الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنبدأ قراءتنا في كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الشيخ العلامة سليمان ابن عبد الله ابن الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله. وكنا قد وقفنا اه عند قول المصنف قال ولهما عن انس في كتابي او في باب التطير نعم قراءة مع الشيخ يوسف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين قال الشيخ سليمان عبدالله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تيسير العزيز الحميد باب ما جاء في التطير قال المصنف رحمه الله الا ولهما عن انس انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة قال السارح قوله ويعجبني الفأل قال ابو السعدات الفأل مهموز فيما يسر ويسوء. والطيرة لا تكون الا فيما يسوء ورب وربما استعملت فيما يسر. يقال تفاءلت بكذا وتفاولت على التخفيف والقلب. وقد اولع الناس ترك الهمزة تخفيفا. وانما احب الفأل لان الناس اذا املوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كل سبب. اذا الناس اذا املو يعني رجو نعم. قال وانما احب الفأل لان الناس اذا املوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف او قوي فهم على خير. ولو غليظ في جهة الرخاء في جهة الرجاء فان الرجاء لهم خير واذا قطعوا املهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشر. الاصل ان الانسان الاصل ان المؤمن يكون دائما يحسن الظن بربه ويرجو الخير فهذا يجعله متفائلا يجعله متفائلا وعلى الانسان ان يعيش بالتفاؤل وان لا يعيش بالتشاؤم والتفاؤل من باب الرجع نعم قال واما الطيرة فان فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء. ومعنى التفاؤل مثل ان يكون رجل مريض فيتفائل بما يسمع من كلام اسمعوا اخر يقول يا سالم او يكون طالب ضالة فيسمع اخر يقول يا واجد فيقع في ظنه انه يبرأ من مرضه ويجد ضالته ومنه الحديث قيل يا رسول الله وما الفأل؟ قال الكلمة الصالحة. قوله قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة بين لهم صلى الله عليه وسلم ان الفأل يعجبه فدل انه ليس من الطيرة المنهي عنها. قال ابن القيم رحمه الله ليس في الاعجاب بالفأل ومحبته شيء من الشرك بل ذلك ابانة مقتضى الطبيعة وموجب الفطرة الانسانية التي تميل الى ما يوافقها ويلائمها. كما اخبرهم انه حبب اليه من الدنيا النساء والطيب كان يحب الحلوى والعسل ويحب حسن الصوت بالقرآن والاذان. ويستمع اليه ويحب معالي الاخلاق ومكارم الشيم وبالجملة يحب كل كمال وخير وما يفضي اليهما والله سبحانه وتعالى قد جعل في غرائز الناس الاعجاب بسماع الاسم الحسن ومحبته. وميل نفوسه مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الاصح بالطائف. بالنسبة لعبادلة احد العبادلة الفقهاء من الصحابة. العبادلة من الصحابة هم اربعة عبد الله بن الزبير عبد الله بن عمر عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص اليه وكذلك جعل في فيها الارتياح والاستبشار والسرور باسم الفلاح والسلام والنجاح والتهنئة والبشرى والفوز والظفر ونحو ذلك فاذا قرع فاذا قرعت هذه الاسماء الاسماع استبشرت بها النفس وانشرح لها الصدر وقوي بها القلب. واذا سمعت اضدادها اوجب لها ضد هذه الحال فاحزنها ذلك واثار لها خوفا وطيارة وانكماشا وانقباضا عما قصدت له وعزمت عليه. فاورث لها ضررا في الدنيا ونقصا في الايمان ومقارفة الشرك يعني الاصل ان الانسان خلقه الله على فطرة معينة فاذا رأى امرا حسنا استبشر واذا امرا سيئا وجد في قلبه انقباظا وتطيرا وتشاؤما لكن المهم انه في استبشاره يزداد رجاؤه. وفي انقباض نفسه وما يجد في نفسه من التطير الا يرده ذلك عن قصد الخير. نعم وقال الحليبي وانما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل لان التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق. والتفاؤل حسن به والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال. سواء وجد سببه او لم يوجد. فالمسلم مأمور بحسن ظني بالله. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى ولابي داود بسند صحيح عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه انه قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل ولا ترد مسلما. فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك. قال السارق قوله عن عقبة ابن عامر هكذا وقع في نسخ التوحيد وصوابه وصوابه عروة ابن عامر. كذا اخرجه احمد وابو داوود وغيرهما وهو مكي اختلف في نسبه. فقال احمد بن حنبلة في روايته عن عروة ابن عامر القرشي وقال غيره الجهني واختلف في صحبته فقال باوردي له صحبة وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال المزي لا صحبة له وتصح قوله فقال احسنها الفأل قد تقدم انه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل وروى الترمذي وصححه عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا خرج يحب ان يسمع يا نجيح يا راشد. وروى ابو داوود عن