الحمد لله خص خواص عباده بالالفة بالدين وجعلهم اخوانا متحابين والف بين قلوبهم كما قال رب العالمين والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم وجعل من خلطتهم مثلا للناس اجمعين يحتذى به عباد الله المتقين فمثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالحمى والسهر والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد حديثنا في هذه الخاطرة عن حسن الخلطة والعشرة حسن الخلطة او الخلطة المقصود بها كيف يخالط الانسان الناس اولا لابد ان ندرك ان الرجل المسلم او المرأة المسلمة الذي يخالط الناس خير من الذي ينعزل لماذا لان العزلة سلب والسلب يقدر عليه كل احد كل انسان يستطيع ان يغلق على نفسه بيته وداره ولا يهتم باخوانه واخواته ولا يهتم باصحابه وجيرانه لكن الاسلام انما يدعو الى الاخلاق الراقية العالية الرفيعة ومنها حسن المعاشرة كيف تكون رفيقا؟ كيف تكون اليفا؟ كيف تكون محبوبا مع من تخالطهم سواء الزوج مع الزوجة او العكس او الاب مع الابناء او الام مع البنات او الابناء مع امهم او الاخوان مع بعضهم وهكذا ينبغي للانسان ان يدرك ان حسن الخلطة خير من العزلة ومصداق هذا جاء في مسند الامام احمد حديث صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الذي يخالط الناس ويصبروا على اذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على اذاهم وما وجه ذلك وجه ذلك ان الانسان الذي يصبر على اذى الناس يحصل اجرا وثوابا من الله تبارك وتعالى بخلاف الذي يعزل نفسه فانه كما يقال يعني لا يمكن لاحد ان يذكره لا بخير ولا بشر لكن الذي يخالط الناس يذكر بالخير وربما يوجد من يذكره بسوء فيصبر على نشر الخير ونثره و يكظم الغيظ ويمسك عن ما يسوؤه او عما يتكلم الناس فيه والاصل في حسن الخلطة ما جاء في حديث ابي هريرة رضي الله عنه بمسند الامام احمد باسناد صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن مألف ما معنى مألف؟ يعني محبوب المؤمن ما الاف يعني محبوب ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف. اي لا خير في من لا يحب ولا يحب فينبغي على المؤمن وعلى المؤمنة البحث عن كيفية نيل محبة من حوله لان الانسان اذا صار محبوبا ممن حوله من الذين يعاشرهم فانه يصير محبوبا عند الله عز وجل اما من صار مبغوضا ممن حوله فانه معناه انه مبغوض عند الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء في رواية آآ سهل بن سعد الساعدي عند الامام احمد المؤمن قال مألفة ومعنى مألفة اسمه مكان يعني بمعنى انه مكان يجتمع عنده الناس فالمؤمن يجمع الناس يؤلف قلوبهم وحسن الخلطة قائم على اربعة امور الاول صدق النية في حسن العشرة ومن ذلك اخراج الضغينة والكذب والغش والخداع من القلب الامر الثاني التبسم وطلاقة الوجه كلما لقيته من كبير او صغير تبسمت في وجهه تجده في مقابل ذلك الاجر من الله عز وجل وان صد الناس عنك الامر الثالث حسن الكلمة قال الله عز وجل قل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم الامر الرابع والاخير لين الجانب لين الجانب ولا ريب ان للعشرة ادابا اخرى ذكرها العلماء رحمهم الله تعالى من هذه الاداب التي ينبغي لنا ان نتأدب بها في الخلطة والمعاشرة تحسين ما نعاينه من عيوب من نعاشرهم يعني نحسن الظن في عيبي في عيب نراه كيف نحسن الظن نقول لعل له عذرا لعله كان اه حزينا لعله كان غاضبا لعله كان مريضا قال ابن مازن رحمه الله المؤمن يطلب معاذير اخوانه والمنافق يطلب يطلب عثراتهم وقال القصار اذا زل اخ من اخوانك فاطلب له تسعين عذرا فان لم يقبل ذلك فانت المعيب يعني اذا لم يقبل فعله وجها من الوجود الحسن فالعيب فيك لانك لا تستطيع ان تجد لاخيك عذرا فمن حسن اه اه الخلطة ان الانسان يخالط اهل الديانة ومن هذا الباب اوصي نفسي واخوانه واخوات والبنات والابناء ان يتقوا الله ان لا يتصفحوا صفحات الفساق والفسقة والمنافقين والكفرة. لماذا؟ لان تصفح هذه الاشياء تؤثر في الخلطة على النفس تكثر سوادهم اتق الله عز وجل من اداب حسن الخلطة ان الانسان يخالط الموثوق بدينهم وامانتهم ممن يظهر عليهم الصلاح ظاهرا وباطنا فينبغي للانسان ان يكون لصيقا باهل الديانة في الخلطة والمعاشرة كذلك ينبغي ان ندرك ان للمعاشرة اوجها فللمشايخ ولكبار السن ان الرجال الكبار الجد الجدة الاب الام هاي معاشرة مختلف تماما عن من هم اقران لك عن من هم دونك فالمعاشرة مع الاكابر بالحرمة والخدمة والقيام لاشغالهم وامورهم وللاقران الخلطة مع الاقران والاوساط بالنصيحة وبذل الموجود وبذل الموجود وبذل الجود معهم ما لم يكن اسما من ذلك ايضا التغاظي عن عثراتهم التغاظي عن عثراتهم كذلك ينبغي للانسان ان آآ يكون محسنا ومحسنا لافعال من يعاشرهم. ولو كان قليلا فان تحسين الافعال تزيين للخير وحجبها ومحو وعدم الحديث عنها هو ايقاد للظغناء عياذا بالله فينبغي على الانسان ان يحمد من يخالطهم على حسن ثنائهم وان يحمدهم على حسن فعالهم لذلك جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يثني على اصحابه بما يفعلونه فان قال قائل فانه جاء النهي عن الثناء في الوجه نقول هذا المقصود به الثناء الديني. يقول فلان تقي فلان نقي فلان آآ مؤمن بار رشيد ونحو ذلك ويحمل على وجه اخر وهو ان هذا الثناء المنهي هو عند الامراء والا فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اثنى على بعض اصحابه امامهم قال خالد سيف من سيوف الله وبلغه ذلك وما ضره رضي الله تعالى عنه ايضا من اداب حسن الخلطة عدم الحسد عدم الحقد عدم الضغينة فان المؤمن آآ يبعد هذه الصفة الذميمة من قلبه ويدخل في قلبه الغبطة والفرح والسرور يسار اخواني وبحسن احوالي من يعاشرهم فاذا رأى منهم بسمة ها فرح واذا رأى منهم كآبة حزن لان الحسد من صفات اليهود والمنافقين. قال الله عز وجل ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله. فقد اتينا ال ابراهيم الكتابة والحكمة واتيناهم ملكا عظيما والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحاسدوا ومن حسن الخلطة ايضا ان لا نواجه من نخالطهم ونعاشرهم بالغلط دائما وانما احيانا الا اذا لم ينفع فالاصل ان نقول لماذا بعض الناس يفعل كذا وكذا؟ هذا لا ينبغي لماذا بعض الناس يقول كذا وكذا هذا لا ينبغي لا نسميهم ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج على اصحابي ويقول ما بال اقوام يفعلون كذا وكذا وانما يواجه الانسان اذا لم يجد بدا ولا علاجا الا المواجهة ومن هذا الباب ايضا ما سبق بيانه من ماذا من التغافل عن بعض الامور ومنها حسن الخلطة ايضا صدق المروءة ان الانسان يكون فيه اه ما يسميه العامة بالمرجلة وهي بالعربية المروءة ان يكون عند الرجل والمرأة نوع من الشهامة لا يليق بالرجل مثلا بالابن ان يرى اباه يختم وهو جالس هذا ليس من حسن الخلطة ولا من حسن البر لا يليق بالبنت ان ترى امها وهي تخدم وهي جالسة لا يليق بزوجة الابن انها ترى ام زوجها تعمل وهي جالسة او نائمة او ملتهية لا يليق بالابن ان يرى عمه يعمل وهو لاهي لا يرى بالاصغر ان يرى الكبير يعمل وهو جالس وهذا من معاني ان الانسان اذا دخل الكبير وكان الصغير جالسا ان يفسح له في المكان ويرحب له باحسن ويرحب به باحسن المقال كذلك من حسن الخلطة ايضا كما ذكرت بشاشة الوجه ولطف اللسان وسعة القلب وبسط اليد وكظم الغيظ وترك الكبر وملازمة الحرمة واظهار الفرح بما رزق من عشرتهم واخواتهم فالانسان يحمد الله ان الله عز وجل وهب له امثال هؤلاء ممن يعاشرهم رزقه الله اولادا واصحابا رزقه الله بنين وبنات واحفاد هذا من حسن النعمة. المرأة تشكر الله ان الله رزقها زوجا صالحا الرجل يشكر الله ان الله رزقه زوجة صالحة وهذه من علامات حسن العشرة ولهذا ايظا قال عمر رظي الله عنه ثلاث يصفين لك ود اخيك الود الحب الخالص ان تسلم عليه اذا لقيته وهذا مهم ومن ذلك ان يسلم ان يقبل الصغير رأس الكبير كلما دخل وخرج يسلم وتوسع له في المجلس وتدعوه باحب اسماء اليه واضاف غير عمر من ذلك خدمته والقيام بامره ايضا من حسن المعاشرة ايضا من حسن الخلطة ايضا مجانبة الحقد ولزوم الصفح والعفو الانسان ما هو معصوم الصغير يخطئ فيتجاوز عنه الكبير ويعلم انه اكبر من ان يؤاخذه بهذا الصغير الكبير يخطئ في علم الصغير انه اكبر منه فيخطئ المساوي لك يخطئ فتعلم ان الانسان ليس ملاك وانما الملائكة هم الذين لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لكن نتعود فيما بيننا على التأسف يتعوذ فيما بيننا على جبر الخواطر نتعود فيما بيننا على اه تصفية القلوب اه اذا اخطأ الانسان ليس من العيب ان يقول حقك علي ها وانا اخطأت في حقك اعتذر منك ما بالعكس هذا من اسباب حسن الخلطة وحسن العشرة واخيرا اقول ينبغي علينا ان نقلل العتاب وان ندع الاستخفاف ولنتواضع ان نتواضع مهما كنا كبار سن او كبار منصب او كبار علم ان نتواضع وان نعلم ان التواضع ليس دليلا على ايش الدليل هنا على المذلة وفي المجالس من حسن الخلطة المجالسة والمؤانسة نكثر المجالسة مع من نخالطهم فان ذلك سبب للالفة والمحبة والمودة نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا هذه الصفة الحميدة حسن الخلطة والخلطة وان نكون من المألوفين والمؤتلفين المحبوبين المحبين. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين