ولهذا قال تعالى زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملت الله امر رسوله ان يقسم بربه انه سيبعثهم وقوله زعم الزعم هو الكذب. الزعم هو الكذب يعني كذبوا في قولهم هذا. وقالوا ما هي الا الدنيا وما منحن بمبعوثين وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. ايعدكم انكم اذا متم وكنتم ترابا وعظاما انكم تبعثون هيهات هيهات لما توعدون ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين. كذا مقالة الكفار قديما ينكرون البعث وليس لهم حجة الا انهم يقولون كيف ان الناس اذا مات وصاروا ترابا انهم يبعثون. هذا مستحيل. قال من يحيي العظام وهي رميم سبحان الله طيب من قبل كانوا غير كانوا من قبل غير موجودين اصلا ثم خلقهم الله جل وعلا فالذي خلقهم في البداية قادر من باب اولى على اعادتهم. وظرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة. وهو بكل خلق عليم والقرآن مملوء من الرد على منكري البعث وايضا لو لم يكن هناك بعث وجزى على الاعمال لكان خلق الخلق عبثا. كيف يخلقهم ويعملون الاعمال الصالحة او الاعمال الكفرية ثم يموتون ويتركون. هذا لا يليق بعدل الله جل وعلا. افحسبتم انما خلقناكم عبثا. وانكم الينا لا ترجعون فتعالى الله. الملك الحق. تعالى الله عن هذا. فالله جل وعلا لا بد ان يبعث الناس ويميز المؤمنين من الكفار. فيجازي المؤمن بايمانه ويزال ويجازي الكفر بكفره وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا. ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ام نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض؟ ام نجعل المتقين كالفجار؟ كلهم يموتون ولا يبعثون ولا يجازون على اعمالهم عشا وكلا ثمان الله هدد الكفار والمشركين والعصاة لانهم سيرجعون الى ربهم ويحاسبون ويجازون هددهم بذلك وذكرهم بذلك ادل على ان البعث انه فلا بد منه وانه كائن لا محالة والدنيا دار عمل والاخرة دار جزاء. هذه حكمة الله سبحانه وتعالى