بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني واخواتي في دورة مصطلح الحديث وتخريج الحديث ونقده واسأل الله ان يوفقنا واياكم في فهم العلم والعمل به وبثه الى امة الاسلام اقول ايها الاخوة ان من نعم الله علينا ان اتصلت الاسانيد الى اهل هذا الزمان وهذا من دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وربنا يقول يسبح لله ما في السماوات وما في الارض الملك القدوس العزيز الحكيم هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل ضلال مبين واخرين منهم لما يلحق بهم وهو العزيز الحكيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم العلماء فسروا هذه الايات الكريمة فقالوا في قوله ويعلمهم اي يعلمهم ويعلم اخر لان التعليم اذا تناسق الى اخر الزمان كان كله مستندا الى اوله فكأنه هو الذي تولى كلما وجد منه وهو العزيز الحكيم في تمكينه رجلا اميا من ذلك الامر العظيم وتأييده عليه واختياره اياه من بين كافة البشر ذلك الفضل الذي اعطاه محمدا صلى الله عليه وسلم وهو ان يكون نبي ابناء عصره ونبي ابناء العصور الغوابر هو فضل الله يؤتيه من يشاء اعطاءه وتقتضيه حكمته قال الطيبي اي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي تولى كل ما وجد من التعليم يعني يصح اسناد التعليم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم للامم الفائتة للحصر الى انقراض العالم لانه اذا تناسقت العنعنة من الثقات المتقنين الذين حموا المتون من تحريف الزائغين والاسناد من تولي الكاذبين صح ان يقال هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة البشارة وان يدعو الى الى الله على بصيرة. بصيرة في النفس بصيرة في الدين بصيرة فيما يقوله بصيرة في المقابل الذي يعظه ويتكلم معه حتى تؤتي الدعوة ثمارها فاسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يوفقنا واياكم ويعلم اخرين منهم لما يلحق بهم هذا يدل على جلالة قدر المحدثين وعلو مرتبتهم ولذلك قال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم يقول الطيب اللهم اجعلنا من زمرتهم يقول ولا عمري ان علم الرواية من اقوى اركان الدين. واوثق عرى المتقين لا يرغب في نشره الا كل صادق تقي ولا يزهد في نصره الا كل منافق شقي قال ابو نصر ابن سلام ليس شيء اثقل على اهل الالحاد ولا ابغض اليهم من سماع الحديث وروايته واسناده وقال ابن قطان ليس في الدنيا مبتدع الا وهو يبغض اهل الحديث. وقال ابن مبارك الاسناد من الدين ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء وذكر البيهقي في كتاب المدخل عن الشافعي عن ابن عيينة قال حدثني الزهري بحديث فقلته فقلت هاته بلا اثنان. قال اترقص بلا سلم قال محمد ابن اسلم الطوسي قرب الاسناد قرب الى الله قرب الاسناد قرب الى الله تعالى وقال الحاكم النيسابوري لولا كثرة مواظبة طائفة المحدثين على حفظ الاسناد لدرس منار الاسلام ولتمكن اهل الالحاد والبدع فيه بوضع الاحاديث وقلب الاسانيد والاسناد واسطة بين الحق والخلق وهو سلم السلامة ومرقاة النجاة ومفتاح النجاح فمن رفع قدره ارتفع ومن وضع شأنه اتبع ولذا ايها الاخوة لابد ان تروا الحديث بسنده متصلا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ساقرأ اليكم اول حديث من صحيح البخاري متصلا الى النبي صلى الله عليه وسلم فأنتم تأخذونه سماعا وهذا السماع هو اعلى من الاجازة يجب ان تفرق بين السماع والاجازة فالسماع هو اعلى طرق التحمل وطالب العلم ينبغي ان تكون له اسانيد متصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح البخاري روي عن شيخنا الصبحي بن جاسم البدري السامراء الحسيني علينا وعليه رحمة الله عن شيخه عبدالكريم الشيخ للشهير بابي الصاعقة قال اخبرنا يوسف حسين الخانفوري قال اخبرنا شيخ الكل نذير حسين الدهنوي قراءة لبعضه واجادة ان لم يكن سماعا لبقيته قال اخبرنا الشاه محمد اسحاق الدهلوي قال اخبرنا الشاه عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي قال اخبرنا والدي سماعا الى كتاب الحج مع اكمال باقيه على خلفائه قال اخبرنا ابو ظاهر الكوراني قال اخبرنا حسن العجيمي قال اخبرنا محمد بن علاء البابندي قال اخبرنا سالم ابن محمد السنهوري قراءة لبعضه واجازة قال اخبرنا النجم محمد الغيطي قال اخبرنا زكريا الانصاري قال اخبرنا احمد بن علي بن حجر العسقلاني فما عندي الكثير منه اجازة قال اخبرنا ابراهيم ابن احمد التنوخي البعلي قال اخبرنا احمد ابن ابي طالب الحجار قال اخبرنا الحسين ابن مبارك الزبيدي قال اخبرنا ابو الوقت عبدالاول ابن عيسى السجزي الهروي قال اخبرنا عبد الرحمن بن محمد الداودي البوشندي قال اخبرنا عبد الله بن احمد ابن حماية الترقصي قال اخبرنا محمد ابن يوسف ابن مطر الف ربري قال اخبرنا محمد ابن اسماعيل البخاري الحديث الاول في الصحيح حدثنا الحميدي عبد الله ابن الزبير قال حدثنا سفيان قال حدثنا يحيى بن سعيد الانصاري قال اخبرني محمد ابن ابراهيم التيمي انه سمع علقمة ابن مقاص الليثي يقول سمعت عمر ابن الخطاب على المنبر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او الى امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه هذا الحديث بالسند اخذتموه سماعا يحق لكم روايته وينبغي للانسان اذا كانت له اسانيد متصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا يفرط فيها فعليه ان يحفظها وان يحافظ عليها وان يدققها وان يحدث بها لان النبي صلى الله عليه وسلم ندب الى حفظ حديثه في احاديث كثيرة منها دعوته صلى الله عليه وسلم لمن حفظ قال نظر الله امرئا سمعنا اقالتي فحفظها ووعاها واداها كما سمعها. فهذه دعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والانسان حري ان يحفظ هذا الدين بحفظ احاديث النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ان يبلغ الدين بتبليغ الكتاب وبتبليغ احاديث النبي صلى الله عليه وسلم يبشر الانسان المؤمنين وينذر الانسان الاخرين ومن ينذر الاخرين فعليه ان ينذرهم بلطف وبرفق وبلين. ولا يجعل النذار خالية من البشارة بل على الانسان ان يأتي بالنذارة لهذا الخير من علم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يوفقنا جميعا لفقهه. غدا باذن الله تعالى سنشرح هذا الحديث الاول ليس من باب الشرح الفقهي بل انما من باب شرح اسانيد الحديث والتفرد والمدار والرواية لان طالب الحديث لا بد ان يفقه امور التحديث وصنعة الحديث لاجل ان يضبط هذا الفن ليفهمه لنفسه وليبث علومه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله