الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد فكنا قد وقفنا بحمد الله وتوفيقه على الحديث السادس والستين من احاديث بهجة قلوب الابرار وقرة عيون الاخيار في شرح جوامع الاخبار فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال المؤلف رحمه الله تعالى الحديث السادس والستون عن علي ابن الحسين رحمه الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. رواه مالك واحمد ورواه ابن ماجة عن ابي هريرة ورواه الترمذي عن علي بن الحسين وعن ابي هريرة هذا الحديث من جوامع الاخبار اذا صح من جهة انه يبين الاصل العظيم في تعامل الانسان مع الناس وهو انه لا يتدخل فيما لا يعنيه نعم قال الاسلام عند الاطلاق يدخل فيه الايمان. والاحسان وهو شرائع الدين الظاهرة والباطنة. والمسلمون في الاسلام الى قسمين كما دل عليه فحوى هذا الحديث. فمنهم المحسن في اسلامه ومنهم المسيء فمن قام بالاسلام ظاهرا وباطنا فهو المحسن. ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله. وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا. واتخذ الله ابراهيم خليلا. فيشتغل هذا المحسن بما يعنيه. مما يجب عليه تركه من المعاصي والسيئات ومما ينبغي له تركه كالمكروهات وفضول المباحات التي الى مصلحة له فيها بل تفوته بل تفوت عليه الخير. فقوله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام للمرء تركه ما لا يعنيه يعم ما ذكرنا. ومفهوم الحديث ان من لم يترك ما لا يعنيه فانه مسيء في اسلامه وذلك شامل للاقوال والافعال المنهي عنها نهي التحريم او نهي كراهة. فهذا حديث يعد من الكلمات العامة الجامعة لانها قسمت هذا التقسيم الحاصر وبينت الاسباب التي يتم بها ما حسن الاسلام وهو الاشتغال بمياعم وترك ما لا يعني من قول وفعل والاسباب التي يكون بها العبد مسيئا وهي ضد هذه الحال والله اعلم هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه موصولا وحديث علي بن الحسين رحمه الله مرسلا من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه هو على ما ذكره الشيخ يدل على ان الناس في الاسلام على قسمين قسم يقال حسن اسلامهم وقسم يقال سعى اسلامهم وهذا المعنى الذي ذكره الشيخ انما يكون الاحسان بالاخذ بالشريعة ظاهرا وباطنا والاساءة بترك الواجبات الشرعية الظاهرة او الباطنة او بارتكاب المحرمات الظاهرة او الباطلة ويحتمل الحديث معنى اخر وهو كما قال الشيخ من جوامع الاخبار على وجازة لفظه لكن معناه كثير فمن معاني هذا الحديث من حسن اسلام المرء اي من احسانه في الاسلام ومن اتقانه للدين انه يترك ما لا يعنيه فمن هنا ندرك ان الانسان الذي يريد المتانة في الدين ويريد الاحسان في الدين ويريد ان يكون دينه محفوظا مصونا يترك ما لا يعنيه وهذا يشمل يترك ما لا يعنيه يشمل المحرمات فانها لا تعني الانسان. بل يجب البعد عنها والمكروهات فيكره قربانها والمباحات التي فيها توسعة فانها لا تعني الانسان ويدخل في تركه ما لا يعنيه من احوال الناس ومن اقوال الناس ومن افعال الناس وهذا الحديث بمفهومه يدل على ان من اشتغل بما لا يعنيه اساء فيما يعنيه وان من اشتغل بما يعنيه احسن فيما يعنى به وكان ذلك احسن في حقه واحسن في دينه واحسن للناس ولو ان الناس تركوا ما لا يعنيهم لاستغنوا عن كثير من القيل والقال وعن كثير من المنازعات فيما بينهم. فهذا حديث عظيم ومعانيه جليلة وما ذكره الشيخ انما هو غيظ من فيظ. نعم احسن الله اليكم قال الحديث السابع والستون عن ايوب ابن موسى ابن عمرو ابن سعيد ابن العاص عن ابيه عن جده ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نحل والد ولده من نحل افضل من ادب من ادب حسن رواه الترمذي هذا الحديث من جوامع الكلم في جهة الاداء وهو ان احسن العطايا ما تعلق بالاداب فاذا اردت ان تعطي انسانا عطية فقدم الادب واذا اردت ان تعطي ابنك عطية فقدم عطية الادب فان الادب من احسن العطايا. نعم قال اولى الناس ببرك واحقهم بمعروفك اولادك. فانهم امانات جعلهم الله عندك ووصاك بتربيتهم تربية صالحة لابدانهم وقلوبهم. وكل ما فعلته معهم ما هذا التهو وكل ما فعلته معهم من هذه الامور دقيقها وجليلها فانه من اداء الواجب عليك من افضل ما يقربك الى الله فاجتهد في ذلك واحتسبه عند الله. فكما انك اذا اطعمتهم وكسوتهم وقمت بتربيتي لابدانهم فانت قائم بالحق مأجور فكذلك بل اعظم من ذلك اذا قمت بتربية قلوبهم وارواحهم النافعة والمعارف الصادقة والتوجيه للاخلاق الحميدة والتحذير من ضدها. والنحل هي العطاء والاحسان النحل النحل. النحل او النحل. نعم قال والنحل هي العطايا والاحسان. فالاداب الحسنة خير للاولاد حالا ومآلا من اعطائهم والفظة وانواع المتاع الدنيوي لان بلاد الحسنة والاخلاق الجميلة يرتفعون وبها يسعدون يعدون ما عليهم من حقوق الله وحقوق العباد. وبها يجتنبون انواع المضار وبها يتم برهم لاولادهم. اما اهمال الاولاد فضرره كبير وخطره خطير. ارأيت لو كان لك بستان نميته حتى استتمت اشجاره واينعت ثماره وتزخرفت زروعه وازهاره ثم اهملته ولم تحفظه ولم تسقه ولم ولم تنقه من الافات. وتعده للنمو في كل الاوقات. اليس هذا من اعظم الجهل والحمق. فكيف تهمل فكيف تهمل اولادك الذين هم فلذة وثمرة فؤادك ونسخة روحك والقائمون مقامك حيا وميتا. الذين بسعادتهم تتم سعادتي وميتة. ها؟ نعم حيا وميتا. الذين بسعادتهم تتم سعادتك. وبفلاحهم ونجاحهم تدرك به خيرا كثيرا وما يذكر الا اولو الالباب. هذا الحديث كما قال الشيخ نص في ان النحل او العطايا والهبات ان الوان واشكال. والوالد كما هو معلوم سواء كان اما او ابا فهو يعطي ولده العطايا والهدايا فالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بين بانه ينبغي له ان يهتم بالنحل التي تجمل خلقه وتحسن ادبه ما نحن والد اي ما اعطى ما اهدى والد ولده من نحل او من نحل. الصواب من نحل بظم النون اي من عطية افضل من ادب حسن وما هو الادب الادب كما قال شيخ الاسلام ابو العباس ابن تيمية رحمه الله استعمال الحسن من الاعمال والاقوال مع ذي المقامات استعمال الحسن من الاعمال والاقوال مع ذي المقامات فتستخدم مع الله عز وجل احسن ما يليق بحالك وانت عبد مع ربك وتستعمل معه افضل الاقوال وهكذا مع نبيك صلى الله عليه وسلم وهكذا مع والديك وهكذا مع ولاة امرك فالادب الحسن كما قال العلماء رحمهم الله الادب الحسن هو الخلق حسن الخلق وحسن الخلق دربة يدرب عليها الولد سواء كان الولد ذكرا او انثى ومع الاسف الشديد نرى في ايامنا هذه ان الاباء والامهات يهتمون باداب