وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل ملائكة بالنهار. ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر. ثم يعرض الذين باتوا فيكم يسألهم الله وهو اعلم بهم. كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون. واتيناهم وهم يصلون متفق عليه. وعن جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة البدر فقال انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ما في رؤيته فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا عليه. وفي رواية فنظر الى القمر ليلة اربع عشرة. وعن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله رواه البخاري وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى اما بعد فهذه الاحاديث الثلاثة التي قبلها في فضل صلاتي الصبح والعصر تقدم ان لهما خصوصية وان المحافظة عليهما من اعظم الاسباب في المحافظة على البقية وعلى بقية امور الدين وما ذاك الذي ان العصا تكون لان الصبح تكون في اول النهار عند حلاوة النوم لمن يسهر وعند شدة البرد في وقت البرد وعند حلاوة النوم في القيظ فكثير من الناس قد يكفل عنها ويضعف ولكن اهل الايمان والتقوى وقوة الايمان يبادرون اليها في كل وقت ويحافظون عليها في جميع الاوقات وهكذا العصر تكون عند نهاية النهار وعند كبد الانسان في الاعمال وعند ايابه الى اهله غالبا فربما تساهل فيها فمن رحمة الله ان حث على العناية بهما والمحافظة عليهما في جميع الاوقات والصلوات الخمس كلها عمود الاسلام وكلها فرض على العبد ان يواظب عليها في وقتها ولكنه يخص الفجر والعصر بمزيد عناية لان وقتهما في طرفي النهار يعتري فيه الانسان ما قد يفسده ويظعفه عن ادائهما مع اخوانه في الجماعة كل ما ورد فيه ما قوله صلى الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعوا في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فينا بعد صلاة الفجر ويعرج الذين معنا في النهار بعد صلاة العصر فيسأله ربه وهو اعلم كيف ادركت عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون واتيناهم وهم يصلون هذي ما قامت لاهل الصلاة وان الملائكة تشهد لهم عند ربها انهم اتوهم يصلون وتركوهم وهم يصلون فليحرص المؤمن على المحافظة على الصلوات الخمس فالجماعة حتى تشهد لهم الملائكة بهذه الشهادة العظيمة وهذه ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم نظر الى القمر ليلة البدر يعني عند استكماله ليلة اربعة عشر عند قوة نوره فقال انكم ستروا ربكم يوم القيامة كما ترون هذا القبر ليلة البدر يعني رؤية واضحة لا اشكال فيها ولهذا قال لا تضامون في ذلك من الظيم لا يزدحمون ويحتاج ازدحام قلوب ولا تضامون يعني لا يظلم بعضكم البعض للرؤية فهي رؤية واضحة لا تضارون في رؤيته لا تشكون في رؤيته هذا فيه بشرى لاهل الايمان ويحفرون ربهم يوم القيامة في موقف وفي الجنة فان اشترطوا الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس والصلاة قبل غروب يفعلون يعني المحافظة على هاتين الصلاتين اكثر من غيرهما من اسباب التنزل برؤية الله ورؤيته سبحانه وتعالى في يوم القيامة وهو في الجنة ويفيدنا لاهل الصلوات خصوصية المحافظة على الصلوات والمعتنين بها له خصوصية في الرؤية في وجه ربه رؤية اكمل من غيرهم قال الله جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة جاء في الحديث الصحيح انه قال الزيادة النظر لوجه الله فالايمان الذين احسنوا ايمانهم لهم الحسنى في الجنة ولهم زيادة من النظر الى وجه الله عز وجل لجمال ايمانهم وكمال تقواهم ومحافظته على الصلوات وادى حق الله وحق عباده حديث من ترك صلاة العصر حبط عمله وفي اللفظ الاخر من فاته صلاة العصر فكأنما وتر اهله وماله من فاتته فهي مصيبة عظيمة كان وتر اهله فاتته الجماعة او فاتته في وقتها لنوم او غيره فكانه وتر اهله وبالة واما من تركها عمدا فانه يحبط عملا يكفر بذلك من تركها عمدا بطل عمله وكفر بذلك كغيرها من الصلوات لقوله صلى الله عليه وسلم بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة قوله صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر هذا يوجب العناية بالصلوات والمحافظة عليها والحذر من تركها او التساهل ادائها في الوقت فيعود الاسلام الفارقة بين المسلم والكافر وهي الحافظة من حفظ حفظ دينه ومن ضيعها فهو لباسها اضيع والحديث الاخير يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الاخر يقول صلى الله عليه وسلم اول ما يحاسبه العبد من عمله صلاته اول شيء فان صلحت فقد افلح وانجح وان فسدت فقد خاب واخشت وفي لفظ الاخر فان قبلت صلاته قبل سائر عمله وان ردت عليه الصلاة رد عليه سائر عمله فعليك يا عبد الله ان تحرص على المحافظة على الصلاة بالطمأنينة واخلاص وخشوع وان تكون لك عناية بالفجر والعصر اكثر واعظم رزق الله الجميع التوفيق والهداية وصلى الله وسلم على