بها افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى. مثل الذي اذا اتخذوا من دون الله اولياءك مثل العنكبوت اتخذت بيتا. وان اوهن البيوت لبيت العين ان الله عز وجل يأتي بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل ولا يخافون لومة لائم. لان كلمة يأتي فعل مضارع. مفيد للاستمرارية. نعم. قال رحمه الله صيف ولا تحس بالحر. وربما يأتي الربيع ولا ترى الربيع. فهذه من الادلة على الله يتصرف في سننه الكونية كيف شاء. نعم. قال رحمه الله ومن اعظم علوم الغيب التي اخبر بها القرآن وابداها لو ارسل الاعصار على كل الارض كيف تعيش المخلوقات؟ سبحانه. نعم. قال رحمه الله الم يتفضل بما هو اعظم من ذلك بالنعم الدينية والاخروية التي هي السبب في السعادة الابدية الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثالث لمجالس قراءتنا لرسالة فتح الرحيم الملك العلام العلامة الشيخ عبد الرحمن ناصر رحمه الله تعالى في علم العقائد واصول التوحيد والاحكام وكنا قد وقفنا على حديثه عن الايمان باليوم الاخر فنبدأ على بركة الله حيث وقفنا ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه فتح الرحيم الملك العلام الايمان باليوم الاخر. ومن تمام الايمان بالله ورسله وكتبه الايمان وباليوم الاخر وهو كل ما جاء به الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت من احوال الموت والبرزخ والقبر والقيامة والجنة نار ومتعلقات ذلك كله ومتعلقات ذلك ومتعلقات ذلك كله داخل بالايمان باليوم الاخر. وقد تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم الاحاديث المتنوعة في فتنة القبر وعذابه ونعيمه. وان الميت تعاد اليه روحه في قبره فيسأل عن ربه ودينه ونبيه فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت. فيقول المؤمن الله ربي ومحمد نبيي والاسلام ديني. فيفسح له في قبره وينور له فيه وينعم فيه الى يوم القيامة كما وصف ذلك وفصل في السنة واما الكافر والمنافق فيضله الله عن الصواب لظلمه وكفره. فيضيق عليه قبره ولا يزال اذنبوا الى ان تقوم الساعة. ومن المذنبين من يعذب في القبر مدة بقدر ذنوبه ثم يرفع عنه العذاب. ومنهم من يرفع عنه العذاب بشفاعة او دعاء او صدقة او نحو ذلك. ثم اذا تكامل الادميون وماتوا جميعا امر الله تعالى بالنفخ بالصور فيخرجون من قبورهم الى موقف يوم القيامة حفاة عراة غرلا. مهضعين الى الداعي انهم الى نصبي يوفضون. يوم يحشر المتقون الى الرحمن وفدا ويساق المجرمون الى جهنم وردا. فيقفون موقفا فالعظيما لا تتصور العقول عظمه وفظاعته وهوله. ولكن الله يخفف على المؤمنين. ويسيل العرق منهم فيكون على قدر اعمالهم منهم من يأخذه الى كعبيه والى ركبتيه والى حقويه والى حلقه. ومنهم من يلجمه العرق ايجابا وتدنو الشمس منهم فتكون على قدر ميل منهم. ويصيب الخلق ويصيب الخلق او يصيب. احسن الله ويصيب الخلق من الهم والكرب ما الله به عليم. فيفزعون الى من يشفع لهم الى ربهم ليريحهم من هذا الموقف. ويفصل بينهم فيأتون فيأتون ادم ثم نوحا ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى وكلهم يعتذروا ويدفعون اله ويدفعهم الى من بعده وكلهم يعتذروا ويدفعهم الى من بعده. فاذا جاءوا لعيسى صلى الله عليه وسلم قال اذهبوا الى محمد صلى الله عليه وسلم عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتون محمدا صلى الله عليه وسلم فيجيب طلبتهم ويلبي دعوتهم ثم يأتي ثم يأتي الى تحت العرش فيسجد لله سجدة عظيمة. يفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد لله ما لم يفتحه على احد من الاولين والاخرين. ويقال يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطى واشفع تشفع الله ذلك المقام المحمود الذي يحمده فيه الاولون والاخرون اهل السماء واهل الارض. بل والمسلمون والكفار كلهم يحمدونه لمقامه هذا المقام وطلبه من الملك العلام ان يقيم الحساب ابى على الانام. نعم. قال رحمه الله وينزل الله للفصل بين عباده ومحاسبتهم وحين اذ تنشر دواوين الاعمال الحاوية لحسنات العباد وسيئاتهم. وكل يعطى كتابه فيكون عنوان اهل السعادة ان يعطوا كتبهم باعمالهم فيكون ذلك اول البشرى بما تحتوي عليه كتبهم من الخيرات. ويعطى اهل الشقاء كتبهم بشمائلهم من وراء ظهورهم بشارة لهم بالشقاوة بالشقاوة وفضيحة لهم بين الخلائق. فمن جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء سيئة فلا يجزى الا مثلها. ويحاسب الكفار محاسبة توبيخ وفضيحة بين الخلائق. ثم يؤمر بهم الى النار ويحاسب والله بعض المؤمنين حسابا يسيرا يضع الله عليه كنفه ويقرره بذنوبه. فاذا ظن انه هالك قال الله له اني سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. فلا يطلع عليها فلا يطلع عليها احد من الخلق. ويعطى بيمينه وتوضع الموازين التي توزن بها الاعمال الصالحة والسيئة. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون. ومن خف موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وينقسم الناس ثلاثة اقسام. قسم مستحقون للثواب واحد سالمون من العقاب وهم السابقون واصحاب اليمين الذين ادوا الواجبات وتركوا المحرمات وتابوا مما جنوه من قال فات وقسم مستحقون للعقاب المحض والمخلدون في نار جهنم وهم جميع من لم يؤمن بالرسل الايمان الصحيح من مشرك وجاحد ومنافق ويهودي ونصراني ومجوسي وجميع من حكم وجميع من حكمت عليه النصوص الصحيحة بالخروج من الاسلام وقسم ثالث ظالمون لانفسهم مخلص. مخلطون. وقسم ثالث ظالمون لانفسهم مخلطون فهؤلاء من رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ولم يدخل النار. ومن استوت حسناته وسيئاته فهم اهل الاعراف. وهو العالم مشرف على الجنة والنار يقيمون فيه ما شاء الله تعالى ثم يتداركهم المولى برحمته فيدخلهم الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته فلابد من دخوله النار بقدر ذنوبه ثم بعد ذلك يدخل الجنة الى ان تحصل له شفاعة فان الشفاعة لاهل للذنوب والمعاصي ثابتة يشفع محمد صلى الله عليه وسلم ويشفع الانبياء ويشفع خواص المؤمنين في من استحق النار ان لا يدخلها. وفي لمن دخلها واعماله تقتضي الزيادة على تلك المدة ان يخرج منها. ويخرج الله من النار اقواما برحمته. وينصب الصراط على متن جهنم يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمن مر عليه فهو من الناجين ولا يدع الله في احدا في قلبه ادنى ادنى ادنى مثقال حبة خردل من ايمان. ويبقى فيها اهلها الذين هم اهلها خالدين فيها ابدا خالدين ابدا لا لا يفتر عنهم عذابها. وقد وصف الله تعالى عذاب النار وصف. وقد وصف الله عذاب النار وصفة اهلها بافظع الاوصاف وان الله يجمع لهم بين اصداف العقاب. يعذبهم بالنار المحرقة التي تطلع على الافئدة وكلما احترقت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليعاد عليهم العذاب ويذوقوا شدته. وبالجوع المفرط والعطش المفرط فالجوع والعطش من اعظم العذاب والالام وما يغاثون به اذا اطول وما يغاثون به اذا طلبوا الشراب والطعام عذاب اشد فانهم اذا استغاثوا للشراب اغيثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه فلا يدعهم العطش الشديد حتى يتناولوه فيقف منهم الامعاء ويستغيثون للطعام فيؤتون بالزقوم الذي حرارته اعظم من حرارة الرصاص المذاب. وهي في غاية الحرارة الريح فيغلي في بطونهم كغلي الحميم. ويسلسل المجرمون بسلاسل من نار. وتغل ايديهم الى اعناقهم ويسحبون في ثم في النار يسجرون. ويترددون في عذابهم بين لهب النار وحرارتها التي لا يمكن وصفها وبين برد الزمهرير الذي يكسر العظم الذي يكسر العظم من قوة برده. ويجمع لهم بين جميع انوار العذاب وبين عذاب الحجاب عن ربهم وبين وبين اليأس من رحمته واخر امرهم العذاب المؤبد والشقاء السرمدي. العذاب المؤبد والشقاء والشرمدي يتأمل فيه عمران نتأمل فيه امرين عظيمين الاول ان الله كل ذكر العذاب في النار ذكره على صيغة الفرض. خالدين فيها خالدين فيها مخلدا فيه. يخلد فيه مهانا. وهذا دليل على ان الوحشة في ذاتها عذاب بعكس اهل الجنة. فان الله يذكرهم بصيغة الجمع. خالدين فيها فيها ما يشاؤون ونحو ذلك من الايات. الامر الثاني ان هذا العذاب الذي في النار نهايته ايها الاخوة طمس على الاعين فلا يبصرون. ختم على الاذان فلا يسمع وختم على الافواه فلا يتكلم. سبحان الله وهم فيها لا يسمع. نسأل الله السلامة والعافية. نعم. قال رحمه الله واما الجنة وما اعد الله فيها لاهلها من النعيم وما عليه اهلها من السرور القلبي والروحي والبدني. فقد ذكر الله اوصاف الجنة مبسوطا مفصلا في كثير من الايات. واطلقه معمما شاملا في ايات مثل قوله تعالى ما يشاءون فيها ولدينا مزيد. للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذذ اعين فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. واذا رأيت ثم واذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا. وقرئت بقراءة شاذة مفسرة ولا يجوز تجوز القراءة بها في الصلاة واذا رأيت ثم يعني هناك في علو علو الجنة. رأيت نعيما وملكا كريما فالملك كريم والملك كريم. فما بالك اذا كنت في مكان كريم وصاحبه كريم. نعم. وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوأ من جنة حيث نشاء. فنعم اجر العاملين. الى غير ذلك من الايات العامة الشاملة لنعيم الابدان وسرور الارواح وافراح القلوب وشهوات النفوس. مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فان قال قائل كيف يكون لا عين رأت ولا اظن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقد تواتر عندنا ان ادم عليه السلام ادخل في الجنة. وان محمدا عليه الصلاة والسلام في ليلة الاسراء والمعراج رأى الجنة فالجواب ان دخول ادم الجنة ورؤية النبي عليه الصلاة والسلام الجنة انما هو لشيء من الجنة. واما ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فهذا فلم يراه ادم ولا النبي عليه الصلاة والسلام. فيبقى الخبر عاما. نعم. قال رحمه الله ووصفنا اينها مفصلا فتقدم ذكر رؤية البار الذي هو اعلى نعيم يحصل لاهل الجنة. والتمتع بلقائه ورضوانه وسماع كلامه واخبر تعالى ان جميع اصناف الفواكه الموجودة في الدنيا موجود في الجنة ما يشبهها في الاسم فقط. لا في الحسن واللذة وطيب بالطعم والتنعم بتناوله. وفيها اشياء ليس لها في الدنيا نظير. ولهذا قال فيهما من كل فاكهة زوجا دال وقوله وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون. وذللت قطوفها ثمارها تذليلا كقوله وجلى الجنتين تام ان يتناوله القائم والقاعد والماشي وعلى اي حال وان انهارها تجري من تحتهم انهار من ماء غير اس وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين انهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات. يقول انس رضي الله عنه اتحسبون ان انهار الجنة تجري في اخاديد؟ لا والله. اما انها تجري بلا اخاديد. سبحان الله! حتى الماء في عدة ايات ان جميع ما يعبد من دونه مخلوق فقير عاجز لا يستطيع نفعا ولا دفعا ولا جلب خير لعابده. ولا وقاية شر ولا ولا ينصر من عبده ولا انفسهم ينصرون. ومن كان بهذه المثابة فمن السفه والحمق الجنوني عبادته وخوفه ورجائه في الجنة لها صفة لا تتخيلها العقوق. كيف تجري؟ الله اعلم. تجري بلا اخاديد؟ نعم قال رحمه الله ووصف فروشهم بان بطائنها بالاستغراق وهو اعلى انواع الحرير. فكيف بالظهائر ان لباسهم فيها الحرير وحليهم الذهب والفضة واللؤلؤ وانواع الجواهر الفاخرة. وذلك شامل لذكورهم واناثهم. طبعا ذكر بطون الفرش وانها من الاستبرق والحرير. ولم يذكر ظاهر الفرش لانها ليست من الجنس ما في الدنيا. فليس لها نظير نعم. قال رحمه الله وان ازواجهم الحور العين خيرات الاخلاق حسان الا وجه جمع الله لهن بين الحسن والجمال الباطن والظاهر كأنهن الياقوت والمرجان من حسنهن وصفائهم وانهن عرب متحببات الى ازواجهن بحسن التبعل. ولطف الاداب وحسن الحركات والالفاظ الرقيقة المريحة وانهن تراب في غاية سن الشباب وقوته. وفي كمال الصفاء بينهن وعدم التباغض. بل نزع من صدور جميع اهل الجنة اخوانا على سرر متقابلين. وانهن مطهرات من جميع الافات مطهرات من الاجناس الحسية والادناس المعنوية كاملات مكملات وانهن قاصرات طرفهن على ازواجهن من حسن ازواجهن وعفتهن صراط ضعف ازواجهن عليهن من جمالهن الفائق الذي لا يبغي بعلها بها بدلا. ولا يقول لو ان هذا الوصف فاكمل من هذا لانه يرى ما ما يحير لبه ويذهل عقله من الحسن الباهر والبهاء التام. طبعا لم العلماء في وجود التزاوج في الجنة والنكاح والجماع. وانما وقع النزاع في التوالد هل يتوالد او لا يتوالدون. والارجح والله اعلم انه لا توالد في الجنة. اذا اشتهى احدهم الولد يعطاه في ساعته ولدا كاملا بغير تعب ولا نصب. نعم. قال رحمه الله وانهم في الجنة لمتعاشرون مع احبابهم واصحابهم يتزاورون ويتطارحون الكلام الطيب والاحاديث الشائقة. ويتذاكرون الله والاءه عليهم سابقا ولاحقا. ويسبحون الله بكرة وعشيا. وان الله نزههم من البول والادناس وكل ما لا تشتهيه النفوس بل طعامهم وشرابهم يخرج عرقا اطيب من المسك الاظفر. وان الله جمع بينهم من صلح من ابائهم وامهاتهم واولادهم وزوجاتهم ليتم نعيمهم. ويكمل سرورهم. وهذه الاية تجمع كل كل نعيم تتعلق به الاماني وتطلبه النفوس وهي قوله تعالى ذواتاه افنان وهي جمع فن لا جمع فنن اي كل نوع وجنس من النعيم والسرور موجود فيهما حاصل على اكمل الوجوه واتم بها. وتمام وذلك الخلود الدائم والنعيم المستمر والافراح المتواصلة التي تزداد على الدواب. فجميع ما ورد به الكتاب والسنة من احوال الدارين وتفصيل ذلك كله داخل في الايمان باليوم الاخر. ما الفرق لو قلنا افنان جمع فن او جمع فنن الذين قالوا ان افنان جمع فنن فمعناها ذوات حديقتان اثنان يقولون ان انه جمع فن ومن اهل العلم من يقول جمع فن ومن اهل العلم من يقول مثنى والفرق بين الفن والفنن الفن يعني النوع ذوات افنى. يعني ان الجنة الاولى والجنة الثانية فيها من كل نوع ما لا يتخيله العقل على وجه الكمال. واما اذا قلنا فنن فمعناها ذوات افنان اي الجنتان فيها بساتين على شكل فننن اي على شكل حدائق شائكة نعم قال رحمه الله والايمان باليوم الاخر على درجتين احدهما التصديق الجازم الذي لا ريب فيه بوجود ذلك على حقيقته فهذا لابد فيه من الايمان. والدرجة الثانية التصديق الراسخ المثمر للعمل فان من علم ما اعد الله للطائعين من الثواب وللعاصين من العقاب علما واصلا الى القلب. فلابد ان يثمر له هذا الايمان جد في الاعمال الموصلة الى الثواب. والحذر من الموجبة للعقاب وبالاصول اهل السنة والجماعة ان الدين والايمان اسم يجمع اعتقادات القلوب واعمالها واعمال الجوارح وانه يزيد وينقص ويتفاضل اهل الايمان فيه تفاضلا عظيما. وجعلهم الله في كتابه ثلاث طبقات. سابقين الى الخيرات وهم الذين الواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات وفضول المباحات. واصحاب اليمين اقتصروا على اداء الفرائض واجتناب محارم وظالمين لانفسهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم. قال تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون. واما الذين في قلوبهم مرضوا فزادتهم رجسا الى رجسهم. وقوله ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. والهدى هو علوم الايمان واعماله. والنصوص على هذا الاصل من الكتاب والسنة كثيرة جدا. وهو معلوم بالحس والوجدان فان المؤمنين يتفاضلون في علوم الايمان قلة وكثرة وقوة يقين وضعفة. ويتفاضلون في اعمال القلوب التي هي رح الايمان وقلبه مثل محبة الله وخوفه ورجائه التوكل عليه والانابة اليه والاخبات والخضوع والتعظيم. هذا امر لا يبتلي فيه من له ادنى عقل. ويتفاضلون في اعمال الجوارح الصلاة والزكاة والصيام والحج. فارض ذلك ونفله والقيام بحقوق الله وحقوق عباده من البر والصلة للاقارب والجيران والاصحاب الى الخلق تفاوتا عظيما. فمن زعم ان الايمان لا يزيد ولا ينقص فقد قال ما خالف النقل والعقل والحس والواقع حتى ولو فسر بمجرد التصديق فانه يتفاوت تفاوتا ظاهرا لكل احد. ويتفرع على هذا الاصل ان العاصي صاحب الكبيرة لا يخرج من الايمان الكلية ولا يعطى الاسم الكامل المطلق فهو مؤمن بما معه من الايمان. فاسق ناقص الايمان بما تركه من واجبات الايمان. ما معه من الايمان الذي لا يخالطه كفر يمنعه من الخلود في النار. واما الايمان المطلق الكامل فانه يمنع دخول النار بالكلية. وقد ذكرنا القواعد ان اسماء المدح والثناء على المؤمنين وترتيب الثواب المطلق عليه ونفي العقاب انما هو الايمان الكامل. وان خطاب الله للمؤمنين بالامر والنهي والتشريع يعم كامل الايمان وناقصه. ويتفرع ايضا على هذا الاصل ان العبد قد يجتمع فيه خير وشر وايمان وخصام كفر او نفاق وانه يستحق المدح على ما فيه من خصال الخير والذم على ما فيه من خصال الشر. ومن اصول اهل السنة والجماعة الايمان بقضاء الله وقدره وهو داخل في الايمان به وبكتبه وبرسله. فيعلمون ان الله قد احاط بكل شيء علما. وانه كتب في اللوح المحفوظ جميع صغيرها وكبيرها سابقها ولاحقها. ثم قدرها واجراها بمواقيتها بحكمته وقدرته وعنايته وتمام علمه. وانه كما ان جميع الحوادث مرتبطة بحكمته وعلمه فانها مرتبطة بقدرته. وانه ما جاء كان وما لم يشأ لم يكن. وان اعمال العباد كلها خيرها وشرها داخلة في قضائه وقدرته. مع وقوعها ضد ارادتهم وقدرتهم. ولم ولم يجبرهم على ولم عليها ولم يجبرهم عليها فانه خلق لهم جميع القوى الظاهرة والباطنة ومنها القدرة والارادة التي بها يختار وبها يفعلون. قال رحمه الله الاشارة الى ما في القرآن من براهين التوحيد توحيد الالوهية والعبادة. لما كان توحيد الباري اعظم المسائل واكبرها وافرضها وافضلها وحاجة الخلق اليه وضرورتهم فوق كل ضرورة تقدر. فان صاحهم وفلاحهم وسعادتهم متوقفة على التوحيد نوع الله الادلة والبراهين على ذلك. وكانت ادلته واضحات وبراهينه ساطعات انه الضحية وادلته واجلاها الاستدلال على ذلك باعتراف الخلق برهم وفاجرهم الا شرذبة ملحدة. معطلة للباري فالخلق كلهم مسلموهم كافرهم قد اعترفوا بان الله هو الخالق وما سواه مخلوق. وهو الرازق ومن سواه مرزوق وهو المدبر وما سواه مصرف مدبر وهو المالك وما سواه مملوك. فهذا يدل اكبر دلالة على انه لا يستحق العبادة سواه. ولهذا يستدل به على ولهذا ولهذا يستدل به على المشركين ولهذا يستدل به على المشركين ويأخذهم باعترافهم كقوله. قل لمن الارض ومن في فيها ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل افلا تذكرون. قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل افلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء هو يدير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله قل فانى تسحرون ايات كثيرة جدا في هذا فيها هذا المعنى لانه برهان واضح ينقل الذهن منه ينقل الذهن منه باول وهلة ان من هذا شأنه وعظمته انه المنفرد بالوحدانية المستحقة للعبودية واخلاص الدين له. لا شك ان هذه البراهين جلية في اختصاصه بالعبادة. لان كل من سوى هو مخلوق. والمخلوق لا يستحق العبادة اذا العبادة حق للخالق. وما دام ان الخالق واحد فالعبادة لا تكون الا لهذا الواحد. سبحانه وتعالى. نعم. قال رحمه الله ومن براهين التوحيد اخبار تعليق القلوب به وانما يجب تعليق القلوب بالغني المطلق الذي ما بالعباد من نعمة ولا خير الا منه ولا يدفع المكاره الا وهذا ان رأينا انسانا يقف عند جدار المسجد ويقول يا جدار اطلب من كذا وكذا يا جدار نقول هذا سفيه. نقول هذا احمق هذا مجنون. طيب وش الفرق؟ بين هذا الذي وقف عند الجدار ويطلب من وبين من يطلب من بقرة ما الفرق؟ وبين من يطلب من ميت ما الفرق؟ اذ الكل مخلوقون لله عز وجل. فان قالوا تلك تتكلم الجدار لا يتكلم. يقول الجدار في شأن الله يتكلم فالله جل وعلا ينطق الجبل وينطق الارض والسماء. ولذلك تصور شرك كاف في الدلالة على قبحه. نعم. قال رحمه الله وهذا ايضا برهان اخر انه لا يأتي الا هو ولا يدفع السيئات الا هو. وهو الذي يجيب المضطرين وينقذ المكروبين. ويكشف السوء عن المضطه ويكشف السوء المضطهدين وهو الذي جعل لعباده الارض قرارا واجرى لهم فيها انهارا وجعلها بهادا مهيئة لجميع مصالحهم نافعهم وانزل من السماء ماء فانبت به حبا ونباتا وجنات الفافا وانبت به حبا وعنبا وقطبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وابا متاعا لكم ولانعامكم. وهو الذي يطعم عباده ويسقيهم. واذا مرضوا يشفيهم. وهو الذي يحيي ويميت واذا قضى امرا قال له كن فيكون. وهو الذي يطعم ولا يطعم. ويجير ولا يجار عليه ويغيث ولا وهو الذي جل وعلا وحده الذي يطعم ولا يطعم ولا يطعم. فهو سبحانه لا يطعم ولا لا يطعم ولا يطعم. اي لا يطعمه احد ولا هو يطعم في نفسه فهو غني هو الذي يطعم الخلائق. نعم. قال رحمه الله وهو الذي خلق الانسان وعلمه الكتابة والبيان القرآن وجعل الشمس والقمر والكواكب للمصالح المتنوعة والحسبان. والسماء رفعها ووضع الميزان وامر عباده ان طريق العدل ولا يطغوا في الميزان. وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج. ومن تأكلون لحما طريا وتستخرجون بنوح اليتام تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. وهو الذي سخر لعباده جميع ما في السماوات والارض. واسبغ عليهم واسبغ عليهم نعمه. واسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة واتاهم من كل ما سألوه بلسان البقال ولسان الحال. وهو الذي جعل لهم الليل لباسا والنهار معاشا. ومن رحمته جعل الليل ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا. وهو الذي جعل لهم السمع والابصار والافئدة والقوى الظاهرة والباطنة وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر. وهو الذي بيده الملك والحمد الخير ويعز ويذل ويعطي ويمنع ويقبض ويبسط. وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى. وهو الذي جعل لعباده الانعام فمنها ركوبهم ومنها يأكلون. ولهم فيها منافع ومشارب وتحمل اثقالهم الى بلد لم يكونوا باهية الا بشق الانفس. والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون. وهو الذي اوحى الى النحيا ليتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون. الايات وهو الذي خلق لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم برين وحفدته من الطيبات وهو الذي جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظهركم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين. وهو الذي خلق لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم لباسا يواري سوءاتكم تتزينون به. وهو الذي جعل لكم المساكن كفاة واحد. وهو الذي جعل لكم المساكن كفاة احياء في الدور امواتا في القبور. الم نجعل له عينين ولسانه وشفتين وهديناه النجدين. الم نخلقكم من ماء مهين. فجعلناه في قرار مكين. الى قدر معلوم فنعم القادرون. فلم يجعل الارض ساكنا. ولو شاء ان يأتي بالزلزال كما حصل يأتي باي لحظة تخيل لو جعل الارض كله زلازل كيف تعيش الخلائق؟ الم يرسل الاعاصير الم يمن على المؤمنين بالاسلام والايمان ويبعث فيهم رسولا يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون. الم يوضح لهم الصراط المستقيم ويكمل لهم الدين ويمن عليهم بالهداية التامة التعليم والتفهيم والارشاد وهداية التوفيق والعمل والانقياد. الم يخرجهم من ظلمات الجهر الى نور العلم. ومن ظلمات الى نور الايمان ومن ظلمات المعاصي الى نور الطاعة. ومن ظلمات الغفلة الى نور الانابة اليه وذكره. الم يسرهم يسرى ويجنبهم العسرى. الم يحبب اليهم الايمان ويزينه في قلوبهم ويكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان. ويجعلهم من الراشدين فضلا منه ونعمة. والله عليم حكيم. الم يعصمهم من موبقات الاثام ويحفظهم من فتن الشكوك والشبهات الاوهام؟ الم يعصمهم من موبقات الاثام ويحفظهم من فتن الشكوك والشبهات والاوهام؟ الم يفتح لهم ابواب التوبة والرحمة ويأمرهم ويأمرهم باسباب ويأمرهم بالاسباب التي يدركون بها رحمته وينجون بها من عقابه الم يجعل الحسنة بعشر امثالها الى سبعمئة ضعف الى اضعاف كثيرة. والسيئة بواحدة ومآلها العفو والصفح والغفران والذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم. قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. انه هو الغفور الرحيم واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى لم يكن جارب فضله وكرمه ورحمته في جميع الامور سابقا وغالبا. ان رحمتي سبقت غضبي وفي لفظ فللرحمة السب والاحاطة والسعة ولها الغلبة بحيث يقبحل معها اسباب العقوبة كما تقدم في الحسنات والسيئات وان العبد لو افلى عمره في المعاصي ثم في ساعة واحدة قبل ان يغرغر تاب واناب غفر له كل ذلك وابدل سيئاته حسنات. وان ادنى مثقال وان ادنى مثقال حبة خردل من ايمان يمنع الخلود في النار. وان الكفار جاره واصدق العصاة يبارزون المولى بالمخالفات والعظائم وهو يعافيهم ويرزقهم ويدر عليهم النعم ويستعتبوهم. ويعرض ويعرض عليهم التوبة ويخبرهم انهم ان تابوا عفا عنهم وغفر لهم. حتى اذا ماتوا وهم كفار ولم يكن. حتى حتى اذا ماتوا وهم كفار ولم يكن فيهم من الخير مثقال ذرة والله ما تولوا لانفسهم ورضوا لها من الشقاء الابدي اذا كان جميع ما فيه الخلق من النعم والافراح والمسرات اسبابها اسبابها وموسى. واذا كان جميع ما في الخلق من النعم والافراح والمسرات اسبابها ومسبباتها الظاهرة منها والباطنة الدينية والدنيوية كلها من الله. وهو الذي تفضل بها من غير سبب منهم فان حصل بعض الاسباب الوقوة فان حصل بعض الاسباب الواقعة من الخلق التي ينالون بها نعمه ورحمته. فتلك الاسباب هو الذي اعطاهم اياها فمنه وكل شيء محبوب وجميع الشعور والمكاره هو الذي دفعها ويسر دفعها. فمن كان هذا شأنه العظيم وخيره الجسيم اليس هو الذي يستحق ان يبذل له خالص العبودية وصفو الوداد واحق من عبد واولى من ذكر شكر فتبا لمن اشرك به من هو مضطر اليه في كل احواله. فقير في جميع دبره. ومن براهين التوحيد ما يصف الله به الاوثان ومن عبد من دونه من النقص العظيم. وانها فاقدة للكمال وربما كانت فاقدة ايضا للاقوال والافعال. وانها وانها لا تخلق ولا ترزق باعتراف عابديها. وليس لها ملك ولا شركة في الملك. وليس لها مظاهرة لله ولا بوجه من الوجوه وليس الله محتاجا اليها ولا الى غيرها بل هو الغني الحميد. والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون. ولا يملكون لهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. ولا ينصرونهم ولا انفسهم ينصرون. ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعاء غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين من اضلوا هنا الاستفهام استفهام انكاره. والجواب لا احد اضل. ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. كالاموات والغائبات والجمادات. والحيوانات والنباتات. نعم ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له ان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه. ضعف الطالب والمطلوب. ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين. الهم رجل يمشون بها ام لهم ايدي يبطشون بها ام لهم اعين يبصرون بها؟ ام لهم اذان يسمعون عنكبوت لو كانوا يعلمون. الى غير ذلك من الصفات الناقصة التي وصف الله بها كلما عبد من دونه وهي معلومة حتى عند العابدين لها. ولكنهم يزعمون الزعم الباطل انهم يريدون ان تشفع لهم او تقربهم اليه زلفى وهذا القصد الخبيث اعظم مبعد لهم عن الله فانه لا يتقرب اليه الا بما يحب ولا يتوسل اليه الا بالايمان والتوحيد الخالص الاعمال الخالصة لوجهه. ومن تقرب اليه بالشرك لم يزدد منه الا بعدا. وبذلك قطع وبذلك قطع الصلة بينه وبين ربه نستحق الخلود في النار وحرم الله عليه الجنة. ومن براهين التوحيد ايامه بين عباده واكرامه للرسل واتباعهم الذين قاموا توحيده وانجائهم من الشعور والعقوبات واحلاله المثولات بالامم المشركة بالله المستكبرة عن عبادة الله المكذبة لرسل ما حذرهم وانذرهم واقام عليهم الحجج المتنوعة والايات المفصلة على توحيده وصدق رسوله. فكذبوا فاوقع بهم والعقوبات المتنوعة. فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبه ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الارض ومنهم من اغرقنا. وما كان الله ليظلمهم ولكن انفسهم يظلمون. من الكفار والمشركين اليوم انهم كلهم يؤمنون بعبادة الله تلك الامم الغابرة. كلهم يقرون بهذا. يعترفون بان فرعون قد اغلق. وان الله اغرق اهل الارض في طوفان نوح. وان الله خسف بديار قوم لوط. واهلك عاد الاولى وثمود فما ابقى. واصحاب الايكة وغير ذلك. ومع ذا تجد منهم الشرك بل وتجد منهم المعاصي. يعني هذا دليل على الغفلة العظيمة التي وقعت في قلوب بعض الناس. يقر بعقوبة الله على الكافرين ثم يكفر يؤمن باهلاك الله المشركين ثم يشرك. يعلم صنائع الله في العاصين ثم ما يعصيه. لا حول ولا قوة الا بالله. نعم. قال رحمه الله ثم خاتمة ذلك ما نصر به رسله محمدا صلى الله عليه وسلم حين بعثه بالتوحيد الخالص والنهي عن الشرك. فقاومه اهل الارض الاقربين منهم والابعدين وبكروا في نصر باطلهم وابطال الحق الذي معه المكر. المكرات العظيمة فخذلهم الله ونصر نبيه واتباعه النصر الذي الى مثيل له ان في ذلك لاية على ان دين الله الذي هو التوحيد والايمان هو الحق. وانما يدعون من دونه هو الباطل. وان هو الصادق الامين وان جميع من عاداه لفي وان جميع من عاداه لفي اعظم الغي والضلال والشقاء. ومن البراهين على التوحيد على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وهو داخل في الايمان بالله ورسوله والايمان بالغيب ما قصه الله في كتابه من الغيوب الماضية والحاضرة استقبلت التي لا تزال تحدث شيئا فشيئا طبق ما اخبر به القرآن. فمن ذلك ما اخبر به عن