باسلامي وايماني اضاء الكون وزمنه باسلامي وايماني الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد وارحب بكم في لقاءات نتقرب الى الله جل وعلا بالتحدث فيها نتكلم فيها عن بعض المعاني العظيمة التي قصدها ديننا العظيم دين الاسلام تدل على السماحة فيه وتبين بعض المعاني العظيمة والمقاصد الجليلة التي التي اشتمل عليها ديننا الحنيف حديثنا في هذا اليوم باذن الله عز وجل عن العلم جاءت النصوص الشرعية في الكتاب والسنة بمدح العلم والثناء عليه واغلب هذه النصوص الشرعية تقصد بالعلم العلم الشرعي وتريد بالعلماء علماء الشريعة فالعلم الممدوح في الكتاب والسنة هو علم الشريعة علم التفقه في هذا الدين والعلماء الذين قصدتهم الكثير من الايات القرآنية هي انما تقصد علماء الشريعة ويدل على ذلك العديد من النصوص فمن تلك النصوص قول الله جل وعلا والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا ففي هذه الاية تكلمت عن الراسخين في العلم وارادت بذلك العلماء وقال الله عز وجل شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم واولو العلم هنا هم علماء الشريعة لانهم هم الذين يقرون بهذه الشهادة العظيمة شهادة ان لا اله الا الله ويدل على ذلك قوله عز وجل في قصة قارون وقال الذين اوتوا العلم ويلكم تواب الله خير لمن امن وعمل صالحا ولا يلقاها الا الصابرون ومن هنا في الايات التي جاءت في الثنايا على العلماء ومدح طريقتهم انما اراد الله بها علماء الشريعة من مثل قول الله عز وجل انما يخشى الله من عباده العلماء ومن مثل قوله تعالى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ومثل قوله عز وجل ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون ومن هنا الايات القرآنية التي في العلماء انما يراد بها علماء الشريعة من مثل قوله عز وجل قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ومن مثل قوله عز وجل يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ويدل على هذا ما ورد في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى اذا لم يبقى عالم وفي رواية لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فظلوا واضلوا ولذلك ينبغي بنا ان نحرص على تأصيل العلم الشرعي والاهتمام به لعظم فائدته فانه هو الطريق الموصل الى الله جل وعلا وهو الطريق الذي نصحح به العبادات التي نعبد الله بها وهو الطريق الذي نجعل معاملاتنا المالية على اكمل الطرق واتمها هو الطريق الذي نكون به قد اقمنا الاسرة المسلمة على اسس متينة ولا يقابل العلم الا رغبات الناس واهواء الناس وهي قد تكون من اسباب الظلال ولذا قال الله عز وجل ولئن اتبعت اهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين ويقول سبحانه ولئن اتبعت اهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير وقد ذم الله اولئك الذين يتبعون الظن ويتركون العلم الصحيح. قال سبحانه وما يتبعون وقال فسبحانه وما لهم به من علم ان يتبعون الا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا ويقول الله جل وعلا فاعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد الا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم ومن اساسيات العلم الشرعي حفظ كتاب الله عز وجل فلا يكون المرء عالما الا بحفظ كتاب الله. قال تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم ولذلك ينبغي ان نعرف ان هذه الشريعة المباركة جاءت بالتأكيد على العلم والحث عليه والترغيب فيه. كما قال النبي الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه والناس يتمكنون من تحصيل العلم من طريقين الطريق الاول يختص به علماء الشريعة وهو اخذ العلم من القرآن والسنة بحيث عندما تعرض للانسان قضية من القضايا المستجدة يعود الى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الا فيأخذ الاحكام منهما كما قال تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون وكما قال جل وعلا من يطع الرسول فقد اطاع الله واما من لم يكن قادرا على الاستنباط من الكتاب والسنة فانه يتمكن من معرفة العلم بواسطة مراجعة علماء الشريعة وعلماء الشريعة قد امرتنا اه هذه الشريعة المباركة بمراجعتهم كما قال تعالى وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا او اليهم لعلهم يحذرون فامر الله عز وجل بان يوجد في الامة علماء وامر رب العزة والجلال الحذر عندما يكون هناك بيان من العلماء وقد وردت نصوص كثيرة ترغب في تعلم العلم وترتب عليه الاجر والثواب الجزيل. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويقول صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة هذا العلم هو الذي هو من الامور التي تبقى بعد وفاة الانسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو او ولد صالح يدعو له هذا العلم الشرعي له علينا واجبات. يجب علينا ان نوليه عناية خاصة من اهم هذه الواجبات ان يكون العلم الذي نريد ان نأخذه مستنبطا ومستقى من مصادر موثوقة عندما يرجع الناس الى المصادر غير الموثوقة او المصادر المجهولة يقعون في اشكالات عظيمة لانهم لا يميزون ما الحق من الباطل ومن هنا فمثلا عندما يجد الانسان كتابا لا يدرى من مؤلفه ولا يعرف ما منزلته ولم يثنى عليه من قبل اهل العلم فهذا مصدر غير موثوق لاننا لا نعرف من هو هذا الكاتب ولا نعرف هذه هذه الاستنباطات الموجودة في الكتاب هل هي استنباطات صحيحة؟ او استنباطات باطلة وهكذا ايظا لو كان هناك مواقع في الانترنت او كان هناك نشارات يكتب عليها انها كتبت بواسطة الفريق العلمي او آآ كتبت بواسطة بعض محققين او بعض العلماء مثل هذه الكتابات ليست مصادر موثوقة وذلك لاننا لا نعرف مدى الثقة بهذه المصادر ولا نعرف هل الذين كتبوا هذه الكتابات ممن يعتمد عليهم او لا ومثل ذلك ايضا لو كان هناك بعض الاشخاص يظهر في بعض القنوات ولا نعلم ما حقيقتهم؟ هل هم من العلماء حقيقة؟ او لا فحينئذ لا يجوز لنا ان نعتمد على ما لديهم. ومن هنا لابد ان تكون معلوماتنا وعلمنا الشرعي من مصادر موثوقة واما المصادر غير الموثوقة فلا يصح لنا ان نستقي منها. ومثل ذلك الرسائل التي ترسل لا يعلم ما حقيقة المرسل لها وما مكانته العلمية؟ وهل هذه الرسائل موثوقة ومعتمدة وموثقة او هي رسائل تعتمد على معلومات مغلوطة واحاديث مكذوبة ولا يكون فيها شيء من اه الصحة كذلك من الواجب علينا تجاه العلم ان نعمل بذلك العلم لنتقربا لله عز وجل به. اما العلم الذي لا يعمل به فهذا علم لا ينفع بل يكون حجة على صاحبه ويكون وبالا عليه ومن واجب العلم علينا ان نبلغ هذا العلم وان ننشره بين الناس فمن كان من الفقهاء العلماء نشره وبين ان هذا حكم الله في هذه المسائل ومن لم يكن من الفقهاء فانه ينسب ذلك العلم الى الاشخاص الذين استقى منهم هذه المعلومات يقول سمعت العالم الفلاني يقول كذا ونقلت الفائدة الفلانية في كتاب الشيخ فلان وهكذا حتى يكون تبليغنا للعلم صحيحا تبليغنا على الطريقة الشرعية ويكون موثقا بذكر من ينسب اليه ذلك العلم. ومن هنا فواجب العلم علينا كبير وعلينا ان نتقرب لله عز وجل بالدعوة اليه والترغيب الناس فيه وحث الاخرين على الاستفادة من هذا العلم لتستقيم حياتهم تكون عباداتهم على وفق المنهج الشرعي اسأل الله جل وعلا ان يوفقني واياكم للعلم النافع والعمل الصالح والنية الخالصة كما اسأله جل وعلا ان يصلح واحوال الامة وان يردهم الى دينه ردا جميلا. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله اصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين وا زمنه باسلامي وايماني اضاء الكون وزمنه