الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه ولي الصالحين المتقين. ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ونشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وعلى من سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فنستأنف درسنا في التعليق على كتاب وصول الايمان للامام المجدد الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وكنا قد وقفنا على الحديث الثالث من احاديث الباب الاول باب معرفة الله عز وجل والايمان به فنبدأ على بركة الله ونسأله تبارك وتعالى العلم النافع والعمل الصالح نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا شيخ المسلمين رب العالمين. امين. قال رحمه الله تعالى عن ابي ذر رضي الله عنه قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتين ينتطحان فقال اتدري فيما ينتطحان يا ابا ذر؟ قلت لا. قلت لا. قلت؟ قال لكن لا يدري. لكن الله يدري وسيحكم بينهما رواه احمد. هذا الحديث الذي رواه الامام احمد بنحوه والامام ابو داود الطيارسي بلفظه فيه دلالة على ان الله تبارك وتعالى علمه عظيم وعظمة الايمان وعظمة العلم بعلم الله عز وجل يورث الايمان فالواجب على المسلم ان يتفقه وان يدرك مدى عظمة علم الله تبارك وتعالى واحاطته سبحانه وتعالى بالاشياء فتأملوا معي يا رعاكم الله انه اذا كان فالشاتان ينتطحان ولا يعلم صاحب الشاتين فيما ينتطحان لكن الله عز وجل يدري وسيحكم بينهما وفي هذا الحديث من الفوائد العظيمة مدى سعة علم الله عز وجل حتى فيما يتعلق بالحيوانات غير المكلفة شرعا بل وبالجمادات كما جاء في نص التنزيل وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين لما ذكر الله عز وجل هذه الدقة العلمية المتناهية التي تكاد العقول ان تطيش من دقتها وذلك حتى نزداد ايمانا بكماله سبحانه وتعالى وجماله وجلاله جل في علاه من الاصول المتكررة عند اهل السنة والجماعة ان الحساب انما يكون على الثقلين الانس والجن والثواب واما غير الثقلين الانس والجن فان كان بين الحيوانات حساب لكن ليس بينها ليس للحيوانات ثواب ولهذا جاء في حديث اخر ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان الله سبحانه وتعالى يأخذ الحق من الشاة القرناء للشاة الجلحاء تأملوا معي الشاة ذات القرون اذا نطحت الشاة التي لا قرن لها فان الله عز وجل يأخذ حقها يوم القيامة وهذا يدل على كمال عدله ايضا اذا كمال العلم مع كمال العدل وهذا يورث الايمان في القلب ويورث الخشية من الله سبحانه وتعالى وايضا في قوله وسيحكم بينهما دليل على ان الله عز وجل يحشر البهائم ونصه في التنزيل واذا الوحوش حشرت فهذا نص من القرآن خلافا لبعض اهل البدع كالمعتزلة وغيرهم الذين انكروا حشر الحيوانات والبهائم لعقولهم الكاسدة وارائهم الفاسدة وتركوا هذه النصوص الظاهرة التي هي نص في ان الله سبحانه وتعالى يحشر البهائم والحيوانات وكيف يكون هذا اليوم العظيم الذي يحشر الله عز وجل فيه الخلائق الخلائق سواء كانوا من جنس الملائكة الكرام او كانوا من جنس الانس والجن المكلفين او من جنس الحيوانات والبهائم التي لم يكلفها الله عز وجل وانما خلقها لمصلحة الانسان الله جل في علاه يحشر هذه الاشياء كلها فاذا زاد الانسان علما بهذا يزداد ايمانا ويزداد خشية ويزداد تعظيما وتبجيلا لله تبارك وتعال وهذا هو المراد من ايراد هذا الحديث تحت باب معرفة الله عز وجل والايمان به. نعم قال رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الاية ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها الى قوله ان الله كان سميع بصيرا. فيضع ابهاميه على اذنيه والتي تليها على عينيه رواه ابو داود. وابن حبان وابن ابي حاتم الحديث الذي رواه الامام ابو داوود في سننه وابن حبان في صحيحه وابن ابي حاتم في تفسيره حديث صحيح وله شواهد ومتابعات فيه دلالة على ان الله تبارك وتعالى موصوف بصفة السمع والبصر فهو جل في علاه سميع بصير سئل ابن عباس رضي الله تعالى عنه كما في احاديث نجدة الحرور لعبدالله ابن عباس لما قال له وما تقول في كان الله غفورا رحيما. كان الله كذا فقال ابن عباس كان ولا يزال فكان في حق الله تبارك وتعالى لا تفيدوا المضي فحسب بل تفيد الثبوت والتقرر فلما نسمع كان الله سميعا بصيرا اي بمعنى ثبت وتقرر انه جل وعلا موصوف بكمال السمع وكمال البصر فلا يغيب عن سمعه شيء فيا ويح من يجعله اهون اهون السامعين اليه وثبت انه جل وعلا بصير فلا يغيب عن بصره شيء فيا ويح من يجعله اهون الناظرين اليه ان احدنا ليستحي من اصحابه ومن اقربائه بل ومن زوجته واولاده ووالديه ويختلي بنفسه واين يذهب من سمع الله عز وجل وبصره جل في علاه والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم لم يترك مجالا للمتأولين لانه عليه الصلاة والسلام وضع ابهاميه على اذنيه هكذا والتي تليها على عينيه هكذا لما قرأ هذه الاية دلالة صريحة الى ان الله عز وجل له صفتان حقيقيتان ولا تحتمل المجاز ومن قال ان المراد بالسمع العلم او المراد بالعلم بالبصر العلم فقد ابعد النجعة فان الله تبارك وتعالى خاطبنا بما نعقل من لغة العرب وكل عربي فصيح يعلم علم اليقين الفرق البائن الفرق الشاسع والبون الكبير بين السمع والبصر والعلم فالله جل وعلا يجب ان نعرفه بانه سبحانه وتعالى موصوف بصفة السمع. وهو غير العلم العلم موصوف به جل في علاه ولذلك ربما يجمع بين السمع والبصر والعلم في مواضع وهو السميع البصير وهو السميع العليم وهو البصير العليم وهو كذا وهو كذا. نجد في ايتين وثلاث ذكر السمع والبصر والعلم. في موضع واحد ولا يمكن ان يكون هذا من قبيل المترادفات لا لغة ولا عرفا فالله سبحانه وتعالى سمع وهو جل في علاه يسمع وثبت له سبحانه وتعالى السمع في اية واحدة كما قال عز من قائل في سورة المجادلة او المجادلة قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها فاثبت لنفسه صفة السمع ماضيا وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركم فاثبت صفة السمع مضارعا في الحال ثم قال والله سميع فاثبت المصدر صفة لنفسه العلية تبارك وتعالى الله جل وعلا يجب ان نعرف بانه سبحانه لا يغيب عن سمعه شيء من المسموعات ولا عن بصره شيء من المبصرات كما انه جل وعلا لا يغيب عن علمه شيء لا ما كان ولا ما يكون ولما لم يكن لو كان كيف يكون الا ويعلمه وهذه من احد الفروقات بين علم الله عز وجل وسمعه وبصره فعلمه مرتبط بالمعلوم كان او لم يكن وسمعه للمسموعات وبصره للمبصرات الله سبحانه وتعالى يسمع كما قال اهل العلم يسمع بسمع ويبصر ببصر يجب ان نعرفه جل وعلا انه سبحانه وتعالى مخالف للاصنام ولو صار التي تعبد من دونه فانها لا تسمع ولا تبصر كما قال امام الحنفاء ليبيه وقومه هل يسمعونكم اذ تدعون او ينفع لكم او يضرون كل عاقل يعلم لو راجع نفسه بدون عاطفة وبدون ملابسة وبدون ملامسة للاهواء انا لو ثان سواء كان قبرا او صليبا او ملكا او ملكا او نبينا وعبدا صالحا او طالحا فانه اما ميت قد مضى او جماد فكيف يسمع هل يسمعونكم اذ تدعون يقف عند القبر يقول يا بدوي المدد يا عبد القادر الجيلاني المدد يا نقشبندي المدد كيف وهؤلاء احد رجلين اما صالح في نعم الله غارق واما طالح في عذاب الله حارق ما الذي يمكن غير هذا اما الله سبحانه وتعالى سميع لهذا اعتز ابراهيم بربه انه سميع انه بصير بخلاف المعبودات الباطلة حتى نبي الله عيسى الذي يناديه النصارى ليل نهار احيانا يقولون يا ربنا يا قاد واحيانا يقولون يا جيسوس يا عيسى فهم مشركون اين عيسى حتى يسمعه فان قال قائل فان الولي او النبي صار له سمع لكل المسموعات وبصر لكل المبصرات وعلم بكل المحدثات وما لم يحدث من الامور والشؤون فيقال له فما الفرق اذا بين الخالق الازلي الاول الاخر والمحدث الذي وجد بعد ان لم يكن لا يستطيع ان يوجد فرخا الله سبحانه وتعالى يسمع اذا نودي ويجيب اذا دعي وهو سبحانه وتعالى يبصر بل هو اعلم بحال الانسان من نفسه وابصر له من بصره له هل احد منا يشك في نطقه الجواب لا اذا كان الانسان لا يشك في نطقه فحري به الا يشك في من انطقه فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقوا فاذا كان الذي ينطقنا هو الله عز وجل. اذا هو متكلم سبحانه اسمعنا اذا هو سميع ابصرنا هو بصير لولا تعليمه لنا ما علمنا اذا هو عليم جل في علاه اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وعلمك ما لم تكن تعلم وعلمكم ما لم تكونوا تعلمون اذا يجب ان نعرف الله سبحانه وتعالى بانه موصوف بصفات الكمال والجلال ومن ذلك السمع والبصر على ما يليق به جل في علاه ولا يجوز تأويل السمع والبصر بالعلم كما يفعله الاشاعرة وان اثبتوه لفظا لكنهم في الواقع ينكرونه معنى ولا يجوز ان يقال السمع هو العلم كحال المعتزلة فهذا لعب بكتاب الله عز وجل وتحريف في ايات الله تبارك وتعالى لان الله جل في علاه خاطبنا بلسان عربي مبين وما قال المشركون وما قال المشركون لا قوم نوح ولا قوم ابراهيم ولا قوم ولا فرعون ولا حتى المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم وانت ربك لا يسمع ولا يبصر كما يزعمه هؤلاء اهل البدع الظلال يقول لا يجوز ان نثبت لله صفة السمع والبصر اذا كان الرب الذي اوجد الكمالات لا لا يوصف بالكمالات فاذا معناه انه ناقص والناقص لا يمكن ان يكون ربا ولهذا قال عن نفسه العلية وله المثل الاعلى في السماوات والارض وقال ولله المثل الاعلى فهو سبحانه وتعالى كما ليس كذاته وعينه ونفسه شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فكذلك ليس كصفاته شيء سميع لا كسمعنا وبصير لا كبصرنا رحيم لا كرحمتنا عليم لا كعلمنا قوي لا كقوتنا وعلى هذا فقس فالبول بين الخالق والمخلوق لا يمكن ان يقاس باي حال من الاحوال لان المعدوم ليس بشيء فإن وجد صار شيئا ثم يصير معدوما فكيف يمكن ان يجعل ما ليس بشيء وما هو معدوم وما يعدم كيف يمكن ان يقاس بالخالق الازلي الاول الاخر الظهر الباطن جل في علاه. نعم قال رحمه الله تعالى وعن ابن عمر وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مفاتح الغيب خمس لا يعلمها الا لا يعلم ما في غد الا الله ولا يعلم ما تغيظ الارحام الا الله. ولا يعلم متى يأتي المطر احد الا الله ولا تدري نفس باي ارض تموت الا الله. فلا يعلم ما ولا يعلم متى تقوم الساعة الا الله الا الله تبارك وتعالى. رواه البخاري حديث عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فيه دلالة على وجوب ان نعرف الله عز وجل باختصاصه بمفاتيح الغيب ومفاتيح الغيب بالياء او بدون يا مفاتح الغيب فيه قراءتان في الاية وعنده مفاتح الغيب وعنده مفاتيح الغيب مفاعل ومفاعيل وهو جمع مفتاح ومعنى هذا ان الغيب مقفل لا يمكن الاطلاع عليه الا بما يمكن ان الله عز وجل يطرئ عباده عليه ولهذا قال الا من ارتضى من رسول فالله عز وجل يطلع رسله عليهم الصلاة والسلام ببعض الغيبيات لا بكل الغيبيات فمن اراد ان يتم له الايمان فليدرك ان ربه جل في علاه مخصوص بصفات الربوبية كما انه مخصوص بصفات الالوهية كما انه مخصوص بالاسماء والصفات العلية فاذا علم هذه الخصائص فحينئذ لا يمكن لاي مخلوق شرف او دنا ان شرف او دنيا ان ينازع الله تبارك وتعالى في حقوقه لا في الربوبية ولا في الالوهية ولا في الاسماء والصفات فمن خصائص الربوبية فيما يتعلق بالربوبية وبالاسماء والصفات انه جل وعلا خص نفسه بمفاتح الغيب حتى لما قال لموسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري ان الساعة اتية اكاد اخفيه قال بعض المفسرين اي حتى من نفسي وروي هذا موقوفا على بعض الصحابة حقك اكاد اخفيها اي حتى من نفسي فلا يمكن لاحد ان يعلم الغيبيات الخمس خمس لا يعلمها الا الله عز وجل لا يعلم ما في غد الا الله ايا كان ما في غد يمكن للناس ان يعلموا ما في غد من حيث الكليات لا ينكر لهم ان يعلموا ما في غد من حيث الجزئيات فهذه من خصائص الربوبية وعلم الناس بما في الغد هو علم الناس بما في غد من حيث الكليات ظنيات ليست يقينيات وتوهمات ليست ثابتات بخلاف علم الله عز وجل فانه اذا اخبر عن شيء مستقبلي لابد وان يكون فقد قال للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة مبشرا اياهم وهم في مكة يعذبون سيهزم الجمع ويولون الدبر فقال فرعون هذه الامة اي جمع هذا الذي يتوعدنا به محمد وما علموا ان الله عز وجل يعني بذلك بدرا كما ذكر ذلك المفسرون ذكر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في هذه الامور الخمس قال لا يعلم ما في غد الا الله ولا يعلم ما تغيظ الارحام الا الله نعم لا يمكن لاحد ان يعلم ما الذي تغيظه الارحام فان قال قائل فان الاطبا يعلمون ما في الارحام نقول يعلمون الجنس انه ذكر او انثى يمكن يطلعوا عليه ببعض الاجهزة يعلمون انه مريظ او سقيم او معافى لكن لا يمكن ان يعلموا ما في الارحام على وجه التفصيل هل هذا صالح او طالح هل هذا شقي او سعيد هل هذا نافع او ضار؟ هل هذا بار؟ رشيد او شقي تعيس؟ لا يمكن ان يحيطوا علما بهذه الاشياء ولا يعلم متى يأتي المطر احد الا الله وما يقوله علماء الفلك والجو انما هي ظنون واما الله عز وجل هو الذي عنده فالعلم بانزال المطر ولا تنزل قطرة الا بعلمه ولا تنزل قطرة الا وملك معه بامر الله الواحد الاحد العظيم الذي ان عبدناه نحن نفعنا انفسنا وان لم نعبده لا نضره شيئا فان ملائكته في الارض لا يحصون فضلا عن ملائكته في السماء جل في علاه وفي الرابعة قال صلى الله عليه وسلم ولا تدري نفس باي ارض تموت الا الله هذا لا يمكن يمكن للناس ان يقولوا من حيث الظن والتخمين والقرائن فلان سيموت في المستشفى فلان سيموت في هذا المرض لكن لا ليس عندهم علم يقيني المقصود هنا بالعلم العلم اليقيني. القاطع الذي لا خلف فيه وقال في الخامسة ولا يعلم متى تقوم الساعة الا الله تبارك وتعالى وهذه الامور الخمسة منصوص عليها في كتاب الله عز وجل في مواضع متفرقة ذكر بعضها دون بعض. وفي مواضع جمع عن كما في اخر سورة لقمان. نعم قال رحمه الله تعالى عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله اشده وارحم بتوبة عبده حين يتوب اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلاة فانفلتت منه عليها طعامه وشرابه فايس منها شجرة فاضجع في ظلها قد ايس من راحلته فبينما هو كذلك اذ هو بها قائمة عنده فاخذ بحطامها فقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك اخطر من شدة الفرح اخرجه. حديث انس ابن مالك رضي الله عنه فيه الدلالة على انه يجب على العبد ان يعرف ربه لانه سبحانه موصوف بصفة الفرح فهو سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده اذا تاب اليه وهذا يدل على كرمه وجوده ويدل على وده سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين ويدل على عظم اه عظم مغفرته سبحانه وتعالى وجلاله وجماله جل في علاه تأملوا معي لو انه اغلق الباب على التائبين فاي عبد لا يذنب واين يذهب العبد اذا لم يكن الله يغفر له فمن ذا الذي يغفر الذنوب غيره جل في علاه لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب اليه والفرح من الصفات الفعلية التي يثبتها اهل اهل السنة كما جاء في الكتاب والسنة وفهم سلف الامة ومن علامات الصفات الفعلية ان الله تبارك وتعالى وصف نفسه بها وبضدها وصف الله جل وعلا نفسه بالغضب ووصف الله عز وجل نفسه بالرضا وصف نفسه سبحانه وتعالى بانه يرضى ويسخط لذلك نقول الفرح من صفات الافعال لله تبارك وتعالى وفي الحديث ايضا دلالة على ان الانسان لا ينبغي ان يصيبه اليأس لا من التوبة فان بعض الناس يذنب الذنب فيتوب ثم يذنب الذنب فيتوب ثم يذنب الذنب فيتوب فيأتيه ابليس ويخيل اليه ان الله لا يرحمنا. وهذا من كذب ابليس ومن دجل ابليس فان العبد لو تاب الى الله الف مرة يتوب الله اليه يتوب الله عليه لانه جل وعلا من اسمائه التواب وهو سبحانه وتعالى غافر الذنب فقابل التوب شديد العقاب وهو سبحانه وتعالى قال نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب. المهم ليس ان الانسان لا يخطئ او لا يزل. المهم ان لا يصر تب الى الله بمجرد ما ان تخطئ تب الى الله سبحانه وتعالى ولو في اليوم سبعين مرة يعني مثلا فاتتك صلاة الفجر اظهر توبة اذا فاتتك الجماعة في الفجر اظهر التوبة اذا الصبح وانت خارج من الدوام نظرت الى انسان نظرة احتقار اظهر التوبة اذا ما اغتبت اظهر التوبة اذا ما نقلت الكلام اظهر توبة اذا واذا في اليوم ان شاء الله مئة مرة اظهر التوبة وكل ما تكرر التوبة تصبح انت ايضا توابا ولذلك مدح الله عز وجل نعم العبد انه اواب. اي كثير الرجوع الى الله عز وجل كم مرة في اليوم تستغفر من كم ذنب يجب على الانسان يعود نفسه على ان يستغفر ويتوب ليس فقط من الذنوب بل حتى من التقصير يعني لو ما ذكرت اذكار الصباح والمساء تستغفر وتتوب لو انك ما سميت على الاكل تستغفر وتتوب قد يقول قائل هذا ليس بذنب نعم ومن الذي قال ان الاستغفار والتوبة لا يكون ان الا من الذنب؟ هذا غير صحيح انسان يصلي واذا ما انتهى من صلاته يقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله فالله عز وجل يجب ان نعرفه بانه التواب بانه غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب. ذي الطو اذا عرف العبد ربه بهذا المعنى عاش بين الرجاء وبين الخوف ثم لا يجوز ان يصيب الانسان يأس مما يتعلق فيما يتعلق بما عند الله عز وجل. لا نيأس من رحمة الله. لا نيأس من التوبة. فان الله يتوب على من تاب لا نيأس من الجنة مهما كانت