تفاصيل الوقائع الماضية في قصص الرسل في انفسهم ومع اقوامهم من اتباعهم واعدائهم تفصيلا ليس لاحد طريق الى تحصيله. الا الوحي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. ونهاية ما عند خواص اهل الكتاب من تلك التفاصيل وقطع لا يحصل منها قط. لا لا منها قريبا مما يحصل بالقرآن. ولهذا يخبر في اثناء هذه القصد ولهذا يخبر في اثناء هذا القصص ان اتيان رسول محمد صلى الله عليه وسلم بها دليل على رسالته. في قوله بعدما ذكر قصة موسى مبسوطة. وما كنت بجانب اذ قضينا الى موسى الامر وما كنت من الشاهدين. ولكن انشأنا قرونا عليهم العمر وما كنت ساويا في اهل مدينة تتلوا عليهم اياتنا ولكنكن ما مرسلين وما كنت بجانب الطور اذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما لتنذر قوما ما اتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون. اي انه لا قيل لك الى معرفة هذه الامور بتلق عن احد ولا وصول ولا وصول ولا وصول لذلك الا من ولا وصول لذلك الا من جهة الوحي الذي اوحاه اليه وكذلك ذكر الله هذا المعنى في اخر قصة يوسف المطولة في قوله وما كنت لديهم اذ دعوا ابرهم الاية وفي قصة مريم وزكريا وما كنت لديهم اذ يلقون قلابهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون. فكل هذا يدل اكبر دلالة على رسالة على رسالة وصحة ما جاء به من التوحيد. حيث جائتهم هذه الامور المفصلة بطريقة لا سبيل اليها الا بالوحي. ومثل ذلك خبره عن الملائكة والملأ الاعلى وقصة ادم الملائكة له بعد تلك المراجعات فقال ما كان لي من علم بالملأ الاعلى اذ يختصمون. واعظم من ككله واجل اخباره صلى الله عليه وسلم عن الرب العظيم وقصه لصفاته العظيمة مفصلة. بحيث جاء هذا القرآن بما لم يأتي به كتاب قبله واخبر عن الله اخبارا عظيمة عجزت قدر الاولين والاخرين ان يأتوا بما يقاربها او بما ينقضها او ينقض بعضها فجميع الكتب السماوية المنزلة على الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. جميع ما فيها من الخبر عن الله فانه في القرآن وفي القرآن زيادة العظيمة وتوضيحات تدل اكبر دلالة على ان من جاء به امام الرسل وسيد الخلق. وان هذا القرآن مهيمن على ما قبله من وان كل حق قاله وتكلم به احد من الخلق فهو في ضمن القرآن. لو جمعنا اهل الارض بمختلف اه اصحاب الديانات والمذاهب وقلنا لهم اخرجوا ما عندكم من الحديث عن الخالق. لو جمعنا كل ما قيل عندهم عن الخالق ثم اخرجنا ما جاء في القرآن عن الخالق لعلمنا يقينا ان ان هذا القرآن من اعظم براهين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فان حديث القرآن عن الله عز وجل حديث الصدق يجمع بين التنزيه والاثبات لما تقرأ التوراة المحرمة التي بين ايدي اهل الكتاب والانجيل الذي هو بين يدي النصارى تجد عبارات فيها تشبيه للخالق ثم تقرأ القرآن واحاديث القرآن عن الله عز وجل وايات القرآن عن الله تجد البول الشاسع. هذا اذا انه مع التوراة والانجيل. فكيف اذا قارنا كلام الله عن الله؟ بكلام الديانات الوضعية والعقلية والفلسفية. لا شيء. انما هي السرة. وايات القرآن كالثريا نعم قال رحمه الله فان قيل فكيف تجعلون هذا البرهان الذي هو الخبر عن الله وعن كماله ونعوت جلاله من براهين رسالة محمد وادلة التوحيد وانتم في مقام التكلم مع الموافق والمخالف والمعترف برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والمنكر لها وذلك الغيب التي لا يعترف بها الا كل مؤمن. وانتم تريدون جعله برهانا يسلم بصحته حتى البخارون المنكرون لرسالته. اذا سلكوا طريق الانصاف والاعتراف بالحقائق الثابتة التي يسلمها جميع العقلاء المعتبرين. قيل في الجواب عن هذا الايراد هذا البرهان يتضح وينجلي بامور منها ان الذي جاء به رجل امي لا يقرأ ولا يكتب وقد نشأ بين اميين لم يجالس احدا من اهل العلم ولم ولم يدرس كتابا ولم يزل على هذه الحالة حتى جاء بهذا الكتاب الذي معظمه هذه الاخبارات الجليلة المتناسبة المحكمة فبمجرد النظر الى هذه الحالة التي عليها محمد صلى الله عليه وسلم بهذا الكتاب برهان قوي يضطر الى اليه الناظر انه حق. وما احتوى عليه حق وانه لا سبيل له الى ذلك الا بالوحي والرسالة لو جمعنا الفلاسفة والدكاترة والماجستير والجامعات قلنا لهم تكلموا عن الله عز وجل في صفحة واحدة. بابلغ عبارة تستطيع. كلهم لو فكتبوا وكتبوا وكتبوا وكتبوا ثم قارنا بينما كتب وبين اخر صفحة في سورة الحشر لوجدت انه ها يعني تكاد ان تقول من الجنون المقارنة اين قوله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام مؤمن المهيمن العزيز الجبار متكبر. سبحان الله عما يشركون. هو الله الله الخالق البارئ المصور. له الاسماء الحسنى. يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. ثم يزداد ايمانك ويجب ان يذعن المخالف ان هذا القرآن كلام الله اذا علم انه قاله امي ما درس لا الابتدائية المتوسطة ولا الثانوية فظلا عن الدكتوراة والفلسفة نعم قال رحمه الله الله ثانيا انه صدق جميع الكتب وجميع ما اخبرت به الرسل فجميع ما في كتب الله من التوحيد والصفات. وما اخبرت به الرسل عن ذلك فما جاء به محمد يصدق ذلك ويوافقه ويشهد له مع ما هو عليه صلى الله عليه وسلم من الوصف المذكور. ثالثا ان هذه اسماء الحسنى والصفات العليا التي اخبر بها عن الله كل كلها متصادقة. يصدق بعضها بعضا ويناسب بعضها بعضا. حيث دل كل معنى منها على الكبائر المطلق بكل وجه وبكل اعتبار. الذي لا كمال فوقه بل لا يمكن عقول العقلاء ان تتصور معنا واحدا من معاني تلك فهذا اكبر دليل على انها حق وان من جاء بها هو رسول الله حقا. قال قائل كيف نكون قل صدق جميع الكتب وجميع ما اخبرت به الرسل. وهناك اشياء في القرآن لا تخالف ما وعند اهل الكتاب فالجواب ان ما عند اهل الكتاب مما خالفه القرآن ليس من زاهدين. كانوا لا يطعمون فصاروا يؤثرون. عجب. تبدل الاحوال امر عجب. ولذلك حق لبعض الكفار عندما يقرأ حياة النبي صلى الله عليه وسلم يرى كيف ان الله رزقه الحكمة البالغة بحيث يغير تاريخا بشريا المتفق عليه بينهم. فلم يأتي في القرآن شيء يخالف ما اتفق عليه اهل الكتاب مثلا اهل الكتاب اتفقوا ان ادم هو ابو البشر. فهذا لم يخالفه القرآن. اهل الكتاب ام اتفقوا ان ادم اهبط من الجنة الى الارض هذا لم يخالفه الكتاب. اذا اين وقعت المخالفة فيما اختلفوا فيه فالقرآن خالفهم فجاء بالحق. اختلفوا في التثليث فجاء القرآن بالتوحيد. اختلفوا في التشبيه والتعطيل فجاء القرآن بالتنزيه والاثبات ليس كمثله شيء وهو السميع المصير. لم يختلفوا في ان ابراهيم نبي فجاء القرآن بانه نبي وانه خليل الله. وتنازعوا فيما بينهم فطعنوا في الانبياء وقتلوا الانبياء فجاء القرآن بتنزيه الانبياء عما لصقوه بهم واعطوه واعطى القرآن حقهم ومنزلته فهذا معنى ان القرآن يصدق الكتب المنازلة. نعم. قال رحمه الله رابعها ان اثارها ومتعلقاتها في الوجود والخلق والامر مشهودة محسوسة. فاثار ما اخبر به من العظمة والملك والسلطان واثار ما اخبر به من العلم المحيط والحكمة الواسعة واثار ما اخبر به من الرحمة والجود والكرم واثار ما اخبر به من اجابة الدعوات وتفريج الكربات وازالة الشدات اثاروا ما اخبر به من كمال القدرة ونفوذ الارادة وكمال التصرف والتدبير الى غير ذلك مما اخبر به عن الله. فان اثاره تلك في الوجود مشهودة لكل احد لا ينكرها او يتوقف فيها الا مكابر. فهو يخبر صلى الله عليه وسلم عن غيب محكم يشاهد الخلق من اثاره ما يدلهم قاطعة على ذلك. خامسا هذه النعث العظيمة التي اخبر بها عن الله لا يمكن التعبير عن اثار معرفتها في قلوب العارفين بها من التعظيم والاجلال الذي ليس له نظير. ومن الود والسرور والابتهاج الذي لذات الدنيا بالنسبة اليه اقل من قطرة بالنسبة الى البحر هم خلق لا يحصي عددهم الا الذي خلقهم وهم علية الخلق وخلاصة الوجود واكمل الناس اخلاقا وادابا وارجحهم عقولا الا وقد اتفقوا على هذا الامر العظيم ليس اتفاقا علميا فحسب بل هو اتفاق اعتقادي علمي يقيني وجداني ضروري فهذا الاتفاق لي فهذا الاتفاق الذي ليس له نظير وهو من اثار ما اخبر به النبي صلى الله وهو من اثار ما اخبر به النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن ربه من الكمالات من اعظم البراهين على صدق رسالته وصحة ما جاء به من التوحيد الخالص. فان قلت قد يتفق طوائف من الخلق على بعض الامور التي ليست بحق ويكثرون جدا ويكثرون جدا. وقد اتفق العقلاء على ان ذلك ليس دليلا على صوابهم ان لم يكن لهم ذلك برهان. فالجواب ان الامر كذلك. ولكن ما ذكرنا من اتفاق اهل المعرفة بالله لا يشبهه شيء من تواطؤ الطوائف واتفاقها. كما ذكرنا له نبي على العلم اليقيني والبرهان الوجداني والاثار الجميلة الجليلة التي لا والاثار الجميلة الجليلة التي لا يمكن ان تقع خطأ او عن غير بصيرة وهم بهذا الوصف الذي ذكرنا ولهذا قال تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. فذكر شهادة اولي فذكر شهادة اولي البصائر من الانبياء والعلماء الربانيين على توحيد وانها من اعظم البراهين عليه. وكذلك اخبر عن الملائكة والجنة والنار وتفاصيل ذلك بامور يعلم انه لا يمكن ان يأتي بها الا نبي مرسل موحى اليه من الله بذلك فمعارف الخلق وعلومهم تقصر غاية القصور عن بيان بعض ذلك. ولكنها رحمة الله وهداية عباده بعثها على يد خاتم الرسل واكملهم رسالة وحظ وحظهم من هذه الرحمة بحسب نصيبي بحسب نصيبهم من هذه الهداية. واما الغيوب الحاضرة والمستقبلة الدال كل واحد منها على صدقه وحقه. واحقية ما جاء به فكيف فكيف اذا انضمت الى ابراهيم رسالته التي لا تحصى اجناسها فضلا عن افرادها؟ فمن ذلك ما في القرآن من وعده رسول محمد صلى الله عليه وسلم ان يتم الله امره وينصره ويعلي دينه ويظهره على الدين كله ويخذل اعداءه ويجعلهم مغلوبين اريد اذى اللين. وهذا كثير جدا مثل قوله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشرك والله متم نوره ولو كره الكافرون. وينصرك الله نصرا عزيزا. وقاتلوهم حتى لا تكون ويكون الدين كله لله. قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم وبئس المهاد الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين. الى غير ذلك من الايات التي اخبر بها بهذه الامور العظيمة والاوعاد صادقة التي وقعت طبق ما اخبر الله به. فازداد بذلك المؤمنون ايمانا. ولهذا يذكر تعالى نعمته في قوله تذكيرا لعباده المؤمنين واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون. وكذلك قوله يا ايها النبي قل لمن في ايديكم من الاسرى يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم. والله غفور رحيم. وقد فعل ذلك قوله لرسوله والمؤمنين وعدكم الله مغارب كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه الاية وقد فعل. واخبر ان صنع الحديبية فتح مبين مع ما فيه من تلك الشروط التي كرهها اكثر المؤمنين. ثم تبين لكل احد بعد ذلك انه فتح مبين. فيه من مصالح الاسلام والمسلمين ما لا يمكن احصائه. ومن ذلك قوله يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وان خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله. الاية وقد وقع ذلك واخباره انه سيتوب على كثير من ائمة الكفر. وينصر عباده عليهم كقوله قاتلوهم يعذبهم الله او بايديكم ويخزيهم وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين. ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء وقوله ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم وقوله عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم. وقد فعل ذلك وقوله تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم. وقد قالوا ذلك وقوله فسيكفيكهم الله والله يعصمك الناس اليس الله بكاف عبده واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويذكرون ويذكرون الله والله خير الماكرين. انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا. فمهر للكافرين امهلهم رويدا اذا وقد اوقع به المصداق ذلك من الاخذات ما اوقع. وقوله وللاخرة خير لك من الاولى اي كل حالة متأخرة من احوالك خير لك من سابقتها. ومن تتبع سيرته واحواله صلى الله عليه وسلم وجد ذلك عيانا. كل الوقت خير مما قبله في العز والتذكير واقامة الدين. الى ان قال له في اخر حياته اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. وقالت اذا كان للنبي عليه الصلاة والسلام في الدنيا اربعة احوال. الحال الاولى قبل النبوة. والحال النبوة حال الاستضعاف في مكة. الحال الثالثة حال الحرب والقتال والمهادنة في المدينة. الحالة الرابعة حال النصر والتمكين في اخر حياته صلوات ربي وسلامه عليه. نعم. قال رحمه الله وقال تعالى الف لام ميم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين. وقد وقع ذلك كما اخبر. وقال تعالى وسيعلم الذين ظلموا اي منقلبيا منقلبون. وسيعلم الكفار ربا عقبى الدار وهذا وعيد بان عواقبهم ستكون وخيمة فوقع طبق ما اخبر. وقوله فستبصر ويبصرون بايكم المفتون. وقد ابصر كل واحد انهم هم المفتونون وقوله فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. سيجعل الله بعد عسره يسرا وقد يسر الله الامور بعد عسرها ووسعها بعد ضيقها وشدتها وقوله. وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم. وليبدلنهم من بعد خوفهم امني يعبدونني لا به شيئا الايات وقد فعل وله الحمد. ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون وقال تعالى قل للمخلفين من الاعراب ستدعون الى قوم اولي بأس شديد تقاتلونهم او يسلمون. وقد دعوا ولذلك في وقت ابي بكر وعمر والخلفاء والملوك الصالحين. وقوله انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. وكان حقا علينا نصر المؤمنين. اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا على نصرهم لقدير. وقوله لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين رؤوسكم ومقصرين الاية وقوله سيقول المخلفون من الاعراب الاية وقوله سيحلفون بالله لكم اذا مطالبة اليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم. وقد قالوا ما ذكر الله انهم سيقولونه. وقوله تعالى ام يقولون نحن جميعا منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر. وقد وقع ذلك في بدر بعد هذا الكلام في سورة القمر ام يقولون نحن الجميع منتصر سيهزم الجمع ويولون الدبر. نزلت في مكة حتى بعض الصحابة يقول انا لنقرأ هذه الاية ولا ندري اي جمع ها ينتصر واي يوم يتدبره حتى كان يوم بدر فلما وقعت علمنا تأويلها. نعم. قال رحمه الله وبذلك قوله تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد. وقوله ذرني ومن خلقت وحيدا الى قوله ساصليه سقر الايات فاخبر عن ابي لهب وامرأته وعن هذا الوحيد بصلي النار ومن لازم ذلك بقائهم على كفرهم وتكذيبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم. هو وبقوا على ذلك وبقوا فوقع وبقوا على ذلك حتى هلكوه. لو كان هذا القرآن من عند غير الله وهم يسمعون قوله ساصليه سقر لقال الوليد اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله. فيقع الخلف في كلام الله ولا لا؟ يقولها كلامك ليس بصحيح. انت تقول من يتبعني يدخل الجنة وانا اتبعك. ثم قد اخبرتني سابقا اني ساصلى النهر. فالان انت بين امرين احلاهما مر طيب ما استطاع الوليد ان يقول هذا الكلام هذا كاف في الدلالة انه من عند الله نعم قال رحمه الله وقوله انا كفيناك المستهزئين فوعده بكفايته اياهم فاوقع بهم العقوبات المتنوعة هي معروفة بين اهل السير. وقوله لما ذكر بكر رؤساء الكفر جند ما هنالك مهزوم من الاحزاب وقوله يخوضوا وقوله فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون. وقوله في ايات التحدي فان لم تفعلوا ولا فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار. فاخبر انهم لن يفعلوها فاخبر انهم لن يفعلوا في المستقبل فلم يفعلوا وكذلك في تحدي اليهود قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين ولن يتمنوه ابدا. الاية فلم يقع منهم التبني في وقت التحدي الذي دل عليه السياق. ولن يجتمع اليهود حتى في مستقبل الازمان في يوم من الايام ويقولون يا ربنا امتنا. لن يحصلها. لماذا ان الله يقول ولن يتملوا ابدا. الى يوم القيامة. ونحن نتحداهم. نقول لهم ان كنتم يشكون في القرآن فاجتمعوا وقولوا نتمنى الموت. لانهم يعلمون انهم لو اجتمعوا وتمنوا الموت لهلكوا جميعا. نعم قال رحمه الله وقوله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. فاخبره بعدة اشياء قبل وقوعها بمجيء نصر الله والفتح ودخول الناس الله افواجا وانه عند ذلك قد حان اجلك وقربت وفاتك فاختم حياتك الشريفة بالتسبيح والحمد والاستغفار. وقوله ان شارئك هو الابتر اي مقطوع الذكر الجميل مقطوع من الخير ووقعه. مقطوع من الخير ووقع ذلك. ووقع ذلك وقوله قل هل يتربصون بنا الا احدى الحسنيين ونحن نتربص بكم ان يصيبكم الله بعذاب من عنده او بايدينا فتربص انا معكم متربصون. وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. وقل ربي ادخلني مدخل صدق واخرج مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا. وقد فعل تعالى ذلك وقوله تعالى والليل اجتمعت الانس تجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. وهذا خبر منطبق على مخبره في جميع الاوقات وقوله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. وهذا شامل لحفظ الفاظه ومعانيه. بحيث لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وحفظه مشاهد وحفظه مشاهد محسوس. وقوله يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومه يحبهم ويحبونه. اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم وقد فعل ذلك وقد فعل ذلك ويفعل ذلك. كلما كان هناك اناس عياذا بالله يخذلون الدين يستبدلون الله. وانظر للتاريخ والواقع. لما عامة الامة نصرة الدين اخرج الله جل وعلا رجلا من الاكراد صلاح الدين الايوبي حتى اذل العبيديين القرامطة والنصارى الذين استولوا على بيت المقدس ولما عامة المسلمين خذلوا الدين وتركوه اخرج الله عبدا مملوكا فسيره اميرا في مصر حتى هزم الله به التتار. هذا امر ليس طبعيا ولن يقع في عقول البشر هذا الكلام. وهذا يحصل في كل عصر وفي كل مصر الله وقوله واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون. والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون. وهذا شامل لخلق ما لا يعلمه العباد في تلك الاوقات في تلك الاوقات الماضية مما لم يشاهدوا له نظيرا فيدخل فيه جميع المخترعات التي حدثت والتي تحدث الى يوم القيامة من المراكب البرية والبحرية والهوائية وما خلق وعلمه الانسان بواسطة الكيمياء والكهرباء من المخترعات المدهشة ونقل الاصوات والانوار ومن الاماكن الشاسعة في اسرع وقت وهذا من الايات والبراهين التي دل عليها القرآن حيث لا يحدث حادث جليل او حقير كبير او صغير الا وفي القرآن تصريح به او ادخاله في عموم او مفهوم وانه ولم يأتي ولن يأتي علم صحيح ولا حديث حقيقي ينقض شيئا من ادلة القرآن فانه تنزيل من حكيم محيط علمه بكل شيء ارادته ومشيئته في كل شيء. وقوله تعالى قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم او من تحت او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض. وقد وقعت القنابل المهلكة والديناميت الناسف لما باشره لما باشره الله لما باشره او قرب منه. والدخان الخالق وما اشبه ذلك. وهذا ينطبق على موصوفه غاية الانطباق وفيه التنبيه على حدوث الاذان المقربة للمواصلات كما بسطنا ذلك في مواضع اخر. فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ان يغشى الناس هذا عذاب اليم. وقد ذكر الله التنادي بين اهل الجنة واهل النار مع البعد المفرط والتراء. وقد اظهرت المكتشفات الكهربائية والكيماوية مصداق ذلك. بعدما كان كثير من المكذبين يسخرون باخبارات الرسل في هذا الباب ويستبعدونها. فاظهر الله في هذه الاوقات من البراهين ما يكذب المكذبين الجاحدين. وهذا من مصداق قوله تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. فلم يزل يري عباده ويحدث لهم من البراهين الدالة على صدق الرسل. وان ما جاءوا به هو وما خالفه هو الباطل ولكن ابا المبت. ولكن ابا المباهي ولكن ابا المباهتون المكابرون الا عتوا ونوفورا. يعني كان الى عهد قريب في القرن السادس عشر والسابع عشر وقبل ذلك الملاحدة يعني اه النكات على اخبار الرسل يقولون كيف الجنة في اعلى مقام عندكم والنار في اسفل مكان عندكم ثم يحصل بين اهل الجنة وبين اهل النار. فاراد الله ان يريهم ان جنس هذا واقع في الدنيا. انت الان في الشرق تخاطب من في الغرب. فكيف برب العالمين جل وعلا؟ نعم. قال رحمه الله ومن ذلك قوله تعالى وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وقوله علم الانسان ما لم يعلم فهذه المنافع التي يعلمها الله الانسان لم يزل يفرعها الانسان ويرقيها حتى وصلت الى ما وصلت اليه. وهو جاد في طريقه بتربية الصناعات والمخترعات. وذلك كله داخل في تعليمه لله له والهابه وايجاده تبارك وتعالى المنافع والقوى في مخلوقاته. فالله تعالى هو الذي اوجد فيها القوى الصالحة لايجاد المخترعات النافعة منها والله هو الذي علم الانسان ذلك وذلك من اياته في الافاق وفي النفوس الدالة على ان ما جاء به الرسول حق. وان لم يهتدي لذلك اكثر الخلق ضلالا على ضلالا على الادلة الحقيقية او عن وجهك او عن وجه دلالتها او قيام عقائد او قيام عقائد باطلة صارفة وصادفة عن الحق. ومن ذلك اخباره ان سنته في خليقته في نظام العالم وفي الاسباب والمسببات. والجزاء بالحسنى واحدة لا تتغير ولا تتبدل وهي كلها جارية على مقتضى الحكمة التي يحمد عليها وهذا مشاهد شرعا وقدرا. وقد وقد يري عباده تعالى انه يغير بعض المخلوقات عن نظامها عن نظامها المعتاد ليعرف العباد انه المتفرد بالقدرة والتصرف وان جميع الحوادث خاضعة لمشيئته وقدرته. وان ما اخبرت به الرسل من امور الغيب كلها حق ولكن ابى الجاحدون الا ان ينكروا ما كان الله وبه على السنة رسله مما كانوا الان يعقلونه النظيره. فانقلب عليهم الامر وقلب الله قلوبهم كما لم يؤمنوا به لما جاءهم واستكبروا طولهم على الحق. طبعا اه تغيير اه النظام سنة الله في الكون تغيير النظام الكوني احيانا هذه من اعظم الحكم. لانها لو لم تتغير ولم تتبدل لظن ظانا ديمومتها لكن تغيرها عن نظامها العام احيانا ثم عودها الى السنن الكونية دليل على تصرف الله فيها. فربما يأتيك الشتاء القارص الممطر ولا ينبت شيئا. وربما يأتيك اعادها انه اخبر انه لا سبيل الى صلاح البشر وسعادتهم وفلاحهم في الدنيا والاخرة الا باتباع هذا الدين والاخذ بارشاده وهدايته. وهذا امر لا وهذا امر لا يستليم فيه احد فان هذه الامة في عصر الخلفاء الراشدين والملوك الصالحين لما كانوا لما كانوا مهتدين بعلمه وارشاده وتربيته الخاصة التي صلحت دنياهم كما صلح دينهم. وصاروا المثل الاعلى في القوة والعزة والعدل والرحمة وجميع الكمالات المستعد لها المستعد لها البشر. ثم اما ضيعوا هدايته العلمية والعملية تتحلل وانحلوا ولم يزالوا في نقص وظعف. وذلة حتى حتى يراجعوا دينهم. ثم في مقابلة ذلك بالعجب العجيب الذي اي ليس بغريب ليس بغريب ارتقاء الامم الاخرى في هذه الاوقات للصناعات المدهشة والاختراعات الخارقة المعجزة والقوة الضخمة انهم لم يزدادوا الا شقاء حتى صارت حضارتهم التي يعجبون بها ويخضعون لهم غيرهم مهددة كل وقت بالتدبير العام وجميع ساستهم وعلمائهم في حيرة عظيمة من تلافي هذا الخطر. ولن يتلافى الا باتباع ما جاء به القرآن والاسترشاد بهدي محمد الله عليه وسلم الجامع بين العلم والعمل والعدل والرحمة والحكمة ومصلحة الروح والجسد واصلاح الدين والدنيا والاخرة. الان اصحاب الحضارات اليوم ساستهم وعلماؤهم كلهم يحسون بخطر ما هم فيه وبخطر ما عليه البشرية. مما فقد يحصل مما لو انفجر قنبلة نووية واحدة من جهة ما ولو خطأ. فكيف فلو ان هات تراشقت ما الذي سيحصل؟ فلا ملجأ من هذا الا هذا الدين العظيم نعم قال رحمه الله فالعلوم المادية والقوة المادية المحضة ضررها اكثر بدفعها وشرها اكثر من خيرها حيث لم تبنى على الدين الحق وانظر بعينك ترى العجائب فهذا الارتقاء المادي الذي لم يشاهد العالم له نظير اذ خلا بالروح الدين هو الهبوط هو الهبوط هو الحبوط والهبوط الحقيقي والدنيا الان كلها في خطر مزعج لا يعلم مدى ضرره وفضائعه الا الله تعالى. ومن لابد ولا ريب. ان هذه الاية لا اراها تنطبق الا على زماننا. نسأل الله العفو والعافية حتى اذا اخذت الارض زخرفها وازينت. وظن اهلها انهم عليها. اتاها امرنا ليلا او نهارا. او ليس للشك للتنويع. اتاها امرنا ليلا او فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالامس. تعود البشرية بلحظارة كامسها الدابر. يعودون الى خيولهم والى سيوفهم. والى التي كان هذه الاية لا اراها تنطبق الا على اهل زماننا. ولا حول ولا قوة الا بالله ليس لنا مفر الا الى الله. ففروا الى الله. لا ملجأ من الله الا اليه. نعم. قال رحمه ومن براهينه التي وقعت مطابقة للواقع والحس والتجارب انه اخبر انه ايات لاولي الالباب. لقوم يعقلون ولاولي النهى وهي ايات كثيرة تبين ان اهل العقول وارباب البصائر بقدر ما اعطوا من هذه النعمة الكبرى من العقل الرصيد واللب الكامل والرأي الصائب يكون حظهم من هدايته وارشاداته والانتفاع به. فتأمل هداة هذه الامة وائمتها ومرشديها هل تجد عقولا والبابا وبقى رأى وتأمل هل يوجد مسألة اصولية او فروعية في هذا الدين قد شهد احد من من العقلاء المعتبرين على فسادها او نقصها وكل وكل من قدح في شيء منها بين وكل من قدح فيه شيء منها بين. بين بالبراهين المعترف بها بين العقلاء نعم. وكل من قدح بشيء منها بين بين بالبراهين المعترف بها العقلاء ان الخلل في عقله ولبه وفهمه او في قصده وارادته. واذا اردت تفصيل هذه الجملة العظيمة فاقرأ كتاب العقل والنقل لشيخ والمسلمين ابن تيمية وكيف برهن بالبراهين العقلية على ضعف عقول القادحين في شيء من هذا الدين. وان ما زعموه عقليات جهليات وخرافات وقد تحدى الباري جميع الناس ان يأتوا بمثله او ببعضه او بعشر سور او بسورة من مثله. وهذا هو عين هذه المسألة. ومن ذلك ما ذكر الله من احكامه لكتابه وانه لا يأمر الا بكل معروف وصلاح ولا ينهى الا عن المنكر والفساد. قد استمرت له هذه الاوصاف الجليلة في كل وقت والزمان جرت الارشادات وجرت ارشاداته الجميلة صالحة لجميع الاوقات والاحوال والاشخاص. فليرد المنكرون فليرنا المنكر دون حكما واحدا من احكامه مخالفا لهذا الوصف الذي اخبر به حين انزاله وتحقق تحققا لا ينكره الا مباهت او مقلد له. فهو الذي صاحبي وجد واجتهد لتكمل ذلك صار عاقبته الفلاح والنجاح وقل من جد في امر تطلبه. وقل من جد في امر تطلبه واستصحب الصبر الا فاز بالظفر. وقوله تعالى واسماعيل وادريس وذا الكفر. كل من الصابرين. هل سألت نفسك يصلح لكل وقت ولا يصلح الامم اصلاحا حقيقيا سواه. وقد اكمل الله به الدين واتم به النعمة وقد تحقق هذا بتكميله العقائد والاخلاق والاعمال الاحوال كلها والدنيا والدين وكل قصور وتقصير حاصل في كل وقت فلفقده او نقصه. وهذه الجبل والاصول العظيمة نتحدى بها جميع البشر وانه جاء بجميع المحاسن والمصالح الظاهرة والباطنة. ونهى عن القبائح والمضارع الظاهرة والباطنة. فليأتوا بمثال واحد صحيح مخالف لهذه الاصول التي اسسها القرآن وجعلها قواعد يهدي بها البشر على توالي الزمان. هذا اشارة لطيفة في اخبار القرآن عن امور محسوسة المشاهدة بالابصار قد وقعت طبق ما اخبر به. اما اخباره بما تفعله هداية القرآن في القلوب والارواح والاخلاق ووجود مخبره كما وصف كما وصف اكثر من ان يذكر واعظم من ان يذكر. كما وصف فاكثر من ان يذكر واعظم من ان يذكر ويعرفه اولو الالباب والبصائر الارتداء التام بهدايته العلمية والعملية وهم ازكى الناس واعمل الخلق شهادة وشهادتهم عن علم ويقين ووجدان وحق وحق يقين من ذلك اخباره انه يهدي بكتابه من اتبع رضوانه سبل السلام. وقال والذي جاء وقال والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلا انا فمن جمع بين هذين الوصفين وهما الاجتهاد التام وبذل المجهود مع حسن القصد لطلب ورضوان الله هداه السبيل الموصلة اليه والى كرامته وحصول الهداية العلمية وهي العلم النافع والهداية الفعلية والهداية والهداية الفعلية هداية هداية التوفيق لاتباع الحق ولازمة للاجتهاد وحسن القصد لا تتخلف عنهما. فمن عدمت هدايته او ضعفت فلفقدهما او فقد احدهما او ضعفهما. وقال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. وهذا مجاهد لاهل البصائر. ان من جمع بين الايمان الصحيح والعمل الصالح وهو ما يحبه الله ويرضاه. ان الله سيحييه في هذه الدار حياة طيبة واصل الحياة الطيبة واصل الحياة الطيبة طيب القلب وراحته وسروره والقناعة والرضا عن الله فلو كان المؤمن الصادق في اضيق عيش لكانت هذه الحياة الطيبة حاصلة له بوعد الله الصادق الذي لا يخلف الميعاد. وقال تعالى الذين امنوا تطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب. وحصول طمأنينة قلوب المؤمنين الصادقين بذكر الله والانس والانس والانس احسن الله اليكم. وعصور طمأنينة قلوب المؤمنين الصادقين بذكر الله والانس به وعبادته امر لا يبتلي فيه احد من اهل الذوق وما يجده اهل الاحسان الصادقون من ذوق حلاوة الايمان وحقائق اليقظ والانس بذكر الله والطمأنينة به والاحوال الزكية والشواهد المرضية على ما اخبر به الرسول اجل واعظم من كثير من البراهين الحسية فانهم وصلوا في هذه الامور الى حق اليقين الذي هو اعلى مراتب اليقين والحق. وقال تعالى ومن ان يؤمن بالله يهدي قلبه. فقد تكفل الله بهداية القلوب لكل مؤمن صادق الايمان. وانما يكون مؤمنا حقا اذا حقق اصول الايمان باله بالمأمورات يطلب منه امتثالها والمنهي وبالمنهيات يقتضي خوفه تركها وايمانه بالقضاء والقدر يعلم ان المصائب من عند الله العزيز الحكيم فيرضى بذلك ويسلم وهذا امر معلوم لاهل الايمان الصحيح. ومن ذلك جميع ما نذكره في دلالة القرآن على الاخلاق الجميلة الحديثة والامر بها يعني الاخلاق الرذيلة فهذا من براهين التوحيد والرسالة وصحة جميع ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. الحقيقة يعني قد احسن في هذا الباب في النوع الاول ايما احسان جزاه الله خيرا عن الاسلام والمسلمين وعن آآ يخاطب القلوب بلين وباسلوب عجيب. لخص لنا خلاصة ما جاء بالقرآن وفي دلالته على مسائل الايمان. هو الان يتكلم عن النوع الثاني من علوم القرآن ومقاصده. وهو علم الاداب الاخلاق الكاملة. وهذا الباب مفيد للفرد من حيث الصلاح ومفيد للاسرة من حيث تماسكه وللمجتمع من حيث تآلفه وهو دال على كمال الاسلام وعلى حسن دلالة القرآن على هذه الاداب واية من ايات رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. لا سيما اذا نظرنا الى هذه الاخلاق عملية وكيف كان الناس قبل كيف تحول كيف تغير كيف تبدل؟ كانوا امواتا فصاروا احياء. كانوا متقاتلين صاروا متآلفين. كانوا متكالبين على الدنيا ووجه البشرية ويقلبها الى حسن وكمال في مدة قليلة لذلك يقول لو كان محمد بيننا لحل مشاكل الدنيا وهو يشرب فنجانا من القهوة. صدق والله. نعم قال رحمه الله النوع الثاني من علوم القرآن ومقاصده علم الاداب والاخلاق الكاملة. القرآن الكريم كتاب تعليم وارشاد هو كتاب تربية على اكمل الاخلاق واحسن الاداب واسمى الاوصاف وحث عليها بكل وسيلة. وزجر عن ضدها لا يوجد خلق كامل الا وقد دل عليه القرآن قالوا ولا ادب حميد الا وقد دعا اليه وبينه. والاخلاق الكاملة والادب السابغة تجعل صاحبها مستقيم الظاهر والباطن معتدل الاحوال مكتمل الاوصاف الحسنة طاهر القلب نقيه من كل ضرر وافة ونقص. قوي القلب متوجها قلبه الى اعلى الامور وانفعها قائما بالحقوق الواجبة والمستحبة. محمودا عند الله وعند خلقه قد حاز الشرف والاعتبار الحقيقي وسلم من كل دنس وافة. والتواطأ ظاهره وباطنه على الاستقامة وسلوك طريق الفلاح وعلو مكانة وعلو متانة المتخلق باخلاق القرآن وادابه لا يبتلي فيه بل له ادنى مسكت من عقل. لان العقل من اكبر الشواهد على حسن به الشرع. ولهذا ينبه الله لي ولهذا ينبه الله اولي العقول والالباب ويوجه اليهم الخطاب. انه كلما كمل عقل الانسان عرف كما جاء به الشرع وانه يستحيل وجود وانه يستحيل وجود قانون او نظام او غيرها. يقارب ما جاء به القرآن كمالا وفضلا ورفعة وعلوا ونزاهة ويعرف وذلك بتتبع ما جاء به القرآن فمن اخلاقه وادابه التي فاقت جميع الاخلاق الحث على الاخلاص لله في الاقوال والافعال والانابة الى الله في جميع الاحوال كما امر الله الاخلاص في ايات العديد في الوتر على المخلصين والمنيبين اليه واخبر انهم المرتفعون بالايات. فالانابة هند فالانابة هي الجذام القلب واقباله التام على الله ويتحقق وذلك بالاخلاص لله في كل ما يأتي العبد وما يدر في معاملته لله بعبوديته وفي معاملته للخلق والقيام بحقوقهم فاصل استقامة القلب بهذين الامرين فان المخلصة لله تعالى قد استقام على الصراط المستقيم. وقد تواظأ ظاهره وباطنه على الخير المحض وقد استهلت عليه الاعمال بما في قلبه من قوة الانابة. وما يرجو من ربه من جزيرة ثواب ولا يخفى ان النصيحة التي هي الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الدين نصيحته ثلاثة لا يمكن وجودها ولا تنامها الا بهذين الامرين في المنيب المخلص لله تجده الا ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم. قال تعالى وانيبوا الى ربكم منيبين اليه ان في ذلك لاية لكل عبد منيب. وجاء بقلب منيب. وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الا لله الدين الخالص. وقال في وصف النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والانصار افضل هذه الامة. يبتغون فضلا من الله ورضوانا. وقالت تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله سوف نؤتيه اجر معهم فالمخلص لله قد علق قلبه باكمل ما تعلقت به القلوب من رضوان من رضوان ربه وطلب ثوابه وعمل على هذا المقصد الاعلى فهالت عليه المشقات وسهلت عليه النفقات وسمحت نفسه باداء الحقوق كاملة موفرة وعلم انه قد تعوض عما فقده افضل الاعواض واجزل الثواب وخير الغنائم وايضا من ثمرات الاخلاص انه يمنع منعا باتا من قصد مراعاة الناس وطلب محمدتهم والهرب من ذمهم. والعمل لاجلهم والوقوف عند رضاهم والتقيد بارادتهم ومرادهم وهذا هو الحرية وهذا هو الحرية الصحيحة الا يكون القلب متقيدا متعلقا باحد من الخلق. ومن ثمرات الاخلاص ان العمل القليل من المخلص يعادل الاعمال الكثيرة من غيره. وان اسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. ومن قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وان احد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله رجلان تحابا. رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت وان المخلص يصرف الله عنه من السوء والفحشاء ما لا يصرفه عن غيره. قال تعالى عن يوسف. كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء فانه من عبادنا المخلصين. قري بكسر الباب وفتحها وهما متلازمتان لان الله تعالى باخلاصهم جعلهم من المخلصين فالمخلصون هم خلاصة الخلق وصفواتهم وهل يوجد اكبر ممن خلصت ارادتهم ومقاصدهم لله وحده طلبا لرضاه وثوابه وتفرعت اعمالهم الظاهرة والباطلة على هذا الاصل الطيب الجليل ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ومن ثمرات الاخلاص الطيبة ان المخلص اذا عمل مع الناس احسانا قوليا او فعليا او ماليا او غيره لم يبالي بجزائهم ولا شكرهم لانه عام الله تعالى والله لا يضيع اجر من احسن عملا ولا يثني عزمه ونشاطه ولا يثني عزمه ونشاطه قل ولا يثني عزمه ونشاطه وقلة شكرهم له. فقد قال تعالى في حق المخلصين انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا التوكل على الله والاستعانة به خلق جلي يضطر اليه العبد في اموره كلها دينيها ودنيويها لانه وان كان الله تعالى قد اعطى العبد قدرة وارادة تقع بها افعاله الاختيارية ولم يجبره على شيء منها فانه لا حول له ولا قوة الا بالله فاذا اعتمد به اعتمادا كليا قويا على ربه في تحصيل وتكميل ما يريد فعله من امور دينه ودنياه ووثق به اعانه وقوى ارادته وقدرته ويسر له الامر الذي قصده وصرف عنه الموانع وخففها وتضاعفت قوة العبد وازدادت قدرته انه استمد واستباح من قوة الله التي لا تنفد ولا تبيد التوكل الحقيقي يطرد عن العبد الكسل ويوجب له النشاط التام على الامر الذي توكل على الله به. ولا يتصاعد شاق ولا يستثقل اي عمل. ولا ييأس من وحصول مطلوبه عكس ما يظنه بعض المنحرفين الذين لم يفهموا الذين لم يفهموا معنى التوكل او فهموه لكن انكار القدر والقضاء صرفهم عن الحق فحسبوا ان التوكل يضعف الهمة والارادة واساءوا غاية الاساءة حيث ظنوا بربهم الظن السوء الظن السوء فان الله امر بالتوكل في كثيرة واخبر انه من لوازم الايمان ووعد واخبر انه من لوازم الايمان ووعد المتوكلين الكفاية وحصول المطلوب واخبر انه يحب وانه لا يتم الدين الا به ولا تتم الامور الا به. فالدين والدنيا مفتقرات الى التوكل. قال تعالى وعلى الله وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فاعبدوه وتوكل عليه فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت على الله توكلنا ومن يتوكل على الله فهو حسبه. اياك نعبد واياك نستعين. وللتوكل فوائد عظيمة. منها انه لا يتم الايمان والدين الا وكذلك لا تتم الاقوال والافعال والارادات الا به. ومنها انه من توكل على الله كفاه. فاذا وعد الله عبده بالكفاية اذا توكل عليه علم ان ما يحصل من الامور الدينية والدنيوية واحوال الرزق وغيرها بالتوكل اعظم اعظم بكثير مما يحصل ان حصل اذا انقطع قلب العبد من التوكل ومنها ان التوكل على الله اكبر من سبب لتيسير الامر الذي توكل عليه وتكميله وتتميمه ودفع الموانع الحائلة بينه وبين تكميله. ومنها ان المتوكل على الله وقد علم انه اعتمد في توكله واستند الى ومنها ان المتوكل على الله قد علم انه اعتمد في توكله والسند الى من جميع الامور كلها في اللي هو تحت تصريفه وتدبيره ومن جملتها فعل العبد. فكلما فترت همته وضعف نشاطه امده هذا التوكل بقوة الى قوته. وقد وثق بكفاية ربه والوثوق والطمع في اصول المطلوب لا شك انه والوثوق والطمع في حصول المطلوب لا شك انه من اعظم الاسباب البعيدة عن الاعمال المرغبة فيها وهذا امر مشاهد معلوم ومنها ان المتوكل على الله حقيقة قد ابدى الافتقار التام الى ربه وتبرأ من حوله وقوته ولم يعجب بشيء من عمله. ولم يعجب بشيء من عمله ولم يتكل على نفسه لعلمه انها ضعيفة مهينة سريعة الانحلال بل لجأ في ذلك الى ربه مستعينا به في حصون مطلوبه. وهذا هو الغنى الحقيقي لانه استغنى بربه وكفايته وهو مع ذلك قد ابدى غاية المجهود فتبين ان التوكل لا ينافي القيام بالاسباب الدينية والدنيوية بل تمامه بفعلها بقوة صادقة وهمة عالية معتمدة على قوة القوي العزيز سبحانه. قال رحمه الله النصيحة اخبر صلى الله عليه وسلم ان الدين النصيحة كررها ثلاثا. فسرها بانها النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. واخبر تعالى ان نصيحة طريقة انبيائه واصفيائه واخبر ان الحرج منفي عن من نصح لله ولرسوله. فالنصيحة لله هي القيام التام بحقوقه علما وعملا ودعوة وتنفيذا. والنصيحة لكتاب الاجتهاد في معرفة الفاظه ومعانيه والعمل به والدعوة لذلك. والنصيحة برسوله الايمان به ومحبته واتباعه ونصر سنته وتقديم هديه على هديه قل لاحد والاجتهاد في كل ما يحبه. والنصيحة لائمة المسلمين وعامتهم ان يحب لهم الخير ويكرهوا لهم الشر ويسعى في ذلك بحسب مقدوره في علم جاهلهم ويرشدهم منحرفهم ويذكر غافلهم ويعظ معرضهم ومعارضهم ويدعو الى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة والمجاداة بالتي هي احسن ويسلك كل طريق ينفي ويسلك كل طريق فيه صلاح لاخوانه المسلمين. ويسعى بتأليف ذات بينهم وفي ارشادهم على اختلاف طبقاتهم لمصالح دينهم ودنياهم كل احد على حسب حاله. وللنصيحة فوائد عظيمة منها ان الدينار لا يتم الا بها بل هي الدين كما ذكره صلى الله عليه وسلم. ومنها ان الناصح الله ولرسوله ولكتابه وللخلق نفسه عملي قلبه هذا واستعداد واستعداده وتهيئته للنصيحة من اكبر الاعمال المقربة الى رب العالمين فما تقرب احد الى الله في توطين النفس على النصيحة الشرعية المذكورة فالناصح في عبادة مستمرة الاقام او قعد او عمل او ترك العمل. ومنها ان من عجز الدينية اذا كان ناصحا لله ولرسوله ناويا الخير اذا تيسر له فانه لا حرج عليه. ويشارك العاملين في عملهم فانما الاعمال بالنيات. ومنها ان الله للناس عن الصادق امورا لا تخطر له على بال. وان الساعي في نفع المسلمين اذا كان قصده النصيحة فانه يفلح وينجح فان تم ما سعى له في بل وهو الغالب والا تم اجره. فمن عجز عن بعض عمل فقد شرع فيه. فمن عجز عن بعض عمل قد شرع فيه تمم له ذلك العمل. قال تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله. ومنها السلامة من الغش فان من غش المسلمين في دينهم ودنياهم فليس منهم والغش من اشنع من اشنع الخصال القبيحة. في حق القريب والبعيد والمخالف والموافق فهذا القرآن العظيم يدعو الى هذا الخلق الذي هو افضل الاخلاق وهو النصيحة التي اسس عليها دين وهو النصيحة التي اسس عليها دين الاسلام وقام عليها بنيانه وبان بها فضله على كل شيء. فان النصح لكل احد محمود شرعه وعقله وفطره وضده قبيح شرعا وعقلا وفطرة الصدق في الاقوال والافعال وجميع الاحوال قد امر الله بصدق ومدح الصادقين واخبر ان الصدق ينفع اهله في الدنيا والاخرة وان لهم المغفرة والاجر العظيم. قال تعالى قال يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون. فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم. هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم. والايات في مدح الصدق كثيرة جدا. والصدق يهدي الى كل بر وخير كما الكذب يحيي الى كل شر وفجور. والصادق حبيب الى الله حبيب الى عباد الله معتبر في شغف دينه معتبر في شرف دينه ودنياه. بل عنوان الشرف والاعتبار وعلو المنزلة الصدق. وللصدق فوائد عظيمة منها هذه الامور العظيمة التي اشرنا اليها من امتثال امر الله وحصول اجر وحصول الاجر والثواب العظيم وان الصادق ينتفع بصدقه في الدنيا والاخرة. وانه يدعو الى البر والبر يهدي الى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا في اعلى الدرجات وارفع المقامات. ومن عرفت هذه ارتفع مقامه عند الخلق كما كان مرتفعا عند الخالق واطمأن الناس في اقواله وافعاله مرتبة عالية في الشرف وحسن الاعتبار والثناء الجميل. وامن الناس وامن الناس من بوارقه ومكرهه وغدره. ففي جميع المقامات الدينية والدنيوية لا الصادق الا في الدروة العليا ان كان في مقام الافتاء والتعليم والارشاد لم يعدل الناس بقوله لقوله احد واطمئنوا الى ارشاداته وتعليمه وتفهيمه لانه على الصدق وان شهد شهادة عامة او شهادة خاصة ثبتت الاحكام بشهادته. وان اخبر بخبر خاص او عام وثق الناس لخبره وعظموه واحترموه حتى لو اخطأ في شيء من ذلك لوجدوا له محملا صالحا. وان عامل الناس معاملة دنيوية ببيع او شراء واجارة او تجارة او حق من الحقوق الكبيرة تسابق الناس الى معاملته واطمئنوا لذلك غير مرتابين. وحسبك بهذا الخلق الذي يخضع لحسنه وكماله الباء الرجال ويعترف وبكماله اهل الفضل والكمال فهو من جملة البراهين على صدق الرسول وكبار ما جاء به من هذا الدين القيم الذي هذا الخلق العظيم من اخلاق هذا الذي هذا الخلق العظيم من اخلاقه وكل اخلاقه على هذا النبط والله اعلم. قال رحمه الله الشجاعة هذا العظيم قد امر الله به في ايات كثيرة وهي ايات الجهاد كلها. واثنى على اهله واخبر انه طريق الرسل وسادات الخلق. ونهى عن ضده وهو والفشل هو الخوف من الخلق في سبيل جهاد الدعوة وفي سبيل جهاد السلاح. وهذا الخلق الجليل قد يكون غزو. وهذا الخلق الجليل قد يكون غريزة مع العبد ويتقوى بموجبات الايمان وقد يحتاج العبد الى التمرن عليه وسلوك الطرق المعينة على ذلك. فالشجاعة قوة القلب وثباته وطمأنينته في المقامات والاحوال الحرجة وكل يحتاج اليه. وخصوصا الرؤساء الذين تناط بهم المهمات والامور فحاجتهم اليه ضرورية. وقد دعا القرآن ودعا الى كل وسيلة تعين عليه فامر بخوفه وحده والا يخشى العبد والا يخشى العبد الخلق. فمتى قصر العبد خوفه على فمتى قصر العبد خوفه على الله وحده وعلم ان الخلق لم لن يقدروا على نفعه ولا ضره الا بمشيئة الله قوي قلبه ثم اذا توكل على الله وقوى اعتماده عليه ازدادت قوته قلبه كما قال تعالى عن خيار الخلق الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. ثم اذا علم ما يترتب على القوة في الدين والشجاعة من الاجر والثواب ازدادت قوته وتضاعفت شجاعته. كما نبه الله على هذه الحالات بقوله ان تكونوا تألمون فانهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون. وكلما تأمل الخلق وعرف احوالهم وصفاتهم وانهم ليس عندهم شيء من النفع ولا من النصرة والدفع. وان وان مدحهم لا يغني عن العبد شيئا وذمهم لا يضره شيئا وانهم مع ذلك لا يريدون لك الخير الا لمصالحهم وعرف ان تعليق القلب بهم خوفا وهيبة وخشية ورغبة ورغبة وخشية ورغب ورهبا ضائع بلضار وانه يتعين على العبد ان ان يعلق خوفه ورجاءه وطبعه وخشيته بالله وحده. الذي عنده كل شيء وهو الذي يريد لك الخير من حيث لا تريده لنفسك ويعلم من مصالحك ما لا تعلم ويوصل اليك منها ما لا تقدر عليه ولا تريده. ومن دواعي الشجاعة ان يعرف العبد ان مرض وضعف في القلب يترتب عليه التقاعد عن المصالح وتفويت المنافع. ويسلط ويسلط عليه الضعفاء ويتشبه صاحبه بالخفيرات من نساء بل ان الجبن مرض يضعف الانسان ويوجد له انواعا من الامراض النفسية والبدنية. ولذلك نجد انه ينبغي الاستعاذة منه. اللهم اني اعوذ بك من شكرا. نعم. قال رحمه الله ومن فوائد الشجاعة قتال وامر الله وامر رسوله والاتصاف باوصاف اهل البصائر من اولي الالباب ذلك انه بحسب قوة القلب ينزل الله عليهم من المعونة والسكينة ما يكون اكبر وسيلة لادراك المطالب والنجاة من المصاعب والمتاعب. ومن فوائده انه يتمكن صاحب بالإرشاد الخلق ونفعهم على اختلاف طبقاتهم بالحكمة والموعظة الحسنة. واما الجبان فانه يفوته خير كثير وتمنعه الهيبة من بركة علمه وارشاده ونصحه للعباد ومنها ان الشجاعة تنجي العبد من كثير من الشدائد وتوجب له السكينة اذا مرت النوائب والمصائب فيقابلها بما يحبه الله من الصبر والثبات واحتساب الاجر اما الجبان فانه اذا اعترته هذه الامور الناعمة وذهب وذهب مصالحه. وذهل عن مصالحه. نعم وذهب عن مصالحه وتنوعت به الافكار الضارة فعملت معه المصائب والشدائد عملها الاليم وفوتته وفوتته الخيرات ثواب الجسيم وهذا الخلق الحميد بجملة الاخلاق الفاضلة التي تتولد من هذا الخلق الجامع وهو الصبر. هو الاساس الاكبر لكل خلق جميل والتنزه من كل خلق رزين وهو حبس النفس على العلامات وهو حبس النفس على ما تكره وعلى خلاف مرادها طلبا لرضا الله وثوابه ويدخل فيه الصبر على طاعة الله وعن معصيته وعلى اقدار الله المؤلمة. فلا تتم هذه الامور الثلاثة التي تجمع الدين كله الا بالصبر. فالطاعات خصوصا الطاعات الشاقة كالجهاد في سبيل الله العبادات المستمرات كطلب العلم والمداومة على الاقوال النافعة والافعال النافعة لا تتم الا بالصبر الا بالصبر عليها النفس على الاستمرار عليها وملازمتها ومرابطتها واذا واذا ضعف واذا ضعف الصبر ضعفت هذه الافعال وربما انقطعت وكذلك كف النفس المعاصي وخصوصا المعاصي التي في النفس داع قوي اليها. لا يتم الترك الا بالصبر والمصابرة على مخالفة الهوى وتحمل مرارته. وكذلك المصائب حين ينزل بالعبد ويريد ان يقابلها برضا والشكر والحمد لله على ذلك. لا يتم ذلك الا بالصبر وحساب الاجر ومتى برن العبد نفسه على الصبر ووطنها على تحمل المشاق ما المناسبة في جمع هؤلاء الثلاث؟ مع اختلاف ازمانهم اسماعيل كان صابرا في مر القضاء. وادريس كان صابرا على الطاعة. وذو الكفل صابرا على العهد. هذه هي علة الجمع بين هؤلاء الثلاثة. نعم. قال رحمه الله وقل من جد في امر تطلبه واستصحب الصبر الا فاز بالظفر وقد امر الله بالصبر واثنى على الصابرين واخبر ان لهم المنازل العالية والكرامات الغالية في ايات كثيرة من القرآن واخبر انهم يوفون اجرهم بغير حساب وحسب الخلق يسهل على العبد مشقة الطاعات ويهون عليه ما ترى ويهون عليه ترك ما تهواه النفوس من المخالفات ويسليه عن المصيبات ويمد الاخلاق زميلتك كلها ويكون لها ويكون لها كالاساس للبنيان. ومتى علم العبد ما في الطاعة من الخيرات العاجلة والآجلة. وفي المعاصي من العاجلة والآجلة وما بالصبر على المصائب من الثواب الجزيل والاجر الجميل. سهل الصبر على النفس وربما اتت به منقادة مستحيلة لثمراته واذا كان اهل الدنيا يهون عليهم الصبر على المشقات العظيمة لتحسين حطامها فكيف لا يهون على المؤمن الموفق الصبر على ما يحبه الله ثمراته ومتى صبر العبد لله مخلصا في صبره كان الله معه فان الله مع الصابرين بالعون والتوفيق والتأييد والتسديد. احسنت بارك الله نكتفي بهذا القدر ان شاء الله نكمل في الغد على ان توطنوا انفسكم على الصبر غدا لان لا بد ان ننهي الكتاب سواء انتهينا قبل المغرب او بعد المغرب. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يخلقنا واياكم باخلاق القرآن. وان يؤدبنا واياكم باداب سيد ولدي عدنان محمد صلى الله عليه وسلم الملتقى غدا ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. وجزاك الله خيرا يا شيخ يوسف وجزاكم الله خيرا. وصلى الله على نبينا محمد