المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي اه ما لكم من ملجأ يومئذ وما لكم من نكير. يا ام تعالى عباده بالاستجابة له. بامتثال ما امر به واجتناب ما نهى عنه. وبالمبادرة بذلك وعدم التسويف. من قبل ان يأتي يوم القيامة الذي اذا جاء لا يمكن رده واستدراك الفائت. وليس للعبد في ذلك اليوم ملجأ يلجأ اليه. فيفوت ربه ويهرب منه بل قد احاطت الملائكة بالخليقة من خلفهم ونودوا يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان. وليس للعبد في ذلك اليوم نكير لما اقترفه واجرمه. بل لو انكر لشهدت عليه جوارحه هذه الاية ونحوها فيها ذم الامل. والامر بانتهاز الفرصة في كل عمل يعرض للعبد. فان للتأخير افات وانا اذا فان اعرضوا عما جئتهم به بعد البيان التام فما عليهم حفيظا تحفظ اعمالهم وتسأل عنها ان عليك الا البلاغ فاذا اديت ما عليك فقد وجب اجرك على الله سواء استجابوا ام اعرضوا وحسابهم على الله الذي يحفظ عليهم صغير اعمالهم وكبيرها وظاهرها وباطنها. ثم ذكر تعالى حالة الانسان وانه اذا اذاقه الله رحمة من صحة بدن ورزق رغد وجاه ونحوه فرح بها اي فرح فرحا عليها لا يتعداها. ويلزم من ذلك طمأنينته بها. واعراضه عن المنعم وان تصبهم سيئة اي مرض او فقر او نحوهما بما قدمت ايديهم اي طبيعته كفران النعمة السابقة والتسخط لما اصابه من السيئة ما يشاء يهب لمن يشاء الى سوء ويهب لمن او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل بيتا عقيما. انه عليم قدير هذه الاية فيها الاخبار عن سعة ملكه تعالى. ونفوذ تصرفه في الملك في الخلق لما يشاء. والتدبير لجميع الامور. حتى ان تدبير الله تعالى من عمومه انه يتناول المخلوقة عن الاسباب التي يباشرها العباد. فان النكاح من الاسباب لولادة الاولاد. فالله تعالى هو الذي يعطيهم من الاولاد ما يشاء. فمن الخلق من يهب له اناثا. ومنهم من يهب له ذكورا. ومنهم من يزوجه. اي يجمع له ذكاء واناثا ومنهم من يجعله عقيما لا يولد له. انه وعليم بكل شيء قدير على كل شيء. فيتصرف بعلمه واتقانه الاشياء. وبقدرته في مخلوقاته ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا لما قال المكذبون لرسول الله الكافرون بالله لولا يكلمنا الله او تأتينا ما اية من كبرهم وتجبرهم رد الله عليهم بهذه الاية الكريمة. وان تكليمه تعالى لا يكون الا لخواص خلقه الانبياء والمرسلين وصفوته من العالمين. وانه يكون على احد هذه الاوجه. اما ان يكلمه الله وحيا بان يلقي الوحي في قلب رسول من غير ارسال ملك ولا مخاطبة منه شفاها. او يكلمه منه شفاها لكن من وراء حجاب. كما حصل لموسى ابن عمران كليم الرحمن او يكلمه الله بواسطة الرسول الملكي فيرسل رسولا كجبريل او غيره من الملائكة فيوحي باذنه اي باذن ربه. لا بمجرد هواه. انه تعالى علي الذات. علي الاوصاف. عظيمها علي الافعال قد قهر كل شيء ودانت له المخلوقات. حكيم في وضعه كل شيء في موضعه. من المخلوقات والشرائع ذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم وكذلك حين اوحينا الى الرسل قبلك. اوحينا اليك روحا من امرنا. وهو هذا القرآن الكريم سماه روحا لان الروح يحيا به الجسد والقرآن تحيا به القلوب والارواح. وتحيا به مصالح الدنيا والدين. لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير وهو محض منة الله على رسوله وعباده المؤمنين من غير سبب منهم. ولهذا قال ما كنت تدري اي قبل نزوله عليك ما الكتاب ولا الايمان؟ اي ليس عندك علم باخبار الكتب السابقة ولا ايمان وعمل بالشرائع الالهية. بل كنت اميا لا تخط ولا تقرأ. فجاءك هذا الكتاب الذي جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا يستضيئون به في ظلمات الكفر والبدع والاهواء المرضية. ويعرفون به الحقائق ويهتدون به الى الصراط المستقيم اي تبينه لهم وتوضحه وتنيره وترغبهم فيه وتنهاهم عن ضده وترهبهم منه. ثم فسر الصراط المستقيم فقال اي الصراط الذي نصبه الله لعباده واخبرهم انه موصل اليه والى دار كرامته. اي ترجع جميع امور الخير والشر. فيجازي كلا بحسنة بعملك ان خيرا فخير وان شرا فشر