يطبع الله وايضا لما اكد اول الاية بالقسم ناسب ذلك تعظيم الطبع بالنسبة الى اسم الله تعالى. وناسب وناسبت تصريح بوصفهم بالكفر الذي معناه اقبح واشد من معنى الاعتداء. فناسب كل اية ما ختمت به مسألة قوله تعالى كذلك يتبع الله وفي يونس نطبع بالنون. جوابه انه تقدم هنا افأمنوا مكر الله الاية فناسب التصريح بقوله كذلك يطبع الله. في يونس تقدم فنجينا ثم بعثنا وجعلناهم فناسبا بالنون مسألة قوله تعالى قال الملأ من قوم فرعون ان هذا لساحر عليم للشعراء قال للملأ حوله ان هذا لساحر عليم وظاهر اية الاعراف ان الملأ قالوا ذلك ظاهر اية الشعراء ان قائله فرعون جوابه ان كلا منهما قاله لكن لما تقدم في الشعراء ابتداء مخاطبة فرعون موسى بقوله الم لربك فينا وليدا ولبثت فينا الايات. ناسب ذلك حكاية قول فرعون الملأ. لانه المتكلم بذلك اولا تنفيرا لقومه عن متابعته كما تقدم قبل هذا ولم يأتي في الاعراف مثل ذلك فحكى قولهم له مسألة قوله تعالى في الاعراف وارسل في المدائن في الشعراء وابعث كلاهما معلوم المراد فما فائدة اختلاف اللفظين؟ وكذلك قوله تعالى بكل ساحر وفي الشعراء بكل سحار. جوابه مع التفنن في الكلام ام ان ارسل اكثر تفخيما للابعث؟ واعلى رتبة لاشعاره بالفوقية. ففي الاعراف حكى قول الملأ فرعون فناسب خطابهم له بما هو اعظم رتبة تفخيما له. وفي الشعراء صدر الكلام بانه هو القائل لهم فناسب تناوله معهم ومشاورته لهم فناسب تنازلهم تنازله معهم ومشاورته لهم وقولهم ابعث. واما قوله هنا بكل ساحر وفي الشعراء بكل سحار ولتقدم قولهم بسحره فناسب صيغة المبالغة بسحار وعندي في نظري القاصر جواب اخر وهو ان هذا اعني فرعون انه عنده ملأ وهم الوزراء والمشاورون فلا يمنع ان يكون بعضهم قال ارسلوا بعضهم بعضهم قال بلفظ لغتهم ابعث بعضهم قال بكل ساحر وبعضهم قال بكل سحار فلما حكى الله القصة مرتين مرة حكى قول بعضهم ومرة حكى قول البعض الاخر. نعم مسألة قولهم هنا وفي الشعراء امنا برب العالمين رب موسى وهارون. في طه امنا برب هارون وموسى. جوابه لما تقدم في الاعراف اني رسول من رب العالمين. وفي الشعراء انا رسول رب العالمين. ناسب ذلك امنا برب العالمين امين ثم خصصوا. المراد بانه رب موسى وهارون. الذي جاء برسالته لا غير. وفي طه قاعات رؤوس الاي اكتفى برب هارون وموسى. فلم يحتج الى اعادة رب ثانيا هنا تنبيه نبه عليه شيخ الاسلام ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى ان ما يذكره بعض الناس من المناسبة لمجرد اه مناسبة رؤوس الاي ان فيه نظر اذا كان الامر كذلك فقد يقول قائل لماذا قدم هنا موسى وهارون وهناك قدم هارون وموسى فيمكن الجواب ان الواقعة ان الواقعة واقعتان واقعة كان فيها الناس اعرف بهارون من موسى فقدموا الايمان بهارون على موسى وواقعة كان موسى هو المتكلم وهو المقدم فناسب ان هؤلاء قالوا رب موسى اذا لان موسى عليه السلام تحدى فرعون مرة في ايوانه وقصره امام ملأه ووزرائه وهناك بعض السحرة الذين ربما كانوا قد ناوأوه ثم طلب طلبوا ايضا وصارت آآ المبارزة والمناظرة في الملأ في يوم الزينة فهنا واقعة وهنا واقعة والله اعلم قال رسول الله مسألة قوله تعالى قالوا انا الى ربنا منقلبون وفي الشعراء آآ لا ضير الاية بزيادة لا ضيق جوابه لما كان الوعيد في الشعراء اشد ناسب مقابلتهم له بعدم التأثر به في مقابلة ما يرجونه عند الله تعالى نعم وهذا ايضا يؤكد ان الواقعة واقعة نعم مسألة قوله تعالى الا املك لنفسي نفعا ولا ضرا. وفي يونس قل لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا. قدم النفع هنا واخره وفي يونس جوابه ان اية الاعراف تقدمها ذكر الساعة فناسب في حقه تقديم النفع الذي هو ثواب الاخرة وتأخير الضر الذي هو عقابها واية يونس فقدمها ذكر استعجال الكفار العذاب في قوله تعالى ويقولون متى هذا الوعد؟ الاية فناسب تقديم الضر على النفع ولذلك قال تعالى بعده قل ارأيتم ان اتاكم عذابه بياتا او نهارا وكذلك كل ما قدم فيه النفع والضر في فلتقدم فلتقدم فلتقدم احشومة عليك فلتقدم ما يناسب ذلك التقديم او تأخير او تأخيره وذلك ظاهر لمن ينظر فيه نعم. مسألة قوله تعالى فاستعذ بالله انه سميع عليم وفي حميم السجدة انه هو السميع العليم بلام التعريف جوابه ان اية الاعراف نزلت اولا واية السجدة نزلت ثانيا. فحسن التعريف اي هو السميع العليم الذي تقدم ذكره او اولا عند نزوغ الشيطان احسنت نكتفي بهذا القدر ونسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح شكر الله للشيخ غلام الطاهري هذه القراءة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته