والامن من مكر الله وعن ابن مسعود رضي الله عنهما قال اكبر الكبائر الاشراك بالله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله رواه عبدالرزاق فيه مسائل المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون وقوله ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله واليأس من رح الله الاولى تفسير اية الاعراف الثانية تفسير اية الحجر الثالثة شدة الوعيد في من امن مكر الله الرابعة شدة الوعيد في القنوت قال الشيخ السعدي رحمه الله باب قول الله تعالى افأمنوا مكر الله مقصود الترجمة انه يجب على العبد ان يكون خائفا من الله راجيا له راغبا راهبا ان نظر الى ذنوبه وعدل الله وشدة عقابه. خشي ربه وخافه وان نظر الى فضله العام والخاص وعفوه الشامل رجا وطمع وان وفق لطاعة رجا من ربه تماما النعمة بقبولها وخاف من ردها بتقصيره في حقها وان ابتلي بمعصية رجا من ربه قبول توبته ومحوها وخشي بسبب ضعف التوبة والالتفات للذنب ان يعاقب عليها وعند النعم والمسار يرجو الله دوامها والزيادة منها. والتوفيق لشكرها ويخشى باخلاله بالشكر من سلبها وعند المكاره والمصائب يرجو الله دفعها وينتظر الفرج بحلها ويرجو ايضا ان يثيبه الله عليها حين يقوم بوظيفة الصبر ويخشى من اجتماع المصيبتين اخواتي الاجر المحبوب وحصول الامر المكروه اذا لم يوفق للقيام بالصبر الواجب المؤمن الموحد في كل احواله ملازم للخوف والرجاء وهذا هو الواجب وهو النافع وبه تحصل السعادة ويخشى على العبد من خلقين رذيلين احدهما ان يستولي عليه الخوف حتى يقنط من رحمة الله وروحه الثاني يتجارى به الرجاء حتى يأمن مكر الله وعقوبته متى بلغت به الحال الى هذا؟ فقد ضيع واجب الخوف والرجاء الذين هما من اكبر اصول التوحيد وواجبات الايمان وللقنوط من رحمة الله واليأس من روحه سببان محظوران احدهما ان يسرف العبد على نفسه ويتجرأ على المحارم فيصر عليها ويصمم على الاقامة على المعصية ويقطع طمعه من رحمة الله لاجل انه مقيم على الاسباب التي تمنع الرحمة فلا يزال كذلك حتى يصير له هذا وصفا وخلقا لازما وهذا غاية ما يريده الشيطان من العبد ومتى وصل الى هذا الحد لم يرجى له خير الا بتوبة نصوح واقلاع قوي الثاني ان يقوى خوف العبد بما جنت يداه من الجرائم ويضعف علمه بمال الله من واسع الرحمة والمغفرة ويظن بجهله ان الله لا يغفر له ولا يرحمه. ولو تاب واناب تضعف ارادته فييأس من الرحمة وهذا من المحاذير الضارة الناشئة من ضعف علم العبد بربه وما له من الحقوق من ضعف النفس وعجزها ومهانتها فلو عرف هذا ربه ولم يخلد الى الكسل لعلم ان ادنى سعي يوصله الى ربه والى رحمته وجوده وكرمه وللامن من مكر الله ايضا سببان مهلكان احدهما اعراض العبد عن الدين. وغفلته عن معرفة ربه. وما له من الحقوق وتهاونه بذلك فلا يزال معرضا غافلا. مقصرا عن الواجبات منهمكا في المحرمات حتى يضمحل خوف الله من قلبه ولا يبقى في قلبه من الايمان شيء لان الايمان يحمل على خوف الله وخوف عقابه الدنيوي والاخروي السبب الثاني ان يكون العبد عابدا جاهلا. معجبا بنفسه مغرورا بعمله فلا يزال به جهله حتى يدل بعمله ويزول الخوف عنه ويرى ان له عند الله المقامات العالية فيصير امنا من مكر الله متكلا على نفسه الضعيفة المهينة ومن ها هنا يخذل ويحال بينه وبين التوفيق اذ هو الذي جنى على نفسه وبهذا التفصيل تعرف منافاة هذه الامور للتوحيد