قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تبشرهم فيتكلوا هذا فيه كتمان العلم للمصلحة. فامر معاذا ان يكتم هذا العلم وهو ان الله لا يعذب من لا يشرك به شيئا بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الثالث بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات الى حلقة جديدة من شرح كتاب التوحيد في الحلقة الماضية كان معنا فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء والذي استهل هذه الحلقة بكلمة عن هذا الكتاب العظيم الدعوة الى التوحيد ووقفنا مع جملة من الايات المباركات في هذا الباب مرحبا بكم الشيخ صالح مع بداية هذه الحلقة. حياكم الله. وقف بنا الحديث في الحلقة الماضية عند الاحاديث الواردة في هذا الباب بباب التوحيد نبدأ هذا الحديث بقول ابن مسعود رضي الله عنه من اراد ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين هذا الاثر عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه سببه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل به الموت وصار يعاني من سكرات الموت قال هاتوا اكتب لكم كتابا لا تختلف بعد يعني جميع شؤونكم فالصحابة رأوا حالة الرسول صلى الله عليه وسلم وما يعانيه فاشفقوا عليه من المشقة فلم يأتوا بالطلب وخرجوا من عنده يريدون له الراحة عليه الصلاة والسلام فمات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتب لهم كتابا فتأسفوا بعد ذلك الا يكونوا اتوا بالطلب وكتب لهم النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب الذي هم به فقال ابن مسعود رضي الله عنه من اراد ان ينظر الى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه صادرة منه اكيدا يقرأ هذه الايات الثلاث من سورة الانعام قل تعالى واتلوا ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا الى قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه تلاف هذه الايات المشتملة على عشر وصايا تجمع خيري الدنيا والاخرة وتلم جماعة المسلمين ترسم لهم المنهج الذي يسيرون عليه فهي ايات جامعة ووصايا عظيمة نافعة يقول ابن مسعود رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم لو اوصى يوصي بما اوصى به القرآن بما اوصى به الله عز وجل والله وصانا في هذه الايات في ختام كل اية اقول ذلكم وصاكم به فهذه الوصايا العشر تجمع للامة الخير كله ولهذا قال ابن مسعود عنها ما قال ما هو كما قال رضي الله عنه هذه ايات عظيمة ووصايا بليغة من رب العالمين النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بما اوصى به الله عز وجل هذا غرظ ابن مسعود رضي الله عنه. نعم وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال لي يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله اعلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا قلت يا رسول الله افلا ابشر الناس قال لا تبشرهم فيتكلوا اخرجاه في الصحيحين نعم هذا الحديث عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه انه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار هذا فيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم وانه يركب الحمار وايضا يردف عليه فاردف معه معاذا رضي الله عنه وهذا فيه فضيلة لمعاذ ايضا وفيه جواز الارداف على الدابة اذا كانت تطيق ذلك قال صلى الله عليه وسلم اتدري يا معاذ ما حق الله على العباد هذا فيه التعليم بطريقة السؤال والجواب لان هذا ابلغ بالتعليم وانبه للسامع اتدري ما حق الله على العباد الذي يجب على العباد لله عز وجل والذي خلقهم من اجله وما حق العباد على الله يعني ما للعباد عند الله عز وجل اذا وفوا بحق الله وهذا حق اوجبه سبحانه على نفسه ولم يوجبه عليه احد ولكن الله بفضله واحسانه اوجبهم عليه اذا ادوا حقه فلهم عليه حق اوجبه على نفسه تفضلا منه سبحانه والا كما يقول الشاعر ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا ولا عمل لديه ضائع ان عذبوا فبعدله او نعموا فبفظله وهو الكريم الواسع قال حق العباد قال معاذ رضي الله عنه قلت الله ورسوله اعلم هذا فيه ان المسؤول اذا سئل عن شيء وليس عنده جواب من مسائل العلم فانه يتوقف ويقول الله ورسوله اعلم ولا يدخل في شيء لا يعلمه او يتخرص الجواب وهو ليس عنده علم بل يرد العلم الى عالمه الله ورسوله اعلم ثم بين صلى الله عليه وسلم حق الله على العباد فقال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وهذا كما في قوله جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فحقه سبحانه على عباده ان يعبدوه ولم يكتفي بقوله ان يعبدوه بل قال ولا يشركوا به شيئا فان العبادة لله اذا دخلها الشرك بطلت لقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك قال جل وعلا ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون الشرك يحبط الاعمال ويبطلها لابد ان تكون العبادة خالصة لله عز وجل كما في قوله جل وعلا واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فلا بد من الامرين وهذا مما يحتم علينا ان نعرف ما هي العبادة لله عز وجل ويحتم علينا ان نعرف ما هو الشرك حتى نقوم بالعبادة ونتجنب الشرك فهذا امر عظيم وواجب كبير يجب علينا ان نعتني به ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا هل الله بحاجة لعبادة الناس الله ليس بحاجة لانه الغني سبحانه وتعالى ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرظى لعباده الكفر وان تشكروا يرضاه لكم وقال سبحانه وتعالى حكاية عن موسى عليه السلام وقال موسى لقومه لما ذكرهم بنعمة الله واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. وقال موسى ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله غني حميد فمصلحة العبادة راجعة الى العباد لتصلهم بالله ولاجل ان يكرمهم الله عز وجل بها في جنته. فمصلحتها لهم ومضرة الشرك عليهم الله لا تنفعه طاعة المطيع ولا تضره معصية العاصي وانما ذلك راجع الى العبد نفسه ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فهذا فيه وجوب عبادة الله عز وجل وانها حق لله على عباده وفيها التحذير من الشرك وان العبادة لا تصح اذا خالطها شرك فهناك اناس يعبدون الله ويجتهدون في العبادة والتسبيح والتهليل والذكر وانواع القربات ولكنهم يخلطونها بالشرك فيدعون غير الله من الاولياء والصالحين والملائكة والرسل وغير ذلك والاشجار والاحجار يعبدون الله ويعبدون معه غيره. هذه عبادة باطلة لا تنفع صاحبها وهي تعب عليه بلا فائدة وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا هذه بشرى عظيمة من لم يشرك بالله فان الله لا يعذبه اما انه لا يعذبه ابدا واما انه يعذبه اذا شاء الكبائر التي فعلها وهي دون الشرك وان شاء غفرها له ولم يعذبه فمآله الى المغفرة والنجاة من العذاب فالموحد اما انه لا يعذب ابتداء واما انه يعذب على ما عنده من الكبائر اذا شاء الله جل وعلا ثم يخرج من العذاب ومن النار بتوحيده ويدخل الجنة يكون يكون مآله الى الجنة فهذا فيه فضل التوحيد وان الله لا يعذب الموحدين اما انه لا يعذبهم ابدا واما انه لا يخلدهم في العذاب الا يعذب من لا يشرك به شيئا عند ذلك فرح معاذ رضي الله عنه بهذه البشارة العظيمة ان الله لا يعذب من لا يشرك به شيئا فقال يا رسول الله الا ابشر الناس فهذا فيه البشارة بالخير لا سيما الخير العام والخير الخاص ايضا فانه يبشر به لادخال السرور على الناس وعلى الغير والمسلم يحب لاخيه ما يحب لنفسه ويريد ان اخاه ينتفع بهذا الخير ويسر به. الا ابشر الناس لئلا يتكلوا ويتساهلوا بالمعاصي التي دون الشرك فاذا كان نشر بعض العلم او شيء من العلم يترتب عليه ظرر اكثر او يترتب عليه سوء فهم فانه لا يبين لكل الناس وانما يبين لخواصهم والعلماء منهم اما ان ينشر على الناس ويخشى ان الناس يتكلون عليه فيتساهلوا بالمعاصي ويقول اذا لم يكن عندنا شرك فاننا لا نعذب ففيه كتمان العلم للمصلحة ولكن معاذا رضي الله عنه اخبر بهذا عند موته خشية من كتمان العلم اخبر بذلك عند موته ليبلغ ما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم قوله اخرجاه اي البخاري ومسلم رويا هذا الحديث في صحيحيهما وما اتفق عليه الشيخان فهو اعلى درجات الصحة في الحديث ثم ما انفرد به البخاري ثم منفرد به او مسلم الحمد لله هذا حديث عظيم وفيه بشارة عظيمة وفيه احكام عظيمة نستفيدها منه والحمد لله رب العالمين احسن الله اليكم فضيلة الشيخ اه وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لامته ولصحابته عند موته فيها اه حكم ونستخلص منها اه امور المسلم يستفيد منها في حياته نعم اول شيء يستفاد من هذا مشروعية الوصية للميت عند الموت ان الانسان يوصي بالخير يوصي من بعده اذا كان عليه حقوق للناس فيجب عليه ان يوصي بها وان يبينها بان لا تظيع عليه ديون عليه عنده ودائع فانه يبينها للناس هذا واجب ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين الا ووصيته عند رأسه اما الوصية بشيء من المال في سبيل الخير فهذه ايضا مشروعة ولكن لها شروط اولا ان يكون المال كثيرا ترك خيرا الوصية للوالدين. الخير هو المال الكثير اما اذا كان المال قليلا فالمستحب الا يوصي بل يتركه للورثة انك ان تذر ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولابد ان تكون الوصية في حدود الثلث فاقل ولا تتجاوز الثلث نعم شكر الله لكما فضيلة الشيخ على ما بينتم في آآ باب التوحيد ونستكمل ان شاء الله الحلقات والابواب في هذا للموضوع في الحلقات القادمة باذن الله تعالى. جزاكم الله عنا وعن امة الاسلام خير الجزاء. وشكرا لزميلي مهندس الصوت عثمان ابن عبدالكريم الجويبر الذي سجل هذا الدرس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته