المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الرب ورب العالمين الذي ربى جميع المخلوقات بنعمه واوجدها واعدها لكل كمال يليق بها وامدها بما تحتاج اليه اعطى كل شيء خلقه اللائق به ثم هدى كل مخلوق لما خلق له واغدق على عباده النعم ونماهم وغذاهم ورباهم باكمل تربية وتربيته وربوبيته تعالى نوعان ربوبية عامة لكل مخلوق بر وفاجر وهو عموم الخلق والرزق والتدبير والانعام بكل نعمة فليس له شريك في شيء من ذلك وتربية خاصة لاوليائه رباهم فوفقهم للايمان به والقيام بعبوديته وغذاهم بمعرفته ونمى ذلك بالانابة اليه واخرجهم من الظلمات الى النور ويسرهم لليسرى وجنبهم للعسرى ويسرهم لكل خير وحفظهم من كل شر ولهذا كانت ادعية الانبياء واولي الالباب والاصفياء الواردة في القرآن باسم الرب استحضارا لهذا المطلب وطلبا منهم لهذه التربية الخاصة فتجد مطالبهم كلها من هذا النوع واستحضار هذا المعنى عند السؤال نافع جدا ومن اسمائه تعالى المعز المذل الخافض الرافع المعطي المانع المحيي المميت القابض الباسط وهي من الاسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق كل واحد منها الا مع الاخر لان الكمال المطلق باجتماعها ووردت هذه في القرآن على وجه الاخبار عنه بها بالفعل لانها من معاني الربوبية ومن معاني الملك فيغني عنها اسم الرب والملك فان هذه المعاني العظيمة من معاني الملك فان الملك من صفاته انه يعز ويذل ويعطي ويمنع ويخفض ويرفع بحسب علمه وحكمته ورحمته كما انه يحيي ويميت ويداول الايام بين الخليقة