فان كل ما هو ات قريب انهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا في الدنيا الا ساعة من نهار. فلا يحزنك تمتعهم القليل وهم سائرون الى العذاب بلاغ اي هذه الدنيا متاعها وشهواتها امته على الامم. فصلى الله عليه وسلم تسليما. وقوله ولا تستعجل لهم اي لهؤلاء المكذبين المستعجلين ان للعذاب فان هذا من جهلهم وحمقهم. فلا يستخفنك بجهلهم ولا يحملك ما ترى من استعجالهم على ان تدعو الله عليهم بذلك المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. يحذر تعالى مشركي العرب وغيرهم باهلاك الامم المكذبين الذين هم حول ديارهم بل كثير منهم في جزيرة العرب كعاد وثمود ونحو وان الله تعالى صرف لهم الايات اي نوعها من كل وجه لعلهم يرجعون عما هم عليه من الكفر والتكذيب. فلما لم يؤمنوا اخذهم الله اخذ عزيز مقتدر. ولم تنفعهم الهتهم التي يدعون من دون الله من شيء. ولهذا قال هنا بل ضلوا عنهم وذلك افكهم وما كانوا يفترون فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة ان يتقربون اليهم ويتألهونهم لرجاء نفعهم صلوا عنهم وذلك افكهم وما كانوا يفترون. بل ضلوا عنهم فلم يجيبوهم ولا دفعوا عنهم. وذلك افكهم وما كانوا يفترون من الكذب الذي يمنون به انفسهم. حيث يزعمون انهم على الحق وان اعمالهم ستنفعهم. فضلت وبطل قالت وان صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين كان الله تعالى قد ارسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم الى الخلق انسهم وجنهم وكان لابد من ابلاغ الجميع لدعوة النبوة والرسالة فالانس يمكنه عليه الصلاة والسلام دعوتهم وانذارهم. واما الجن فصرفهم الله اليه بقدرته. وارسل اليه نفرا من الجن يستمعون القول القرآن ايه وصى بعضهم بعضا بذلك فلما قضي وقد وعوه واثر ذلك فيهم ولوا الى قومهم منذرين. نصحا منهم لهم واقامة لحجة الله عليهم. وقيضهم الله معونة لرسوله صلى الله عليه وسلم. في نشر دعوته في الجن. قال يهديه قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى لان كتاب موسى اصل للانجيل وعمدة لبني اسرائيل في احكام الشرع. وانما الانجيل متمم ومكمل ومغير لبعض الاحكام. مصدقا لما بين يديه. يهدي هذا الكتاب الذي سمعناه الى الحق وهو الصواب في كل مطلوب وخبر. والى طريق مستقيم موصل الى الله والى جنته. من العلم بالله وباحكامه الدينية واحكام الجزاء. فلما مدحوا القرآن وبينوا محله مرتبته. دعوهم الى الايمان به فقالوا يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم. يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من يا قومنا اجيبوا داعي الله اي الذي لا يدعو الا الى ربه. لا يدعوكم الى غرض من اغراضه ولا هوى وانما يدعوكم الى ربكم ليثيبكم ويزيل عنكم كل شر ومكروه. ولهذا قالوا واذا اجارهم من العذاب الاليم فما ثم بعد ذلك الا النعيم. فهذا جزاء من اجاب داعي الله ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الارض وليس له من دونه اولياء اولئك في ضلال مبين. ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الارض. فان الله على كل شيء شيء قدير فلا يفوته هارب ولا يغالبه مغالب وليس له من دونه اولياء. اولئك في ضلال واي ضلال ابلغ من ضلال من نادته الرسل ووصلت اليه النذر بالايات البينات والحجج المتواترات عرض واستكبر هذا استدلال منه تعالى كالإعادة بعد الموت بما هو ابلغ منها وهو انه الذي خلق السماوات والأرض على عظمهما وسعتهما واتقان خلقهما من دون ان ليس بذلك ولم يعي بخلقهن. فكيف تعجزه اعادتكم بعد موتكم؟ وهو على كل شيء قدير قال فذوقوا العذاب بما كنتم يخبر تعالى عن حال الكفار الفظيعة عند عرضهم على النار التي كانوا يكذبون بها. وانهم يوبخون قالوا لهم اليس هذا بالحق؟ فقد حضرتموه وشاهدتموه عيانا؟ قالوا بلى وربنا فاعترفوا بذنبهم وتبين كذبهم اي عذاب اللازم دائما كما كان كفركم صفة اللازمة ثم امر قال تعالى رسوله ان يصبر على اذية المكذبين المعادين له. وان لا يزال داعيا لهم الى الله وان يقتدي بصدر اولي العزم من المرسلين. سادات في الخلق وللعزائم والهمم العالية الذين عظم صبرهم وتم يقينهم فهم احق الخلق بالاسوة بهم والقفو لاثارهم والاهتداء بمنارهم. فامتثل صلى الله عليه وسلم لامر ربه. فصبر صبرا لم يصبره نبي قبله. حتى رماه المعادون له عن قوس واحدة وقاموا جميعا بصده عن الدعوة الى الله. وفعلوا ما يمكنهم من المعاداة والمحاربة. وهو صلى الله عليه وسلم لم يزل صادعا بامر الله مقيما على جهاد اعداء الله صابرا على ما يناله من الاذى. حتى مكن الله له في الارض واظهر دينه على سائر الاديان اخواتها ولذاتها بلغة منغصة. ودفع وقت حاضر قليل. او هذا القرآن العظيم الذي بينا لكم فيه البيان التام لكم وزاد الى الدار الاخرة. ونعم الزاد والبلغة. زاد يوصل الى دار النعيم. ويعصم من العذاب الاليم. فهو افضل زاد يتزوده الخلائق واجل نعمة انعم الله بها عليهم. فهل بالعقوبات الا القوم الفاسقون. اي الذين لا خير فيهم وقد خرجوا عن طاعة ربهم. ولم يقبلوا الحق الذي جاءت به الرسل واعذر الله لهم وانذرهم. فبعد ذلك اذ يستمرون على تكذيبهم وكفرهم. نسأل الله العصمة