بريدة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شيء. وكان اذا بعث عاملا سأل عن اسمه فاذا اعجبه فرح به. وان كره اسمه رؤي كراهيته ذلك في وجهه واسناده حسن. فهذا في استعمال الفأل. قال ابن القيم في الكلام على الحديث المشروح اخبر صلى الله عليه وسلم ان الفأل من الطيرة وهو خيرها. فابطل الطيرة واخبر ان الفأل منها ولكنه خير منها ففصل بين الفأل والطيرة لما بينهما من الامتياز والتضاد. ونفح احدهما ومضرة الاخر ونظير هذا منعه من الرقى الشرك واذنه في الرقية اذا لم يكن فيها شرك. لما فيها من المنفعة الخالية عن المفسدة. يعني هذا رقية وهذه رقية لكن هذه رقية ممنوعة وهذه رقية جائزة كذلك ان النظر الى الاثم والتفاؤل به والنظر للاسم والتشاؤم به هما من حيث الفعل واحد لكن النظر الى الشيء والتفاؤل به من باب حسن الظن بالله فكان مطلوبا والنظر للشيء والتشاؤم به من باب التعلق بالاسباب فكان مذموما نعم قوله ولا ترد مسلما قال الطيبي تعريض بان الكافر بخلافه. قوله اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا نحن نرى في الواقع الكفار كثيرا ما يتشائمون وهذا واقع لذلك قال لا ترد مسلم اما المنافقين والكفار فان عندهم من التشاؤم بالايام والازمنة والامكنة والاشياء ما يستغرب منه العاقل نعم قوله اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا يدفع السيئات الا انت. اي لا تأتي الطيرة بالحسنات ولا تدفع المكروهات بل انت وحدك لا شريك لك الذي بالحسنات وتدفع السيئات وهذا دعاء مناسب لمن لمن وقع في قلبه شيء من الطيرة. وتصريح بانها لا تجلب نفعا ولا تدفع ضرا ويعد ويعد من اعتقدها سفيها مشركا. قوله ولا حول ولا قوة الا بك استعانة بالله تعالى على فعل التوكل وعدم الالتفات الى الطيرة التي قد وتكون سببا لوقوع المكروه عقوبة لفاعلها. وذلك انما يصدر من تحقيق التوكل الذي هو اقوى الاسباب في جلب الخيرات ودفع المكروهات. والحول التحول والانتقال من حال الى حال والقوة على ذلك اي لا حول ولا قوة على ذلك الحول الا بك وذلك يفيد التوكل على الله لانه علم وعمل. فالعلم معرفة القلب بتوحد الله بالنفع والضر. وعامة المؤمنين بل كثير من المشركين يعلمون ذلك. والعمل هو ثقة القلب بالله وفراغه من كل ما سواه. وهذا عزيز. ويختص به خواص المؤمنين. وهو داخل في هذه الكلمة لان فيها من الحول والقوة والمشيئة بدون حول الله وقوته ومشيئته. والاقرار بقدرته على كل شيء وبعجز العبد عن كل شيء الا ما اقدر الا ما اقدره عليه ربه. وهذا نهاية توحيد الربوبية الذي يثمر التوكل وتوحيد العبادة. والمناسبة في الجمع بين الحول والقوة في قولنا لا حول ولا قوة الا بالله انه حينما يريد الانسان يغير شيء يحتاج الى امرين يحتاج الى ارادة يحتاج الى قوة فاذا انعدم احدهما لم يمكن التغير فالحول مرتبط بارادة التحول والقوة مرتبطة بايجاد الفعل الذي به يكون التحول فاذا قال الانسان لا حول ولا قوة الا بالله فهو ينفي ان يكون في الارادات شيء بدون الله عز وجل او في اقوى شيء بدون الله يمكن معه التغير ولهذا ينبغي للانسان ان يدرك ان التعليق يعلق قلبه يعلق نفسه يعلق عقله واراداته يعلقها بالله عز وجل ويعلق قواه بالله سبحانه وتعالى فيكون قويا في قوته عزيزا في ارادته. نعم قال رحمه الله تعالى قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابن مسعود مرفوعا الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا ولكن الله يذهب التوكل رواه ابو داوود والترمذي وصححه وجعل اخره من قول ابن مسعود. قال الشارح هذا الحديث رواه ايضا ابن ماجة وابن حبان ولفظ ابي داوود الطيرة شرك قوله الطيرة شرك صريح في تحريم الطيرة وانها من الشرك لما فيها من تعلق القلب على غير الله. وقال ابن حمدان في الدعاية تكره الطيرة وكذا قال واحد من اصحاب احمد قال ابن مفلح والاولى القطع بتحريمها ولعل مرادهم بالكراهة التحريم. هذا هو الصواب. المراد بالك التحريم وهذا مطلق عند جمع من المتقدمين. انهم يقولون عن الرقية الشركية مكروهة. يقولون عن التطيب مكروه مقصودهم على وفق قوله تعالى كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها اي محرما نعم قلت بل الصواب القطع بتحريمها لانها شرك. وكيف يكون الشرك مكروها الكراهة الاصطلاحية؟ فان كان القائل بكراهتها اراد ذلك فلا ريب في بطلانه قال في شرح السنن وانما جعل الطيرة من الشرك لانهم كانوا يعتقدون ان التطير يجلب لهم نفعا او يدفع عنهم ضرا اذا عملوا بموجبه فكأنهم اشركوه مع الله تعالى. قوله وما منا الا قال ابو القاسم اقصدوا بشرح السنن يعني ما ادري ما المقصود بشرح السنن لان اذا كان المقصود شرح السنن ابي داود فهو للامام ابن القيم بالنسبة للي مشيخ سليمان لان عون المعبود متأخر عن الشيخ سليمان واذا كان المقصود بشرح السنن يعني الخطابي فهذا يحتمل لان الخطابي ايضا شرح سنن ابي داود. نعم قوله وما منا الا قال ابو القاسم الاصفهاني والمندري في الحديث اضمار والتقدير وما منا الا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك انتهى محاصيله وما منا الا من يعتريه التطير ويسبق الى قلبه الكراهة فيه. فحدث ذلك اعتمادا على فهم السامع وقال الخلقالي حذف المستثنى لما يتضمنه من الحالة المكروهة وهذا نوع من ادب الكلام. قوله ولكن الله يذهبه بالتوكل اي ما منا الا من يقع في قلبه ذلك ولكن لما توكلنا على الله وامنا به واتبعنا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم واعتقدنا صدقه اذهب الله ذلك عنا. واقر قلوبنا على واتباع الحق. امين امين قوله وجعل اخره من قول ابن مسعود قال الترمذي سمعت محمد ابن اسماعيل يقول كان سليمان ابن حرب يقول في هذا وما منا هذا عندي من قول ابن مسعود. فالترمذي نقل عن سليمان ابن عن سليمان ابن حرب ووافقه على ذلك العلماء. قال ابن القيم وهو الصواب فان الطيرة نوع من الشرك. قال المصنف رحمه الله تعالى احمد ابن حديث ابن عمرو من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك. قالوا فما كفارة ذلك؟ قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك قال الشارح وهذا الحديث رواه الامام احمد والطبراني عن ابن عمر ابن العاص مرفوعا وفي اسناده ابن لهيعة وفيه اختلاف وبقية رجاله ثقات قوله من حديث ابن عمرو هو عبد الله ابن عمرو ابن العاص ابن وائل السهمي ابو محمد وقيل ابو عبدالرحمن احد السابقين المكثرين من الصحابة واحد العبادلة الفقهاء وامره عمر ثم عثمان وهو احد الحكمين بصفين مات سنة خمسين. ويجب على الانسان يعتقد ان ما يقال ان ابا موسى كان كما يقوله بعض من لا خلاق له انه كان ساذجا فان قال قائل فلما لم يدخل ابن مسعود ابن مسعود اعلم وارفع طبقة من هؤلاء. ابن مسعود يعد مع كبار الصحابة وهؤلاء الاربعة يعدون من صغار الصحابة نعم احسن الله اليكم قوله من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك وذلك ان التطير هو التشاؤم بالشيء المرئي او المسموع. فاذا استعملها الانسان فرجع بها عن سفره وامتنع بها عما عزم عليه فقد قرع باب الشرك. بل ولجه وبرئ من التوكل على الله وفتح على نفسه باب الخوف والتعلق بغير الله. وذلك قاطع له عن مقام اياك نعبد واياك نستعين. فيصير قلبه متعلقا بغير الله وذلك شرك. فيفسد عليه ايمانه وحاله ويبقى هدفا الطيرة ويطيب له الشيطان من ذلك ما يفسد عليه دينه ودنياه. وكم ممن هلك بذلك وخسر الدنيا والاخرة. قوله فما كفارة ذلك الى اخر الحديث؟ هذا كفارة لما يقع في القلب من الطيرة. ولكن يمضي مع ذلك ويتوكل على الله. وفيه الاعتراف بان الطير خلق مسخر مملوك لله ولا يأتي الا لا يأتي بخير ولا يدفع شراء وانه لا خير في الدنيا والاخرة الا خير الله. فكل خير فيما فهو عند الله تعالى تفضلا على عباده واحسانا اليهم وان الالهية كلها لله ليس فيها لاحد من الملائكة والانبياء والسلام شركة فضلا عن فضلا عن ان يشرك فيها ما يراه ويسمعه مما يتشاءم به قال هذا يعني حديث عبدالله بن عمرو لو تأملتموه يدل صريحا ان التطير شرك اصغر لماذا؟ لانه لو كان شركا اكبر لما اكتفى ببيان الكفارة وهو اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك لكان لو كان شركا اكبر لكانت كفارته اظهار التوحيد وليس مجرد الدعاء فهذا دليل ان الطيرة شرك اصغر متى تكون الطيرة شركا اكبر اذا اعتقد انها ان هذا الطير ينفع ويضر بنفسه ان هذا ينفع ويضر بنفسه. نعم. قال المصنف رحمه الله تعالى وله من حديث الفضل ابن عباس رضي الله عنه انما الطيرة ما امضاك او ردك قال الشارح وهذا الحديث رواه احمد في المسند ولفظه حدثنا حماد بن خالد قال حدثنا ابن خلافة عن مسلمة الجهني قال سمعته يحدث عن فضل ابن عباس انه قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فبرح ظبي فمال في شقه فاحتضنته. فقلت يا رسول الله تطيرت قال انما الطيرة ما امضاك لو ردك هكذا رواه احمد وفي اسناده نظر وقرأت بخط المصنف فيه رجل مختلف فيه وفيه انقطاع اي بين مسلمة وبين الفضل وهو ابن العبد عباس ابن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم واكبر ولد العباس. قال ابن معين قتل يوم اليرموك في عهد ابي بكر رضي الله عنه وقال فغيره قتل يوم مرض السفر يوم مرض السفر. نعم. سنة ثلاثة عشرة وهو وهو ابن اثنتين وعشرين سنة. قال ابو داوود قتل بدمشق كان عليه درع النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الواقدي وابن سعد مات في طاعون عمواسي. قوله انما الطيرة ما امضاك او ردك هذا حد للطيرة المنهي عنها بانها ما اوجب للانسان ان يمضي لما يريده ولو من الفأل. فان الفأل انما يستحب لما فيه من البشارة والملاءمة للنفس فاما ان يعتمد عليه ويمضي لاجله مع نسيان التوكل على الله فان ذلك من الطيرة. وكذلك اذا رأى او سمع ما يكره فتشاءم به ورده عن فان ذلك ايضا من الطيرة. النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الظبي وميول شقه اليه واحتضانه له ظن الصحابي انه تطير وانه لن يعني يمضي في سفره فقال النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة ما مضاك او ردك وهو لم ويمضي لاجل ذلك ولم يتأخر لاجل ذلك. علمنا ان هذه ليست بتطير التطير ايها الاخوة