المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحسيب الكافي الحفيظ اي هو الكافي عباده كل ما اليه يحتاجون الدافع عنهم كل ما يكرهون فكفايته عامة وخاصة اما العامة فقد كفى تعالى جميع المخلوقات وقام بايجادها وارزاقها وامدادها واعدادها لكل ما خلقت له وهيأ للعباد من جميع الاسباب ما يغنيهم ويقنيهم ويطعمهم ويسقيهم واما كفايته وحسبه الخاص فهو كفايته للمتوكلين وقيامه باصلاح احوال عباده المتقين قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه كل اموره الدينية والدنيوية وقال تعالى اليس الله بكاف عبده اي من قام بعبوديته الظاهرة والباطنة كفاه الله ما اهمه وقام تعالى بمصالحه ويسر له اموره قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا اي من جميع المكاره والمضايق ويرزقه من حيث لا يحتسب واذا توكل العبد على ربه حق التوكل بان اعتمد بقلبه على ربه اعتمادا قويا كاملا في تحصيل مصالحه ودفع مضاره وقوية ثقته وحسن ظنه بربه حصلت له الكفاية التامة واتم الله له احواله وسدده في اقواله وافعاله وكفاه همه وجلا غمه ومن معاني الحسيب انه الحفيظ على عباده كلما عملوه احصاه الله ونسوه وعلم تعالى ذلك وميز الله صالح العمل من فاسده وحسنه من قبيحه وعلم ما يستحق من الجزاء ومقداره من الثواب والعقاب فهو في هذا المعنى بمعنى الحفيظ وللحفيظ ايضا معنى اخر يقارب معنى الكاف الحسيب وهو الذي تكفل بحفظ مخلوقاته وابقائها ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا فهذا حفظ عام واما الحفظ الخاص فقد قال صلى الله عليه وسلم احفظ الله يحفظك فمن حفظ اوامر الله بالامتثال ونواهيه بالاجتناب وحفظ فرجه ولسانه وجميع اعضائه وحفظ حدود الله فلم يتعدها حفظه الله في دينه من الشبهات القادحة في اليقين وحفظه من الشهوات والارادات المناقضة لما يحبه الله ويرضاه وحفظ عليه ايمانه وما كان الله ليضيع ايمانكم وحفظ الله عليه دنياه وحفظه في اولاده واهله ومن يتصل به وكذلك ينقله الله من حالة اعلى من ذلك وهي انه من حفظ الله وجده امامه وتجاهه يسدده ويوفقه وتحصل له معية الله الخاصة التي لا تحصل الا لخواص الخلق