بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. هذا هو الدرس الواحد والثلاثون. من شرح نظم زبدة البلاغة وما زلنا مع الباب السابع باب الفصل والوصل ووصلنا الى البيت الواحد والثلاثين وهو متصل بالبيت السابق. قال في البيت السابق توسط قل واصلوا في جملتين اتفقت مع جامعي. فاشار الى شرطي الوصل او ما يسمى بالتوسط بين الكمالين وهما اتفاق الجملتين في الخبرية والمقصود بهذا؟ المقصود بهذا ان تكون الجملتان خبريتين او تكونا انشائيتين والمعتبر في الحكم على الجملة انها خبرية او انشائية المعنى لا اللفظ. وهذا يحتاج الى شيء من التوضيح فمثلا عندما اقول مات زيد رحمه الله. هاتان الجملتان مات زيد خبرية في اللفظ وخبرية في المعنى لكن رحمه الله لفظها لفظ الخبر ولكن المقصود بها طلبوا الرحمة من الله لهذا الشخص. فهي في الحقيقة من الانشاء الطلبي كأنني قلت ارحمه يا الله. كأنني قلت مات زيد ارحمه يا الله. فهو امر خرج الى معنى الدعاء اذا هاتان الجملتان متفقتان ام مختلفتان الحقيقة انهما وان اتفقتا في اللفظ لكنهما اختلفا في المعنى ولذلك مات زيد رحمه الله هذا لم يعطف بالواو لان الجملتين اختلفتا في الخبرية والانشائية. ولذلك لم يتحقق الشرط الاول من من شرطي التوسط بين الكمالين فهو من كمال الانقطاع مات زيد رحمه الله. فهو من كمال الانقطاع. اما الشرط الثاني المشار اليه مع جامعي فهو وجود جامع يجمع الجملتين. وهذا دقيق وكلامهم فيه وان كان قليلا اعني البلاغيين الا انه ليس بالسهل عموما ولذلك يحسن ان يعرف بالتفصيل فيما هو بعد هذا النظمي واصله ولكن نلاحظ فقط ان الامور التي تجمع بين الجملتين قد تكون امورا مشتركة بين الناس وقد تكون خاصة بالبيئة التي قيلت فيها اه تلك الكلمات او تلك الجمل. فمثلا قوله تعالى يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد. وتكلمنا على هذه الاية من قبل قال وكلوا. واشربوا كلوا واشربوا كلوا العقلاء. يعرفون العلاقة بين والشرب ولذلك قد تحقق في واشربوا الشرطان. هي والتي قبلها كونوا جملتان انشائيتان في المعنى. ثم الجامع موجود. يدركه كما قلت كل عاقل الاكل والشرب. ولكن اذا نظرت الى الجملة التي سبقتهما تجد خذوا زينتكم عند كل مسجد ما علاقة اخذ الزينة للصلاة بالاكل والشرب هنا علاقة لا يعرفها كل احد يعرفها من عرف البيئة العربية التي نزل القرآن بلسانها بلسان عربي مبين والعرب كما بين الامام الطبري كان منهم من يذهب الى الحج فيطوف بالبيت عاريا ويمنع نفسه من بعض الطعام او الشراب. فنزلت الاية. فالاكل والشرب علاقتهما يدركها كل انسان. واخذ الزنا علاقته علاقته علاقة اخذ الزينة بالاكل والشرب يدركها من عرف بيئة العرب وهذا يدل ان اذا الجامع يحتاج الى معرفة البيئة التي قيل فيها الكلام وهي البيئة العربية اذا كنا نحاول فهم القرآن او السنة او حتى الشعر العربي اذا هذان شرطان وجدا في كلوا واشربوا وكذلك ولا تسرفوا اسراف له علاقة واضحة بالاكل والشرب. فجاءت الجمل متعاطفة وهي من باب التوسط بين الكمالين. وقد مضت الاشارة في الدرس السابق الى هذه الاية. ففيها فصل وفيها وصل كما هو ظاهر. ثم جاء الشطر والثاني من البيت الواحد والثلاثين وهو اخر باب الفصل والوصل للتنبيه. قال واترك لخوف الوهم دوما والتعي دائما اترك القاعدة الاصلية لخوف الوهم وهذا ليس خاصا بهذا الباب لكن نحن الان في باب الفصل والوصل عندنا قاعدة كمال الانقطاع له حكم. وكذلك كمان الاتصال يشترك معه في الحكم وهو الفصل وكذلك شبه كمال الاتصال. وبالنسبة التوسط بين الكمالين حكمه الوصل. طيب هل سالتزم بهذه القاعدة دائما؟ قال واترك لخوفي الوهمي. اذا خشيت ان يسبب اتباعك للقاعدة الاصلية وهما بحيث لا يفهم كلامك على وجهه فعليك ان تترك هذه القاعدة الاصلية وتخالفها. لماذا؟ كي يفهم السامع. ولذلك عليك ان وتتأمل فيما تقوله قبل ان تقوله. طيب ما مثال ما يسبب الوهم؟ ذكر البلاغيون اه مثالا انك لو قلت لانسان هل تريد ان تأتي معي للعشاء فقال لا هذه جملة خبرية يعني لا اريد. ثم اراد ان يدعو لك فقال جزاك الله خيرا لا قلنا انها خبرية. جزاك الله خيرا مثل رحمه الله. جملة انشائية في وان بدت في الظاهر خبرية. اذا لم تتفق الجملتان. الجملة الاولى خبرية والثانية انشائية فما القاعدة الاصلية فيها؟ القاعدة ان احد الشرطين اختل فهو من كمال الانقطاع اذا لا نأتي بالواو نقول لا جزاك الله خيرا. قالوا لكن هذا الفصل واتباع القاعدة الاصلية قد يسبب وهما للسامع فيظنك فيظن انك تدعو عليه. اذا قلت لا جزاك الله خيرا كانك تدعو عليه ان ان لا يجزيه الله خيرا. طبعا هذه اه المسألة قد تفهم وطريقة النطق والكلام. فاذا قلت لا جزاك الله خيرا. اعرف انه يدعو لي. او ان المتكلم يدعو للشخص لا عليه بخلاف ما لو قال لا جزاك الله خيرا هنا نعرف انها جملة واحدة ثم متصلة الوهم زائل بطريقة النطق لكن قالوا اذا خشيت الوهمة في مثل هذا المثال فان الاحسن ان تأتي بالواو او قد يلزم بعضهم الاتيان بالواو والمسألة فيها نقاش لا يحسن هنا وعرضه. فاذا قلت لا جزاك الله خيرا فالقاعدة ان تفصل. لكنك ستأتي الواوي لتزيل الوهم وتشعر السامع انك تستأنف كلاما جديدا فبعد ان اجبت عن سؤاله بلا بدأت تدعو له وقلت وجزاك الله خيرا. هذا هو شيء مما او هذا مثال لما اشير اليه في قوله. الناظم اترك لخوف الوهم دوما والتعي دوما لان هذه قاعدة عامة كل ما خشي معه الوهم يخالف فيه الاصل حتى لا يفهم المراد على غير ما اراده المتكلم. ولتعي يعني ان هذا الامر يحتاج الى يقظة انه قد يحصل وهم وانت غير متنبه وانما تنبهت للقاعدة الاصلية فمع القاعدة الاصلية لا بد ان تكون واعيا هل هذه اتباع للقاعدة الاصلية سيسبب وهما ام لا. اكتفي بهذا القدر واسأل الله لي ولكم التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين