الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد كنا قد وقفنا بحمد الله تعالى في تعليقنا على القواعد على القاعدة الخامسة. وهي قيام الحجة شرط في المؤاخذة والمقصود بقيام الحجة اي قيام الدليل والبرهان الاية في دلالة في الدلالة على المحكوم عليه. فان الله تبارك وتعالى قد اخبرنا انه جل وعلا لا يؤاخذ العباد الا بعد الحجة الرسالية. ومصداقه في ايات كثيرة منها قوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. فالمؤاخذة مؤاخذة العباد على ذنوبهم وعلى افعالهم وعلى اقوالهم سواء كان شركا او كفرا او كانت من آآ البدع او كانت من المعاصي فان ذلك مشروط بقيام الحجة. ومعناها ان البينة والدليل قد قال الى المكلف ولكنه اعرض عن الدليل. وصد عن السبيل. والله جل وعلا اخبر ان الامم السابقة قوم نوح عليه السلام وقوم ابراهيم وقوم صالح وشعيب وغيرهم كل هؤلاء الاقوام ما عذبهم الله تبارك وتعالى الا بعد اقامة الحجة. قال عز رسلا مبشرين ومنذرين بان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل اذا هذه القاعدة دليلها واضح من القرآن واما من السنة فقوله صلى الله عليه سلم ما سمع بي يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بالذي ارسلت به الا كبر والله على وجهه او قال على منخره في نار جهنم. فهذا الحديث فيه بيان ان آآ اليهودي او النصراني اذا سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم. ومفهوم المخالفة انه اذا لم يسمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وعمل بما يظنه توحيدا فان الله جل وعلا يؤاخذه بحسب حاله ولا تكون المؤاخذة حينئذ آآ على اعماله الا وفق علمه وهذه مسألة مهمة جدا ومفرداتها كثيرة جدا مفرداتها كثيرة جدا اضرب مثالا لكل مفردة من مفرداتها. من مفردات هذه القاعدة ان حاطب ابن الفلتعة رضي الله تعالى عنه لما ظهر وكاتب الكفار من مشركي قريش فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤاخذه لان لانه اعتذر بانه ما اراد الكفر وما اراد الارتداد ولا ولا وهو رجل يحب الله ورسوله. فالنبي صلى الله عليه وسلم بين له بين للصحابة انه غير مؤاخذ مع ان الله انزل فيه قرآنا يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا وعدوي وعدوكم اولياء. فسماه الله مؤمنا دليل على انه غير مؤاخذ. وسمى الله عز وجل فعله اتخاذ اولياء لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء. و اما مثال ذلك من الشرك فقد جاء في حديث ابي آآ سعد او في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه واله وسلم خرج مع الصحابة في غزوة حنين وفيهم اناس هم حديث عهد بالجاهلية. فمروا على سدرة وكان المشركون يعكفون عندها ويعلقون بها اسلحتهم. فقال بعضهم ممن كان حديث العهد بالاسلام فقال بعضهم اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انوار اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انوار. النبي صلى الله عليه وسلم قال قلت والذي محمد بيده كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما لهم اله قال انكم قوم تجهلون وها هنا يرد سؤال لماذا لم يؤاخذ النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء بهذا القول؟ الجواب انه لم يكن لهم علم بذاك. فلما اعلمهم واقروا بما اخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم وتركوا ما قالوه علمنا ان الحجة ان قيام الحجة شرط في المؤاخذة هذا بالنسبة يعني مسائل فرعية داخل تحت هذه القاعدة من الشرك والكفر ولنضرب مثالا واقعيا في عصرنا اليوم. لو رأينا انسانة لبست خيطا في اصبعها فقلنا لها ما هذا الخير؟ فقالت هذا خيط آآ وظعته على اصبعي اصبعي اتعالج قلنا له اما تعلمين ان هذا شرك؟ قالت لا والله لا اعلم. فحينئذ يبين لها يبين لها ان هذا الشرك وينزع منها الخير ولا يقال له انك اشركت انك اشركت او كفرت. فاذا قيام الحجة شرط في المؤاخذة. ومثاله في المعاصي ان الانسان مسلما لو اسلم وشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ثم وقع منه او ترك واجب او فعل محرم. فلما جاء وقت الصوم ما صام فقلنا له لماذا لا تصوم يأخذه ولي الامر المسلم؟ يقول له لماذا لا تصوم؟ قال لا اعلم ان الصوم واجب فحينئذ لا يجوز ان يعاقب وهو لا يعلم ان الصوم واجب. فقيام الحجة شرط في المؤاخذة طبعا لابد ان ندرك ان هذه القاعدة هي قاعدة عقدية فيما يتعلق في حق رب البرية تبارك وتعالى واما بالنسبة لحقوق العباد فتلك داخلة تحت القواعد الفقهية وليست داخلة تحت القواعد تحت قواعد العقائد. ننتقل للقاعدة السادسة القاعدة السادسة صحة الاعتقاد مبناه على الاخلاص والمتابعة. آآ معنى هذه القاعدة ان الانسان المخلص الانسان المتبع للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم لا تجد عقيدته الا صحيحة. بمعنى اننا اذا اردنا ان نفتش وان من هو صاحب الاعتقاد الصحيح؟ فاننا لا نجد ذاك الا عند المخلصين المتبعين. طيب اذا فقد الانسان الاخلاص فان اعتقاده لا يكون صحيحا. اما ان في اعتقاده شيء مدخول من اعمال المشركين او من اعمال الكافرين او من اعمال المنافقين. ولهذا تجد ان العقائد مدخولة على اهل الرياء اعاذني الله واياكم من الرياء. وكذلك لو وجدنا انسانا مخلصا لكنه لا يتبع النبي صلى الله عليه وسلم. يتبع الطرق الصوفية نقشبندية او السهرة وردية وتششتية او انه يتبع اه طريقة ابائه واجداده او انه اتبع ما يسمى اليوم بالعصرنة او العلمنة او الرأسمالية ونحو ذلك من هذه الامور. فلا يمكن ان نجده صحيح الاعتقاد. لماذا؟ لان صحة الاعتقاد مبناه على الاخلاص. والمتابعة مصداقه في القرآن قول الله تعالى وان تطيعوه تهتدوا وان تطيعوه تهتدوا فقوله جل وعلا من يطع الله والرسول. فاولئك مع الذين انعم الله عليهم. فلا يمكن للانسان ان يكون من المنعم عليهم جعلني الله واياكن من المنعمين عليهم لا يمكن للانسان ان يكون من المنعم عليه جعلني الله واياكم من المنعم عليهم الا بالاخلاص والمتابعة الا بطاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم اذا صحة الاعتقاد مبناه على الاخلاص والمتابعة وفروع هذه المسائل كثيرة جدا. لماذا نجد في المنافقين فسادا فساد الاعتقاد انهم آآ ضيعوا الاخلاص ضيعوا الاخلاص. ولماذا نجد في اهل البدع فساد الاعتقاد قلنا نعم اما ابتداء على وجه تظمين معنى الاسلام للايمان والاحسان واما انتهاء على وجه الافراد هذه قاعدة نافعة ندرك من ورائها صحة معتقد اهل السنة والجماعة في الاحكام المرتبطة او اذا فتشنا وجدنا ان سبب ذلك راجع الى الى عدم المتابعة. اذا صحة الاعتقاد مبناه على الاخلاص والمتابعة. ومن هنا ندرك ان الصحابة رضوان الله عليهم كانوا صحيحي الاعتقاد لاخلاصهم ومتابعتهم. ولما اخلصوا وتابعوا كانوا على الاعتقاد الصحيح. اذا القضية طردية وعكسية. كل مخلص متبع يكون صحيح الاعتقاد. وكل صحيح الاعتقاد لا يمكن ان يكون كذاك الا مع الاخلاص والمتابعة ولهذا ما طرأ ما طرأ الشرك ولا الكفر ولا المخالفات ولا البدع ولا المعاصي على اه المتبعين للانبياء بعد ذهاب القرون المفضلة للانبياء الا دخل عليهم الشوائب من احد هذين البابين ففسد اعتقاده. يعني مثلا لو قال لنا قائل ما وجه فساد اعتقاد اليهود مع ادعائهم انهم على دين موسى عليه السلام. نقول وجه فساد اعتقاده لانهم فقدوا الاخلاص من وجه وفقدوا المتابعة لموسى عليه السلام من وجه اخر. وهكذا القول في ما عليه النصارى وهكذا القول في كل دين محرف سببه ان انهم فقدوا الاخلاص او فقدوا المتابعة او فقدوا الامرين معا. فصحة الاعتقاد مبناه على الاخلاص ولهذا نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يقرن بين سورتين في الصلاة واتان السورتان سورة قليال الكافرون وقل هو الله احد. لو سألنا انفسنا لماذا النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بين هاتين السورتين في كل ركعتين. الجواب ان سورة الاخلاص سورة الكافرون اخلاص عملي لا اعبد ما تعبدون. فهو اخلاص عملي مع الاتباع وسورة قل هو الله احد اخلاص علمي مع الاتباع ننتقل الى القاعدة السابعة الاسماء التي ربطت النجاة بها او ربطت النجاة بها ذات مدلولات واحدة وان ترادفت معانيها او تقارب. الاسماء جمع اسم والمقصود به الاسماء هنا الاسماء الشرعية مثل الايمان الاحسان المسلم المتقي البر ونحو ذلك من الاسماء التي جاء مدحها في الشرع لمن اتصف بها. الاسماء التي ربطت النجاة بها. الله عز وجل ربط النجاة مرة بالمفلحين. فقال اولئك هم المفلح. طيب اولئك المشار اليهم هم المؤمنون الذين يؤمنون بالغيب. اذا المؤمنون مفلحون. طيب مسلمون مفلحون. طيب والمحسنون؟ مفلحون. والمتقون مفلحون. واه البررة والابرار مفلحون. فالاسماء التي ربطت النجاة بها ذات مدلولات واحدة. وان معانيها او تقاومت. فحينما نتأمل ايات القرآن الكريم نجد ان الله تبارك وتعالى اطلق اسم الايمان والاسلام والاحسان والفلاح والتقى والبر فهي وربطت النجاة بها وربطت النجاة بها وهي ذات مدلولات واحدة من حيث النجاح. من حيث النجاة كلها موصلة الى رضوان الله تبارك وتعالى. وان ترادف معانيها او تقاوم. فنحن نعلم علم اليقين ان معاني المسلم المؤمن المحسن المتقي المفلح والفايز ونحو ذلك من الاسماء معانيها مترادفة او متقاربة. لو قال لنا قائل المسلمون مفلحون المسلمون ناجون المسلمون فائزون. فكلمة المفلحون الناجون الفائزون هذه اسماء آآ هي دلالات على النجاة وذات مدلولات واحدة وهي النجاة من الخسارة وان ترادفت معانيها او تقاربت طبعا هذا على قاعدة انه لا يوجد ترابط مطلق في الكلمات. فنحن نعلم علم اليقين ان الاسلام له معنى والايمان له معنى والاحسان له والمحسن غير المتقي والمتقي غير البر من حيث اللغة لابد ان يكون هناك فرقا ومن حيث الشر لكن هذه الاسماء اذا افردت فانها تتضمن معاني الاسماء الاخرى اذا افردت تتضمن معاني الاسماء الاخرى واذا ذكرت معا فان كل اسم يكون له معنى مدلول معين واهل السنة والجماعة يعتقدون اعتقادا جازما ان النجاة مرتبطة بالايمان الاسلام والاحسان. ولتفاوت معاني هذه الاسماء فان النجاة متفاوتة. فمن الناس تكون النجاة له حتمية ابتداء كالمحسن. ومن الناس من تكون نجاته يقينيا ولكن ليس ابتدائيا. بعد المعاتبة كالمؤمنين ومن الناس من قد يعذب على قدر ذنبه ثم تكون النجاة له انتهاء كالمسلمين. فهذه قاعدة ومفرداتها كثيرة. فلو قال لنا قائل المتقون ناجون ومفلحون وفائزون قلنا نعم ابتداء ولو قال لنا قائل المؤمنون ناجون فائزون مفلحون؟ قلنا نعم قد يكون هذا ابتداء وقد يكون ليس ابتداء. لو قال لنا قائل المسلمون ناجون مفلحون متألقتي بالاسماء. لعلنا ننتقل الى قاعدة ثامنة وهي قاعدة عظيمة جدا موضوعات العقيدة اساسيات دينية. نحن نعلم ان مسائل الفقه منقسمة الى ثلاثة اقسام قسم هو من الواجبات وقسم هو من المندوبات وقسم هو من المباحة. ويقابله اشياء واجب يقابله المحرم او المحظور والمندوب يقابله المكروه اما موضوعات العقيدة فهي اساسيات دينية ليس في موضوعات العقيدة ما يقال عنه انه مندوب او ما يقال عنه انه اه مستحب او يقال عنه انه يكون من مندوبات الاعتقاد لا الاعتقاد او ما يتعلق بمسائل الاعتقاد كله ومن باب الواجبات كله من باب الاساسيات الدينية. فموضوعات العقيدة هذه الموظوعات جمع مفردها موضوع فمن موضوعات العقيدة مثلا الايمان بالله ومن الموضوعات العقيدة الايمان الايمان بالكتب الايمان بالرسل. الايمان باليوم الاخر الايمان بالقدر. من موضوعات العقيدة الايمان بالجنة