في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له في غاب الغدو والاصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة. يخافون يوما تقلبوا فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله احسن ما ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين بن محمد وعلى اله وصحبه والتابعين. نبتدأ درس اليوم بمقدمة الراغب الاصفاني. تفضل يا شيخ عبد الله احسن الله اليكم. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الامام الراغب في في مقدمة تفسيره فصل في تبيين الوجوه التي يجعل لاجلها الاسم فاعلا في اللفظ وهو فصل تكثر فيه الشبه وهو فصل تكثر الشبه لاجله. ويتعلق به الفريقان المنسوبان الى الجبر والقدر كل فعل من افعال غير الله تعالى نحو نحو النجارة والكتابة يحتاج في حصوله الى اشياء الى فاعل يصدر عنه الفعل كالنجار والى عنصر يعمل فيه كالخشب والى عمل كالنجر والى مكان وزمان ان يعمل فيهما والى الة يعمل بها كالمنجر والمنحة والى مثال يعمل عليه ويحتذي نحوه والى غرض يعمل لاجله ما يعمل ثم الفاعل قد يحتاج الى من يسدده ويرشده والغرض قد يكون على نحوين قريب وبعيد فالقريب اتخاذ النجار الباب ليحصل به نفعا ليحصل به نفعا. والبعيد ليحصن به البيت وكل ذلك قد ينسب اليه الفعل فيقال اعطاني زيد اذا باشر اذا باشر العطاء واعطاني الله لما كان هو الميسر له وربما جمع بين السبب القريب والبعيد فيقال اعطاني الله وزيد قال الشاعر هبانا به جدنا والاله وضرب لنا جزم صائب فنسب الى المسبب الاول وهو الله تعالى والى السبب الاخير وهو الضرب والى المتوسط وهو الجد وقال تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها. وقال قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم. فاسند الفعل في الاول الى الامر به وفي الثاني الى المباشر له وقال الشاعر في صفة درع والبسنيه الهالكي وقال اخر كساهم محرق فنسب في فنسب في الاول الى عاملها وفي الثاني الى مستعملها وقال في صفة نبال نبال كستها ريشها مطرحية فنسب كسوته فنسب كسوتها الى الطير التي اتخذ منها ريشها وقيل يداك اوكتا وفوك نفخ فنسبه الى الالة المتصلة. ويقال سيف قاطع فنسب الى الالة المنفصلة وقيل ضرب فيصل وفاصل وطعن جائف فنسب الى الحدث وقيل سر كاتم وعيشة راضية فنسب الى المفعول وقال حرما امنا فنسبه الى المكان. وقيل يوم صائم وليل ساهر قال وما ليل مطي وما ليل المطي بنائم. فنسبه الى الزمان فلما كانت افعالنا على ذلك صح في الفعل الواحد ان ينسب لاحد الى لاحد الاسباب مرة وينفى عنه مرة بنظر مختلفين على ذلك قول الشاعر اعطيت من لم تعطه ولو انقضى حسن اللقا حرمت من لم تحرمه فاثبت له الفعل مرة ونفاه عنه معا بنظرين مختلفين ويقال هذا الخشب قطعته انت لم يقطعه السكين. بمعنى انه جعل تأثيره لك لا للسكين. ويقال قطعه او سكين لم تقطعه وبتصوري هذا الفصل يزول يزول الشبهة فيما يرى من فيما يرى من الافعال منسوبا الى الله تعالى من عن العبد ومنسوبا الى العبد تارة منفيا عن الله تعالى. نحو قوله تعالى فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم. وقالت قوله تعالى وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وقوله تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وبيان ذلك ان الافعال التي نباشرها يعتبر على وجهين احدهما بالاضافة الى مباشره فيقال فعل فلان كذا. ولم يفعل كذا. والثاني في الاعتبار بميسره والمقدم والموفق لسبيله وانه لولا سوابق نعمه لما وجد ذلك بل ما وجد شيء من افعالنا وذواتنا وانه تعالى السبب الاول الذي يصح ارتفاع ما سواه ولا يصح ارتفاعه تعالى علوا كبيرا فاذا النظر الى افعالنا والى من يسرها لنا نظرا نظر من افعالنا الى فعل الباري فيتوصل بها الى معرفته. ونظر من انعامه علينا بقوانا وتسهيل سبيلنا الى ايجاد افعالنا وهذا الثاني لا سبيل الى تصوره لمن لم لمن لم يتقوى في الاول. ولم يجعل ولم يجعله للوصول الى هذا. وبهذا وبهذا السبيل دعا الناس الى الايمان فقال امنوا بالله واما من امن وعمل صالحا وان ليس للانسان الا ما سعى فلما نبههم عرفهم ان ذلك كله بتوفيقه فقال قل لا تمنوا قل لا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم. وقال تعالى ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور فلما علم فلما علم تعالى ان قد صار لهم قوة يمكنهم ان ينظروا من الائه الى افعالهم. قال تعالى فلم تقتلوهم ولكن الله فقتلهم وقال وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى فاضاف افعالهم الى نفسه عند تناهي معارفهم لا فيما فعل في الاول فاذا تقررت هذه الجملة علم انه لا فاعل يا فاعل في الحقيقة منفردا غير الله تعالى اذ كل فاعل يحتاج الى معاون على ما تقدم البيان فيها. والله تعالى كل افعاله ابداع لا في مادة ولا ولا من شيء ولا على امثال ولا في زمان ولا في مكان ولا بالة ولا بمرشد ومعين فهو الفاعل الحقيقي وما سواه فاعل على ضرب من التوسع وبهذا النظر ورد الشرع واجمع الصدر الاول من المؤمنين على ان الافعال كلها بمشيئة بمشيئة الله وارادته ومن جهته واطلقوا على الله لفظ الشيء كما يطلق على غيره بنظرين مختلفين فان بعض الناس قد ذكر ان الشيء في الاصل مصدر شاء فاذا استعمل فيه تعالى فبمعنى الشاء واذا استعمل في غيره فبمعنى المشاء وذلك في باللغة مستمر لان المصدر يطلق على الفاعل والمفعول جميعا. وقال وتصور هذه الحقيقة من لفظة الشيء مما ينبهنا ان هذه اللغة من جهة الله تعالى نعم هذا الفصل الذي ذكره الامام الراغب فيما يتعلق نسب الحدث الى اكثر من محدث طبعا باختلاف النسبة وهذه كما ذكر توقع في الشبه ذكر مثالا في الفريقين المنسوبين الى الجبر والقدر لله سبحانه وتعالى ذكر الافعال مرة منسوبة اليه ومرة منسوبة الى العباد ولذا قال سبحانه وتعالى ومتى وما تشاؤون الا ان يشاء الله فجعل العباد مشيئة لكن هذه المشيئة تحت مشيئة الله سبحانه وتعالى والعلاقة التي بين مشيئتين هي التي ظلت فيها كثير من الافهام العلاقة التي بين المشيئتين فمن نظر الى مشيئة العبد فقط فانه جعل العبد مختارا خالقا لفعله ومن نظر الى مشيئة الله سبحانه وتعالى جعل العبد مجبورا على فعله فظل هؤلاء لانهم اخذوا الافعال المنسوبة الى العباد وتأولوا الافعال المنسوبة الى الله وايضا اخطأ الاخرون في ان جعلوا الافعال المنسوبة الى الله هي الاصل وجعلوا الافعال المنسوبة للعباد هي مجاز لا حقيقة لها وهذا مذهب الجبر الجبر والقدر هو الذي اوقع كثيرا اه اوقع كثيرا من الناس بمشكلة ما ينسب الى الله وما ينسب الى العبد ولكن باختصار اذا نظرنا الى قضية المشيئة التي تكلم عنها وذكر اكثر من موطن او اي منصب على هذا الحدث هل للعبد مشيئة على الحقيقة اوليس له مشيئة على الحقيقة الشريعة جاءت كلها مبنية على ان للعبد مشيئة على الحقيقة وانه فاعل مختار ولكن مشيئته هذه لا تخرجوا عن مشيئة الله سبحانه وتعالى وفهم مم الحد الذي تقف عنده مشيئة العبد هو الذي يزيل المشكلة ولهذا اذا نظرنا الى اي مخلوق من الناس وسألناه بدلا امامه كأس من الماء هل يمنعك احد من ان تشرب من هذا الماء وهو ليس عنده اي مانع من الموانع فليس الماء محبوسا عنه ولا هو مكثف اليدين وهو حر مختار فلا شك انه سيجيب بانه لا احد يمنعه من شرب الماء فاذا لو قلنا له لو اخترت ان تشرب الماء هل تجد ان شيئا يمنعك من شرب الماء فمعنى فالجواب سيقول ايضا لا اذا هذه مشيئة حقيقية عند العبد فانكار هذه المشيئة الحقيقية عند العبد او دعوة انها مجاز هذا مغالطة ومخالفة للامر المحسوس لكن هذه المشيئة التي للعبد لو شاء الله سبحانه وتعالى والظروف كما قلنا من جهة البشر مفتوحة لو شاء الله سبحانه وتعالى لا جعل هذا العبد في تلك اللحظة غير قادر او لا ازال الماء عنه اذا هذه جاءت مشيئة الله سبحانه وتعالى فاذا معرفة حدود مشيئة العبد القادر المختار مهمة جدا ولا يحتج بهذه الامور الا في جانب الشرائع يعني ملاحظ ان الذين يتكلمون عن هذا ويحتجون بها يحتجون بها لاجل اثبات الشرائع او نفيها. بمعنى ان الذي يرى الجبر يدعي هو انه مجبور على فعله وان اتيانه للمعاصي انما هي بامر الله بمعنى ان اهل الجبر يترقون بفهومهم الى ان يصلوا الى ان فعل المعصية هو نوع من الطاعة. من اين قال لان العبد مجبور على فعله يعني ينتقل الى ان يصل الى هذه المرحلة ان فعل العبد للمعصية نوع من الطاعة وهذا وقع فيه غلاة المتصوفة الذين خرجوا عن رفقة الشرع بدعوى الجبر يعني خرجوا عن رفقة الشرع بدعوى الجبر وقالوا بان العبد يصل الى هذه المرحلة وانه مجبور على فعله والاخرون قالوا وهم المعتزلة؟ قالوا لا. ويسمون القدرية؟ قالوا ان العبد يخلق فعله وهو الذي يختار والله سبحانه وتعالى لا يختار له من اين جاءتهم هذه المشكلة جاءتهم من دعوة ان العبد يفعل الشر والله منزه عن ان يقدر هذا الشر او يأمر به فجاءهم من هذا الباب فنفوا ارادة الله سبحانه وتعالى واثبتوا فقط ارادة البشر ثم اختلفوا وهم فيما بينهم يعني هل يخلق جميع فعله او الشر من فعله؟ خلاف دائر في دائرة الاعتزال وقالوا بمبدأ اللطف وكلما ارادوا ان يفسروا اللطف رجعوا الى جزء من الحق من حيث لا يشعرون. ولكن تفسيرهم للطف صعب بمعنى انها فلسفة تكاد تكون سفسطائية في المسألة ونتيجتها ونهايتها في النهاية ان العبد مكلف ومأمور بشرائع وانه قادر على ان يختار باختصار المسألة كما هي ذكرها عن السلف انه قادر على ان يختار لا يرد وفي اختياره احد مع توفيق الله بمعنى ان عندنا توفيق الله سبحانه وتعالى وعندنا اختيار العبد فاذا اتفق توفيق الله واختيار العبد فانه يقع على التمام يقع على التمام لكن قد يختار العبد احيانا ولكن يكون هناك اسباب مانعة ولا يحصل له التوفيق فلا يحصل له الاختيار الذي يريد يعني لا يحصل له الاختيار الذي يريد. والا فانظر الى اماني الناس كم هي وانظر ما يتحقق منها لا يتحقق منها الا اقل القليل الا اقل القليل. ولو كانت كل اماني الناس تتحقق هي مجرد الامنية لكانت يعني لا اختلف امر الدنيا لكن من قدر الله سبحانه وتعالى انه لا ينفذ الا ما يريده هو سبحانه وتعالى فاذا هذه العلاقة بين المشيئتين هي التي تاه فيها من تاب ولم يستطع ان يعرف الطريق الصحيح فيها فاذا نقول للعبد فعل حقيقي وهو مختار على الحقيقة ولله سبحانه وتعالى ارادة حقيقية وهي فوق ارادة العبد واذا اراد الله سبحانه وتعالى واذا اراد الله سبحانه وتعالى شيئا بعبده كان ولكنه ايضا اعطى العبد حرية واختيارا فمتى ما وافقت حريته واختياره مم توفيق الله سبحانه وتعالى فانه فان الله سبحانه وتعالى يكون قد اجر له هذا القدر يعني مثال الان نحن الان من الذي هل احد جبرنا على ان نأتي الى هذا المكان ونجلس ونلقي العلم ونتعلم العلم لم يجبرنا احد وانما جئنا بطوع اختيارنا وغيرنا صلى في هذا المسجد فئام كثيرة وخرجوا بطوع اختيارهم لا احد اجبرهم للجلوس ولا احد اجبرهم على الخروج فاذا هذه المشيئة موجودة في العبد ولابد وكل الامر في النهاية دائر تحت توفيق الله سبحانه وتعالى كما قال وما تشاؤون الا ان يشاء الله فاذا احد اسباب وقوع الخلل في هذا كما ذكر هي قضية اختلاف النسبة فمرة ينسب الفعل لشيء ومرة ينفى عنه مثل ما رميت اذ رميت ولكن الله رمى مع ان الرمي حقيقة ايضا وقع من النبي صلى الله عليه وسلم لكن المنفي غير المثبت المنفي غير المثبت. لماذا؟ لانه لو كان الرمي من الانسان يلزم ان يصيب دائما لقلنا ان اي رمي فالمفترض ان يصيب فنقول لا الرمي الاصل فيه ان يصيب اذا وافق مشيئة الله سبحانه وتعالى يعني يصيب اذا وافق مجد الله سبحانه وتعالى. واذا لم يوافق مشيئة الله سبحانه وتعالى فانه لا يصيب هذا واظح وظاهر فاذا معنى وما رميت اذ رميت المنفي من رمي غير المثبت ولكن الله رمى مع ان الذي فعل الرمي هو من هو الرسول صلى الله عليه وسلم لكن من الذي اوصل هذا الرمي؟ ومن الذي جعل له تأثيرا هو الله سبحانه وتعالى فاذا فهم هذا فانه باذن الله يزول هذا الاشكال الكبير الذي وقع فيه يعني فئام كثيرة من الناس بين منزلة الجبر ومنزلة القدر سبحانك اللهم وبحمدك نشهد الا انت نستغفرك ونتوب اليك