ذنوبنا فان رحمة الله اوسع وخير لنا ونعلم ان الله سبحانه وتعالى الكريم الجواد الناس في الدنيا اذا قيل فلان جواد فيأتي الانسان اليه ويسأله شيئا من من ما عنده فيعطي. فكيف بالكريم المتعال سبحانه وتعالى لا يجوز ان يصيبنا يأس فيما يتعلق بما عند الله عز وجل. انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ولهذا هذا الرجل لما انفلتت دابته ايش او يأس ليس من راحلته فبينما ظن انها خلاص ذهبت فبينما هو كذلك رد الله عز وجل عليه دابته هذا فيه دلالة على ان الانسان يجب عليه ان يسأل الله حتى في الامور العجماوية يعني سيارتك خربت يجب عليك ان ترجع الى الله مو تقول لا ما له علاقة شنو ما له؟ قل يا ربي اصلح لي دابتي يا رب اصلح لي سيارتي بعض الناس يذهب الى الميكانيكا عشرين مرة علشان سيارة ما حد يعرف ليش مرة واحد يقول يا رب يذهب الى الميكانيكي يهتدي له العطر الذي فيه يجب على الانسان يدرك انه بحاجة الى ربه في كل شيء متعلق به وبمتعلق بما حوله يجب ان ندرك حاجتنا الى الله عز وجل هو الذي يرجع دابة الانسان اذا ظل اذا ذهبت عنك هو الذي ييسر المركوب هو الذي ييسر المنزل هو الذي يجعل السعادة في البيت هو الذي يجعل سبحانه وتعالى التيسير والحسن في الثوب في كل شيء فينبغي على الانسان يدرك هذا المعنى فهذا الرجل لما ارجع الله له دابته ونظر اليها واذا هي قائمة عنده فاخذ بخطامها فرحا وقال من شدة الفرح شاكرا لله عز وجل اللهم انت عبدي وانا ربك اخطأ وفي الحديث دلالة على عظم عفو الله عز وجل وانه سبحانه لا يؤاخذ عبادة على الخطأ ولو كان لفظا كفريا او شركيا فهذا الرجل اخطأ وقال قولا كفريا شركيا بالاجماع لا احد يخالف ان هذا القول كفر وان هذا القول شرك ولكن مع هذا ربنا عز وجل لم يؤاخذه. وجاء في نص القرآن في اخر ايتين من سورة البقرة ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا والحمد لله قد جاء في الحديث في الصحيح ان الله عز وجل قال قد فعلت فلا يؤاخذنا الله وهذا من خاصية هذه الامة على الصحيح من اقوال اهل العلم. ان الله تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان فاستكرهوا عليه فينبغي على الانسان ان يعرف ربه بانه سبحانه تواب وانه يفرح بتوبة عبده وانه لا ينبغي ان نيأس وهذا الايمان والخشية منه سبحانه وتعالى. نعم سلام عليكم. قال رحمه الله تعالى عن ابي موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله يبسط يده بالليل يتوب مسيء ما مسيء انها تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم. حديث ابي موسى عبد الله ابن ابن قيس الاشعري رضي الله تعالى عنه فيه دلالة على ان الله تبارك وتعالى يجب ان نعرفه بانه سبحانه له يد وجاء هذا منصوصا في القرآن قال الله عز وجل لابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ويجب على المسلم ان يعتقد ان الله له يدان تليقان بجلاله وكماله وذاته العلية سبحانه وتعالى وقالت اليهود يد الله مغلولة فرد الله عليهم بقوله بل يداه مبسوطتان فاثبت لنفسه جل في علاه انه سبحانه وتعالى موصوف باليدين وهنا في الحديث ان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار فيه دلالة على ان يد الله تبارك وتعالى موصوفة بالبسط كما موصوفة بالقبض وقد جاء هذا في القرآن وفي السنة قال الله عز وجل في القرآن بسورة الزمر او الزمر وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمين. ففي الحديث اثبات صفة اية اثبات صفة القبض والبسط والارض جميعا قبضته يوم القيامة. وفي اثبات صفة الطي وفي اية اه وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا. بل يداه مبسوطتان في اثبات صفة البسط وفي هذا الحديث فيه دلالة على ان الله عز وجل يبسط كيف يبسط كيف يقبض؟ لا يجوز ان نخوضه في هذه الكيفيات واما من يخرج من الفيزيائيين وغيرهم ممن يدعون الاعجاز العلمي ويزعمون ان القبظ يكون بارجاع الذرة الى كعب الى مكعب او الى كذا او الى كذا فهذا خوض في الباطل خوض في الغيب بالباطل والله عز وجل حذرنا من ذلك فقال وان تقولوا على الله ما لا تعلمون واذا كنا لا نعقل كيف ذاته فلا يمكن بحال ان نعقل كيف صفاته والله سبحانه وتعالى نفى المثلية لذاته العلية فقال ليس كمثله شيء. اي ليس كذاته شيء وهو السميع البصير ونفى المثلية لصفاته. فقال ولم يكن له كفوا احد ونفى المثلية لاسمائه فقال عز وجل هل تعلم له سميا الجواب لا والله لا نعلم له سميا اذا لا يجوز ان نجعل الله ند ونقول كذا وكذا وكذا وكذا في صفات الله سبحانه وتعالى ففي هذا الحديث دلالة على انه يجب ان نعرف الله لانه سبحانه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار. وهذا ايضا دليل على حبه سبحانه للتوابين وقد جاء في نص التنزيل يحب التوابين ويحب المتطهرين وكونه جل وعلا يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل فيه دلالة على حبه لمسارعة التعب وانه لا ينبغي التأخير. فاذا ما اذنب العبد ليلا فعليه ان يتوب قبل ان يصبح. واذا ما اذنب العبد نهارا فعليه ان يتوب قبل ان يمسي وبشارة من بشارات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي خاصية لهذه الامة ان الله امر الملك ان العبد اذا اذنب ان يصبر وان لا يكتب حتى يمر عليه وقت ثم بعد ذلك اذا لم يتب تكتب عليه الذنب وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى الجليل الكبير المتعال جل في علاه وفي الحديث دلالة على ان الله تبارك وتعالى اه يرغب من عباده ان ان يتوبوا اليه ويدعوه الى التوبة لان بسطه لازم ذلك ان توبوا وذلك حتى تطلع الشمس من مغربها. دل على ان للتوبة وقت وقد اتفق العلماء رحمهم الله على ان باب التوبة مفتوح وان الله يقبل توبة التائب الا في صورتين احدهما خاص والاخرى عام الصورة الخاصة ان الله لا يقبل توبة المغرغر والمقصود بالمغرغر الذي بلغت روحه الحلق اما لو تاب في مرضه الذي يموت فيه فان الله يتوب عليه ولهذا جاء في الحديث ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر وما لم تطلع الشمس من مغربها هذا العام ولهذا جاء في الاحاديث انه اذا طلعت الشمس من مغربها لا يقبل الله توبة لا يقبل الله اسلام كافر ولا توبة تائب فيتعامل الناس على ما هم عليه المسلم على اسلامه والكافر على كفره الطايع على طاعته والفاسق على فسقه فلو تاب الفاسق بعد طلوع الشمس من مغربها لا يقبل الله ذلك منه لذلك ايها الاخوة من هنا ندرك لماذا لم يقبل الله عز وجل قول فرعون امنت بالذي امنت به بنو اسرائيل لان الروح بلغت الحلق لان الروح بلغت الحلقوم. لهذا قال الله عز وجل وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين اذا لابد ان ندرك اهمية المسارعة في التوبة لا سيما وان احدنا لا يدري لا سيما وان احدا لا يدري متى تأتيه المنية فاذا ما اذنبت تب الى الله وسارع قبل ان تزل القدم وتخرج الروح من البدن ولا ينفع حينئذ الندم. نعم اه لعلنا نقف على هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين