قال الامام النووي رحمه الله تعالى في باب الامر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات والنهي المكيد والوعيد الشديد في تركهن وعن معاذ رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن فقال انك تأتي قوما من اهل الكتاب فادعوهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله اين طاعوا لذلك؟ فاعلمهم ان الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فان مطعوا ذلك فاعلمه ان الله تعالى افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد على فقرائهم انهم اطاعوا لذلك فاياك وكرائم اموالهم. واتق دعوة المظلوم. فانه ليس بينها وبين الله حجابه متفق عليه. وعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يقول ان بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. رواه مسلم. وعن بريدة رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم قال العهد الذي بيننا وبينهم صلاة فمن تركها فقد كفر رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه من اهتدى بهدى اما بعد. فهذه الاحاديث الثلاثة كلها تدل على عظم شأن الصلاة وانها عمود الاسلام وان من تركها كفر الواجب على اهل الاسلام رجالا ونساء ان يحافظوا عليها وان يقيموها كما امر الله بقوله سبحانه واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون وبقوله جل وعلا واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وبقوله سبحانه حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى. ثم قوموا لله قانتين فالصلاة امرها عظيم وشأنها كبير. من حفظها حافظة ومن ضيعها فهو اللباس واضعا تقدم ما ذكره نافع مولى ابن عمر قال كان عمر رضي الله عنه يكتب الى امراءه ان اهم امركم عند الصلاة فمن حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها اضيع وفي مسند احمد باسناد الحسن عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من حافظ على الصلاة كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ولم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وحجر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وابي بن خلف هو عيد عظيم يدل على كفر من ضيعها وتركها ويدل على ذلك ايضا قوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ لما بعثه الرسول الى اليمن قال له انك تأتي قوم من اهل الكتاب فإن اليهود والنصارى عندهم بعض العلوم يعني فتهيأ لهم واستعد توجيههم وارشادهم ودعوتهم فادعهم الى ان يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله ليدعوه الى توحيد الله وطاعة الرسول والايمان به الى ان يوحدوا الله وان يشهدوا اني رسول الله فليكن اول ما تدعو الى شهادة ان لا اله الا الله فان طعامك لذلك علمه ان الله خمس صلوات في اليوم والليلة هذا يدل على ان تكون بالتوحيد والايمان بالرسالة قبل كل شيء وان على الدعاة كما فعل الرسل ان يبدأوا بالتوحيد والامام بالرسول قبل كل شيء مع الكفرة الكافر يدعى سواء كان يهودي او نصاري او غيرهم. يدعى اولا الى توحيد الله واخلاص العبادة لله وحده دون كل ما سواه. وهذا هو معنى شهادة ان لا اله الا الله. لان معناها لا معبود حق الا الله كما قال سبحانه ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وهكذا الدعوة الى الامام محمد عليه الصلاة والسلام. والشهادة بان رسول الله لابد من ذلك فلا اسلام الا بذلك ثم بعد الاقراء بالشهادتين والايمان بهما يدعى القوم الى الصلاة كما فعل معاذ بامر النبي صلى الله عليه وسلم ثم الزكاة بعد الصلاة ثم قال لان طعامك لذاك فاتق الله وحد المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب فيفيد ان الواجب على المؤمن وعلى الامراء وعلى الدعاة فليتحروا الحق والعدل ففي كل شيء ويحذر الظلم فان دعوة المظلوم مستجابة فعلى الحاكم والامير والداعي الى الله وعلى كل مسلم ان يتقي الله وان يتحرى العدل في اموره كلها والامانة ويحذر الجبر والظلم اينما كان وفي الحديث الثاني من حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام ان بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة هذا يدل على ان تركها كفر اكبر لانه قال الكفر والشرك والكفر معرف الاصل فيه الكفر الاكبر والشرك الاكبر انما الى الكفر الاكبر والشرك الاكبر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر وهكذا في بريدة فيما رواه الامام احمد واهل السنن الاربع بسند صحيح عن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العدل الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر والحديث رواه احمد واهل السنن ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة باسناد صحيح عن بريدة بن حصيب الاسلمي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال العهد اللي بيننا وبينهم الصلاة فمن تراه فقد كفر يعم الرجال والنساء والعرب والعجم يهم الجميع فالواجب العناية بالصلاة والمحافظة عليها. والحذر غاية الحذر من اضاعتها واضاعتها والتساهل بها من صفات المنافقين ان المنافقين يخادعون الله ويخادعهم. واذا قاموا الى الصادق قاموا كسالى والادلة جل وعلا وما منعهم ان تقول لهم النفقات وهم الا ان كفروا بالله ورسوله ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون والله العظيم عظة فيما بينه الله ورسوله وذلك يوجب له الحذر من التشبه باعداء الله المنافقين في التخلف عن الصلوات عن الصلوات والكسل عنها بل واجب العناية بها والمحافظة عليها في السفر والحذر في جميع الاحوال فيعمد الاسلام واول ما يبخل منها الدين واول شيء يحاسب عليه المرء في في يوم القيامة صلاته بين صلحت فقد افلح وانجح وان فسدت فقد خاب وخشى نسأل الله العافية