المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله التاسع والخمسون والثلاثمائة الحديث الثاني عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه نهى عن النذر وقال ان النذر لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم نهى عن النذر اي نهي كراهة لانه لم ينهى عمر عنه كما تقدم هذا الحكم ثم ذكر حكمة ذلك فقال انه لا يأتي بخير اي ليس فيه خير ولهذا كره عقده وقد غلا في ذلك بعضهم فقال يستحب لمن اراد فعل نافلة ان ينظر ذلك لانها تجب عليه بالنذر فاذا فعلها كان مأجورا عليها اجر الواجبات وهذا غلط منه وقد ذكر هذا القول ابن الحاج في المدخل ولو كان خيرا لسبقنا اليه الرسول والصحابة ولما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم ذكر خصلة فيه محمودة فقال وانما يستخرج به من البخيل اي هذه الفائدة التي فيه لان البخيل لا يخرج شيئا الا قهرا عليه فلولا النذر لم يخرج ذلك ومن مضار النذر انه قد يخل بالاخلاص فانه ينبغي للانسان ان يعود نفسه الاخلاص في جميع اعماله واذا نذر طاعة فربما فعلها لاجل النذر فيخل باخلاصه فاصل النذر مكروه والوفاء به واجب وهذا من غرائب العلم لان القاعدة ان الوسائل لها احكام المقاصد وهذا وسيلته مكروهة وفعله واجب لانه نهى عن عقده رحمة بالامة لانه قد لا يتيسر فعله وقد يعجز عنه ولانه لا يأتي بخير واوجب فعله بعد ذلك لانه من جملة العهود