ليس عمل القلب فقط التطير هو ما يترتب على عمل القلب لان عمل القلب لا يملكه الانسان هذا امر خارج عن ارادتك سنضرب مثال الخوف عمل قلبي لو كان الخوف سببا من الجهاد في سبيل الله والدفاع عن المسلمين واعراضهم فهذا مذموم. يؤاخذ عليه الانسان لاحظ الان المؤاخذة ترتبت على اثر الخوف وهو عدم الذهاب. اما الشيء الذي يجده الانسان في قلبه لا مؤاخذة عليه ولكن انتبهوا الان لابد ان ندرك ان قلوب كلما قويت كلما قلت هذه الواردات عليها لذلك لا ينبغي ان يفهم ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا تفاعل بشيء ان هذا نوع تطير كلا والله وانه كان لا يدرك هذا من الباطل كيف يستعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا لا يدرك مسائل الحكم ثم يستخدمه عمر الذي كان اذا رأى شيئا من ولاته عزله بل ان تفاؤله اعظم دليل على حسن ظنه بالله عز وجل وهو اكمل الناس ظنا بالله. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في التنجيم. المراد هنا ذكر ما يجوز من التنجيم وما لا يجوز وما ورد فيه من الوعيد. قال شيخ الاسلام تنجيم هو الاستدلال بالاحوال الفلكية على الحوادث الارضية. وقال الخطابي علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه اهل التنجيم من علم الكوائن الحوادث التي لم تقع وستقع في مستقبل الزمان. كاوقات هبوب الرياح ومجيء المطر وظهور الحر والبرد وتغير الاسعار وما كان في معناها من الامور التي يزعمون انهم يدركون معرفتها بمسير الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها. ويدعون ان لها تأثيرا في السفلي وانها تجري على قضايا موجباتها وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاطيا لعلم لعلم قد استأثر الله به لا يعلم الغيب سواه. قلت واعلم ان التنجيم على ثلاثة اقسام احدها ما هو كفر باجماع المسلمين وهو القول بان الموجودات في السفلي مركبة على تأثير الكواكب والروحانيات وان الكواكب فاعلة مختارة وهذا كفر باجماع المسلمين. وهذا قول الصبيئة المنجمين الذين بعث اليهم ابراهيم والخليل عليه السلام. ولهذا كانوا يعظمون الشمس والقمر والكواكب تعظيما يسجدون لها ويتذللون لها ويسبحونها تسابيح معروفة في كتبهم. ويدعونها دعوات لا تنبغي الا لخالقها وفاطرها وحده لا شريك له. ويبنون لكل كوكب هيكلا اي موضعا لعبادته ويصورون فيه ذلك الكوكب يتخذونه لعبادته وتعظيمه. ويزعمون ان روحانية ذلك الكوكب تنزل عليهم وتخاطبهم وتقضي حوائجهم. وتلك الروحانيات هي الشياطين تنزلت عليهم وخاطبتهم وقضت حوائجهم. وقد صنف بعض المتأخرين في هذا الشرك مصنفا وذكره صاحب التذكرة فيها الثاني الاستدلال على الحوادث الارضية بمسير الكواكب واجتماعها وافتراقها ونحو ذلك. ويقول ان ذلك المقصود هناك في قوله صنف بعض المتأخرين اشارة الى ما ينقل عن الرازي انه الف في علم النجوم وبين فيه ان لها تأثيرا في الكواكب. وهذا كفر بالاجماع ولكن يقال انه رجع عن هذا نعم الثانية الاستدلال على الحوادث الارضية بمسير الكواكب واجتماعها وافتراقها ونحو ذلك. ويقول ان ذلك بتقدير الله ومشيئته فلا ريب في تحريم ذلك. واختلف المتأخرون في تكفير القائل بذلك. وينبغي ان يقطع بكفره لانه دعوة لعلم الغيب الذي استأثر الله تعالى بعلمه بما لا يدل عليه الثالث ما ذكر يعني الفرق بين الاول والثاني الاول يعتقد انها مؤثرة انها فاعلة بنفسها الثاني يعتقد انها مؤثرة لكن لا بنفسها وانما بامر الله نعم قال الثالث ما ذكره المصنف في تعلم المنازل وسيأتي الكلام عليه ان شاء الله. قال المصنف رحمه الله تعالى قال البخاري في صحيحه قال قتادة خلق الله هذه النجوم لثلاث زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها. فمن تأول فيها غير ذلك اخطأ واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به. قال الشارع هذا الاثر علقه البخاري في صحيحه كما قال المصنف واخرجه عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن جرير وابن ابي حاتم وابو الشيخ والخطيب في كتاب النجوم عن قتادة ولفظه قال ان الله انما جعل هذه النجوم لثلاث خصال جعلها مدينة للسماء وجعلها يهتدى بها وجعلها رجوما للشياطين. فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال برأيه واخطأ حظه. واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به. وان ناسا جاهلة بامر الله قد احدثوا في هذه النجوم كهانة. من اعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا. ولعمري ما من نجم ما من نجم الا يولد به الاحمر والاسود والطويل والقصير والحسن والذميم وما علم هذه النجوم وهذه الدابة وهذه وهذا الطائر وهذا الطائر وهذا الطائر بشيء من هذا الغيب لو ان احدا علم الغيب لعلمه ادم الذي خلقه الله بيده واسجد له ملائكته وعلمه اسماء كل شيء. هذا الشيء موجود في عصرنا اليوم تحت مسمى اخر. يقولون فلان من مواليد برجي كذا ففيه من صفات كذا وكذا وكذا وكذا فلان من مواليد شهر كذا فيكون متصل بكذا وكذا وكذا هذا كله من التخر ومن الكذب. فما من نجم الا ويولد فيه الاحمر