المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر ولقد انذرهن بطشتنا فتمارو فطمسنا اعينهم فذوقوا عذابي ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقل فذوقوا ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر اي كذبت قوم لوط لوطا عليه السلام حين دعاهم الى عبادة الله وحده لا شريك له ونهاهم عن الشرك والفاحشة التي ما سبقهم بها من من العالمين فكذبوه واستمروا على شركهم وقبائحهم. حتى ان الملائكة الذين جاءوه بصورة اضياف. حين سمع بهم قوم لوط جاءوا مسرعين يريدون ايقاع الفاحشة فيهم. لعنهم الله وقبحهم. وراودوه عنهم. فامر الله جبريل عليه السلام. فطمع اعينهم بجناحه وانذرهم نبيهم بطشة الله وعقوبته قلب الله عليهم ديارهم وجعل اسفلها اعلاها وتتبعهم بحجارة من سجيل منضود. مسومة عند ربك للمسرفين. ونجى الله لوطا واهلكه من الكرب العظيم. جزاء لهم على شكرهم لربهم وعبادته وحده لا شريك له باياتنا كلها فاخذناهم اخذ عزيز مقتدر. اي ولقد جاء ال فرعون اي فرعون وقومه النذر فارسل الله اليهم موسى الكليم وايده بالايات الباهرات والمعجزات القاهرات واشهدهم من العبر ما لم يشهد عليه احدا غيرهم. فكذبوا بايات الله كلها. فاخذهم اخذ عزيز مقتدر. فاغرقهم في اليم هو جنوده والمراد من ذكر هذه القصص تحذير الناس والمكذبين لمحمد صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال اكفاركم خير من اولئكم؟ اي هؤلاء الذين كذبوا افضل الرسل خير من اولئك المكذبين. الذين ذكر الله وما جرى عليهم فان كانوا خيرا منهم امكن ان ينجوا من العذاب ولم يصبهم ما اصاب اولئك الاشرار وليس الامر كذلك فانهم ان لم يكونوا شرا منهم فليسوا بخير منهم اي ام اعطاكم الله عهدا وميثاقا في الكتب التي انزلها على الانبياء. فتعتقدون حينئذ انكم الناجون باخبار الله ووعده وهذا غير واقع بل غير ممكن عقلا وشرعا ان تكتب برائتهم في الكتب الالهية المتضمنة للعدل والحكمة فليس مثل ان الحكمة نجاة امثال هؤلاء المعاندين المكذبين. لافضل الرسل واكرمهم على الله. فلم يبقى الا ان يكون بهم قوة ينتصرون بها تعالى انهم يقولون نحن جميعا قال تعالى بينا لضعفهم وانهم مهزومون. سيهزم الجمع ويولون الدبر. فوقع كما اخبر هزم الله جمعهم الاكبر يوم بدر. وقتل من صناديدهم وكبرائهم ما ذلوا به. ونصر الله دينه ونبيه وحزبه المؤمنين. ومع ذلك فلهم موعد يجمع به اولهم واخرهم. ومن اصيب في هذه الدنيا منهم. ومن متع بلذاته. ولهذا قال الساعة موعدهم والساعة ادهى وامر. بل الساعة موعدهم الذي يجازون به. ويؤخذ منهم الحق بالقسط والساعة ادهى وامر. اي اعظم واشق واكبر من كل ما يتوهم او يدور بالبال في ضلال وسعر. ان المجرمين اي الذين اكثروا من فعل الجرائم. وهي الذنوب العظيمة من الشرك وغيره من المعاصي. اي هم ضالون في الدنيا ضلال عن العلم وضلال عن العمل الذي ينجيهم من العذاب ويوم القيامة في العذاب الاليم. والنار التي تتسعر بهم وتشتعل في اجسامهم. حتى تبلغ افئدتهم يوم يسحبون في يوم يسحبون في النار على وجوههم يوم يسحبون في النار على وجوههم التي هي اشرف ما بهم من الاعضاء. والمها اشد من غيرها فيهانون بذلك ويخزون. ويقال لهم ذوقوا مس صقر. اي ذوقوا الم النار واسفها بيضها ولهبها. وهذا شامل للمخلوقات والعوالم والسفلية ان الله تعالى وحده خلقها لا خالق لها سواه ولا مشارك له في خلقها. وخلقها بقضاء سبق به علمه وجرى به قلمه في وقتها ومقدارها. وجميع ما اشتملت عليه من الاوصاف وذلك على الله يسير. فلهذا قال واحدة كلمح بالبصر. فاذا اراد شيئا قال له كن فيكون كما اراد كلمح البصر من غير ممانعة ولا صعوبة ولقد اهلكنا اشياعكم من الامم السابقين الذين عملوا كما عملتم وكذبوا كما اي متذكر يعلم ان سنة الله في الاولين والاخرين واحدة. وان حكمته وكما اقتضت اهلاك اولئك الاشرار فان هؤلاء مثلهم ولا فرق بين الفريقين في الزبر وكل صغير وكبير مستقر. اي كل ما فعلوه من خير وشر مكتوب عليهم في الكتب القدرية. اي مسطر مكتوب وهذا حقيقة القضاء والقدر. ان جميع الاشياء كلها قد علمها الله تعالى وسطرها عنده في اللوح المحفوظ. فما شاء الله وكان وما لم يشأ لم يكن فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه. وما اخطأه لم يكن ليصيبه. ان المتقين ونهر. ان المتقين لله بفعل اوامره وترك نواهيه. الذين الشرك والكبائر والصغائر. اي في جنات النعيم التي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. من الاشجار اليانعة والانهار الجارية والقصور الرفيعة والمنازل الانيقة والمآكل والمشارب اللذيذة والحور الحسان وروضات البهية في الجنان ورضوان الملك الديان والفوز ولهذا قال فلا تسأل بعد هذا عما يعطيهم ربهم من كرامته وجوده ويمدهم به من احسانه ومنته. جعلنا الله منهم ولا حرمنا قام عنده بشر ما عندنا