واولياء الله عز وجل على مرتبتين. احدهما اعلى من الاخرى. وقد ذكر في هذا الحديث المرتبة العليا. فالمرتبة الاولى مرتبة المقتصدين. وهم اصحاب اليمين. الذين فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات. هؤلاء اولياء لله عز وجل. قال تعالى الذين امنوا امنوا وكانوا يتقون واقل درجات التقوى ان يفعل الانسان الفرائض والواجبات وان يترك العبد المعاصي والمنكرات المرتبة الثانية من مرتبة اولياء الله المتقين مرتبة السابقين المقربين وهم الذين ادوا الفرائض واتوا بما يقدرون عليه من النوافل. وتركوا المحرمات واجتنبوا ايضا المكروهات فهذه اعلى المراتب وارسخها واهلها احبهم الى الله عز وجل كما قال تعالى بعد من ذكر ولا يزال عبدي قال وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ثم قال ولا يزال عبدي يتقرب الي النوافل حتى احبه واذا بحثت عن التقي وجدته رجلا يصدق قوله بفعالي. واذا اتقى الله امرؤ واطاعه فيداه بين مكارم وخلالي وعلى التقي اذا ترسخ في التقاة جان. تاج سكينة ووقار واذا تناسبت الرجال كما ارى نسبا يقاس بصالح الاعمال. فعلى العبد ان ينافس على هذه المرتبة. ان يكون لله وليا. وعلى العبد ان ما يستطيع حتى يحصل هذه المرتبة لانه اذا وصل وصل اليها نال عز الدنيا والاخرة وفلاح الدنيا والاخرة نيل ولاية الله جل وعلا للعبد يرتفع الانسان فيه درجات عند الله ويحصل ثمرات ولو كان عند الناس محتقرا. لان العبرة بما في القلوب من التقوى. وما يأتي به العبد من طاعة الله عز وجل ومراقبته اولياء الله اهل اخلاص اهل صدق اهل خشوع اهل عبادة وتقوى سباقون للطاعات بعيدون عن المنكرات راغبون في الاخرة بعيدون عن المعاصي في جوارحهم يأمرون بالمعروف ينهون عن المنكر الذين امنوا وكانوا يتقون ولذلك قال في هذا الحديث ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل بعد الفرائض اي حتى فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها