ومرة تطلق الكلام ومرة تقيده بان تضيف اليه اوصاف اه زائدة عن اه ذات اه الماهية ومرة تذكر الاسم مقرونا ببعض صفاته من اجل ان تعمل مفهوم المخالفة كما في قول به في الغنم السائمة الزكاة ومرة تأتي بالقيد لمعنى اخر كما في قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون انه لا قطع فيما دون ثلاثة دراهم ربع دينار. وجاءت السنة بانه لا قطع في بما اخذ من غير الحرز وهكذا بينت السنة تخصيص الحكم العام الوارد في هذه الاية السلام عليكم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا هو الدرس الثالث من دروسنا في شرح مقدمة كتاب تيسير البيان باحكام القرآن للفقيه الموزع المتوفى سنة ثمانمائة وخمس وعشرين رحمه الله تعالى كان في درسنا الاول مقدمة بي العلوم وتأصيلها ثم في الدرس الثاني قرأنا مقدمة المؤلف واوردنا شيئا من الشروح والتعريف بكلامه ولعلنا ان شاء الله تعالى لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون فيها موجود من لا يعرفها كما نقول في علم السنة اشار المؤلف هنا الى مصدر اخر من مصادر فهم الكتاب الا وهو اللغة العربية ان نواصل الكلام في ذلك فلنقرأ شيئا من هذا الكتاب فليتفضل القارئ مشكورا. تفضل الشيخ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللمسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى فصل واعلموا ان الله تعالى اوجب على نبيه صلى الله عليه واله وسلم بيان ما انزل عليه وجعل بيان ذلك اليه وخص طه بهذا المنصب الشريف الاعلى زاده الله الكريم شرفا وفضلا. وقال جل وعلا وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون ثم اعلموا ان بيانه لامته من ثلاثة اوجه فوجهان متفق عليهما عند اهل العلم وفي الثالث اختلاف عندهم الوجه الاول ما نص الله جل جلاله عليه واحكم فرضه وبينه باوضح بيان. ثم بينه النبي صلى الله عليه واله وسلم اما بقول او اعلن كما بينه الله جل جلاله الوجه الثاني ما نص الله تعالى عليه جملة واحكم فرضه وجعل الى نبيه صلى الله عليه وسلم بيان تلك الجملة. فبين مواقيتها حوالها وفرائضها وادابها ومقدماتها ولواحقها. وبين على من تجب وعمن تسقط وكيف يأتي بها العبد وغير ذلك من الاحوال الوجه الثالث ما سن ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يرد فيه كتاب وهذا هو المختلف فيه. فمنهم من قال جعل الله ذلك جعل الله له ذلك لما خصه من وجوب طاعته وتوفيقه لما يرضاه. وعصمته له عن الخطأ ان يسن فيما لم يرد فيه كتاب. واليه ميد ابي عبد الله الشافعي رضي الله تعالى عنه. ومنهم من قال لم يسن سنة قط الا ولها اصل في كتاب الله تعالى اراد المؤلف بهذا الفصل ان يبين انواع السنة بالنسبة للقرآن ذكر ان السنة تبين القرآن. واستدل على ذلك بقوله وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما انزل اليهم ولعلهم يتفكرون وهذا من مقتضى كونه رسولا لرب العالمين ان يبين معاني كلام الله عز وجل ثم ذكر ان ما تأتي به السنة على انواع بالنسبة لموقف السنة من القرآن فاول ذلك ان تأتي السنة موافقة لما في القرآن. دالة على الاحكام والمعاني التي جاءت في كتاب الله عز وجل فهذا لا اشكال في وجوبه وذلك انه قد توافق القرآن والسنة عليه ومن امثلة ذلك في قول الله عز وجل في قول الله عز وجل فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا مع قوله صلى الله عليه وسلم واحلت لي الغنائم فهذا فيه دليل على توافق ما بين الكتاب والسنة في هذا الحكم ومثله في قوله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم مع قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل مال امرئ مسلم الا بطيب نفس منه والنوع الثاني ما ذكره الله عز وجل جملة فجاءت السنة موضحة له ومن امثلة ذلك في قوله عز وجل واتوا حقه يوم حصاده فان السنة قد جاءت ببيان المراد بهذا الحق في مقداره في وقت وفي وقته في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما سقت السماء العشر وفيما سقي بالنظح نصف العشر. وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم ليس في الخضروات صدقة وفي قوله صلى الله عليه وسلم ليس فيما دون خمسة اوسك صدقة فهذه الاحاديث كلها تبين الوارد في قول الله عز وجل وهذا البيان قد يكون بتوضيح المجمل كما في هذه آآ في هذا المثال وقد يكون ببيان احكام تتعلق بذلك الحكم من جهة تخصيصه او ترتيب احكامه او بيان شيء من الاحكام المتعلقة به. ومن في قوله واقيموا الصلاة فمع قوله عز وجل اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر فقد جاءت السنة ببيان معاني هذه الايات واوضحت اوائل الوقت واواخره واوضح عدد الركعات واوضحت ما يقرأ في كل ركن من اركان الصلاة فهذا قد جاء بيانه مرة بالقول كما في حديث المسيء في صلاته ومرة بالفعل في نقل الصحابة لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن امثلة هذا ايضا في قوله عز وجل ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. مع قوله صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسك مناسككم فهنا نص الله جل وعلا على الحكم المجمل ثم جاءت السنة ببيان ذلك الحكم وتوظيح اه احكامه ومواقيته واحواله وما يسبقه وما الحقوا اما النوع ومن هذا النوع ما يكون من تقييد المطلق تخصيص العام مثلا في قوله عز وجل والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما. فقد جاءت السنة ببيان ومن انواع ذلك ايضا ان تكون السنة مقيدة لمطلق ما ورد في الكتاب كما في قوله فتحرير رقبة مع قوله صلى الله عليه وسلم اعتقها فانها مؤمنة ومن انواع هذا ان يكون هناك حكم مجمل وتوظحه الايات وتوظحه الاحاديث النبوية النوع الثالث من انواع السنة السنة الابتدائية وهي التي جاءت بتقرير حكم اه بدون ان تكون مقررة لما في القرآن او موضحة ومبينة له. فهل تستقل سنة بتقرير احكام شرعية لم ترد في الكتاب والسنة لم ترد في الكتاب فقال طائفة نعم قد ترد السنة بذلك قالوا بان النصوص الدالة على وجوب طاعة الرسول لم تشترط ان تكون تلك الطاعة فيما كان مبينا للكتاب. من من جنس قوله عز وجل واطيعوا الرسول من يطع الرسول فقد اطاع الله ومن مثل قوله تعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وقال طائفة بانه لا تستقل السنة بتقرير احكام شرعية لم ترد في كتاب وقد جاء في هذا حديثا النبي صلى الله عليه وسلم قال الاواني قد اوتيت القرآن ومثله له معه. وقد جاءت نصوص نبوية تقرر حجية السنة المستقلة واذا نظر الانسان الى هذا الخلاف وجد انه قد يعود الى قول واحد وذلك انه يمكن ان نرجع السنة المستقلة لقوله تعالى من يطع الرسول فقد اطاع الله وقل اطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون. فان هذه الايات جاءت فان هذه الايات تعد السنة المستقلة موضحة لها وقد اشار الى المؤلف الى اختيار الامام الشافعي رحمه الله تعالى في هذا الباب. وهناك فقسم الرابع يذكره بعض اهل العلم الا وهو السنة الناسخة لما في الكتاب. فقد قال طائفة بان السنة قد ترد بنسخ حكم مستقر او مقرر في الكتاب. ويمثلون له بقوله تعالى واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن اربعة منكم فان شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى توفاهن الموت او يجعل الله لهن سبيلا. قالوا نسخت هذه الاية بقوله تعالى خذوا بقوله صلى الله عليه وسلم خذوا عني خذوا عني وجعل الله لهن سبيلا. البكر بالبكر جلد مئة عام وسيبوا بالسيب الجلد والرجم. ومن مثل قوله عز وجل كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين. قالوا نسخت بقوله جل بقوله صلى الله عليه وسلم لا وصية لوارث والخلاف مقرر في الكتب الاصولية. نعم قال رحمه الله فصل ولما كان خطاب الله تبارك وتعالى وبيان رسوله صلى الله عليه واله وسلم مع العرب بلسانهم وسنتهم في كلامهم بهم فلا سبيل الى معرفة خطاب الله جل جلاله وبيان رسوله صلى الله عليه واله وسلم الا بعد معرفة لغتهم وصنوف معانيهم مؤسرة مبانيهم فواجب عليك ايها الاخ تعلم لغة العرب لتعلم بها خطاب الله جل جلاله وبيان رسوله صلى الله عليه واله وسلم. قال ابو عبد الله الشافعي رضي الله عنه ولا يعلم من ولا يعلم من ايضاح جمل علم الكتاب احد جهل سعة لسان العرب وكثرة وجوهه. وجماع معانيه. ومن علم ذلك عن الشبه التي دخلت على من جهل لسانها. ثم اعلموا ان اهل العلم قد قسموا لغة العرب الى اربعة اقسام وافردوا كل قسم منها بتصنيف. فالقسم الاول علم غريب كالعلم بالاسماء كاسماء الاسد والذئب والابل والخيل واسماء السلاح والفياك والقفار. وغير ذلك وكالعلم بالافعال وتصاريفها ويكفي اهل النظر والفتية منه طرف به الالفاظ الدائرة في الكتاب والسنة. ولا يضرهم جهل ما وراء ذلك من حوشي اللغة وغريبها لسهولة الفاظ القرآن والسنة وسماحتها غدوها عن الالفاظ الحوشية غالبة. وقد افرد اهل العلم غريب القرآن والسنة بالتصانيف الكافية المفيدة والقسم الثاني علم النحو وهو معرفة قوانين كلية نتوصل بها الى معاني الكلام ومعرفة الصواب من وجوه الخطاب. وذلك كتقسيم الكلام الى تمن وفعل وحرف جاء لمعنى وتقسيم الاسم الى الى معرب ومبني ومقصور ومنقوص وغير ذلك من الانواع. وتقسيم الفعل الى ماض ومستقبل وامر ومتعد وغير متعدد وغير ذلك من الاقسام. وتقسيم الحروف الى عوامل وغير عوامل والى رافعة وجارة وناصبة. وبهذا العلم ايضا تتميز بعض المعاني كما ان الكتاب يفهم بواسطة سنة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك يفهم بواسطة لغات العرب والامر الثالث الذي يفهم به آآ كلام الله عز وجل هو القواعد الاصولية التي اشار اليها في خاتمة هذا الفصل من بعض وقد نصب الله الكريم اقواما دونوا هذا الفن وحفظوا به كتاب الله تبارك وتعالى من التحريك والتخليط. وامامهم ابو الحسن ابن ابو الحسن علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. ويكفي اهل النظر والفتية منه طرف يعرفون به وجوه الاعراب الدائرة في الخطاب. ويعرفون منه المعاني المتعلقة حروف وما اشبهها من الاسماء والظروف. وقد وضعت في معاني الحروف جزءا في نحو مائة ورقة بما فيه مقنع ان شاء الله تعالى. ولا يضر المفتي هي جهل ما وراء ذلك وان كان علمه فضيلة لا يجهلها الا من ضل رأيه وذهب نوره. والقسم الثالث العلم بما يتعلق بتركيب الكلام وتأليفه وتحسينه وترصيفه عدم مقتضى الخصائص ومقامات الاحوال اذا مقامات الكلام متفاوتة فمقام التنكير يبين مقام التعريف ومقام الاطلاق يبين مقام التقييد ومقام الذكر يبين مقام الحرف ومقام الايجاز يباين مقام الاطناب. وهذا يسمى علم معاني والبيان وهذا لا يحتاج اليه اهل النظر والفتيا وانما يحتاج اليه الذي يطلب الكشف عن وجه اعجاز القرآن. وضرورة وضرورة الادباء شعراء اليه شديدة بل هو عدتهم العتيدة. والقسم الرابع واليه ضرورة اهل النظر والفتية والمفسرين وسائر العلماء. وهو معرفة رسوم العرب في في خطابها وسننها في كلامها واتساع معانيها واسرار مبانيها ودقيق اشارتها وثقيف عبارتها. فمن سنة العرب في كلامها انها الشيء الواحد بالاسماء الكثيرة. وتسمي بالاسم الواحد المعاني الكثيرة. وتأتي بالكلام بينة وتأتي به مشكلة وتخاطب باللفظ العام وتريد به العام وتخاطب بالعام وتريد بالخاص وتخاطب بالخاص وتريد به الخاص وتخاطب بالخاص وتريد به العام. وتطلق الكلام وتقيده وتذكر الاسم مقرونا ببعض صفاته وتريد نفع ما عداه وقد لا تريد بل هو وغيره سواء. وتأتي بالكلام على حقيقته وعلى غير حقيقته فتزيد وتنقص وتظهر وتضمر وتقدم فينبغي تأخيره وتؤخر ما ينبغي تقديمه. وتستعمل في كلامها الاستعارة والتشبيه والمحاذاة والمقابلة كثيرا. وتأتي بالامر على وجهه وتأتي به على غير في الحقيقة وكذلك تفعل في النهي والخبر ايضا وتأتي بالكلام يعرف من سياقه انه اريد به غير ظاهره. وقد وقد يعرف ذلك في اول كلامها اخره ووسطه وتبتدئ بالكلام وينبئ اول لفظها فيه عن اخره. وتبتدأ بالكلام وينبئ اخر نقدها عن اوله. وهو اكثر من وقد يكون البيان متصلا بالكلام الاول وقد يكون منفصلا. وتتكلم بالشيء وتتكلم بالشيء تعرفه بالايماء دون الايضاح باللفظ. قال الشافعي ويكون ذلك عندها من اعلى كلامها لانفراد اهل علمها به. وجميع هذه الاقسام بينة متقاربة الاستواء عند العرب. وان كان بعضها اشد بيانا من بعض متفاوتة عند من يجهل لسانها لان اقل البيان عند العرب كاف انما يريد به السامع فهم قول القائل فاقل ما يفهم به كاف عنده. وهذا هو الذي اعتمده اهل النظر والفتن في استنباط الاحكام ومعرفة الحلال والحرام فسموه اصول اللغة. واول من ابرز ذلك واظهره الامام ابو عبد الله محمد ابن ادريس الشافعي رضي الله تعالى عنه لا منازعة في ذلك ولا مرية ولاجل معرفته بلسان العرب واتساع معانيها صار اماما للائمة الهادين والعلماء المجتهدين رضي الله تعالى عنهم اجمعين وقد سمى بعض علماء اللسان وهو الامام ابو الحسين احمد بن فارس هذا النوع من اللغة وصول اللغة وسمى غيره فروع اللغة. ولما كان لا تتم معرفة خطاب الله جل جلاله الا ببيان رسوله صلى الله عليه واله وسلم كما قدمت وكان في السنة عدل لا تتعلق باللغة وضع اهل العلم للمعارضة الصحيحة ما النسخ وبينوا عدد السنة وقسموها اقساما وانواعا ولما كانت الالفاظ لا تفي بالحوادث نصب الشارع علامات وامارات يهتدي بها اهل العلم اذا استنباط الاحكام. فوضعوا لذلك علم القياس. وبينوا قويه وضعيفه وصحيحه وفاسده وراجحه وارجحه وصحيحه واصحه وسموا جميع هذه الجمل المذكورة اصول الفقه. وحقيقته حينئذ انه قوانين كلية يتبسط بها لاستخراج الاحكام الشرعية. وسابقين ما اشرت اليه من صنوف هذه اللغة الشريفة بمقدمة ينتفع بها طالب هذا النحو. ويستدل بها على ما وراءها من معاني ووراء ذلك ما لا يحصى. قال الشافعي ولا نعلم احدا يحيط يحيط بجميع علم لسان العرب غير النبي صلى الله عليه واله وسلم. ولكنه استدل المؤلف على ان القرآن لا يفهم الا باللغة العربية بكون خطاب الله نزل بالغة العرب ولذا قال تعالى انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ووصف الكتاب قال بلسان عربي مبين وحينئذ لن يتمكن احد من فهم كلام الله عز وجل وكلام رسوله الا باللغة العربية فان قال قائل الا يمكن ان تفهم بالترجمة فان الناس لا زالوا يفهموا كلام بعضهم معاه اختلاف في لغاتهم بواسطة الترجمة فيقال بان للغة العربية من الخصائص ما يجعل التراجم لا تفي بالمعاني التي يشتمل عليها الكلام العربي فان الكلام العربي له انواع من الدلالات مختلفة. فهذا منطوق وهذا مفهوم وهذا ظاهر وهذا نص وهذا وبالتالي هناك معاني اصلية وهناك معاني تابعة ومن يقوم بالترجمة قد يلتفت للمعنى الاصلي ويغفل عن المعاني التابعة وبالتالي لا تكون ترجمته موضحة لمعاني كلام الله عز وجل على جهة امام ولذا كان كلام اهل العلم في ان المترجم انما يترجم تفسير القرآن لا يترجم اتى القرآن وان من قرأ هذه التراجم وجد انها اه قد دخلها الجهد البشري بما يعتريه من نقص وعدم اتمام للمعاني. خلاف القرآن بلفظه العربي فانه كلام رب العزة والجلال. ولذا قد يكون فيه من المعاني ثلاث ما لا تشتمل عليه تلك التراجم. ولهذا لم يكن للتراجم من كم مال كتاب الله عز وجل وقال بان القرآن قد نزل على العرب وخاطب العرب وتكلم معهم بلسانهم وبسنتهم في كلامهم اي بالطريقة التي يسيرون عليها في كلامهم ولذا من اراد ان يفهم القرآن فلا بد ان يكون ملما باللغة العربية من جهة اساليب العرب في كلامها ومن جهة معاني الفاظها ومن جهة طرائق تراكيبها قال فلا سبيل الى معرفة خطاب الله وبيان رسوله الا بعد معرفة لغة العرب طنوف معانيهم واسرار مبانيهم ولذا رأى المؤلف ان تعلم اللغة العربية واجب على طالب العلم من اجل ان ليفهم كلام الله وان يفهم تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم لكتاب الله ونقل المؤلف كلاما عن الامام الشافعي ذكر فيه ان اللغة العربية لغة واسعة هي تشتمل من المعاني والدلالات ما لا يوجد في غيرها من اللغات ولذا فحروف العربية تماثل بقية الحروف في بقية اللغات خمس مرات لان فيها الحركات التي لا توجد في بقية اللغات وهكذا يوجد في معاني الفاظها ما لا يوجد في بقية اللغات ولذا نجد ان اه هناك معاني تطلق عليها الفاظ مختلفة فكلما اختلف جزء ولو يسير من اه ما يراد التعبير عنه فانه حين زين يوجد له في اللغة مصطلح خاص بخلاف غيرها من اللغات انظر مثلا الى مراتب اه المحبة تجد انها في لغة العرب عشرة اه مراتب عشر مراتب لا تجد مثل ذلك في اي لغة من لغات العالم. وهكذا لو التفت مثلا الى اسماء الاسماء مثلا اسماء اصوات الحيوانات تجد في لغة العرب ان لكل اه صوت من اصوات هذه الحيوانات اسم يستقل به بخلاف غيرها من اللغات فانها لا تخصص لكل اه صوت اه اسما مستقلا لا بل ان الاصوات التي تأتي بها اه تأتي في الجامدات مثل اصوات المياه واصوات الهواء واصوات غيرها كل صوت منها له اسم يستقل به. لا تجد مثل ذلك في غير اللغة العربية من وهذا يدلك على سعة لغة العرب وبهذا استدل طائفة من اهل العلم على ان اقدم اللغات هي اللغة العربية. وبالتالي قالوا بان لغة ادم عليه السلام هي لغة العرب. وان لغة ابراهيم هي لغة العرب بالتالي من علم ذلك علم سعة لغة العرب انتفت عنه الشبه التي دخلت على من جهل لسانها فان من جهل لسان العرب قد وقع في عدد من الشبه وفسر ام الله عز وجل بغير مراده ولذا وقع كثير من الظلال بسبب انه تصدى لفهم او لتفسير القرآن من لا يعرف اللغة العربية عربية اذكر ان احد الاشخاص قال انكم تقولون بان الرسول بشر وهذا يخالف ما في القرآن فان الله تعالى يقول قل انا ان ما انا بشر وظن ان ماء نافية ولم يعلم ان انما اداة واحدة يراد بها الحصر ففسر كلام الله بخلاف مراد الله نتيجة عدم معرفته بلغة العرب له اكمل قراءة الاية وانما الهكم اله واحد فهل تعامل انما هنا الثانية بمثل ما تعامل به الاولى فتنقض اصل الاسلام فقيل له انما تؤتى من العجمة ومثله في ما سمعت به احدا في هذه الايام قال انكم تستدلون على وجوب افراد الله بالدعاء. بقول الله عز وجل اياك نعبد واياك قلت له نعم هذه اداة هذه طريقة واسلوب من اساليب الحصر الا وهو تقديم المعمول هذا جار في لغة العرب فقال اينك من قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة فاجازت الاية ان نستعين بالصبر والصلاة وهذا يخالف ما ذكرته من الحصر. فقيل له انما نشأ هذا من عدم فهمك للغة العرب ففرق بين الفعل الذي يتعدى بنفسه والفعل الذي يتعدى بالحرف فانه هنا قال اياك نعبد ما قال بك واياك نستعين ما قال وبك وحدك نستعين. وانما قال اياك نستعين. وبالتالي كانه في الاية الاخرى قال يا ايها الذين امنوا استعينوا الله بالصبر والصلاة وعلى كل قال المؤلف بان لغة العرب قد قسمها العلماء الى اقسام اشهرها اربعة اولها علم الغريب هو العلم الذي الفت فيه المعاجم من مثل كتاب لسان العرب وكتاب القاموس ومرة قد تغلق معناه من اجل ان يبحث عن معناه ويشتغل فيه كما في قوله واتوا حق حقه يوم حصاده ومرة تخاطب باللفظ العام وتريد به العموم كقوله يا ايها الناس اعبدوا ربكم ومرة تأتي وكتاب تهذيب اللغة وغيرها من المؤلفات التي تبين دلالات كلية لفظة ومعانيها. قال كالعلم بالاسماء كاسماء الاسد فان الاسد له اسماء متعددة فهو الغزنفر وهو القسوة الى غير ذلك من الاسواء مثله الذئب والابل والخيل سواء كانت تطلق على جميع انواع هذا الاسم او تطلق على بعض انواعه دون بعض قال وهكذا وغير ذلك وكالعلم بالافعال هناك علم بالاسماء وهنا علم بالافعال وتصاريفها فانه يختلف معنى الفعل باختلاف تصريفه ولذا مثلا تجد ان بعض الناس وقعوا في ضلالات بسبب عدم التفاتهم الى تصاريف يعني مثلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس اتى يشهد ان لا اله الا الله نجد ان بعض الناس يستدل به على قتل غير المسلمين ولم يفقه ان كلمة اوقات تل غير كلمة اقتل. فبينهما مفارقة في المعنى كما بينهما مفارقة في آآ التصريف قال ويكفي اهل النظر والفتيا من علم الغريب طرف يعرفون به الالفاظ الدائرة في الكتاب والسنة فانه لا يستطيع احد ان يحيط معاني آآ كلام آآ العرب ولا يظرهم آآ جهل ما وراء ذلك من حواشي او حوشي اللغة وغريبها. لانه يكفيه ان يعرف معاني كلام او الفاظ القرآن والسنة وقد اشار المؤلف هنا الى ان الله عز وجل اختار لكلامه وكلام نبيه الالفاظ اليسيرة السمحة التي يفهمها اهل العلم قال المؤلف آآ قد افرد اهل العلم في ذلك مؤلفات فهناك مؤلفات كثيرة بعضها في غريب القرآن كمؤلف الراغب الاصفهاني وبعضها في غريب السنة مثل كتاب النهاية لابن الاثير وكتاب الفائض وكتاب غريب اللغة غريب الحديث لابي عبيد وغريب الحديث حربي وغيرها من المؤلفات قال والقسم الثاني علم النحو والمراد به معرفة آآ معاني الكلام من خلال معرفة الحركات التي تكون على اواخر آآ الكلمات ليعرف الفاعل من المفعول وقال علم وهو معرفة قوانين كلية نتوصل بها الى معرفة معاني الكلام ومعرفة من وجوه الخطاب وذلك كتقسيم الكلام كيف نفرق بين الفاعل والمفعول الا بواسطة هذا العلم تقول ظرب عمرا زيد لماذا؟ لان زيد هو الظارب وعمرو هو المظروب. من اين عرفته؟ من عرفت من علم النحو قال تعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه اين عرفت الفاعل والمفعول بواسطة النحو؟ ومثله انما يخشى الله من عباده العلماء عرفنا ان الخشية تقع من العلماء وان من يخشى هو الله عز وجل من اين عرفناه؟ بواسطة النحو وهكذا نعرف تقاسيم آآ الكلام وان الكلام ينقسم الى اسم وهو الدال على وفعل والدال على اه حدث وحرف وهو المكمل لما فيهما من المعاني وهكذا تعرف تقسيم الاسماء الى معرب هو الذي لا يتغير شكل اخره بتغير موقعه الاعرابي من مثل الاسماء العجمية ومن الظمائر ومبني وهو الذي يتغير اكل اخره بتغير موقعه الاعرابي وهكذا تعرف ما يتعلق بالمقصور والمنقوص وذلك ان حرف العلة سواء كان اه الفا او واو او ياء قد يكون في وسط الكلمة وقد يكون في اخرها. وبالتالي تعرف القوانين المتعلقة بذلك متى تحذف متى يحذف حرف العلة في اه اخر اه الكلمة كقوله وليال عشر بينما قال في الاية الاخرى سيروا فيها ليالي فاثبت الياء وهذا له قوانين خاصة وهكذا تقسيم الفعل الى ماض وهو ما دل على حدث في الزمن السابق آآ مستقبل ولعله يريد مضارع وفعل امر قال ومتعد يعني من يحتاج الى محل لوقوع الفعل سواء كان تعديه الى مفعول به او يتعدى بشيء من الحروف او غير متعد وهو الذي لا يحتاج الى مفعول آآ به وبالتالي فان الانسان عندما يشاهد تصاريف اللغة في اه كلام العرب يعلم ان هذا التقسيم مراد ومقصود عندهم وهكذا آآ تقسيم الحروف الى عوامل وهي المؤثرة في الكلمات المجاورة لها مثل حروف الجر وكلمات غير عوامل وهي التي لا تؤثر فيما حولها. مثلا تعرف ان انما لا تؤثر في اه اه الموقع ولا تؤثر في شكل الكلمة وكذلك الحروف تنقسم الى اه ما هو في محل للرفع ما هو في محل الجر وما هو في محل النصب. مثلا تقول ذهبت هذا في التاء في محل الرفع وآآ ظربت فهذا في محل اه نائب الفاعل وهكذا تقول قلنا باللفظ العام وتريد به آآ العموم المخصوص وآآ كما في قوله ولله على حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ومرة تأتي باللفظ العام وتريد به الخاص كما في قوله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم وضربنا فهنا في الاول آآ كانت في محل الرفع والثاني في محل الخفظ. وهكذا الف ما يكون آآ مؤثرا بالرفع وما يؤثر بالجر وما يؤثر بالنصب زلن ان مع انها بهمزة ونون الا انها تختلف ومرة تدخل على الاسماء فيكون من شأنها ان تنصب اه اسمها وترفع خبرها وتدخل على الافعال مرة تشديد ومرة بتخفيف ومتى تكون ناصبة ومتى تقدر ان ومتى تظهر وقال وقد نصب الله الكريم بفضله واحسانه اقواما يعني علماء دونوا هذا الفن يلوه وكتبوه وبالتالي حفظوا به كتاب الله من التحريف والتخليط. قال وامامهم وابو الحسن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. فان امير المؤمنين هو اول من امر تدوين لغة تدوين اللحو النحو وامر بكتابته قال ويكفي اهل النظر والفتيا منه اي من علم النحو طرف يعرفون به وجوه الاعراب الدائرة في الخطاب ويعرفون منه المعاني المتعلقة بالحروف مثلا اه هناك حرف يتغير المعنى بتغير اه نوعه كقوله عز وجل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا الواو تحتمل ان تكون عاطفة وبالتالي يكون الراسخون في العلم يعلمون تأويله وقد تكون الواو هنا استئنافية وما بعدها مبتدأ وليس معطوفا. ومن ثم يكون الراسخون في العلم لا يعلمون تأويله وهكذا ايضا يعلمون ما يحذف من الحروف وما يمكن تقديره لانه يختلف المعنى باختلاف الحروف المقدرة. ومن امثلة هذا في قوله عز وجل تأتي ترغبون ان تنكحوهن وقد يكون المراد ترغبون في ان تنكحوهن وقد يكون المراد ترغبون عن ان تنكحوهن وبهذا يختلف المعنى وقد اشار المؤلف الى انه قد وضع مؤلفا في اه معاني الحروف واسماه مصابيح المغاني في معاني حروف المعاني وآآ ذكر فيه شيئا من معاني الحروف وما قد ترد عليه. مثلا حرف على مرة يراد به آآ الظرفية ومرة يراد به العلو. ومرة يراد به مع ان الاخرى فيعرف الانسان متى يكون المقصود بهذا المعنى بهذا الحرف ذلك المعنى القسم الثالث من العلوم التي يحتاج اليها مفسر القرآن من لغة العرب علم البلاغة والبيان او علم اعاني فانه يتعلق تراكيب الكلام سواء في انواع التشبيه او في آآ طريقة الحديث او في حقيقة الكلام ومجازه ذلك ان الكلام العربي له معان اصلية ومعان آآ تابعة وبالتالي نحن نحتاج الى اظهار هذا المعنى اظهار معاني القرآن من خلال هذا المعنى وهذا المعنى علم البلاغة نستفيد منه في شيئين الاول اظهار اعجاز القرآن. وتفوقه على غيره من انواع الكلام وكذلك نحتاج اليه في معرفة المعاني الحقيقية من ذلك اللفظ. يعني مثلا في عن المجازية. انما نعرف قوانينها من خلال هذا العلم. ومن المعلوم ان المعنى المجازي يكون له تأثير في تعرف حقيقة المعنى. يعني مثلا في قوله واشرب في قلوبهم العجل ليس المراد به انهم قد يشربوا ذات العجل وانما المراد انهم قد يشربوا حب العجل في اه قلوبهم قال المؤلف وضرورة الادباء والشعراء الى هذا النوع من علوم العربية شديدة بل هو عدتهم العتيدة واما القسم الرابع من اقسام آآ اللغة العربية التي يحتاج اليها المفسر فمعرفة الاساليب العربية فان الكلام يتغير معناه بملاحظة الاسلوب الذي ورد فيه اه وهذا يسميه العلماء دلالة السياق. دلالة السياق ومن امثلة ذلك مثلا معرفة اه ما اه تسير عليه تسير عليه اه اللغة وينتهجه اهلها في خطاباتهم وطريقة حديثهم آآ جعلهم اللفظ يدل على المعاني اه جعلهم اللفظ يدل على اه معان خفية لا يلحظها ولا ينتبه اليها الا من دقق فيها مما يسمونه دلالة الاشارة ومن امثلة ذلك في قوله جل وعلا وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر فظاهر اللفظ جواز اه الاكل والشرب حتى اذان الفجر. ولكن فيه معنى خفي وهو اجازة اخير غسل الجنابة لما بعد اذان الفجر وان ذلك لا يؤثر على آآ الصوم فهذا من دلالة الاشارة وهو من طريقة العرب في كلامها. ومن ذلك ان في مرة تأخذ اللفظ الواحد وتستعمله في معان متعددة مثل عسعس تطلق على الدخول والخروج ومثل العين تطلق على الباصرة والجارية وغيرها مثل لفظة المشتري تطلق على المقابل للبائع والكوكب المعروف وهكذا مرة تأتي اه اه اسماء متعددة اه معنى واحد وهذا يسمى المترادف مثل اسماء الاسد الدالة على شيء واحد. وهكذا تأتي مرة بكلام بين واضح من اجل ان هل نستفيد من ذلك انه اذا كان معه برهان آآ يمكن ان آآ نجيز له دعاء غير الله نقول لا وانما المراد انه يشنع على من دعا ايرى الله بكونه لا برهان له معه. وهكذا في قوله عز وجل آآ في قوله عز وجل في المحرمات وامهات نسائكم وامهاتكم اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم. فمرة قاد اعمال المفهوم في قوله آآ دخلتم بهن ومرة لم يرد ان يعمل المفهوم في قوله في حجوركم لانه اراد معنى اخر وهو انه يعيب على آآ زوج الام كيف يأخذ بنت زوجته وهي بمثابة ابنته وقال اه وتأتي بالكلام على حقيقته كما في لفظ الاسد الذي يراد به الحيوان المعروف فرت من قسورة وتأتي به وتريد به غير حقيقته بان يكون المراد من المعاني المجازية والمجاز مرة بالزيادة ومرة بالنقصان ومرة بالاظهار ومرة بالاظمار ومرة تقديم ومرة بالتأخير وتستعمل في كلامها الاستعارة والتشبيه كمثل الحمار اسفارا ومرة يراد بها المحاذاة والمقابلة كثيرة وتأتي بالامر على وجهه ها يعني ان يراد به الوجوب وان يقصد به آآ المبادرة ومرة تأتي كما في قوله واقيموا الصلاة ومرة تأتي به على غير حقيقته كما في قوله فاذا حللتم فاصطادوا وفي كما في قوله فاصبروا او لا تصبروا اه كونوا حجارة حديدا ومثل ذلك في النهي والخبر. وتأتي بالكلام يعرف من سياق انه اريد به غير ظاهره. وقد يعرف ذلك من قرائن في اول الكلام او في وسطه او في اخره فهذه اساليب عربية تستعملها العرب في آآ كلامها. وبالتالي نلاحظ هذه آآ المعاني الواردة في لغة اه العرب آآ قال نقل المؤلف عن الشافعي قال ويكون ذلك عندها من اعلى كلامها لانفراد علمها ابه فهذه هي المعاني في كثير منها تستقل بها لغة العرب ولا توجد في غير آآ لغة في العرب قال وجميع هذه الاقسام بينة متقاربة الاستواء عند العرب. وان كان بعضها اشد بيانا من بعض. يعني من كان يعرف وتعرف فهو يعرف هذه الاقسام السابقة ولكن من جهل لغة العرب فانه قد يعرف بعظ هذه الاساليب ويفوته بعضها الاخر لان اقل البيان عند العرب كاف ولذلك نجد ان العرب يحذفون في كلامهم ما يكون مفهوما ولا يحتاجون الى تكرار لانهم ارادوا ان يفهم السامع كلام المتكلم. ومن ثم اقتصروا من الكلام عن على اقل الفاظ توصل الى هذا المقصود هكذا نحتاج الى هذه القسم الاخير كثير من اه بحثه العلماء وقرره في القواعد الاصولية في علم اصول آآ الفقه وبعضها مذكور في اصول لغة وقد اسند المؤلف اه شيئا من اسند المؤلف مبادئ هذا العلم للامام الشافعي وقال بان اهل اللغة يسمون هذا اصول آآ اللغة وبالتالي بقية العلوم السابقة تسمى عندهم فروع اه اللغة واشار المؤلف الى ان الالفاظ لا تفي بالحوادث يعني لو خصصنا لكل حادثة لفظا فحينئذ ستنتهي معنا الالفاظ ولهذا نحتاج الى ان نوجد لفظا يشتمل على حوادث متعددة من خلال بيان المعنى الذي من اجله ثبت حكم ذلك اللفظ بحيث كل كلما وجد ذلك المعنى في موطن اثبتنا له نفس الحكم وهو ما يعرف عند علماء الشريعة القياس فان الاحكام الشرعية قد بنيت على معان وعلل بانه لا يمكن ان ينصص على حكم كل حادثة بمفردها. وبالتالي نحتاج الى ان آآ يكون هناك عمومات تشتمل ما لا يتناهى من الحوادث وكذلك نحتاج الى اه اه القيام بان نلحق ما سكت عنه بما نطق الشارع بحكمه. وهذا القياس وانما يعرف في علم اصول الفقه فله شروط وله ضوابط وله اركان وله احكام وله طرائق ومن انواعه ما هو قوي ومن انواعه ما هو ضعيف ومنها ما هو صحيح ومنها ما هو فاسد وكذلك الاقيسة الصحيحة ليست على رتبة واحدة بل بعضها اعلى من بعضها الاخر بحيث اذا تعارضت نتمكن من الترجيح بينها وهذا كله يبحث في الفن الثالث الذي نحتاج اليه في تفسير القرآن الا وهو علم اصول الفقه فاننا كما نحتاج الى السنة في تفسير القرآن ونحتاج الى اللغة العربية في الى اللغة عربية في فهم القرآن كذلك نحتاج الى قواعد علم الاصول وقد عرفها المؤلف هذا العلم بانه قوانين كلية كلية في مقابلة الجزئي الذي يطلق على بعظ الاشياء فان آآ القوانين او فان آآ الكلام آآ قد يكون على اربعة انواع يكون كليا بان يكون شاملا لجميع الافراد وهذا يسمى العام قد يكون خاصا بان يختص بفرد وقد يكون جزئيا هو الخاص كما في قوله بعض الناس طويل وقد يكون مهملا كما لو قال هناك من هو اه طويل و آآ هذه القواعد الكلية هي مما يتوصل به الى استخراج الاحكام الشرعية من الادلة وقد ذكر المؤلف اه انه اه سيظع مقدمة لهذا ونقل عن الامام الشافعي اي انه لا يمكن لاحد ان يحيط بالسنة النبوية وكذلك لا يمكن لاحد ان يحيط بلسان آآ العرب. لكن الله من فضله آآ تظمن او ظمن حفظ اللغة وحفظ السنة من خلال ظمانه لحفظ القرآن فان الكتاب فان اللغة والسنة هما طريق فهم القرآن ومن آآ وعد الله بحفظ القرآن نفهم ان اللغة العربية محفوظة وان آآ علم وان السنة آآ محفوظة لكنها قد تخفى على قد يخفى بعظها على بعظ اهلي العلم بارك الله فيكم وفقكم الله لكل خير وجعلني الله واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بارك الله فيكم ان شاء الله نلتقي يوم السبت القادم