المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القاعدة الرابعة والثلاثون دل القرآن في عدة ايات ان من ترك ما ينفعه مع الامكان ابتلي بالاشتغال بما يظره. وحرم الامر الاول وذكر انه ورد في عدة ايات ان المشركين لما زهدوا في عبادة الرحمن ابتلوا بعبادة الاوثان. ولما استكبروا عن الانقياد للرسل بزعمهم انهم بشر. ابتلوا بالانقياد الى ما رج العقل والدين. ولما اعرض عليهم الايمان اول مرة فعرفوه ثم تركوه قلب الله قلوبهم وطبع عليها وختم. فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الاليم ولما بين لهم الصراط المستقيم وزاغوا عنه اختيارا. ورضوا بطريق الغي عن طريق الهدى. عوقبوا بان ازاغ الله قلوبهم وجعلهم حائرين في طريقهم. ولما اهانوا ايات الله ورسله اهانهم الله بالعذاب المهين. ولما استكبروا عن الانقياد للحق اذلهم الله في الدنيا والاخرة ولما منعوا مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعوا في خرابها. ما كان لهم بعد ذلك ان يدخلوها الا خائفة ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون. فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه. بما اخلفوا والله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. والايات في هذا المعنى كثيرة جدا يخبر فيها ان العبد كان قبل كان قبل ذلك بصدد ان يهتدي وان يسلك الطريق المستقيم. ثم اذا تركها بعد ان عرفها وزهد فيها بعد ان سلكها انه يعاقب ويصير الاهتداء الى غير ممكن في حقه جزاء على فعله. كقوله عن اليهود ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم. نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون. واتبعوا ما تتلوا الشياطين. على فانهم تركوا اجل الكتب وانفع وانفعها. تركوا اجل الكتب وانفعها واصدقها فابتلوا باتباع واكذبها واضرها. والمحاربون لله ورسوله تركوا انفاق اموالهم في طاعة الرحمن وانفقوها في طاعة الشيطان