اي انه وصل الى درجة من مصاحبة الله عز وجل ومعيته بحيث يرى الله في كل شيء ويبصر ان الله ويعلم ان الله يبصره في كل شيء في كل ما ياتي ويذر لا علمية محضة وان كان المخلوق يجد فائدة لطيفة ان الباء في الحديث كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها. هذا الباء باء المصاحبة الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد نبدأ قراءتنا في كتاب الداء والدواء او الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي. حيث وقفنا على قول المصنف فصل وخاصية التعبد وهو يبين رحمه الله في هذه المرحلة او في هذه المرتبة كيفية التقرب الى الله عز وجل وان قلب العبد المؤمن لا يتسع لحبين متظادين حب الهوى وحب الطاعة حب الانقياد وحب الانفلات فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد فاللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالدي ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى فصل خاصية التعبد الحب مع الخضوع والذل محبوب فمن احب شيئا وخضع له ومن احب شيئا وخضع له فقد تعبد قلبه له بل التعبد اخر مراتب الحب ويقال له التتيم ايضا فان اول العلاقة وسميت علاقة لتعلق القلب بالمحبوب. قال وعلقت ليلى وعلقت ليلى وهي ذات تمائم. ولم يبدو للاتراب من ثديها حجم وقال اخر اعلاقة اما الوليد بعدما افنان رأسك كالثغام المخلص. ثم بعدها الصبابة بذلك من سباب القلب الى المحبوب قال تشكل المحبون الصبابة ليتني. تحملت ما يلقون من بينهم وحدي فكانت لقلبي لذة الحب كلها. فلم يلقها قبلي محب ولا بعدي ثم الغرام وهو لجوم الحب للقلب لزوما لا ينفك عنه ومنه سمي الغريم غريما لملازمته صاحبه ومنه قوله تعالى ان عذابها كان غراما. وقد اولى على المتأخرون باستعمال احسن وقد اودع المتأخرون باستعمار هذا اللفظ بالحب وقل ان تجده في اشعار العرب. يعني كثير ما يستخدم بعض ناس يقول فلان وغريم يعني محب لفلان. او فلان غريب في حب الله وهذا غير مستخدم باشعار العرب القديم نعم قال رحمه الله ثم العشق وهو افراط المحبة. ولهذا لا يوصف به الرب تعالى ولا يطلق في حقه. لا يجوز ان يقال فلان عشيق الله او فلان معشوق الله هذه اللفظة انما تطلق في العشق الجسمان بالعشق النفساني في العشق الشهواني نعم قال رحمه الله لهذا لا يوصف به الرب تعالى ولا يطلق في حقه ثم الشوق وهو سفر القلب الى المحبوب احث وقد جاء اطلاقه في حق الرب تعالى كما في مسند الامام احمد من حديث عمار ابن ياسر رضي الله عنه انه صلى صلاة فاوجز فيها فقيل له في ذلك فقال اما اني دعوت فيها بدعوات كان اما اني دعوت فيها بدعوات كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهن اللهم اني اسألك بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق اهيني اذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم واسألك خشيتك في الغيب والشهادة واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا القصد في الفقر والغنى. اسألك نعيما لا ينفد واسألك قرة عين لا تنقطع. واسألك برد العيش واسألك واسألك برد العيش. احسن ما عليك نعم باعتبار انه مصدر نعم واسألك برد العيش بعد الموت واسألك لذة النظر الى وجهك الكريم واسألك الشوق الى لقائك بغير ضراء مضر مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين. الحديث وجه الشاهد فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم واسألك الشوق الى لقائك فدل على ان شوق مرتبة يجوز اطلاقه على لقاء الله عز وجل بغير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. نعم قال وفي اثر اخر طال شوق الابرار الى لقائي وانا الى لقائهم اشد شوقا. وهذا هو المعنى الذي عبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من احب لقاء الله احب الله لقاءه. قال ولكن استخدام الالفاظ الشرعية اولى من استخدام الالفاظ اللغوية او العرفية بحق الله عز وجل يجب ان لا نستخدم لا لفظة علاقة ولا لفظة الغرام ولا لفظة الولع ولا لفظة العشق ولا لفظة الشوق وانما الشوق الى لقاء الله هذا من حيث وسيلة والا اللفظ الشرعي هو حب الله عز وجل نعم وقال بعض اهل البصائر في قوله تعالى من كان يرجو لقاء الله لقاء الله لقاء الله لقاءاته لقاءاته وقال واو الجماعة فاعل ولقاء مفعول نعم وقال بعض اهل البصائر في قوله تعالى من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات لما علم الله سبحانه شدة الشوق شدة شوق اوليائه الى لقائه وان قلوبهم لا تهدأ دون لقائه ضرب لهم اجلا وموعدا للقاء للقاء تسكن نفوسهم به تسكن نفوسهم به نعم واطيب العيش والذه على الاطلاق عيش المحبين المشتاقين المستأنسين المستأنسين فحياتهم هي الحياة الطيبة في الحقيقة. ولا حياة للعبد اطيب ولا نعم ولا اهنأ منها وهي الحياة الطيبة المذكورة في قوله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه انه حياة طيبة منها لانه مشغول بمحبوبه وهو الله عز وجل عن كل ما سواه محبوب بالشوق الى لقائي وما السبيل الى رقيه مشغول بما يقربه اليه جل وعلا نعم ليس المراد منها الحياة المشتركة بين المؤمنين والكفار والابرار والفجار من طيب المأكل والملك فسوى المشرب والمنكح بل ربما زاد اعداء الله على اوليائه في ذلك اضعافا مضاعفة. وقضى من الله جل وعلا لكل من عمل صالحا ان يحييه حياة طيبة. فهو صادق الوعد الذي لا لا يخلف وعده او لا يخلف وعده واي حياة اطيب من حياة من اجتمعت همومه كلها وصارت هما واحدا فيما مرضاة الله ولم ولما شعث قلبه بالاقبال على الله واجتمعت ايراداته وافكاره التي كانت مقسمة بكل واد منها شعبة على الله. فصار ذكر محبوبه الاعلى وحبه الى لقائه والانس بقربه هو استولي عليه اذا وصل الانسان الى هذه المرتبة انه يعيش في الحياة الطيبة بحيث صارت همومه كلها هما واحدا. وهو كيفية تحصيل مرضاة الله عز وجل حصل لما شعث القلب الذي ما مر معنا انه جمعية القلب حصل عظم الاقبال على الله عز وجل لا يكاد يشبع من الخلوة بالله عز وجل والدعاء والذكر والاستغفار ومخاطبة الله عز وجل وسماع كلامه سبحانه وتعالى لانه اصبح اعلى محبوب لديه هو الله عز وجل. فلا يأنس الا بكلامه ولا يجد الانس الا فيما يحب ولا يجد الوحشة الا في البعد عنه ويجد الشوق الى لقائه والانس بقربه فاستولى حب الله عليه بحيث اصبح عطاؤه ومنعه غضبه رضاه لله عز وجل لا يغضب لدنيا فانية لا يغضب لان فلانا لم يعطه لا يسخط لان فلانا منعه لا يرضى لان فلانا اعطاه وانما كل شيء في حياته مرتبط بامر الله عز وجل نسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يأخذ بايدينا وبقلوبنا وابصارنا حتى نصل الى هذه المرتبة التي هي ربما بالسنتنا كلمات وفي اذهاننا مخيلات لكنه سبحانه قادر ان يجعل ذلك حقيقة في واقع بصائرنا وفي واقع عقولنا وقلوبنا. نعم قال رحمه الله فصار ذكر محبوبه الاعلى وحبه والشوق الى لقائه والانس قربه هو المستولي عليه ليت تدور همومه واراداته وقصوده. بل خطرات قلبه. فان سكت سكت بالله. وان نطق نطق بالله وان بعث به يسمع وان ابصر فبه يبصر. وبه يبطش وبه يمشي وبه يتحرك وبه يسكن. وبه يحيى وبه تموت وبه يبعث كما في صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى انه قال ما تقرب الي عبدي بمثل اداء ما افترضت عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت وسمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله ورجله ورجله التي يمشي فبه يسمع وبه يبصر وبه يبطش وبه وبه يمشي ولان سألني لاعطينه. ولئن استعاذني لاعيذنه. وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن قبض نفس عبد مؤمن يكره الموت واكره مساءته ولابد له منه فتضمن هذا الحديث الشريف الالهي الذي حرام على غليظ الطبع كثيف القلب فهم معنى والمراد به حصر اسباب محبته في امرين اداء فرائضي والتقرب اليه بالنوافل. واخبر سبحانه ان اداء فرائضه احب ما تقرب به اليه المتقربون. ثم ثم بعدها النوافل وان المحب لا يزال يكثر من النوافل حتى يصير حتى يصير محبوبا لله. فاذا صار محبوبا لله اوجبت محبة الله له محبة اخرى منه لله. فوق المحبة الاولى فشغلت هذه المحبة قلبه عن عن الفكرة والاهتمام بغير محبوبه. وملكت عليه روحه ولم يبق فيه ساعة لغير محبوبه البتة. فصار ذكر محبوبه وحب ومثله الاعلى مالكا لزمام قلبه. مستوريا على روحه استيلاء المحبوب على محبه الصادق في محبة التي قد اجتمعت قوى حب كل ليلة ولا ريب ان هذا المحب ان سمع سمع بمحبوبه وان ابصر ابصر به من بطش بطش به وان مشى مشى به فهو في قلبه ومعه وانيسه وصاحبه فالباع ها هنا باء المصاحبة وهي مصاحبة لا نظير هي مصاحبة لا نظير لها. ولا تدرك بمجرد الاخبار عنها والعلم بها. فمسألة فيحذر فلا يستخدمه شيئا مما اعطاه الله الا فيما يرضيه هذه باء المصاح مثل قول الله لموسى وهارون انني معكما اسمع وارى لاحظ الان معكم معية السمع والبصر فهذه معية السمع والبصر نعم قال رحمه الله واذا كان المخلوق يجد هذا في محبة المخلوق التي لم يخلق لها ولم يفطر عليها كما قال بعض المحبين خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فاين تغيب؟ هذا موجود عند اهل الدنيا ان احدهم يحب صورة او زوجة او ولدا حبا يكاد يغشى على قلبه ويطمس بصيرته حتى انه في اي شيء ينظر لا يرى الا محبوبه الدنيوي كما قيل عن مجنون ليلى انه كان يرى ليلة في كل شيء حتى انه كان يأنس بمن يأتي بسيرة ليلى ويستوحش عن في مجلس لا يذكر اسمها فيه هذا حال اهل الدنيا نعم وقال اخر ومن عجب اني احن اليهم واسأل عنهم من لقيت وهم معي وتطلبهم عيني وهم في سوادها يشتاقهم قلبي وهم بين اضلعي. هذا يصف محبوبته انه وصل الى هذه المرتبة انه يشتاق اليه اويل اليها وهي معه ويطلبه يطلبه عينه وهم في سوادها ويشتاق اليهم قلبه وهم بين ضلوعه الى هذا الحد وصل حبه لمحبوبيه نعم وهذا الطف من قول الاخر ان قلت غبت فقلبي لا يصدقني. اذ انت فيه مكان السر لم تغبي او قلت ما غبت قال الطرف ذا كذب فقد تحيرت بين الصدق والكذب. او قلت ما غبت؟ قال الطرف يعني العين ذا كذبه فقد تحيرت بين الصدق والكذب نعم قال رحمه الله فليس شيء ادنى الى المحب فليس شيء ادنى الى المحب من محبوبه وربما تمكنت منه المحبة حتى يصير ادنى اليه من نفسه بحيث ينسى نفسه ولا ينساه كما قال اريد لانسى ذكرها فكأنما اسألوا لي ليلى بكل سبيل وقال اخر يراد من القلب نسيانكم وتأبى الطباع على الناقلين. يعني بعض الناس يصبح محبوبهم مستوليا على قلبه ويتمكن من قلبه وبصره وبصيرته حتى ينسيه نفسه فلا تسأل في اي واد يهلك يرتكب المحرمات والمحظورات والفواحش والمنكرات لاجل محبوبه او محبوباته ثم اذا وقعت انقطاع يتحسر على ما فات نسأل الله السلامة والعافية نعم. قال رحمه الله وخص في الحديث السمع والبصر واليد والرجل بالذكر فان هذه الالات الات الادراك والات الفعل. والسمع والبصر يوردان على بالارادة والكراهة ويجيبان اليه الحب والبغض فيستعمل فيستعمل اليد والرجل فاذا كان سمع العبد بالله وبصروا بالله كان محفوظا في الات ادراكه. وكان محفوظا في حبه وبغظه فحفظ في بطشه ومشيه اما كيف اكتفى بذكر السمع والبصر واليد والرز عن اللسان فانه اذا كان ادراك السمع الذي يحصل باختياره تارة وبغير اختياره تارة. وكذلك البصر وقد يقع بغير اختيار فجأة وكذلك حركة اليد والرجل التي لابد للعبد منها. فكيف بحركة اللسان التي لا تقع الا بقصد واختيار وقد يستغني العبد عنها الا حيث امر بها. وايضا فانفعال اللسان عن القلب اتم من انفعال سائر الجوارح. فانه ترجمان ورسوله. وتأمل كيف حقق تعالى كون العبد به عند سمعه وبصره وبطشه ومشيه بقوله كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. تحقيقا كونه مع عبده وكون عبده به في ادراكاته بسمعه وبصره وحركاته بيده ورجله. وتأمل كيف فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش ولم يقل فليسمع ولي يبصر ولي يبطش وربما يظن الظان ان اللام اولى بهذا الموضع اذ هي ادل على الغاية ووقوع هذه الامور لله وذلك اخص من وقوعها به. وهذا من الوهم والغلط اذ ليست الباء ها هنا مجرد الاستعانة فان حركات الابرار والفجار وادراكاتهم انما هي بمعونة الله لهم وانما الباء ها هنا للمصاحبة اي انما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي وانا صاحبه ومعه. كقوله في الحديث الاخر انا مع عبدي ما ذكرني حركت بي وتحركت بي شفتاه. وهذه هي المعية الخاصة المذكورة في قوله لا تحزن ان الله معنا وقول النبي صلى الله عليه وسلم ما ظنك باثنين الله ثالثهما وقوله تعالى وان الله لمع المحسنين. وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله اصبروا وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين. وقوله كلا ان معي ربي سيهدين. وقوله تعالى لموسى وهارون انني معكما اسمع وارى. فهذه الباء مفيدة لمعنى لمعنى هذه المعية دون اللام ولا يتأتى للعبد الاخلاص والصبر والتوكل ونزوله في منازل العبودية الا بهذه الباء المعية الاصل ان المسلم يجب عليه ان يعتقد ان كلام الله وكلام رسوله على اشد ما يكون فلا يجوز ان يقول لو قال كذا لكان احسن لا يجوز ان يقول هذا الكلام في حق النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بالله عز وجل وهذا حديث قدسي يعني كلام الله نعم فمتى كان العبد بالله هانت عليه المشاق وانقلبت المخاوف في حقه امانا. فبالله يهون كل صعب ويسهل كل عسير ويقرب كل بعيد. وبالله تزول الهموم والغموم والاحزان. فلا هم مع الله ولا اما لا حزن الا حيث يفوت معنى هذه الباء فيصير قلبه حينئذ كالحوت اذا فارق الماء. يثب ويتقلب حتى يعود اليه. ولما حصلت هذه الموافقة من العبد لربه في محابه حصلت موافقة الرب لعبده في حوائجه ومطالبه. فقال ولئن انني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه. اي كما وافقني في مرادي بامتثال اوامري والتقرب الي ابي فانا اوافقه في رغبته ورهبته فيما يسألني ان افعله به. ويستعيذني ان يناله قوي امر هذه الموافقة من الجانبين حتى حتى اقتضى تردد الرب سبحانه في اماتة عبده لانه يكره الموت والرب تعالى يكره ما يكره عبده ويكره مساءته. فمن هذه الجهة فمن هذه الجهة لا فمن هذه الجهة يقتضي الا يميته. لكن مصلحته في اماتته. فانه ما ماتوا الا ليحييه ولا امرضه الا ليصحه. ولا افقره الا ليغنيه ولا منعه الا ليعطيه. ولم من الجنة بصلب اد بيه الا ليعيده اليها على احسن احواله. ولم يقل لابيه اخرج منها الا وهو يريده هو يريد ان يعيده اليها فهذا هو الحبيب على الحقيقة لا سواه. بل لو كان في كل منبت شعرة من العبد محبة تامة لله فكان بعض ما يستحقه على عبده. نقل نقل فؤادك حيث نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الاول. كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه ابدا لاول منزل. بالنسبة للانسان اذا تأمل هذا التردد فليس معناه عياذا بالله ان الله عز وجل له تردد في الارادة. لا المقصود بالتردد هو ان هناك مرادان مراد العبد ومراد الرب العبد يكره الموت بما يرى من النزع وان كان من الصالحين والرب عز وجل يريد قبضه لما يرى من اقباله واحيائة عليه فهذا وجه تسمية هذا الفعل ترددا من باب المقابلة والا الرب عز وجل ارادته جازمة حازمة وعلمه مطلع بكل شيء وانما التردد في الارادات يكون لمن لا يعلم المآلات وحاشى الله سبحانه وتعالى من ذلك فنسأل الله جل وعلا ان يبلغنا واياكم درجة المحبين الذين يشتاقون الى لقاء الله عز وجل ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم محبته وان يجعلنا ممن يحبهم ويحبونه وان يجعلنا واياكم من عباده المخلصين المخلصين وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. نقف الى ما بعد رمضان ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك