بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الداء والدواء. الجواب لمن سأل عن الدواء الشافي للامام ابن القيم الجوزية رحمه الله قدسوا الخامس والثلاثون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد. قال رحمه الله تعالى وتأمل كيف حقق تعالى كون العبد به سمعه وبصره وبطشه ومشيه بقوله كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها تحقيقا لكونه مع عبده وكون وكون عبده به في ادراكاته بسمعه وبصره وحركاته بيده ورجله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه ان الله تعالى قال وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وما وما ترددت في شيء انا فاعله. ترددي في في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساءته هذا الحديث عظيم فيه الحث على المحافظة على الفرائض التي اوجبها الله سبحانه وتعالى وهي الاصل العبادة ثم لا يقتصر على الفرائض بل يتزود من النوافل في كل عبادة نوافل في الصلوات والنوافل الزكاة والصدقات النوافل الصيام نوافل في الحج نوافل في الذكر تزود ليس هناك حد محدود في العبادة فكل ما يتيسر للانسان بالفرائض والنوافل فانه يحرص على ذلك لانه بحاجة الى الخير بحاجة الى الاجر بحاجة الى الثواب فكما انه يحرص على جمع الدنيا وتنمية المال محافظة عليه فاولى له ان يحافظ على العبادة لان المال يزول اما ان المال يزول واما انه هو يزول ويترك المال. لكن العمل الصالح يبقى له يبقى له ذخرا عند الله سبحانه وتعالى ومعنى قوله كنت سمعه وبصره ويده ورجله ليس معناه ان الله يدخل في الانسان ويحل في الانسان هذا باطل وانما المعنى ان الله يعينه ويسدده في سمعه وفي بصره وفي يده ورجله فلا يعمل بهذه الاشياء عملا سيئا وانما يستعملها بطاعة الله فهذا معناه المعية الخاصة معية الله له لانه يثبته ويعينه يسدده ويكون معه في كل احواله في كل احواله واما التردد الذي جاء في اخر الحديث الله جل وعلا لا يتردد بمعنى انه بين الفعل او الترك مثل ما يتردد العبد هل يفعل او لا يفعل وانما معنى التردد هنا الكراهة ان الله يكره موت عبده المؤمن لان العبد المؤمن يكره الموت فالله يكره ما يكرهه عبده المؤمن على معناه الكراهة والله يكره ويبغض سبحانه وتعالى ويمقت من صفات افعاله سبحانه وتعالى يكره الموت واكره مساءه. الله يكره ما يكدر على عبده. لكن لابد له من ذلك لابد له من الموت نعم وتأمل كيف قال فبي يسمع وبي يبصر. ولم يقل فليسمع وليبصر وربما يظن الظان ان اللام اولى بهذه بهذا الموضع اذ هي ادل على الغاية ووقوع هذه الامور لله وذلك اخص من وقوعها به وهذا من الوهم والغلط اذ ليست الباؤها هنا لمجرد الاستعانة فان حركات الابرار والفجار وادراكاتهم انما هي بمعونة الله لهم وانما الباء ها هنا للمصاحبة اي انما يسمع ويبصر ويبطش ويمشي وانا صاحبه ومعه كقوله في الحديث الاخر انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه وهذه هي المعية الخاصة في قوله تعالى لا تحزن ان الله معنا. فقول النبي صلى الله عليه وسلم ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ نعم وكقوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وان الله لمع المحسنين اني معية خاصة كما قال لموسى وهارون عليهما السلام انني معكما اسمع وارى معية خاصة بالمؤمنين بمعنى التسديد والتوفيق والاعانة والحفظ والحماية فهو مع عباده المؤمنين بهذه المعاني العظيمة نعم وقوله تعالى وان الله لمع المحسنين وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون الاسباب الاسباب التقوى والاحسان فاذا احسن العبد واتقى صار الله معه نعم وقوله واصبروا ان الله مع الصابرين. كذلك الصبر على طاعة الله والصبر عن محارم الله والصبر عن الجزع المصايب هذا يسبب ان يكون الله معه نعم وقوله كلا ان معي ربي سيهدين نعم لما قال آآ قوم موسى الا لمدركون لان العدو لحق بهم فرعون وجنوده وامامهم البحر امامهم بحر ووراهم عدو فاحيط بهم من كل جانب. قالوا فقالوا لموسى انا لمدركون قال كلا هذا نفي اي لا يدركنا فرعون لماذا؟ ان معي ربي سيهدين فما دام الله معه فان فان فرعون وجنوده لن يدركوه وان وصلوا اليهم يقربوا منهم لانهم في حماية الله عز وجل وانظروا كيف كان امر الله موسى ان يظرب البحر بعصاه فضربه بعصاه فتجمد تجمد وافترق وكان كل فرق كالطود كالجبل العظيم وصار فيما بينها ممرات مثل الشوارع فمر موسى وقومه بطريق يبس لا يخاف دركا ولا يخشى فلما تكاملوا خارجين دخل فرعون وقومه في اثرهم فلما تكامل فرعون وقومه في البحر اطبقه الله عليهم وعاد كما كان ماء مائعا فغرقوا جميعا وموسى وقومه ينظرون اليهم لتقر اعينهم بهلاك عدوهم ونصرة الله لهم فهذه نتيجة قوله كلا ان معي ربي سيهدين توكل على الله عز وجل متوكل على الله عز وجل نعم وقوله تعالى لموسى وهارون انني معكم ما اسمع وارى قال انا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى يعني فرعون جبار ومعه قدرة وقوة هائلة وله جنود وموسى وهارون ما معهم شيء دخلوا عليه يدعونه الى الله ما معهم شيء ومع هذا لم يستطع فرعون ان يصيبهما لان الله قال انني معكما اسمع وارى استطاع فرعون على بطشه وجبروته ويقول انا ربكم الاعلى ما استطاع ان ينالهما بسوء لان الله لان الله مع موسى وهارون نعم فهذه الباء مقيدة فهذه الباء مقيدة لمعنى هذه المعية دون اللام نعم. ولا يتأتى للعبد الاخلاص والصبو والتوكل. ونزوله في منازل العبودية الا بهذه الباء وهذه المعية لا متى كان العبد بالله هانت عليه المشاق وانقلبت عليه المخاوف في حقه امانة فبالله فبالله يهون كل صعب ويسهل كل عسير ويطلب كل بعيد. وبالله تزول الهموم والغموم والاحزان فلا هم مع الله ولا غم ولا حزن الا حيث يفوته معنى هذه الباب نعم اذا توكل العبد على الله من يتوكل على الله فهو حسبه يعني كافي ان الله كافي فلا يظره احد مهما كان لكن الشأن في تحقيق التوكل الشأن في تحقيق التوكل على الله عز وجل اذا تحقق التوكل على الله فان العبد لن يضره شيء مما يخاف وان الله سيحفظه ويحميه نعم فيصير قلبه حينئذ كالحوت اذا فرق الماء يثب وينقلب حتى يعود اليه نعم يصير القلب محبا لله لا يعيش بدون محبة الله كما ان الحوت لا يعيش الا بالبحر لو خرج مات لذلك العبد اذا غفل عن الله فانه يموت نعم ولما حصلت هذه الموافقة من العبد لربه في محابه حصلت موافقة الرب لعبده في حوائجه ومطالبه فقال ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وهذه اشرف المقامات لا وقد ذكر الله اكرم الخلق عليه واحبهم اليه. وهو رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في العبودية في اشرف مقاماته وهي مقام الدعوة اليه ومقام التحدي بالنبوة. وانه لما قام عبد الله يدعوه نعم هذا يفسر اول الحديث وقوله كنت سمعه وبصره ويده ورجله معناه انه ان سأل الله اعطاه وان استعاذ به اعاده فاخر الحديث يفسر اوله. نعم اي كما وافقني في مرادي بامتثال بامتثال اوامري والتقرب اليه بمحابي فانا اوافقه في رغبته ورهبته فيما يسألني ان افعله ويستعيذني ان ان يناله وقوي امر هذه الموافقة من الجانبين حتى اقتضى ذلك تردد الرب سبحانه في اماتة عبده لانه يكره الموت. فالرب تعالى يكره ما يكره عبده ويكره مساءته فمن هذه الجهة يقتضي الا يميته ولكن مصلحته في اماتته فانما اما اماته الا فانه ما اماته الا ليحييه ولا امرضه الا ليصحه ولا افقره الا ليغنيه ولا منعه الا ليعطيه ولم يخرجه من الجنة في صلب ابيه الا ليعيده اليها على احسن احواله ولم يقل لابيه اخرج منها الا وهو يريد ان يعيده اليها فهذا هو الحبيب على الحقيقة لا سواه بل لو كان في كل منبت شعرة من العبد محبة تامة لله فكان بعض ما يستحقه على عبده نقي الفؤاد حيث شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الاول كم منزل في الارض يألفه الفتاة وحنينه ابدا لاول منزل نعم هذا من شعر يقول ان الانسان يتعلق قلبه بوطنه مهما ذهب وسافر تجده دائما يحن الى وطنه الى وطنه الاول حتى لو استغنى في البلد الاخر ووفق فانه لا يزال وطنه في ذاكرته وكل ما امكن ذهب اليه لانه يحبه ما الحب الا للحبيب الاول كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه ابدا لاول منزله هذا مثل المؤمنين فان منزلهم الجنة التي اخرجوا منها التي اخرجوا منها بسبب ما حصل من ابيهم ادم عليه السلام فهم يحنون الى الجنة حتى يرجعوا اليها المؤمن اما غير المؤمن فليس عنده شعور بهذا هذا الشيء لكن المؤمن يحن الى الجنة هي منزلها الاول نعم فصل ثم التتيم وهو اخر مراتب الحب. يعني الحب حب الله الحب من حيث هو الحب من حيث درجات كما سبق عشر درجات اخرها الخلة ومنها التتيم وهو اشد الحب. فالحب درجات يبدأ شيئا فشيئا حتى يصل الى الخلة وهذه المرتبة ما نالها احد من البشر الا اثنان الخليل ابراهيم عليه الصلاة والسلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم نعم والا المؤمنون يحبون الله المؤمنون يحبون الله والله يحبهم ولكنهم لم يصلوا الى مرتبة الخلة ما وصل اليها من بني ادم الا ابراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام نعم ثم التتيم وهو اخر مراتب الحب وهو تعبد من حب لك وهو تعبد من حب لمحبوبك يقال سيمه الحب اذا عبده ومنه تيم الله اي عبدالله. وحقيقة التعبد الذل والخضوع للمحبوب ومنه قولهم طريق معبد اي مذلل قد ذللته الاقدام فالعبد هو الذي دلله الحب والخضوع لمحبوبه. العبادة مع تعريف العبادة المختصر انها غاية الحب مع غاية الذل غاية الحب مع غاية الذل للمحبوب لهذا يقول ابن القيم في النونية وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القطبان ومداره بالامر امر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان فاصل العبادة غاية الحب مع غاية وتفاصيلها كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاعمال والاقوال الظاهرة والباطنة هذا تعريفها المفصل فمن احب شيئا ولم يذل له لا لا يكون هذا عبادة. الانسان يحب زوجته ويحب صديقه لكنه ما يذل له محبة بدون ذل هذه ليست عبادة ومن ذل لشيء ولم يحبه لا يكون عابدا له. فالذي يذل للظلمة سلاطين يذل لهم يخاف منهم لكنه لا يحبهم هذا لا يسمى عبادة انما العبادة ما اجتمع فيها الحب معز للمحبوب لا العبد هو الذي دلله الحب والخضوع لمحبوبه. نعم ولهذا كانت اشرف احوال العبد ومقاماته هي العبودية فلا منزل له اشرف منه فلا منزل له اشرف منها لا لا منزلة للعبد مرتفعة ارفع من ان يكون عبدا لله العبودية مرتبة عظيمة عبوديته لله لان فيها عزة وفيها سعادته وفيها شرفه ولهذا الله جل وعلا قال الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب وقال سبحان الذي اسرى بعبده وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فنعت محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبودية وهي مقام الدعوة اليه ومقام التحدي بالنبوة ومقامهم في ريب مما نزلنا على عبدنا هذا تحدي لهم بان يأتوا بسورة من القرآن لانهم يقولون القرآن ليس من عند الله وانما هو من كلام محمد الله تحداهم قال ان كان من كلام محمد ومحمد بشر مثلكم اتوا بسورة من مثله اتوا بسورة من الاثم حتى اقصر سورة فلم يستطيعوا. فدل على ان القرآن كلام الله وليس كلام محمد لا ومقام الاسراء فقام الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده نعم اسرى بمحمد او اسرى برسوله بل قال بعبده لان العبودية اشرف شيء. نعم. فقال سبحانه وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدأ اي نعم لما قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بمكة استغربوا استغربوا وجو حوله لانه يعمل شي ما ما الفه يستنكرون هذا الشيء ده وقال وان كنتم في غيب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله بهذا التحدي نعم وقال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وفي حديث الشفاعة اذهبوا الى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. حديث الشفاعة الكبرى يوم القيامة ان عيسى عليه السلام اذا جاؤوه يشفع لهم الفصل بين الناس يقول اذهبوا الى محمد فانه عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر منعته بالعبودية لا فنال مقام الشفاعة بكمال عبوديته نعم. وكمال مغفرة الله له والله سبحانه خلق الخلق خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ما خلقهم من اجل حاجته اليهم او لاجل ان يكتسبوا له او ان يغلوه سبحانه وتعالى لانه هو الغني وهو الرزاق وانما خلقهم لمصلحتهم هم يعبدوه من اجل ان يكرمهم من اجل ان يكرمه فالعبودية فعبودية الله اكرام قلقهم لعبادته ومصلحة العبادة راجعة اليه اذا عبدوه اكرمه نعم والله سبحانه خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له التي هي اكمل انواع المحبة مع اكمل انواع الصدوع والذل وهذا هو حقيقة الاسلام وملة ابراهيم التي ما غضب عنها فقد سفه نفسه قال تعالى ومن يواظ عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ملة ابراهيم هي الاسلام وهي التوحيد واخلاص العبادة لله الله جل وعلا يقول ومن يرغب عن ملة ابراهيم رغبة عن الشيء تركه. اما الرغبة في الشيء الرغبة في الشيء فهي ارادته ومحبته. تقول رغبت في كذا يعني اريده. وتقول رغبت عن كذا عن كذا يعني تركته فلا يترك ملة ابراهيم الا من سفه نفسه السفاهة هي الدناءة السفاه هو الدناءة والذلة والخسة الذي يرغب عن ملة ابراهيم هذا خسيس النفس مهان مهان النفس نفسه خبيثة بل سفه نفسه ثم اخبر انه اصطفى اي اختار ابراهيم عليه السلام صفاه في الدنيا على غيره بالنبوة والرسالة والدعوة والعبودية وانه في الاخرة لمن الصالحين السبب معه في هذه المقامات اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين هذا هو السبب نعم قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. نعم ولم يقتصر على نفسه عليه الصلاة والسلام بل وصى وصى ذريته بالاسلام. لانه عزهم وشرفهم وسعادتهم يريد لهم الخير وكذلك يعقوب عليه السلام اللي هو إسرائيل وصى ذرية بني اسرائيل بالاسلام وصاهم بذلك وهذا من نصح الوالد لاولاده نصح الوالد لاولاده انه يوصيهم بالدين يربيهم عليه هذا من نصح الوالد لاولاده. نعم ام كنتم شهداء اذ حضروا يعقوب الموت؟ اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحد ونحن لهم مسلمون. نعم ويعقوب عليه السلام وصى بنيه عند عند الموت وصاهم بعبادة الله وحده لا شريك له ما تعبدون من بعد. قالوا نعبد الهك واله ابائك لكن منهم من من لم يفي بهذا من بني اسرائيل من كفر وهم كثير والله يذكرهم بهذا العهد وهذه الوصية لاجل ان يرجعوا اليها نعم ولهذا كان اعظم الذنوب عند الله الشرك نعم اعظم الذنوب عند الله الشرك بدليل ان الله قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اه بقية الذنوب يغفرها الله اذا شاء سبحانه الزنا والسرقة وشرب الخمر واكل الربا واكل مال اليتيم كبائر يغفرها اذا شاء سبحانه وتعالى وقد يعذب صاحبه اما الشرك فانه لا يغفر لانه اعظم الذنوب وصاحبه حرم الله عليه الجنة ومأواه النار فدل على ان الشرك هو اعظم الذنوب نعم واصل الشرك بالله الاشراك في المحبة كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. الشرك بالله هو ان يصرف شيء من انواع العبادة لغير الله واعظم ذلك المحبة لان لان العبادة انواع عبادة انواع كثيرة لكن اخص هذه الانواع المحبة والخوف والرجاء المحبة والخوف والرجاء فمن احب مع الله غيره محبة عبودية ما هي ما هي محبة طبيعية لا محبة عبودية معها ذل وخضوع وقد اشرك اعظم الشرك نعم كما قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا كحب الله يعني ساووهم بالله بالمحبة والا لو انهم احبوهم محبة دون محبة الله فلا يؤاخذون على ذلك. نعم والذين امنوا اشد حبا لله نعم لان اهل الايمان يحبون الله وحده والمشركون يحبون الله ويحبون معه غيره المحبة الخالصة خير من المحبة المشتركة دل على ان المشركون على ان المشركين يحبون الله. لكن لما احبوا معه غيره صاروا مشركين واما اهل الايمان فهم يخلصون المحبة لله محبة العبودية لا يحبون مع الله غيره. نعم فاخبر سبحانه ان من الناس من يشرك به ندا يحبه كما يحب الله واخبر ان الذين امنوا اشد حبا لله من اصحاب الانداد لاندادهم والذين امنوا اشد حبا لله يعني قيل اشد حبا لله من محبة المشركين لله. لان المشركين يحبون الله ايضا. لكن اشركوا معه غيره وقيل اشد حبا لله من حب المشركين لاوثارهم. لان المشركين يحبون اوثانهم. والمؤمنون يحبون الله ومحبة المؤمنين لله اعظم من محبة المشركين لاوتارهم نعم وقيل بل المعنى انهم اشد حبا لله فانهم وان احبوا الله لكن لما شركوا بينه وبين انداد في المحبة ضعفت محبتهم لله والموحدون لله لما خلصت محبتهم له كانت اشد من محبة اولئك والعدل برب والعدل برب العالمين. والتسوية بينه وبين الامداد هو في هذه المحبة كما تقدم نعم ولما كان مراد الله من خلقه خلوص هذه المحبة ولما كان مراد الله من خلقه خلص هذه المحبة له انكر على من اتخذ من دونه وليا او شفيعا غاية الانكار وجمع ذلك تارة وافراد احدهما عن الاخر فقال تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر. ما من شفيع الا من بعد اذنه. ذلكم الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون وقال تعالى الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع افلا تتذكرون وقال تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون وقال في الافراد ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعا وقال تعالى من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله اولياء ولهم عذاب عظيم نعم. فاذا والى العبد ربه وحده اقام له الشفعاء وعقد الموالاة بينه وبين عباده المؤمنين وصاروا اولياءه في الله بخلاف من اتخذ مخلوقا وليا من دون الله فهذا لون وذاك لون الشفاعة حق ولكن الشفاعة الصحيحة هي التي تطلب من الله مطلب الى الله ويأذن الله بها لا تطلب من غيره ما تطلب من الموتى ومن المقبورين ومن الاشجار والاحجار فان المشركين يعبدون هذه الاشياء ويقولون هؤلاء شفعاؤنا ان الله يقربون الى الله زلفى. هذا زعمهم وهذه لا تملك الشفاعة التي الذي يملك الشفاعة هو الله فتطلب الشفاعة من الله سبحانه وتعالى لان الله ليس كغيره لا يشفع احد عنده الا باذنه. خلاف الملوك والسلاطين فان الشفعاء يشفعون عندهم ولو لم يأذنوا. بل ربما يكرهون هذا ولكن يضطرون الى القبول لانهم بحاجة الى الوزراء والى الاعوان فلو ردوا شفاعتهم تنكروا عليهم اما الله جل وعلا فانه غني عن خلقه ولا احد يشفع عنده الا باذنه ولا يأذن الا لاهل التوحيد اما الكفار فلا تقبل فيهم شفاعة فما تنفعهم شفاعة الشافعين. ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع الكافر لا ليس له شفاعة الا الله انما الشفاعة عند الله لاهل التوحيد اهل التوحيد اذا حصل منهم ذنب تحق العذاب فان الشفاعة تنفعهم عند الله فيسلمون من العذاب يشفع لهم الرسول صلى الله عليه وسلم تشفع الملائكة يشفع الاولياء والصالحون عند الله للمؤمنين انا حق الشفاعة الصحيحة ما توفر فيها شرطان. الشرط الاول اذن الله للشافي ان يشفع والشرط الثاني ان يكون المشفوع فيه من اهل التوحيد وليس باهل الشرك لا فهذا لون وذاك لون. كما ان الشفاعة الشركية كما ان الشفاعة الشمسية الباطلة لون والشفاعة الحق الثابتة التي انما تنال بالتوحيد لون وهذا موضع خلقان بين اهل التوحيد واهل الاشراك. اهل التوحيد يطلبون الشفاعة من الله. ان يشفع فيهم نبيه يشفع فيهم ملائكته ان يشفع فيهم عباده الصالحين يطلبون من الله جل وعلا اما اهل الشرك فيطلبون الشفاعة من غير الله. يطلبونها من القبور ومن الاموات بلا من الاشجار والاحجار والاصنام يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى لا وهذا موضع فرقان بين اهل التوحيد واهل الاشراك. الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم والمقصود ان حقيقة العبودية لا تحصل مع الاشراك بالله في المحبة بخلاف المحبة لله فانها من لوازم العبودية وموجباتها فان محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بل تقديمه في الحب على الانفس والاباء والابناء. لا يتم الايمان الا بها اذ محبته مع اذ محبته من محبة الله بعد محبة الله محبة الرسول صلى الله عليه وسلم فهي تابعة لمحبة الله ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده من ولده ووالده والناس اجمعين الرسول صلى الله عليه وسلم يحب محبا شديدا بعد محبة الله لانه هو الذي دل البشرية على الخير وعلى طريق الجنة وطريق السعادة وانقذهم الله وانقذ الله الناس به من النار فهو يحب صلى الله عليه وسلم ومن احبه يتبعه ما ما يدعي المحبة وهو يخالفه ويعصيه علامة صدق المحبة الاتباع علامة صدق المحبة الاتباع. فمن زعم انه يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه يعصيه فهذا ليس ليست محبته سليمة. اما ان تكون ناقصة واما ان تكون باطلة علامة محبة الرسول طاعته واتباعه والاقتداء به صلى الله عليه وسلم اما من يزعم انه يحبه لكنه يعصيه ويخالفه فهذا اما ان يكون ناقص المحبة واما ان يكون باطن المحبة ليس عنده محبة اصلا الذين يعملون البدع في حق الرسول صلى الله عليه وسلم يغلون في حقه ويعملون له المولد والاشياء هذي ويقولون هذه محبة للرسول نقول هذا كذب ما هي بمحبة للرسول الرسول دعى عن البدع ومنها احداث المولد فهو بدعة لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا امر به ولا فعله الصحابة ولا فعله القرون المفضلة فهو بدعة. فاذا فاذا فعلته وانت تدعي انك تحب الرسول فهذا كذب لو كانت محبتك صادقة لاتبعته وتركت ما نهى عنه تركت معناها عنه نعم وكذلك كله ولهذا يقول الشاعر ان المحب لمن يحب مطيع لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن يحب مطيع لا وكذلك كل حب في الله ولله كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان وفي لفظ الصحيحين كذلك بعد محبة الرسول صلى الله عليه وسلم محبة المؤمنين تحب في الله وتبذل في الله اولا تحب الله جل وعلا هذي محبة عبادة ثانيا تحب الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه محبة متابعة ثالثا تحب المؤمنين لان الله يحبهم واوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله فتحب المؤمنين وتبغض الكفار لان الله يبغض الكفار فانت تبغضهم وهذا هو الولا والبراء الولاء والبراء هذا هو الاوثق عرى الايمان نعم وكذلك كل حب في الله ولله كما في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان وفي لفظ الصحيحين ايجد حلاوة الايمان الا من كان فيه ثلاث خصال ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يرجع في الكفر بعد اذ انقذه الله منه. كما يكره ان يلقى في النار وفي الحديث الذي في السنن من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وفي حديث اخر اتحاد رجلان في الله الا كان افظلهما اشدهما حبا لصاحبه فان هذه المحبة. ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه نعم فان هذه المحبة من لوازم محبة الله وموجباتها بان الله يحب المؤمنين فانت تحب من يحبه الله لماذا تحب المؤمنين؟ لان الله يحبهم فانت تحب من يحبه الله لماذا تبغض الكافرين؟ لان الله يبغضهم فانت تبغض ما يبغضه الله وتعادي من عاداه الله ان الله فان الله عدو للكافرين وكلما كانت اقوى ان الله لا يحب الكافرين فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين لا فانها كيف تحب الكافرين؟ والله لا يحبهم تخالف الله عز وجل نعم فان هذه المحبة من لوازم محبة الله وموجباتها وكلما كانت اقوى كان اصلها كذلك نعم فصل وها هنا اربعة انواع من المحبة يكفي يقف عند هذا