المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله باب ما جاء في الرياء وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم. يوحى الي انما الهكم اله واحد الاية عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه رواه مسلم وعن ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قالوا بلى يا رسول الله قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته. لما يرى من نظر رجل رواه احمد فيه مسائل الاولى تفسير اية الكهف الامر العظيم في رد العمل الصالح اذا دخله شيء لغير الله الثالثة ذكر السبب الموجب لذلك وهو كمال الغناء الرابعة ان من الاسباب انه خير الشركاء الخامسة خوف النبي صلى الله عليه وسلم على اصحابه من الرياء السادسة انه فسر ذلك ان يصلي المرء لله. لكن يزينها لما يرى من نظر رجل باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا وقول الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها الايتين في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ان اعطي رضي وان لم يعطى سخط تعس وانتكس واذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد اخذ بعنان فرسه في سبيل الله اشعث رأسه مغبرة قدماه ان كان في الحراسة كان في الحراسة وان كان في الساقة كان في الساقة ان استأذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فيه مسائل الاولى ارادة الانسان الدنيا بعمل الاخرة الثانية تفسير اية هود الثالثة تسمية الانسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة الرابعة تفسير ذلك بانه ان اعطي رضي وان لم يعط سخط الخامسة قوله تعس وانتكس السادسة قوله واذا شيك فلا انتقش السابعة الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات قال الشيخ السعدي رحمه الله باب ما جاء في الرياء باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا اعلم ان الاخلاص لله اساس الدين وروح التوحيد والعبادة هو ان يقصد العبد بعمله كله وجه الله وثوابه وفضله فيقوم باصول الايمان الستة وشرائع الاسلام الخمسة وحقائق الايمان التي هي الاحسان وبحقوق الله وحقوق عباده مكملا لها قاصدا بها وجه الله والدار الاخرة لا يريد بذلك رياء ولا سمعة ولا رياسة ولا دنيا وبذلك يتم ايمانه وتوحيده ومن اعظم ما ينافي هذا رآة الناس والعمل لاجل مدحهم وتعظيمهم او العمل لاجل الدنيا فهذا يقدح في الاخلاص والتوحيد واعلم ان الرياء فيه تفصيل وان كان الحامل للعبد على العمل قصد مراعاة الناس واستمر على هذا القصد الفاسد فعمله حابط وهو شرك اصغر ويخشى ان يتذرع به الى الشرك الاكبر وان كان الحامل على العمل ارادة وجه الله. مع ارادة مراعاة الناس. ولم يقلع عن الرياء بعمله فظاهر النصوص ايضا بطلان هذا العمل ان كان الحامل للعبد على العمل وجه الله وحده ولكن عرض له الرياء في اثناء عمله فان دفعه وخلص اخلاصه لله لم يضره وان ساكنه واطمأن اليه نقص العمل وحصل لصاحبه من ضعف الايمان والاخلاص بحسب ما قام في قلبه من الرياء وتقاوم العمل لله وما خالطه من شائبة الرياء والرياء افة عظيمة يحتاج الى علاج شديد وتمرين النفس على الاخلاص ومجاهدتها في مدافعة خواطر الرياء. والاغراض الضارة والاستعانة بالله على دفعها. لعل الله يخلص ايمان العبد ويحقق توحيده واما العمل لاجل الدنيا وتحصيل اعراضها واغراضها فان كانت ارادة العبد كلها لهذا المقصد ولم يكن له ارادة لوجه الله والدار الاخرة فهذا ليس له في الاخرة من نصيب وهذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن فان المؤمن ولو كان ضعيف الايمان لابد ان يريد الله والدار الاخرة واما من عمل العمل لوجه الله ولاجل الدنيا القصدان متساويان او متقاربان هذا وان كان مؤمنا انه ناقص الايمان والتوحيد والاخلاص. وعمله ناقص لفقده كمال الاخلاص واما من عمل لله وحده واخلص في عمله اخلاصا تاما ولكنه يأخذ على عمله جعلا معلوما. يستعين به على العمل والدين كالجعالات التي تجعل على اعمال الخير وكالمجاهد الذي يترتب على جهاده غنيمة او رزق كالاوقاف التي تجعل على المساجد والمدارس والوظائف الدينية لمن يقوم بها فهذا لا يضر اخذه في ايمان العبد وتوحيده لكونه لم يرد بعمله الدنيا وانما اراد الدين وقصد ان يكون ما حصل له معينا له على قيام الدين ولهذا جعل الله في الاموال الشرعية كالزكوات واموال الفيء وغيرها جزءا كبيرا لمن يقوم بالوظائف الدينية والدنيوية النافعة كما قد عرف تفاصيل ذلك فهذا التفصيل يبين لك حكم هذه المسألة كبيرة الشأن ويوجب لك ان تنزل الامور منازلها والله اعلم