اولادهم فيما يتعلق بكثير من الامور والمجريات والاحوال لكن يهملون الاداب المتعلقة بالدين ويتعلم الولد كيف يلبس للمدرسة ويتجمل ويتعلم الولد كيف اجلسوا الاصحاب او معهم في الديوانية ولكن لا نعلم اولادنا كيف يجلسون في المساجد كيف يتأدبون مع القرآن كيف يتأدبون مع الله كيف يتأدبون مع الرسول صلى الله عليه وسلم قليل ونادر ان نعلم اولادنا كيف يتعذبون مع الصحابة مع العلما او حتى مع الامرا والاكابر وهذا غلط لهذا قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ما نحل والد ولده من نحل افضل من ادب حسن والادب الحسن زينة للاولاد وكل والد يبحث عن زينة لاولاده. فلا زينة احسن من ان تلبسهم بالاداب فان الثياب تبلى والجمال يذهب لكن الاداب تبقى نعم احسن الله اليكم. قال الحديث الثامن والستون عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك اما ان يحذيك اما ان تبتاع منه واما ان تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد مريحا خبيثة متفق عليه هذا الحديث من جوامع اخبار النبي صلى الله عليه وسلم فهو اصل في بيان الاصحاب اصل في بيان الاصحاب. نعم قال اشتمل هذا الحديث على الحث على اختيار الاصحاب الصالحين والتحذير من ضدهم. ومثل النبي صلى الله عليه بهذين المثالين مبينا ان الجليس الصالح جميع احوالك معه وانت في مغنم وخير من المسك الذي تنتفع بما معه من المسك. اما بهبة او بعوض واقل ذلك مدة جلوسك جمعه وانت قرير النفس برائحة المسك. فالخير الذي يصيبه العبد من جليسه الصالح ابلغ وافضل من المسك الاظفر الاظفر. نعم. فانه اما ان يعلمك ما ينفعك في دينك ودنياك او يهدي لك نصيحة او يحذرك من الاقامة على ما يضرك فيحثك على طاعة الله وبر الوالدين الى رحام ويصبغك بعيوب نفسك ويدعوك الى مكارم الاخلاق ومحاسنها بقوله وفعله وحاله فان كان مجبول على الاقتداء بصاحبه وجليسه والطباع والارواح جنود مجندة. يقود بعضها بعضا الى الخير او الى ضده. واقل ما تستفيده من الجليف الصالح. وهي فائدة لا يستهان بها ان تنكف بسببه عن السيئات والمعاصي رعاية للصحبة ومنافسة في الخير وترفعا عن الشر وان يحفظك في حظرتك ومغيبك وان تنفعك محبته ودعاؤه في حال حياتك بعد مماتك وان يدافع عنك بسبب اتصاله بك ومحبته لك. وتلك امور لا تباشر لا تباشر انت مدافعتها. كما انه قد يصلك باشخاص واعمال ينفعك اتصالك بهم اصحاب صالحين لا تعد ولا تحصى وحسب المرء اي وحسب فحسب المرء وحسب المرء ان يعتبر بقليله وان يكون على دين خليله. واما مصاحبة الاشرار فانها بضد جميع ما ذكرنا. وهم هم مضرة مضرة وهم مضرة من جميع الوجوه على من صاحبهم. وشر على من خالطهم فكم هلك بسببهم اقوام؟ وكم قادوا اصحابهم الى المهالك من حيث من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون ولهذا كان من اعظم نعم الله على العبد المؤمن ان يوفقه لصحبة الاخيار. ومن عقوبته لعبده ان يبتليه ان يبتلي بصحبة الاشرار صحبة الاخيار توصل العبد الى اعلى عليين. وصحبة الاشرار توصله الى اسفل صحبتنا خيارين توجب له العلوم النافعة والاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة وصحبة الاشرار تحرمه وذلك اجمع ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا فقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا. هذا الحديث فيه قياس بديع عجيب اه يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم المقايسة والمماثلة بين صاحب اه الصالح والصاحب الفاسد مثل الجليس الصالح الذي به يعتبر الانسان ويقاس عليه والجليس السوء كحامل المسك بالنسبة للاول وهذا فيه ان من يحمل الشرع في قلبه وان من يكون مؤمنا تاما فانه كحامل المسك. فان كان المسك طيب البدن فان الدين والعلم يطيب النفس والبدن ونافخ الكير المقصود بالكير هنا الحديد الذي ينفخ في الحديد والذي ينفخ في الحديد حتى يصبح الحديد حميما ساخنا حارا ليلويه هذا شغل الحداد فحامل المسك لا يخلو من هذه الاحوال الثلاثة اما ان يحذيك يعطيك بدون ان تسأل واما ان تبتاع منه من مقابل واما ان تجد منه ريحا طيبة هذه الاحوال الثلاث وبهذا ندرك ان جلساء الجلساء والاصحاب الصالحين اما انهم يبادرون بالخير واما انهم يبادلون الخير واذا لم يحصل مبادرة ولا مبادلة فانك لن تجد منه الا الخير ولو بدون المبادرة والمبادلة لن تجد منه الا الريح الطيبة ولهذا لو تنتبه لهذا التقسيم تجد ان الجليس الصالح يحذيك ويدفعك للصالحات ويرغبك في الصالحات ويكفك عن السيئات هذا حال الجليس الصالح. ولهذا قال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي الجليس الصالح يحثك على العبادة والطاعة يحذرك من المخالف واذا لم يحصل منه هذا ولا هذا لن تجد منه الا الخير فلن تجد من جهته امرا سالما اما نافخ الكيل وهذا جليس السوء يحصل منه امران اما ان يحرق ثيابك واما ان تجد منه ريحا خبيثة ولذلك قال عز وجل الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين اما سألتم انفسكم لماذا الاخلاء يكون بعضهم لبعض عدو؟ في ذلك اليوم انظروا الى حال من اجتمعوا عن الشر في الدنيا فانك تجدهم اعداء في الدنيا اذا ما فضحوا قبل الاخرة فمثلا لو خمسة او سبعة اشتركوا في قضية نصب واحتيال ومسكتهم الدولة فكل واحد منهم يلقي اللوم على الاخر كل واحد منهم يلقي اللوم على الاخر فتجد العداوة بينهم في الدنيا قبل الاخرة اما يوم القيامة فان العداوة بينهم اظهر واظهر فضعيفهم يقول كبيرهم الذي غرني وكبيرهم يقول ما كان لي عليه من سلطان وكل واحد يتمنى للاخر العقوبة الشديدة. هذا حاله فهذا حديث عظيم ينبغي علينا ان ننظر الى اصحابنا وان نتقرب من الصالحين منهم وان نبتعد عن الطالحين منهم. وهكذا نعلم اولادنا على اهمية الصحبة الصالحة فان ابا بكر انتفع بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم مع انه ليس من اقاربه وابو لهب تضرر بصحبته لابي جهل مع انه ليس من اقاربه لهذا ينبغي للانسان ان ينتبه ولما كانت امرأة فرعون قالت قرة عين لي صار قرة عين لها وهذه من اثار الصحبة نسأل الله جل وعلا ان يصلح اصحابنا واخواننا لنا وان يصلحنا لهم. نعم احسن الله اليكم قال الحديث التاسع والستون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. متفق عليه. هذا الحديث اصل في باب تحذير هذا الحديث اصل في باب التحذير لذلك كان من جوامع الاخبار فاورده الشيخ رحمه الله نعم قال هذا مثل ضربه النبي صلى الله عليه وسلم لبيان كمال احتراز المؤمن ويقظته وان المؤمن يمنعه ايمانه من اقتراف سيئات التي تضره مقارفتها. وانه متى وقع في شيء منها فانه في الحال نبادر الى الندم والتوبة والانابة. ومن تمام توبته ان يحذر غاية الحذر. من ذلك السبب الذي اوقعه في الذنب كحال من ادخل يده في جحر فلدغته حية فانه بعد ذلك لا يكاد يدخل يده في ذلك الجحر لما اصابه فيه اول مرة. وكما ان الايمان يحمل صاحبه على فعل الطاعات ويرغبه فيها ايحزنه لفواتها فكذلك يزجره عن مقارفة السيئات. وان وقعت بادر الى النزوع انها ولم يعد الى مثل ما وقع فيه. وفي هذا الحديث الحث على الحزم والكيس في جميع الامور. ومل ومن لوازم ذلك تعرف الاسباب النافعة ليقوم تعرف الاسباب النافعة ليقوم بها المارة وهم اسباب الضارة ليتجنبها ويدل على الحث على تجنب اسباب الريب الرياء الريب نعم على تجنب اسباب الريب التي يخشى من مقاربتها. من مقاربتها الوقوع الوقوع في الشر. وعلى ان ضائعة معتبرة وقد حذر الله المؤمنين من العود الى ما زينه الشيطان من الوقوع في المعاصي فقال يعظكم الله ان تعودوا لمثله ابدا ان كنتم مؤمنين. ولهذا فان من ذاق الشر من التائبين تكون كراهته له اعظم وتحذيره وحذرهم عنه ابلغ لانه عرف بالتجربة اثار اثاره القبيحة وفي الحديث الاناة مع الله من الله من الله وفي الحديث الاناة من الله والعجلة من الشيطان ولا حليم الا ذو اثرة ولا حكيم الا ذو تجربة والله اعلم هذا الحديث كما ذكر الشيخ يعني اصل عظيم في ان المؤمن المؤمن هو الذي لا يلدغ من جحر واحد مرتين طيب المسلم المسلم يمكن يلدغ من جحر واحد عشرين مرة ويرجع له هذا فيه دلالة ان المؤمن كيس فطن وانه يفكر في مصلحة اخرته فاذا كان سلك طريقا فوجد في هذا الطريق ظعفا ايمانيا لا يسلك هذا الطريق مرة اخرى اذا سلك اذا باشر شيئا كان هذا الشيء سببا في وقوعه في المعاصي لا يباشره مرة اخرى ويبتعد عنه كل البعد اذا صاحب انسانا فوجد في صحبته نقصانا في دينه لا يصحبه مرة اخرى هذا معنى الحديث لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. لكن مع الاسف اصبح كثير من اهل الدنيا يستخدمون هذا الحديث في امورهم الدنيوية اذا ما خسر مرة ها من فلان ولدغ من فلان قال لا يلدغه. مؤمن من جحر واحد مرتين. ما في اشكال هذا صحيح لكن الحديث اصلا ورد على سبيل العموم فينبغي على العاقل ان يكون فطن. يعني انت الان رأيت ان السهر يؤخرك عن صلاة الفجر اذا لا تلدغ من السهر لا تجي الليلة بعدها ان بعد تسهر لا المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين عرفت ان النوم على هذا الفراش الوثير يطوف عليك العبادة والطاعة لا تنام على هذا الفراش تنام على الخشب ليش؟ حتى لا تلدغ لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. عرفت ان ذهابك للمكان الفلاني يفوت عليك صلاة الجماعة لا تذهب عرفت ان سيرك في المكان الفلاني يفوت عليك الدرس لا تذهب فهذا حديث عظيم في اهمية معرفة الاسباب والحرص على الاسباب النافعة المعينة على الخير والحذر من الاسباب الضارة التي توصل الى الشر وان السبب الذي يكون موصلا الى الشر لا ينبغي للمسلم والمؤمن ان يباشره مرة اخرى هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد نكتفي بهذا القدر نلتقي الثلاثاء القادم ان شاء الله سبحانك اللهم اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك