لما قال بعض الناس لسنا مثلك يا رسول الله. فقال بعضهم اما انا فهو اصلي ولا انام وقال الاخر اما انا فاصوم ولا افطر وقال الاخر اما انا فلا اكل اللحم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك نبت وبك خاصمت. اللهم اعوذ بعزتك لا اله الا انت ان تضلني. انت الحي الذي لا تموت والجن والانس يموتون. متفق عليه. وهذا لفظ مسلم واختصره البخاري. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ايضا قال حسبنا الله ونعم الوكيل. قالها ابراهيم صلى الله عليه وسلم حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. رواه البخاري. وفي رواية له عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان اخر قول ابراهيم صلى الله عليه وسلم حين القي في النار حسبي الله ونعم الوكيل وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة اقوام نفذتهم مثل افئدة رواه مسلم وبالله التوفيق والسنة. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث فيما يتعلق باليقين والتوكل تقدم ان الله جل وعلا اوجب على عباده الايمان به والتوكل عليه في جميع الامور قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله وقال فامنوا بالله ورسله وانه للذي انزلنا الواجب على جميع الناس المؤمنة بالله جل وعلا وبما انزل على انبيائه ومن الايمان بذلك الايمان بانه سبحانه هو العبادة وانه رب العالمين وانه الخلاق العليم وانه ذو الاسماء الحسنى والصفات العلى ومن الايمان به التوكل عليه والتفويض اليه والاعتماد عليه في كل الامور مع فعل الاسباب توكل يتضمن الاعتماد بالقلب على الله والايمان بانه مصرف الامور ومدبر الامور مع فعل الاسباب من صلاة وصوم وبيع وشراء ولا زرع وغير هذا من الاسباب لا بالدين ولا اسباب الدنيا فالتوكل يجمع الامرين العمل الصالح وعمل القلب مع عمل الجوارح في طاعة الله وفيما اباح الله من الكسب الذي يحتاجه يقول الله جل وعلا الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوهم فاخشوهم فزادهم ايمانا يعني زادهم تكتل الناس وتجمعهم لحربهم زادهم ايمانا بالله وثقة به واستنصارا به وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا كافينا كافينا الله ونعم الوكيل والله لمن توكل عليه وصدق واعد العدة توكل مع العدة قال تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة قال تعالى يا ايها الذين امنوا خذوا حيركم المؤمنون يعدون العدة لعدوهم وياخذون بالاسباب من جميع الوجوه مع الثقة بالله والاعتماد عليه سبحانه وتعالى هكذا المؤمن عمل وثقة بالله وتوكل عليه جل وعلا فلا يجلس في البيت ويقول يكفيني جلوسي في البيت انا ما اتوكل على الله يأتيني رزقي لابد عمل لابد من عمل اعقلها وتوكل لابد من عمل يزرع يبيع يشتري يعمل عند احد بالاجرة الى غير هذا. الاسباب التي تنكره في بلده يأخذ بها يا ايها الذين خذوا حذركم والنبي يقول صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن فاذا اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت لكان كذا وكذا ولكن يقول قدروا الله ما شاء فعل فان لم تفتحوا عمل الشيطان والاصحاب هم افضل الناس بعد الانبياء المهاجرون يتجرون والانصار يحدثون هذه اسبابهم المهاجرون في التجارة والبيع والشراء والانصار في الحرث والزراعة وهم اصدق الناس وخير الناس واعظم الناس توكلا واكملهم ايمانا بعد الانبياء وكان من دعائه يقول اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك ان تضلني لا اله الا انت انت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تسمع ومن دعوة لا يستجاب له هذا من دعاء صلى الله عليه وسلم اللهم لك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت اعوذ بعزتك ان تضلني لا اله الا انت انت الحي الذي لا يموت والجن والانس يموتون اللهم اني لك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشى ومن نفس لا تشبه من دعوة لا يستجاب لها. وباللفظ الاخر اللهم انك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع اعوذ بالله من هؤلاء الاربعة المؤمن هكذا نعمل بالاسباب ويأخذ بالاسباب ويبتعد عن اسباب الشر ويتوكل على الله ويعتمد عليه سبحانه وتعالى كذلك حديث ابي قصاد النبي صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة اقوام افعدتهم قلوب كاملة للطير يعني من ضيقتها وخشوعها وخضوعها لله وخوفها منه ضعيفة قد انهكها الخوف والحذر هكذا مؤمن يخاف ويحذر ويعتمد على الله ولكن مع الخوف مع الحذر قال جل وعلا انه كان الانبياء يسارع بالخيرات ويدعون رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين وللحق الاخيار والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون للخيرات وهم لها سابقون الايمان الصادق يحمل صاحبه على المسارعة خيرا والخوف والوجهل والشفقة والحذر دائما في عمل جد ونشاط لان كمال ايمانه بالله وكمال خوفه من الله ورجائه له يدعو الى العمل بخلاف ضعيف الايمان فانه كسول لكن كل ما زاد العلم بالله وزادت خشية الله زاد العمل الصالح ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم اكمل الناس ايمانا واكمله خشية لله واتقاهم لله. مثل ما قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده اني لاخشاكم لله واتقاكم الله وقال اخر اما انا لا انام على فراش فخطب الناس قال ما بال اقوام؟ قالوا كذا وكذا اما والله اني لاخشاكم لله واتقاكم لله ولكني اصلي وانام واصوم وافطر واتزوج النساء واكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني تقشف وتوكلهم بترك ما قبح الله ولا بالزام النفس بالشدة وايزاء النفس وتكليفها مع الاطلاع التوكل مع العمل الصالح الذي شرعه الله فقط وفق الله الجميع