اما المعتزلة ومن سار في ركابهم فهم ينفون الرؤيا كعادتهم انهم لا يصدقون بالاحاديث ولا انما يتبعون عقولهم وافكارهم ويستدلون بالمتشابه من القرآن مثل قوله تعالى عن موسى رب ارني انظر اليك قال لن تراني. قالوا هذا نفي قالوا هذا نفي لن تراني فدل على ان الله لا يرى والرد على هذا من وجهين الوجه الاول انه لو كانت رؤية الله غير جائزة لما سألها موسى. لان موسى نبي الله وكليم الله لا يمكن ان يسأل شيء لا يمكن ان يسأل شيئا لا يجوز دل على ان رؤية الله جائزة ولكنه لم يراه في هذه الدنيا لانه لا يقوى لان المخلوقين لا يقون على رؤية الله في هذه الدنيا ولهذا ضرب الله له المثل قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل. فان استقر مكانه فسوف تراني. فلما تجلى ربه للجبل اله دكا وخر موسى صعقا. يعني مغشيا عليه. فدل على ان موسى لا يطيق رؤية الله في هذه الدنيا. وكل مخلوق لا يطيق رؤية الله وفي هذه الدنيا لضعف المخلوقين اما في الجنة فالله يعطي المؤمنين قوة على ان يروا ربهم سبحانه هذا الوجه الاول انه لو كانت الرؤيا سؤال الرؤيا غير جائز لما سأله موسى كليم الله والله جل وعلا لم يقل له اني لا ارى بل قال لن تراني لن يعني مؤقتا في هذه الدنيا لن تراني ولن لا تقتضي النفي مطلقا وانما تقتضي النفي المؤقت. ولهذا يقول ابن مالك في الكافيه الشافية ومن يرى النفي بلن مؤبدا فلا تقبله وسواه فاعضد. سواه فاعضدا. للنفي غير المؤبد. ولهذا الكفار قال الله جل وعلا في في اليهود ولن يتمنوه ابدا يعني الموت ولن يتمنوه ابدا. ليس معنى لن يتمنوه ان انهم لا يتمنونه ابد الاباد ولكن في الدنيا. اما في الاخرة فهم يتمنون الموت وقالوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال انكم ماكثون. ففي يوم القيامة يطلبون الموت. مع انهم في الدنيا لن يتمنوا. فدل على ان لن لمطلق النفي. لا تقتضي عبيدا لا تقتضي تأبيدا وانما هو نفي مؤقت الله جل وعلا قال لن تراني يعني في الدنيا فليس لهم متمسك في هذه الاية الشبهة الثانية تمسكوا بظاهر قوله تعالى لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار قالوا لا تدركه يعني لا تراه. نقول كذبتم ليس معنى لا تدركوها انها لا ترى لكن معناها انها لا تحيط به والادراك معناه الاحاطة ما قال لا تراه الابصار بل قال لا تدركه الابصار ونفي الادراك لا يلزم منه نفي الرؤية. فقد يرى الانسان الشيء ولا يدركه كله. انت مثلا ترى الشمس ترى الشمس لكن هل تدركها كلها حدودها كبر الشمس وعظها ما ما تدركه فما كل ما يرى يدرك كله؟ والاية ليس فيها نفي الرؤية فيها نفي الادراك قال لا تدركه الابصار يعني وان رأته فهي لا تدركه لان الله جل وعلا اعظم من كل شيء ولا يحاط به جل وعلا اليس في الاية دليل على نفي الرؤيا انما فيها نفي الادراك فقط. هذا حاصل الخلاف في هذه المسألة