المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله كتاب الايمان والندور قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله كتاب الايمان والنذور حد الايمان هو تأكيد الخبر او الفعل بذكر معظم بحروف القسم او ما يقوم مقامها واليمين المشروعة هي اليمين بالله تعالى او صفة من صفاته كما يأتي والاصل في الايمان انه لا ينبغي الاكثار منها وقد تحرم اليمين اذا كان كاذبا ونحوه وقد تكره وقد يشرع الحلف اذا كان لمصلحة وقد امر الله تعالى رسوله ان يقسم على البعث في ثلاثة مواضع من القرآن كما تقدم وهي قوله قل اي وربي انه لحق الاية وقوله قل بلى وربي لتأتينكم الاية وقوله تعالى قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن الاية وقد ورد انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم اقسم في مواضع كثيرة من السنة واما حد النذور فهو التزام المكلف فعل طاعة الله تعالى واما سوى هذا القسم من النذور فانه داخل في الايمان كما هو مبسوط في كتب الفقه وقد ذكروا رحمهم الله تعالى الايمان والنذور في باب واحد وبعضهم يفرد كل واحد في باب ولكن يوالي بينهما لان احكامهما متقاربة الا ان موجب النذر هو تحتم الوفاء به وموجب اليمين هو الوفاء او تحليله يمينه بالكفارة كما يأتي الحادي والخمسون والثلاثمائة الحديث الاول عن عبدي الرحمن بن سمرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يا عبد الرحمن ابن سمرة لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها وان اعطيتها عن غير مسألة اعنت عليها واذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك واتي الذي هو خير رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث عبدالرحمن بن سمرة يا عبدالرحمن بن سمرة لا تسأل الامارة الى اخره الامارة بكسر الهمزة هي الولاية وبفتحها العلامة وهي هنا بالكسرة اي لا تطلب الولاية سواء كانت ولاية عامة او خاصة وسواء كانت ولاية دنيوية او دينية كامامة ونحو ذلك واعظم طلبها بذل المال لتحصيلها ثم ذكر الحكمة في ذلك فقال فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها اي ومن وكل الى نفسه فهو مخذول كائنا من كان ولو بلغ في المعرفة مهما بلغ والسبب في ذلك ان من طلبها فلابد ان يكون معجبا بنفسه ويرى انه قادر على القيام بها ابلغ من غيره والحال ان الانسان مهما بلغ فهو ناقص عاجز الا باعانة الله وتوفيقه وقوله وان اعطيتها عن غير مسألة اعنت عليها اي لانه في هذه الحال يرى نفسه مفتقرا الى الله ومحتاجا اليه في كل لحظة فمن رأى نفسه في هذه الحالة فلا شك ان الله تعالى يعينه في جميع اموره وهذا اذا طلبها لمجرد التشهي والوصول الى اغراضه الدنيوية واما اذا طلبها لاجل القيام بالامور الدينية التي اهملها غيره او اللوازم الدنيوية التي لا غنى بالرعية عنها فهذا ليس بمذموم كما قال تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام انه قال لملك مصر اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم لان قصده عليه السلام ان يتمكن من الدعوة الى الله والى عبادته وحده لا شريك له الشاهد من الحديث قوله واذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك واتي الذي هو خير اي لا يمنعك حليفك عن فعل الخير وهذا معنى قوله تعالى ولا تجعلوا الله عروضة لايمانكم ان تبر وتتقوا وت تطمحوا بين الناس اي لا تجعلوا الحلف بالله مانعا لكم من فعل هذه الاعمال الصالحة وليس معنى الاية كما يظن بعض الناس انه نهي عن كثرة اليمين بالله ففي الحديث انه يجب عليه اذا حنف ان يكفر عن يمينه وفيه ان الحنف افضل اذا كان قد حلف على ترك خير فيكفر عن يمينه ويفعل الذي هو خير ولا يجعل يمينه مانعة له من فعل الخير