اما عاجلا واما عاجلا ثم ماذا؟ لو متعت ايضا وامرت كما امهلوا ثم صارت لك النار يوم القيامة ولا تحسبن الله انما يؤخرهم ليوم وهذا باب واسع جدا عظيم النفع فمن تدبره يجده فمن تدبره يجده متضمنا معاقبة الرب سبحانه من خرج عن طاعته بان يعكس عليه مقصوده شرعا وقدرا دنيا واخرى طردت سنة كونية سبحانه في عباده. بان من مكر بالباطل مكر به ومن احتال احتيل عليه ومن خادعة غيره وخدع قال الله تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم فقال تعالى ولا يحيك المكر السيء الا باهله. فلا تجد ماكرا الا وهو منكور به ولا مخادعا الا وهو مخدوع ولا محتال الا وهو محتال عليه تصوير هكذا جزاء الدنيا والسيئة سيئة والله سبحانه وتعالى لطيف حكيم قد يعجل العقوبة بسبب ما اقدم عليه العبد من الحيل والمكر والمعاصي نؤجلها لحكمة بالغة فلا ينبغي للعاقل ان يغتر بوجود المجرمين والمحتالين والكافرين ويقول ان الله سبحانه لم يعاقبه فانه لو عجل العقوبة للجميع ما بقي عليه شر احد هلك الناس ولا يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما تفعل الله بها من دابة. ولكنه سبحانه فحكمة بالغة تعجل لها العقوبة بعضها وهذا يملى ويملى له وينظر الى وقت ما وهذا ينظر للاخرة فيكون عذابه اشد فلا ينبغي للعاقل ان يغتر بمن فعل اجرام وامهل فان ربك سبحانه الحكمة البالغة ولهذا يقول جل وعلا في كتابه العظيم ولا تحسبن الله غافلا ما على الظالمون. انما يؤخرهم لليوم من تشخص به الابصار فيقول جل وعلا سنستدرجهم وامري لهم ان كيدي متين ويقول جل وعلا وكذلك جهد ربه اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد فغلب الخلق اغتر بعباد الله يقول هذا فلان ما جرى عليه شيء وهذه الطائفة فلان اجرى عليه شيء وهذه الدولة الفلانية ما اجرى على المال لا تهتروا بهذا ربك الحكيم في املائك وانظاره عليك الحذر وان تبتعد عن اسباب الهلاك ولا يهمنك بعض الناس قد املي له قد انظر فلذلك حكمة بالغة عليك نفسك احذر ان تصيبك المصيبة