ان هو الا وحي يوحى يقول وانا زعيم لمن امن بي واسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة وربظ الجنة اطرافه ونواحيه وببيت في وسط الجنة وهو المكان الذي يحيط به الجنان الحمد لله عظيم المنة كريم العطية والصلاة والسلام على خير البرية رسولنا محمد صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن سار على نهجه بالتبعية وبعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم مستمعي الاكارم والمستمعات الكريمات ومع برنامجكم اليومي كيف تبني بيتا في الجنة نعم كم من الناس اليوم يرجو بيتا يسكن فيه ويأوي اليه ويكون باسمه ويحوزه بصكه ولكن هل تأملنا كيف نسجل بيوتا لنا في الجنة كيف نحصل صكوكا لبيوت في دار الكرامة ولنتذكر ان الذي بنى هذه الدار دار الاخرة هو رب العالمين وجعلها دارا لاهل المكرمات والذي دعا الى هذه الدار هو رب العالمين جل وعلا وارسل لذلك الرسل وانزل الكتب وقد جاءنا على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم البيان الواضح الجلي باسباب تبين لنا كيف نحصل بيوتا في الجنة وها نحن اليوم مع السبب الثالث من اسباب تحصيل بيت في الجنة الا وهو الايمان مع الجهاد وفيه حديث فضالة ابن عبيد رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انا زعيم لمن امن بي واسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وقد مضى الحديث عن بيان هذا السبب وهو الايمان والهجرة ثم قال صلى الله عليه واله وسلم وانا زعيم لمن امن بي واسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في اعلى غرف الجنة الله اكبر ايها الاخوة والاخوات ولنتأمل هذا العرض الكريم من نبينا صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى وببيت في اعلى الغرف الجنة فمن فعل ذلك فلم يدع للخير مطلبا ولا من الشر مهربا. يموت حيث شاء ان يموت رواه النسائي وهذا لفظه وابن ماجة وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الالباني في صحيح الجامع هذا الحديث يدل على عظيم اجر الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى وهذه بشارة عظيمة لمن يجاهد في سبيل الله حقا وصدقا بانه يكون مبشرا ببيت في ربض الجنة وببيت في وسط الجنة وببيت في اعلى غرف الجنة كيف لا وانت انما تجاهد حماية لدين الاسلام وحماية لارض الاسلام وحماية لاعراض المسلمين والمسلمات ولنشر دين الله تبارك وتعالى ومن هنا كان الجهاد من الايمان وذروة سنام الاسلام وقد ورد في فضل الجهاد في سبيل الله ايات واحاديث كثيرة وفضل الجهاد في سبيل الله معلوم من الاسلام ولكن من جملة هذه الفضائل هذا الحديث الذي اورده الامام النسائي وغيره والمجاهدة والمجاهدة باب كبير فان من يجاهد نفسه على طاعة من الطاعات فانه لعله يدخل في المجاهدين ومن يجاهد نفسه في منع نفسه من المحرمات فانه دخل في المجاهدة ومن يجاهد نفسه في دفع الجزع في البلاء والمحناء ومن يجاهد نفسه بالصبر في البلاء والمحن. فانه يكون باذن الله تبارك وتعالى من المجاهدين في سبيله والله يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فقيام ليلة القدر من الجهاد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ان التماس ليلة القدر يستدعي محافظة زائدة ومجاهدة تامة ومع ذلك فقد يوافقها او لا وكذلك المجاهد يلتمس الشهادة ويقصد اعلاء كلمة الله وقد يحصل له ذلك اولى فتناسب في ان في كل منهما مجاهدة وفي ان كلا منهما قد يحصل المقصود الاصلي لصاحبه اولى فالقائم بالتماس ليلة القدر مأجور فان وافقها كان اعظم اجرا والمجاهد لالتماس الشهادة مأجور فان وافقها كان اعظم اجرا والجهاد بكسر الجيم اصله لغة المشقة يقال جاهدت جهادا بلغت المشقة وشرعا الجهاد بذل الجهد في قتال الكفار ويطلق ايضا على مجاهدة النفس نعم كلمة الجهاد هذه الكلمة العظيمة تطلق ايضا في الشرع على مجاهدة النفس قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ويطلق ايضا على مجاهدة النفس والشيطان والفساق اما مجاهدة النفس فعلى تعلم امور الدين بل ذلك مقدم على قتال اعداء الدين وذلك لان قتال اعداء الدين من غير علم يفسد اكثر مما يصلح فاما مجاهدة النفس فعلى تعلم امور الدين ثم على العمل بها ثم على تعليمها تأمل ايها الاخوة والاخوات لنتأمل في هذه المراتب العظيمة في الجهاد في سبيل الله تعلم امور الدين ثم العمل بها ثم تعليمها هذا من الجهاد في سبيل الله واما مجاهدة الشيطان فعلى دفع ما ياتي به من الشبهات وما يزينه من الشهوات واما مجاهدة الكفار فتقع باليد والمال واللسان والقلب واما مجاهدة الفساق فباليد ثم اللسان ثم القلب وقد روى النسائي من حديث سبرة بن الفاكه رضي الله عنه قال في اثناء حديث طويل فيقول اي الشيطان يخاطب الانسان تجاهد فهو جهد النفس والمال انتهى كلامه قال الله تعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون. وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به الى قوله تعالى وبشر المؤمنين وفي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده لولا ان رجالا من المؤمنين لا تطيب انفسهم ان يتخلفوا عني. ولا اجد ما احملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت اني اقتل في سبيل الله. ثم احيا ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل ثم احيا ثم اقتل. رواه البخاري قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال له عليه الصلاة والسلام فحي والداك قال نعم. قال ففيهما فجاهد رواه البخاري وفي صحيح الامام مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل قال لا تستطيعونه قال فاعادوا عليه مرتين او ثلاثة كل ذلك يقول لا تستطيعونه وقال في الثالثة مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بايات الله. لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى قال الحافظ النووي رحمه الله تعالى معنى القانت هنا المطيع وفي هذا الحديث عظيم فضل الجهاد لان الصلاة والصيام والقيام بايات الله افضل الاعمال. وقد جعل المجاهد مثل من لا يفتر عن ذلك في لحظة من اللحظات ومعلوم ان هذا لا يتأتى لاحد ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لا تستطيعونه والله اعلم وفي صحيح الامام مسلم ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به درجات. قالوا بلى يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط فلنتأمل ايها الاخوة والاخوات اذ لم يكن علم الجهاد قائما او شروط الجهاد غير متوفر الى هذا الحديث العظيم. الذي يدلنا على طريق من طرق المجاهدة الا وهو اسباغ الوضوء على المكاره فان اسباغ الوضوء على المكاره من المجاهدة وكثرة الخطى الى المساجد من المجاهدة. وانتظار الصلاة بعد الصلاة من مجاهدة النفس وذلك وهذه الامور الثلاثة سماها النبي صلى الله عليه وسلم رباطا فقال فذلكم الرباط ثلاث مرات تأكيدا لفضل هذه الاعمال وانها داخلة من جملة المجاهدة فينبغي علينا ان نجاهد انفسنا وان نجاهد عدونا لعل الله سبحانه وتعالى ان يكتب لنا او بيوتا في الجنة ولنعلم ان الجهاد ليس مقتصرا على قتال العدو بالسيف فان من يجاهد اعداء الله بالقلم ومن يجاهد اعداء الله بالدعوة الى الله ببيان الايات ورد الشبهات وهو من الجهاد في سبيل الله نعم وعند الامام الترمذي في جامعه عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه واله وسلم الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والورق والورق الفضة. وخير لكم من ان تلقوا عدوكم اضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم؟ قالوا بلى قال صلى الله عليه وسلم ذكر الله تعالى الله اكبر ايها الاخوة والاخوات نتأمل في هذا الحديث فان فيه بيان ان ثمة امورا هي خير من ملاقاة العدو. وهذه الامور من جملتها من جملتها ذكر الله سبحانه وتعالى فان الذاكر لله عز وجل لا يصل الى هذه المرتبة. مرتبة الذكر الا بعد مجاهدة للنفس. ومجاهدة للهوى ومجاهدة للشيطان ومن كان كذلك فانه قد يبلغ مرتبة خيرا من مراتب من يقاتل العدو الظاهر. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم الا انبئكم بخير اعمالكم والا اداة عرظ وتحظير. انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم نعم هي من الاعمال ذكر الله عز وجل هو من الاعمال هو هو من الاعمال التي تزكينا عند مليكنا جل في علاه وارفعها في درجاتكم وهذا بيان ان الذاكر لله سبحانه وتعالى يحصل درجات العالية في الجنة وهذا يعني انه اذا بلغ مرتبة المجاهد فان بيته سيكون في اعالي الجنان. قال وخير لكم من انفاق الذهب والورق. وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم قالوا بلى قال ذكر الله تعالى. قال معاذ بن جبل رضي الله عنه ما شيء انجى من عذاب الله من ذكر الله. رواه الامام احمد في مسنده وابن ماجه والحاكم وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه ايها الاخوة والاخوات كما نعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الاعلى فانها اعلى الجنة. واوسط الجنة ومنه تفجر انهار الجنة فينبغي علينا ان نحرص على تحصيل هذه الاسباب التي تكون سببا في ان نحصل بيوتات في اماكن شتى في الجنة فنذهب ونسعى ونمشي ونروح ونغدو في الجنة اينما نشاء. لان لنا بيوتا ها هنا وها هنا وها هنا هنا رزقني الله واياكم البيوتات الاعلى في الفردوس. وجعلني واياكم من اهل الفردوس. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والحمد لله رب العالمين