باب في اليقين والتوكل. قال الله تعالى ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما. وقال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله. والله ذو فضل وقال تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت. وقال تعالى وعلى الله فليتوكل مؤمنون وقال تعالى فاذا عزمت فتوكل على الله. والايات في النمر بالتوكل كثيرة معلومة وقال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله اه هو وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. والايات في فضل التوكل كثيرة معلومة. واما الاحاديث فالاول عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم عرضت علي الامم. فرأيت النبي ومعه الرهيط. والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه احد اذ رفع لسواد عظيم فظننت انهم امتي. فقيل لي هذا موسى وقومه ولكن انظر الى الافق فنظرت فاذا سواد عظيم فقيل لي انظر الى الافق الاخر فاذا سواد فقيل لي هذه امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. ثم ناض فدخل منزلة فخاض الناس في اولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. فقال بعضهم فلعلهم صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الاسلام. فلم يشركوا لله شيئا وذكروا وشيا فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فاخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة ابن محصن فقال ادعوا الله ان يجعلني منهم فقال انت منهم ثم قال رجل اخر وقال ادعوا الله ان يجعلني منهم. فقال سبقك بها عكاشة. متفق عليه. فبالله التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد فهذه الايات والكلمات وهذا الحديث الشريف كلها تتعلق بالتوكل واليقين. الواجب على كل مكلف ان يؤمن بالله ايمانا تاما يقينا لا شك فيه انه ربه ومعبوده الحق لا اله غيره ويرى الناس وهو يؤمن بها انه سبحانه مالك كل شيء ورب كل شيء وانه الخلاق العليم ويؤمن بكل ما اخبر الله به ورسوله من الجنة والنار والبعث والجزاء وغير ذلك. ونؤمن بان محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام وان الله بعثه من الناس عامة. وان من اتبع فله الجنة ومن حاج عن سبيله فله النار لابد من الايمان الكامل الصادق اليقين من كل ما اخبر الله به ورسوله اجمالا وتفصيلا تفصيلا فيما علم واجمالا فيما لم يعلم مع التوكل على الله بما اخبر الله به ورسوله من اسمائه وصفاته وعظيم حقه وقد عليه السابق وغير ذلك لا يمنع من التوكل بل يوجب التوكل التوكل عليه بالتفويض عليه والاعتماد عليه في كل الامور مع الاخذ بالاسباب. فالمؤمن يتوكل على الله ويأخذ بالاسباب نتزوج ونتوكل على الله في الانجاب وفي الاعانة على النفقة يحرث يزرع ويتوكل على الله بان الله يعينه على ما يحتاجه البحث ما يحتاجه الحرف يسافر في طلب الرزق يسأل الله ان الله يعينه ويتوكل عليه وهكذا يأخذ بالاسباب ومع ذلك يتوكل على الله ويتيقن انه سبحانه العالي بكل شيء والقادر على كل شيء. هكذا شأن المؤمنين. شأنهم الايمان والتصديق بكل ما اخبر الله به ورسوله. ولما قالوا وهذا ما وعده الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما المؤمن لا يزيده اخبار الله واياته ومواعظه لا تجده الا ايمانا وتسليما. ويقول جل وعلا انما المؤمنون الذين اذكروا وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون ويقول جل وعلا الذي قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فالمؤمن تزيده الايات والمواعظ والحوادث ايمانا ويقينا بانه سبحانه الامور. ومدبر الكائنات لا اله غيره ولا الرب سواه ومع هذا يتوكل على الله لا يعجز ولا يكسل ولا ييأس من يعمل يكدح يطلب الرزق يزرع يغرس تتعاطى النجارة الحدادة الخرازة الكتابة الى غير هذا من الاسباب يعمل ويتوكل على الله اعقلها وتوكل يعني يتوكل على الله بالتفويض اليه والاعتماد عليه وانه يسبب له الاسباب وانه المالك في كل شيء وانه قادر على كل شيء ومع هذا يأخذ بالاسباب التي شرعها الله واباحها سبحانه وتعالى لا يظروف وترك الاسباب عجز عز عظيم ومحو ان تكون اسباب قدهم الشرع الله جعلها اسباب واجب الاعتقاد انها اسباب وعدم الكسل بل يجب تعاطيها ونخلو بها مع الثقة بالله والتوكل على الله ويقول سبحانه على الله فتوكلوا ان كنتم ومن يتوكل على الله فهو حسبه هذا لا بد من هذا مع هذا يقين وايمان واخذ بالاسباب مع اعتمادنا على الله وثيقة به وهكذا بحديث ابن عباس النبي صلى الله عليه وسلم قال الامم يعني يوم واذا به الى السماء ليلة الاسراء فرأيت النبي ومعه الرحيط جاء في رواية الرويد والرهط وهم الجماعات من العشرة فمن الثالث عشر يقال له رح واذا كانوا خمسة ستة وعرض عليه النبي ومعه الرجل والرجال يعني ما اسلم من امته الا الروهين او الرجل والرجلان وبعض الانبياء ما امن به احد نسأل الله فكذبوه وعاندوه بل منهم من قتل نبيه من الانبياء من قتله قومه كما قال تعالى ويقسم الانبياء بغير حق في كفار بني اسرائيل. اذ رفع عليه سواد عظيم فقيل له هذا موسى وقومه ثم الافق فرأى سوادا عظيما ثم الافق الاخرة سوادا عظيما فقيل هذه امته وهم سبعون مثلوا له الناس بهؤلاء من هم قال بعضهم فلعلهم الذين صحيب الرسول صلى الله عليه وسلم يعني من اول الامر وقال بعضهم ولدوا في الاسلام فنبشره بالله شيئا وذكره شيئا خرج عليهم صلى الله عليه وسلم قال ما كنت قالوا في كذا وكذا يعني ما هم من هم هؤلاء السبوع قال هم الذين لا يستقون ولا يصطيرون ولا يكتبون وعلى ربهم يتوكلون الاستقامة على الحق والثبات عليه فلا يستقون يسألون من يرقيهم ولا ولا يتغيرون التطير والتشاؤم بالبر او مسموع حتى يرجع عن حاجته. هذا التطعيم وتشاؤم البريات والمجموعات حتى يرجع الحاجة وعلى ربهم يتوكلون في امورهم متوكلا على الله. غير متشائمين ولا مكتوين ولا سائلين بيعطيه. هذا من افضل الاعمال ولكن دلت السنة على لا بأس ان يكتوي اذا دعاة الحاجة ولا يضره ذلك فقد كوننا ببعض اصحابه وقال صلى الله عليه وسلم الشبه في ثلاث كية نار او شطة محجب او شربة عسل وما احب ان اكتوي لنوع من التعليم تركه اولى اذا تيسر دواء اخر اوعى اقول لك والاستلقاء وطلبها اما الرقية تركها افضل واذا دعت الحاجة الى ذلك فلا بأس ولهذا لما امر النبي عائشة ان تستقي وامر ام ابناء جعفر ان تستقيم لاولاد جعفر مذلة لا حرج في ذلك ولكن تركه افضل ترك الاستقطاع اما الرياء ولا يرقون فهي ظعيفة انفرد بها مسلم وهي ظعيف انما لا يسترقوني لا يطلبون من يرقيه ثقة بالله وتوكل عليه واعتمادا عليه واكتفاء بالاسباب الاخرى فقام عكاشة محصن الاسدي قال انت منهم اللهم اجعله منهم ثم قام رجل اخر وقال يا رسول الله قال سبقك بها عكاشة. اتى به كلمة تسد الباب لان لو اجاب هذا لقام اخر واخر واخر ربما غا ما من لا يصلح فينفضح فسد الباب بهذه الكلمة عليه الصلاة والسلام سبقك بها عكاشة هذا الحديث فيه بيان ما يجب على المؤمن ازاء الحوادث وازاء ربه ودينه واجب عليه الايمان والالتقاء بالله والتوكل عليه عدم الخروج على اوامره ونواهيه من يتوكل عليه ويعتمد عليه اخذا باسباب عالما بانه سبحانه مصرف الامور جل وعلا كيف يشاء من ربى غيره ولا اله سوى سبحانه وتعالى وفق الله الجميع. امين