والنار الايمان بفتنة القبر وعذاب القبر ونعيم القبر. من موضوعات العقيدة الايمان بمسائل المتعلقة بالايمان نفسه الاستثناء الزيادة النقصان في الايمان من رعاة العقيدة ايضا ما يتعلق بالقرآن ما يتعلق بالصحابة لهذا القرآن فموضوعات العقيدة كلها اساسيات دينية ولما نقول اساسيات دينية يعني لا يمكن ان نقول انها من اه نافلة القوم او من نافلة الاعتقادات لا العقائد كلها اساسيات. ولنضرب مثال على هذا موضوعات العقيدة اساسيات دينية نية لو قال لنا قائل ان الامام احمد رحمه الله والطحاوي في عقيدته والعلماء كلهم من ممن صنفوا في باب الاعتقاد يدخلون مسائل في باب الاعتقاد كيف تكون هذه على المقدمة الاولى آآ قاعدته التي اسسها وبينها وهي اذا تعارض العقل نقل وجب تقديم العقل فشيخ الاسلام رد على هذه القاعدة الكتاب العظيم في تسع مجلدات درع درء وتعارض العقل مسائل اساسيات دينية مثل اه عدم الخوض فيما جرى من الصحابة. كيف تكون هذه المسألة تسيء الدين؟ الجواب هذه اساسيات دينية لانها من باب من باب الثقة للكتاب والسنة من وجه ومن باب اه توقير النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من ومن باب اه عدول المبلغين للكتاب والسنة من وجه اخر. فهذه مسائل من اساسيات العقائد. لو قال لنا قائل من العلماء رحمهم الله يذكرون مسائل فقهية في باب الاعتقاد مثل قول الامام احمد وقول الطحاوي وغيره ونرى المسح عن الجوربين. معلوم ان المسح على الجوربين من مسائل الفقه فكيف هم يدخلون المسح على الجوربين ويجعلون المسح على الجوربين آآ من مسائل الجواب ان هذه مسألة اساسية. لان هذه من باب ذكر مفردات الموضوع. والموضوع هو قبول ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا. فكلما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجب علينا قبوله والانقياد له فجاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم المسح على الجرابين وجاء عن النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم اه مسائل من مسائل الفقه فلا يجوز مثل امر الحائض بقضاء الصوم دون قضايا الصلاة. فهذه اساسيات دينية وذكر هذه المسائل ليس الغرض المقصود هو اساسها بل هي مندرجة تحت الموضوع العام وهو قبول والانقياد لما جاء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتمثيل اه السلف بالمسح على الجوربين وبقضايا الصوم على الحائض وبرجمه الزاني والزانية كله من باب ذكر مفردات المسائل للموضوع العام وهو الانقياد لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه والسلام. اذا كان موضوعات العقيدة اساسيات دينية فنحن حينئذ ندرك لماذا ربنا تبارك وتعالى عاب على من فرق في مسائل الاعتقاد فامن ببعض وكفر ببعض. قال الله عز وجل عن اليهود ضلالهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فتؤمنون ببعض وتكفرون ببعض. وقال عز وجل في سورة النساء ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا. اذا الواجب على المسلم وعلى طالب العلم وطالبة العلم ان يدرك ان موضوعات العقائد اساسيات دينية. فترك شيء منها يعني ترك اساس ديني وهذا موضوع خطير. فالمنبغى فالمنبغى علينا جميعا ان نتعلم موضوعات العقائد كلها وندرك انها ليست كموضوعات الفقه فبعضها من فضائل اهل العلم وبعضها مندوبات وبعضها كمالات. على ان ينبهنا ان هذه القاعدة الموضوعات العقيدة اساسيات دينية يعني لاي موضوع يذكر في باب العقائد لابد ان ندرك انها مندرجة اما تحت منهج واما تحت مسائل الاعتقاد فهي كلها مسائل اساسية. ان قال لنا قائل ما يخالف طولت في هذه القاعدة لكن ارى ان هذا مهم. لو قال لنا قائل فان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لم يختلفوا في موضوعات العقيدة التي هي اساسيات دينية. لكن ورد عنهم النزاع في بعض المشايخ فهل هذه المشايخ هي اساسيات دينية مثل اختلافهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم به في ليلة الاسراء والمعراج. نقول هذه المسألة هي ليست من اساسيات الاعتقاد وانما هي من فروع ما يتعلق بمسألة الرؤية. من فروع ما يتعلق بمسألة رؤية الله عز وجل. والصحابة رضوان الله تعالى عليهم مجمعون ان الله لا يرافي الدنيا في الارض ومجمعون ان الله يرى في الاخرة. فكونهم اختلفوا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه جل وعلا ليلة الاسراء والمعراج ليس هو مخالف لما ذكرنا من الاجماع. لان النبي صلى الله عليه وسلم يرى ربه في الارض حتى يقال انه خالف الاجماع. وكون النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه وفي ليلة الاسراء والمعراج فهذه رؤية خارجة عن محل الاجماع وهو ان الله لا يرى في الدنيا في الارض قال موسى ربي ارني انظر اليك قال لن تراني. ولكن انظر الى الجبل. يعني لن تراني في الدنيا التي فيها الجبال وفيها الوديان ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني. فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا. فلما فاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين. اول المؤمنين بانك يا ترى في الدنيا؟ اذا الصحابة رضوان الله عليهم اختلافهم في مسائل الاعتقاد هذا غير وارد اي نعم في بعض المسائل المتعلقة اساسيات الاعتقاد. ولكن لا يختلفون في موضوعات العقيدة التي هي اساسيات دينية. لعلنا نكتفي في شرح هذه القاعدة بهذا وننتقل للقاعدة التاسعة القاعدة التاسعة مصدر الاعتقاد النص والاجماع. مصدر الاعتقاد النص والاجماع هذه المسألة لم يكن فيها نزاع بين السلف رحمهم الله تعالى فهم كانوا مجمعون على ان اعتقاد لا يجوز اخذه الا من النص والاجماع ولهذا لا نجدهم يستخدمون القياس آآ في هذا الباب مطلقا وهم يتأدبون باداب الله عز وجل آآ فلا تضربوا لله الامثال والله يعلم وانتم لا تعلمون. فلا تظلموا لله الامثال يعني لقيس عقلية الصحابة رضوان الله عليهم يعلمون ان مصدر الاعتقاد النص والاجماع لذلك كان احدهم في اي مسألة عقدية انما يرجع للنص القرآن والسنة او الى الاجماع الذي يكون على الكتاب والسنة الواجب علينا جميعا ان نعتقد ان مصدرنا في باب الاعتقاد كتاب الله. وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجماع خير القرون. واما ما عدا ذلك مما مما يسمونه بالمعقولات او ما يسمونه بالذوقيات او مما يسمونه التجارب والتجريبات او ما يسمونه بالمألوفات والرواجات فهذه كلها من اه من المصادر التي هي الدخيلة على الاعتقاد. وكان سبب فساد اعتقاد الناس انهم اتخذوا المنطقة اليوناني والفلسفة الرومانية والهندية والمجوسية من مصادر الاعتقاد فاول نصوص الكتاب ورد سنة النبي صلى الله عليه وسلم بلا حياء ولا جواب ولا لم يلتفتوا الى اجماع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم الذين هم كانوا على الصلاة فمصدر الاعتقاد النص والاجماع. لذلك الله سبحانه وتعالى اه انكر على المشركين اعتقاداته قال سبحانه وتعالى ام تقولون على الله ما لا تعلمون؟ ام بمعنى بل؟ بل تقولون عن الله ما لا تعلمون هذا معنى الاية وايضا انكر الله جل وعلا شرك المشركين بناء على كونهم جعل اتخذوا وفعلوا هذا الشرك من اه مصادر غير منزلة وهي لاباء والاجداد. قال الله عز وجل قل هل عندكم من علم فتخرجوا لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون. وذكر الله سبحانه وتعالى آآ على وجه الاستنكار وعلى وجه الردع والازدجار فعل الكفار فقال ام لهم شركاء او شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. فمصدر الاعتقاد النص والاجماع. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يتكلم في باب الاعتقاد الا بالنص. لما جاءه اليهود ومشركوا قريش وسألوه عن الروح وكانت المسألة غيبية لم يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يجتهد فيه عليه الصلاة والسلام. بل طلب منهم المهلة حتى يأتيهم الخبر من الله تبارك وتعالى. فينبغي على الانسان يعتقد ان مصدر الاعتقاد النص والاجماع. والاجماع المقصود به هنا اجماع الصحابة والتابعين قبل وجود للتفرق في الدين قبل وجود قبل خروج الخوارج وقبل اعتزال المعتزلة وقبل ارجاع وقبل تجهم الجهمية وقبل اه وجود القدرية. كل هذه البدع التي احدثت فهي احدثت بعد الاجماع الذي وقع في باب الاعتقادات على مقتضى ما جاء في الكتاب والسنة. ننتقل الى القاعدة العاشرة ان النقلة مقدم على العقل. النقل المقصود به هنا هو الكتاب والسنة واقوال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. النقل المقصود به هنا الكتاب سنة واقوال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. الكتاب فهو كلام الله عز وجل. والسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهي عن السنة شارحة للقرآن. واقوال الصحابة رضوان الله عليهم مترجم للسنة. اذا النقل الذي هو الكتاب والسنة واقوال السلف مقدم على عقلي في باب الاعتقاد بل الواجب ان يكون مقدما في جميع الابواب. لماذا نقدم النقل على العقل ذلك لان النقل نور رباني والعقل هو نور خلقه الله تبارك وتعالى في عقول مثل ضوء الشمعة بالنسبة الى ضوء مثل ضوء الشمعة في الكون ما نسبة ضوء الشمعة في الكون في مقابل ضوء النهار ولا شيء. والله جل وعلا شبه المنزل بالنور. فقال جل وعلا قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. ووصف الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بانه سراج منير. سراج منير. وسراج منيرا. لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز علي ما علمتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله بهذه الاوصاف وصفه الله بانه سراج المنية. وايضا اه الله جل وعلا عاب على بعض المنافقين الذين قدموا بعض ارائهم او معتقداتهم او مألوفاتهم او اراء كهانهم على بالله وسنة رسوله. فقال عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم حتى يحكموك ما قال يحكم العقل ولا قال يحكم العادة ولا قال يحكم الذوق والفلسفة والمنطق قال فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. بل جعل الله تبارك وتعالى الذين يتحاكمون الى الطواغيت والى والى العقول والى الاذواق والفلسفات والمنطقات والمنطقة وغير ذلك جعلهم الله تبارك وتعالى الدين عن دينه. فقال سبحانه وتعالى مبينا حال ايمانهم. قال اه فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم اخبر الله تبارك وتعالى عن بعض هؤلاء المنافقين انهم يتحاكمون الى ماذا يتحاكمون الى الجبت والطاغوت؟ قال الله عز وجل يريدون ان يتحاكموا الى الجبت والطاغوت ويريد الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا. والجبت كما جاء عن عمر رضي الله عنه قال السحر وقال جابر فالجبت كل شيء يسمى جبتا ما دام غير الكتاب والسنة يراد ان يتحاكم اليه. وكذلك كل ما يتحاكم اليه من غير المنزل يسمى طاغوت. فالنقل مقدم على العقل ذلك لان العقل مو الى النقل فاذا اوصلتنا العقول الى النقول فالواجب الاعمال والعمل والاعتقاد نقول وترك المعقول او ترك العقول الا ما كان مفهوما من المنقول على وجه المعقول وينبغي علينا ان ننظر الان مثالا نحن لو ان احدنا اراد ان يقصي يعني يشغل شمعة لكي يهتدي الى ضوء الشمس فاشعل الشمعة ثم خرج من السرداب فوجد ضوء الشمس. هل يبطل الشمعة؟ او يطفئها هل يلتفت الى ضوء الشمس شمعة او يلتفت الى ضوء الشمس؟ لا شك ان العاقل عندما يصل بضوء الشمعة الى ضوء الشمس فانه لا يلتفت الى ضوء الشمعة. فكذلك العقل مع الناقل العقل يوصلنا بضوءه القليل الى ضوئه الكتاب والسنة الكثير الذي قال الله عز وجل عنه وما كنت تدري ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك الى صراط مستقيم. آآ مفردات هذه هي القاعدة كثيرة آآ منها انه لا يجوز لنا ان نقدم عقولنا في اي مسألة من مسائل الاعتقاد سواء ما تعلق بالله فلا تجوز يضرب لقس والامثلة الكلية او الامثلة التمثيلية. كذلك لا يجوز لنا ان نقدم عقولنا في مسائل الايمان بالقبر ونقدم العقول ونقول كيف يعذب الانسان في قبره؟ ها؟ كيف يعذب الانسان في قبره ونحن لا نرى هذا العذاب او لا نسمع هذا العذاب اه من مسائل هذا اه هذه القاعدة اننا نقدم الناقلة على العقل فلا نقدم معقولاتنا في باب الغيبيات كما يفعله بعض اهل الفلسفات حيث يتكلمون في الغيب فيما يتعلق بالملائكة او بالجن او بالروح بما يفهمونه او ما يزعمون ادراكه بالعقول يقعون في مخالفة المنقول وفي مخالفة المعقول لان كل من لان كل من قال فالمنقول فانه قطعا سيخالف المعقول. لماذا؟ لان هذه الشريعة وهذه قاعدة عظيمة. هذه شريعة ليس فيها ما هو مخالف للعقل. ولا شريعة منزلة فيها يخالف العقل ما الذي فيه ما يخالف العقل الشرائع المبدلة او الشرائع المخترعة؟ ما انزله الله عز وجل يمكن ان يكون مخالفا للعقل. لماذا؟ لان المنزل هو كلام الخالق. والعقل مخلوق الخالق ولا منافاة بين مخلوق الخالق وكلام الخالق. فالله هو المشرع الحاكم والله عز وجل هو المقدر للمخلوقات الموجب للعقول ها فهو الخالق جل في علاه. فلا يمكن ان يتصور ان تعارض بين المنقول والمعقول ولكن لو اقول لو افترظنا التعارف فالواجب ان يقدم النقل على العقل. ولشيخ الاسلام ابن عباس ابن تيمية رحمه الله تعالى كتاب ماتع جدا نافع في هذا الباب في الرد على من يزعم وجوب تقديم العقل على النقل. كما الرازي في اساس التقديس قعد قاعدة وزعم انه يجب تقديم العقل على النقل لماذا؟ قال لان العقل هو الذي اوصلنا الى النقل. فاذا نحن اخذنا بالنقل وتركنا العقل فهذا يقدح في العقل والقدح في العقل قدح في النقل. هذا يعني اساس تقديسه للعقل. ورد عليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب ماتع فريد وهو درء تعارض العقل والنقل وهذا في اه والنبي وبين ان كل ما يسميه المناطق والفلاسفة انه مخالف للمنقول من المعقول ليس الامر كذلك عند من يعرف ما جاء عن الله والرسول صلى الله عليه واله وسلم. ثم الف شيخ الاسلام رسالة اخرى بعنوان بيان تلبيس الجهمية في سبع مجلدات بين بطلان قول من يقول ان هناك تعارضا بين المعقول والمنقول وانه لو وجد التعارض وجب تقديم المنقول. وآآ كان شيخنا عبد المحسن العباد نفع الله به العبادة والبلاد يضرب لنا مثلا ويقول لو ان رجلا سأل انسانا فقال اين الصيدلية؟ فاخذ بيده واوصله الى الصيدلية. الان هذا الرجل اوصل هذا المريض الى الصيدلية فلما وصل الى الصيدلية قال للصيدلي انا اعاني من كذا وكذا فقال له الصيدلي خذ هذا الدواء طيب فقال له هذا الذي اوصله لا هذا ليس بطي. فقال له الصيدلي من انت؟ قال انا الذي اوصلت اليك. قال هل انت الطبيب؟ قال لا. قال هل انت تعلم في هذا الباب الطب؟ قال لا. قال لا يحق لك ان تتكلم. قال لكن ترك كلامي يلزم منه القدح في كلامك قالوا لماذا؟ قال لانك انت الذي انا الذي اوصلته اليك. فاذا كان كلامي باطلا يلزم منه ان يكون كلامك ايها الطبيب. ايها الصيدلاني باطلا هذا من يقول هذا الكلام؟ هذا لا يقوله الا انسان لا يفهم ما يقول. والا فمعلوم ان الانسان الذي يوصل المريض الى الطبيب او الى الصيدلاني ما هو الا موصل وليس له ان يتكلم في غير فن فالكلام في الغيبيات بالمعقولات يؤدي الى القول على رب البريات والى خروج عن الدين الصحيح. نسأل الله جل وعلا ان يعصمنا واياكم من الكتاب والسنة نكتفي بهذا ان شاء الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين