واسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. اما بعد فهذا للحديثان كلاهما يتعلقان بالصلاة والمحافظة عليها والعناية بها مع العناية بالوضوء ومع العناية بالمشي اليها فتقدم قوله صلى الله عليه وسلم وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الا ادلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات. قالوا بلى يا رسول الله. قال اسباغ الوضوء على المكاره. وكثرة تغطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فذلك من رباط فذلكم الرباط. رواه مسلم وعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد اشهدوا له بالايمان. قال الله عز وجل انما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر الاية رواه الترمذي وقال حديث حسن. وبالله التوفيق وصلى الله على محمد. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله ان اعظم الناس في الصلاة اجرا ابعدهم فابعدهم ممشى قدم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح مثل الصلوات الخمس كمثل نهر غمر على باب احدكم يغسل من كل يوم خمس مرات فهل ذلك يوم يوقي من درنه شيئا والحديث الاخر الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان ورمضان كفارة لما بينهن ما لم تشرك بالعين. وفي هذا الحديث يقول صلى الله عليه وسلم الا ادلكم على ما ينفع الله به الخطايا ويرفع به الدرجات يعني يحصل به هذا وهذا تكفر السيئات ورفع الدرجات والنبي عليه يا رسول الله قال اسباغ الوضوء على المكاره كثرة الخطى الى المساجد للصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط. يعني المشار اليه في قوله جل وعلا اصبروا وصابروا ورابطوا. فمن الرباط العناية بالصلاة وانتظارها كل ما فرغ عن الصلاة تكون على باله الصلاة الاخرى انتظروها ويعزم على ادائها في الجماعة بها محافظ عليها متأثر بها كما ان الرباط في الثقور جهاد وعمل صالح ضد العداء فهكذا الجباط في تلاوة الصلوات والعناية بالصلوات في اوقاتها وبادائها والجماعة كله رباط فيه الاجر العظيم ويسمع له في المكان يعني في حاله البرودة في الجو في الماء والوضوء في هذه الحال يدل على عظيم العناية والحرص على ان تؤدى الصلاة بوضوء شرعي سليم ولهذا في الاصل الاخر في السبرات يعني وقت البرد يقول الانسان ما يتساهل في وجود البرد بل يعتني بالوضوء ويسبغ الوضوء كثرة الخطى في المساجد تحصل بعد المكانة كل ما بعد المكان كثرت الخطى قال صلى الله عليه وسلم لبني سلمة لما ارادوا الانتقال قرب مسجد قال بني سلمة دياركم تكتب اثارهم دياركم تكتب على الارض الزموا دياركم حتى تكتب لكم الاثار في ذهابه الى الصلاة ورجوعهم اليها وهكذا حديث انس في قصة الرجل الذي كان يأتي الى المسجد اليسرى في من مكان بعيد في الروضة والظلماء باشير عليه يتخذ حمارا فقال لا اني احب ان تكتب خطايا الله بنو فقال الرسول صلى الله عليه وسلم اخبروه بان الله قد جمع جمع الهدى كله وليس معنى الرباط ان يبقى في المسجد لا يعمل لحاجاته ولا يذهب لقضاء حاجته اهله ولا يبيع ولا يشبع. المقصود انه يكون على باله الصلاة وعلى همته وعلى عزمه لا تذهب عن قلبه وفكره. بل كل ما فرغ من الصلاة فالصلاة على باله لا ينسى هؤلاء وهو عنها بل هو مرابط في هذا الامر بالتذكر والعناية والمحافظة والمسارعة كل صلاة في وقتها الحديث الاخر حديث ابن سعيد يقول اذا رأيتم الرجل يحتاج المسجد فاشهدوا له بالايمان هذا الحديث فيه ضعف عند اهل العلم ولكنه شواهد فان الصلوات من حفظ حفظ دينه. والله يقول انما الله من امن بالله واليوم الاخر واقام الصلاة تؤمر المساجد هم اهل الصلاة هم اهل الاستقامة هم اهل الايمان الصادق فلا شك ان انتظار الصلاة بعد الصلاة والمحافظة عليها من دلائل الايمان. من دلائل الصلاح ومن داعي للخير المحافظة على الصلاة ويعرفها من الدلائل الظاهرة والعلامات البينة على صلاح الرجل وقربه من ربه وبعده عن صفات المنافقين. وفق الله الجميع