والاسود وما من شهر لا فيه الطويل والقصير وما من يوم الا ويولد فيه الحسن والذميم وغير ذلك. نعم قوله خلق الله هذه النجوم لثلاث الى اخره هذا مأخوذ من القرآن في قوله تعالى وجعلناها رجوما للشياطين. وقوله تعالى وعلامات وبالنجم هم يهتدون وفيه اشارة الى ان النجوم في السماء الدنيا كما هو ظاهر الاية وفيه حديث رواه ابن مردويه عن ابن مسعود انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما السماء الدنيا فان الله خلقها من دخان. وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا. وزينها بمصابيح النجوم. وجعل لها رجوما للشياطين وحفظا من كل شيطان رجيم مختصر. وقوله وعلامات اي دلالات على الجهات والبلدان ونحو ذلك. يهتدى بها بصيغة المجهول ان يهتدي بها الناس في ذلك كما قال تعالى ظلمات البر والبحر. وليس المراد يهتدون بها في علم الغيب. ولهذا قال فمن تأول فيها غير ذلك اي زعم فيها غير ما ذكر الله تعالى من هذه الثلاث فادعى بها علم الغيب فقد اخطأ اي حيث تكلم رجلا بالغيب واضاع نصيبه اي حظه من عمره لانه اشتغل بما لا فائدة فيه بل هو مضرة محضة وتكلف ما لا علم له به اي تعاطى شيئا لا يتصور علمه لان اخبار السماء والامور المغيبة لا تعلم الا من طريق الكتاب والسنة وليس فيهما ازيد مما تقدم. بالنسبة سماء الدنيا كونها مخلوقة من الدخان هذا نص القرآن ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها والارض ائتيها طوعا او كرا قالت اتينا طائعا اذا السماء الدنيا خلقها الله عز وجل من الدخان واما السماوات الاخرى فالله اعلم لم يذكر الله لنا شيئا وهذه السماء الدنيا مزينة بمصابيح زينا السماء الدنيا بمصابيح. طيب والسماء الثانية؟ مزينة بماذا؟ لا نعلم ولا نخوض في ذلك نعم قال الداودي قول قتادة في النجوم حسن الا قوله اخطأ وضاع نصيبه فانه قصر في ذلك بل قائل ذلك كافر. فان قلت ان المنجمين قد يصدقون بعض الاحيان قيل صدقوهم كصدق الكهان يصدقون مرة ويكذبون مئة. يعني تأويل قول يمكن فتوجيه او وانما هذه كلها مريض من حيث اللغة يصدق عليها انها كذب نعم ورواه ابن ابي حاتم عن ابي سعيد مرفوعا في كلمات ابراهيم الثلاثي التي قال ما منها كلمة الا ما حلى الا ما حلى بها عن دين الله الا ما حل بها تخطئة الداودي الامام قتادة في غير محله فيقال اخطأ يعني التوحيد واضاع نصيبه من الايمان اذا ما اخطأ صح ولا لا ما فهمتم مرة ثانية حين داوود يقول ان قتادة قصر ليش قصر؟ ليش قال ومن طلب منها غير ذلك فقد اخطأ واضاع نصيبه يقول قصر ليش؟ كان يجب ان يقول قائل ذلك كافر طيب هذا معنى قوله اخطأ التوحيد واضاع نصيبه من الايمان هذا معنى قول فما في اي قصور نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان قلت ان المنجمين قد يصدقون بعض الاحيان. قيل صدقهم كصدق الكهان يصدقون مرة ويكذبون مئة. وليس في صدقهم ما يدل على ان ذلك علم صحيح كالكهان. وقد استدل بعض المنجمين بايات من كتاب الله على صحة علم التنجيم منها قوله. وعلامات وبالنجم هم يهتدون. والجواب انه ليس المراد بهذه الاية ان النجوم علامات على الغيب يهتدي بها الناس في علم الغيب انما المعنى وعلامات اي دلالات على قدرة الله وتوحيده. وعن قتادة ومجاهد ان من النجوم ما يكون علامة لا يهتدى بها. وقيل ان هذا من تمام الكلام الاول وهو قوله والقى في الارض رواسي ان تميد بكم وانهارا وسبلا لعلكم تهتدون على مات. اي والقى لكم معاني ما يعلم بها الطريق والارض من الجبال الكبار والصغار. يستدل بها المسافرون بطرقهم فقوله وبالنجم هم يهتدون. قال ابن عباس بالاية وعلامات يعني معالم الطرق بالنهار. وبالنجم هم يهتدون قال يهتدون به في البحر رواه ابن جرير وابن ابي حاتم. فهذا القول ونحوه هو معنى الاية فالاستدلال بها على صحة علم التنجيم استدلالا على ما يعلم فساده باضطرار. من دين الاسلام لما لا يدل عليه لا نصا ولا ظاهرا. الذي يظهر لي والله اعلم قول اخر وهو ان كلمة علامات وان صح كل ما ذكره الشيخ علامات يعني دلالات على قدرة الله هذا الصحيح. وانه متعلق بما قبله وسبلا لعلكم تهتدون علامات صحيح وعلى ما ذكره ابن عباس معالم الطرق بالنهار ايضا صحيح لكن هذا يشكل ان النجوم لا ترى بالنهار النجوم لا ترى بالنهار لكن الذي يظهر الله اعلم الفرق بين علامات وبينه بالنجم وهم يهتدون يعني علامات على دخول المواسم واما بالنجم هم يهتدون اي الى طرقاتهم في البر والبحر. اذا علامات لدخول المواسم هذه علامة دخول موسم كذا وكذا. هذه علامة دخول موسم كذا. هذه علامة دخول الشتاء هذه علامة دخول المربعانية هذه علامة دخول السهيل يعني يأتي وقت المطر. هذه علامة نبت وهذه علامة الجذاذ وهذه علامة كذا. هذا المراد والله اعلم. واما وبالنجم هم يهتدون يعني في البر والبحر. نعم قال وذلك افسد انواع الاستدلال فان الاحاديث جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم بابطال علم التنجيم وذمه. منها حديث من اقتبس شعبة من النجوم فقد فقد اقتبس شعبة من السحر الحديث وقد تقدم. وعن عبد الله بن محيريز التابعي الجليل ان سليمان بن عبد الملك دعاه فقال لو تعلمت علم النجوم الى علمك فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخوف ما اخاف على امتي ثلاث حيث الائمة وتكليم بالقدر وايمان بالنجوم وعن رجاء ابن حيوة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مما اخاف على امتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وحيث الائمة. رواه عبده بن حميد فهذان مرسلان من من هذين الوجهين المختلفين يدلان على ثبوت الحديث. لا سيما وقد احتج به من ارسله. بالنسبة لحيف الائمة يعني جوره الحيف هنا بمعنى الجور والظلم نعم قال وعن ابي محجن مرفوعا اخاف على امتي من بعدي ثلاثا. حيث الائمة وايمانا بالنجوم وتكذيبا بالقدر. رواه العساكر وحسنه او سيوطي. وعن انس مرفوعا اخاف على امتي بعدي خصلتين. تكريما بالقدر وايمانا بالنجوم. رواه ابو يعلى وابن عدين والخطيب في كتاب النجوم وحسنه السيوطي ايضا وروى الامام احمد والبخاري عن ابن عمر مرفوعا مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها الا الله. لا يعلم ما في غد الا الله ولا يعلم ما تغيض الارحام الا الله ولا يعلم متى يأتي المطر احد الا الله. ولا تدري نفس باي ارض تموت ولا يعلم متى تقوم الساعة الا الله لفظ البخاري وعن العباس ابن عبد المطلب انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد طهر الله هذه الجزيرة من الشرك ما لم تضلهم رواهم ومردويه. وعن ابن عمر مرفوعا تعلموا من النجوم ما به في ظلمات البر والبحر. ثم انتهوا. وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر في النجوم. رواهما ابن مردوي ابن مردويه والخطيب وعن سمرة بن وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه انه خطب فذكر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اما بعد فان ناسا يزعمون ان هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مواضعها لموت رجال عظماء من اهل الارض. وانهم قد كذبوا ولكنها ايات من ايات الله يعتبر بها عباده لينظر من يحدث له منهم توبة رواه ابو داوود. وفي الباب احاديث اثار غير ما فتبين بهذا ان الاستدلال بالاية على صحة احكام النجوم من افسد انواع الاستدلال. ومنها قوله تعالى عن ابراهيم عليه السلام فنظر نظرا في النجوم فقال اني سقيم. والجواب ان هذا من جنس استدلاله للاية الاولى في الفساد. فاين فيها ما يدل على احكام النجوم بوجه من وجوه الدلالات. وهل اذا رفع انسان بصره الى النجوم فنظر اليها دل ذلك على صحة علم النجوم عنده وكل الناس ينظرون الى النجوم فلا يدل ذلك على صحة علم احكامها. وكأن هذا ما شعر وكأن هذا ما شعر ان ابراهيم عليه السلام انما بعث الى الصابئة المنجمين مبطلا لقولهم مناظرا لهم على ذلك. يعني هذه مسألة مهمة يجب على المسلم ان يعتقد ان ابراهيم لما نظر نظرة في النجوم انما كان نظرته نظرة مناظر وليست نظرة ها ناظر فرق بين وما نظر الى النجوم ليعرف بها هل الله موجود او ليس موجود وانما نظر الى النجوم لكي ينقل المناظرين من مرحلة الى مرحلة الى مرحلة ليوصلهم الى اليقين بالله عز وجل هم كانوا يعبدون النجوم والكواكب والقمر والشمس فنظر الى النجوم فقال هذا ربي يعني على زعمكم هذا اللي خلقني مثل ما يقول المناظر اليهودي النصراني ا عيسى خلقني عيسى خلقني لما انا اقول عيسى خلقني مو معناه يقرأ لا سيما في وقت المناظرة. عيسى خلقني وهو يقول نعم طيب فاقول لكنه كان في رحم امرأة فكيف خلق فسينتقل الى مرحلة اخرى لذلك لما قال فنظر نظرة في النجوم فقال اني سقي. ثم نظر الى النجوم قال هذا ربي فلما اقروا نعم هذا ربك فلما افل قال لا احب الافل اذا انتقل الى غيرها لذلك يقول العلماء لم يكن ابراهيم عليه السلام ناظرا ثم يستخدمه عثمان ثم يستخدمه علي ثم يوليه ان يكون احد الحكمين ثم بعد ذلك يأتي من لا خلاق له ويقول انه ساذج وان عمرو بن العاص ظحك عليه. هذا كلام فاظي يتأمل وانما كان مناظرا ينقل نعم فان قيل على هذا فما فائدة نظره في النجوم؟ قيل نظرته في النجوم من معاريض الافعال ليتوصل به الى غرضه من كسر الاصنام كما كان قوله بل فعله كبيرهم هذا. فمن ظن ان نظرته في النجوم ليستنبط منها علم الاحكام وعلم ان طالعه يقضي عليه فقد ضل ضلالا بعيدا ولهذا جاء في حديث الشفاعة الصحيح انه عليه السلام يقول لست هناك ويذكر ثلاث كذبات كذبهن وعدها العلماء قوله اني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله لسارة هي اختي. هذا جاء في الحديث هذه الكذبات جاء في الحديث نعم فلو كان قوله اني سقيم اخذه من علم النجوم لم يعتذر من ذلك. وانما هي من معاريض الافعال. فلهذا اعتذر منها كما اعتذر من قوله بل فعله كبيرهم هذا ذكر ذلك ابن القيم ولكن قوله وعدها العلماء يدل على انه لم يستحضر الحديث الوارد في عدها. وقد رواه احمد والبخاري يعني ايضا ممكن ان يقال فنظر نظرة في النجوم على طريقته انهم ينظرون للنجوم ثم يخبرون عن احوالهم فنظر الى النجوم فقال اني سقيم ولم يقل اني سقيم بها. لذلك يقول اني سقيم قال المفسرون اي منها ومن عبادتكم لها فكان الكلام مجملا فعد من المعاريض التي ما كانت تنبغي ولهذا هو يذكرها ويقول اني قلت اني شقي وكان ينبغي ان يقول اني سقيم منها ويصرح نعم وقد رواه احمد والبخاري واصحاب السنن وابن جرير وغيرهم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكذب ابراهيم عليه السلام غير كذبات ثنتين في ذات الله قوله اني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله في سارة هي اختي لفظ ابن لفظ ابن جرير هذه كلها معاريض وانما سمي كذبا ليس من الناحية الشرعية لان المعاريض شرعا ليس كذبا نعم يا الكلمة صارت بعيدة غلط. ما حلا كلمة وحدة مو كلمتين اللي عنده مكتوب كلمتين يصلحها ما حلا نعم الله اكبر. وروى ابن ابي حاتم عن ابي سعيد مقطوعا في كلمات ابراهيم الثلاث التي قال ما منها كلمة الا ما حل بها عن دين الله. فقال اني سقيم وقال بل فعله كبيرهم هذا وقال الملك حين اراد امرأته هي واختي وفي اسناده ضعف. وقال قتادة في الاية العرب تقول لمن تفكر نظر في النجوم. قال ابن كثير يعني قتادة انه نظر الى السماء متفكرا فيما يكذبهم به فقال اني سقيم اي ضعيف. قال المصنف رحمه الله تعالى بالنسبة اه بل فعله كبيرهم هذا كيف يكون هذا من المعاريض تأمل كمل الاية بل فعله كبيرا ماذا؟ فاسألوهم ان كانوا فاسألوه ان كان ايش؟ ان كانوا ينطقون فاسألوهم ان كانوا ينطقون اذا هذا علق الامر على شيء ليس حاصلا فليس هو كذب ولكن هذا يعني تعريض وليس بالتصريح. وكان يرى ابراهيم من نفسه ان الواجب عليه ومكانته وامامته تقتضي انه كان ينبغي ان يصرح لا ان يلمح نعم قال المصنف رحمه الله تعالى وكره قتادة التعلم منازل القمر ولم يرخص ابن عيينة في ذكره حرب عنهما ولخص فيه ورخص في تعلم احمد واسحاق. قال الشارع هذا هو القسم الثالث من علم التنجيم وهو تعلم منازل الشمس والقمر بذلك على معرفة القبلة واوقات الصلوات والفصول. وهو كما ترى من السلف فيه فما ظنك بدينك القسمين؟ ومنازل ومنازل القمر ثمانية وعشرون كل ليلة في منزلة منها. فكره قتادة وسفيان معينة تعلم المنازل واجازه احمد واسحاق وغيرهما. قال الخطابي اما علم النجوم الذي يدرك من طريق المشاهدة والخبر الذي يعرف به الزوال وتعلن به جهة القبلة وتعلم به جهة القبلة فانه غير داخل فيما نهي عنه. وذلك ان معرفة رصد الظل ليس شيئا باكثر من ان الظل ما دام متناقصات. فالشمس بعد صاعدة صاعدة نحو وسط السماء من الافق الشرقي. واذا اخذ في الزيادة فالشمس هابطة من وسط السماء نحو الافق الغربي وهذا علم يصح دركه بالمشاهدة. الا ان اهل هذه الصناعة قد دبروها بما اتخذوا له من الالات التي يستغني الناظر فيها عن مدته ومراصدته. واما ما يستدل به من النجوم على جهة القبلة فانها كواكب رصدها اهل الخبرة بها من الائمة. الذين لا نشك في عنايتهم بامر ومعرفتهم بها وصدقهم فيما اخبروا به عنها. مثل ان يشاهدوا بحضرة الكعبة ويشاهدوها مثل ان يشاهدوها بحضرة الكعبة ويشاهدوها على حال الغيبة عنها فكان ادراكهم الدلالة منها بالمعاينة وادراكنا ذلك بقبول ما خبرهم اذ كانوا عندنا غير مهتمين في دينهم ولا مقصرين في معرفتهم ان كانوا عندنا غير متهمين في دينهم ولا مقصرين في معرفتهم. يعني بالنسبة لهم بالنسبة للزمن الخطابي اصبح علم معرفة الاوقات عن طريق الظل اصبح امرا للمشاهدا بالالات التي صنعت في زماني وبالنسبة لنا نحن اصبح حتى علم النجوم ومعرفة الجهات ها علم مشاهدة بالالات التي صنعت عندنا فانت تضع البوصلة على طول يعطيك وين القبلة. ما تحتاج بهذه الالات التي وجدت. فاصبح العلماني علماني مشاهدان للعموم بعد ان كان للخصوص. نعم قلت وروى ابن المنذر عن مجاهد انه كان لا يرى بأسا ان يتعلم الرجل منازل القمر قلت لانه لا محظور في ذلك. وعن ابراهيم انه كان لا يرى بأسا ان يتعلم رجل من نجوم ما يهتدي به رواه ابن المنذر قلب رجب والمأذوم في تعلمه علم التسيير لا علم التأثير. فانه باطل محرم قليله او قليله وكثيره واما علم التسديد في تعلم منه ما يحتاج اليه للاهتداء ومعرفة القبلة والطرق جائز عند الجمهور وما زاد عليه لا حاجة اليه لشغله عما هو اهم وربما ادى تدقيق النظر فيه الى اساءة الظن بمحاريب المسلمين كما وقع من اهل العلم من اهل هذا العلم قديما وحديثا. وذلك يفضي الى اعتقاد خطأ في صلاتهم وهو باطل. انتهى مختصرا. يعني الان لو ان انسان عرف يقول انت تمشي تريد ان تذهب الى مكة تعلم اللوحات التي ترشده الى مكة ونظر اليها واستفاد منها فهذا علم تسيير ييسر له الوصول هذا مطلوب اما ان يعتقد ان هذه اللوحة هي اللي توصله هذا هو الشرك نسأل الله السلامة والعافية واما بالنسبة للتعمق في النظر للنجوم والمطالع والمشارق والمغارب وتشكيك المسلمين في صلواتهم فهذا خلاف هدي السلف النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة صلوا مدة من الزمن ها ما قال والله انظروا النجوم شلون صار عشان نخليها بالمللي والسانتي بل هذا مثل ما قال المصنف قد يؤدي الى تشكيك المسلمين في محاريبهم وفي صلواتهم ثم التشكيك بان صلاتهم كانت باطلة مثل فتوى اخرجها بعض الناس قال له حنا نصلي قبل الوقت الفجر قام وشكل كل المسلمين في صلوات هذا ما يجوز هذا تعنق تعنت وتعمق غير صحيح نعم قلت هذا هو الصحيح ان شاء الله. ويدل على ذلك الايات والاحاديث التي تقدمت. وهل يدخل في النهي معرفة وقت الكسوف الشمسي والقمري ام لا؟ رجح ابن القيم ان انه لا يدخل لا شك ان معرفة النظر الى النجوم ومعرفة انه سيكون في الوقت الفلاني كسوف او خسوف هذا من التي يهتدى بها ما فيها بأس نعم قوله ذكره حرب عنهما هو الامام الحافظ حرب بن اسماعيل ابو محمد الترماني الفقيه من جلة اصحاب الامام احمد روى عن احمد ابو اسحاق وابن المديني وابي معين وابي خيتمة وابن ابي شيبة وغيرهم ولهم مصنفات جليلة منها كتاب المسائل التي سئل عنها الامام احمد وغيره واورد فيها من الاحاديث والاثار واظنه روى اثر قتادة وابن عيينة فيها مات سنة ثمانين ومائتين. واسحاق هو ابراهيم ابن مخلد ابو يعقوب الحنظلي النيسابوري الامام المعروف بابن راهويه. روى روى عن ابن مبارك وابي اسامة وابي عيينة وطبقتهم. قال احمد اسحاق عندنا امام من ائمة المسلمين. وروى عنه احمد والبخاري ومسلم وابو داوود وغيرهم. وروى هو ايضا عن احمد مات سنة تسع وثلاثين ومائتين قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي موسى رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم بالسحر رواه احمد وابن حبان في صحيحه. قال الشرح هذا الحديث رواه ايمن الطبراني والحاكم وقال صحيح واقره الذهبي وتمام الحديث. ومن مات وهو مدمن الخمر سقاه الله من نهر الغوطة نهر يجري من فروج المومسات. يؤذي اهل النار ريح فروجهم. قوله عن ابي موسى هو عبد الله ابن قيس ابن سوء ابن سليم ابن حضار بفتح المهملة وتسجيل الضاد المعجمة ابو موسى الاشعري صحابي جليل صحابي جليل استعمله النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز ان يعتقده الانسان ابو موسى الاشعري صحابي جليل له مكانته واجرى الله الصلح بين علي ومعاوية على يده وعلى يد عمرو ابن العاص. نعم قوله ثلاثة لا يدخلون الجنة هذا من نصوص الوعيد التي كره السلف تأويلها. وقالوا امروها كما جاءت. وان كان صاحبها لا ينتقل عن الملة عندهم وكان المصنف رحمه الله تعالى يميل الى هذا القول وقالت طائفة هو على ظاهره فلا يدخل الجنة اصلا مدمن الخمر ونحوه. ويكون هذا مخصصا لعموم الاحاديث الدالة على خروج الموحدين من النار ودخولهم الجنة. وهذا ليس بشيء هذا الكلام ليس بشيء القول بان مدمن الخمر لا يخرج من النار ليس بشيء لان حديث ناس لا يدخلون الجنة انه يجب ان يعتقد ان يفصل اما ان يقال ان هذا على الوعيد كما قال الامام احمد وغيره. واما ان يقول ان مدمن الخمر اي المستحل له الذي يدمن حتى يرى استحلاله. فحينئذ يكون كافرا نعم وحمله اكثر الشراح على من فعل ذلك مستحلا او على معنى انهم لا يدخلون الجنة الا بعد العذاب ان لم يتوبوا والله اعلم. هذا هو الصواب. نعم. قوله مدمن الخمر اي المداوم على شربها. قوله وقاطع الرحم اي القرابة كما قال تعالى فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصاهم. قوله مصدق بالسحر مطلقا. ويذكر فيه التنجيم لحديث من اقتبس علما من النجوم اقتبس علما من السحر وهذا وجه مطابقة الحديث قال الذهبي في الكبائر ويدخل فيه تعلم السيمياء وعملها وهي محض السحر وعقد المرأة وعقد المرء عن زوجته ومحبة الزوج لامرأته وبغضها وبغضه. واشباه ذلك بكلمات مجهولة. قال وكثير من الكبائر بل عامتها الا الاقل يجهل يجهل خلق من من الامة تحريما. وما بلغه الزجر فيه ولا الوعيد عليه. فهذا الضرب فيهم فيهم فهذا الضرب فيه فيه تفصيل. نعم. فينبغي للعالم الا يجهل على الجاهل بل يرفق به ويعلمه سيما اذا قرب عهده بجهل كمن اسر وجلب الى ارض الاسلام وهو تركي فبالجهد ان يتلفظ بالشهادتين فلا يأثم احد الا بعد العلم بحاله وقيام الحجة عليه هذه مسألة مضطربة لا يأثم احد الا بعد العلم بحاله وقيام الحجة عليه. والا بعض الناس يا الله مثل ما قال الامام الشيخ اه الحافظ الذهبي يا الله تنطقه هالشهادتين ما يعرف شيسوي ما يعرف الا ينطق الشهادتين فهذا مسألة عظيمة وهي ان عدم المسارعة والجهل على الجاهلين اما السلام مهم والسلف كرهوا الكيمياء والسيميا السيميا والكيمياء الكيمياء هو اختلاط المواد بعضها ببعض لتنتج شيئا اخر هذا معلوم اليوم والفيزياء نوع من ايضا اما السيمياء فبعضهم يقول السيميا هو التأثير ببعض الكلمات على المواد هذا السحر لا شك فيه التأثير ببعض الكلمات على اما الكيمياء هو ادخال خلطات بعضها ببعض لانتاج شيء اخر مثل ما انتم ترون اليوم يأخذون من مشتقات النفط مشتقات عدة يصنعونها هذا نوع من أنواع الكيميا واما السيميا هو انك تجيب مثلا ماي تقول عليه كلمات ثم يصبح اجل هذا نوع من انواع السحر والسلف كرهوا السيميام بالاطلاق. واما الكيمياء ففيه تفصيل منهم ما كان مجرد تجارب للمواد فهذا لا بأس ما لم يخلطوا الحرام بالحلال. واما اذا كان فيه خلط الكيمياء بالسيمياء فهذا ايضا لا شك في حرمته نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين بارك الله فيك