اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلاة وسلاما على رسول الله ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم الى حلقة جديدة في برنامجكم شبهات حول القرآن قال بعضهم القرآن الكريم قال لمحمد عليه الصلاة والسلام اذا شئت او اذا كنت شاكا في دينك فاذهب الى اليهود والنصارى واسألهم وقال لكم ايضا انتم ايها المسلمون اذهبوا فاسألوا اهل الكتاب قالوا القرآن يجعل منا مرجعا لنبيكم اذا شك في دينه ويجعله ايضا مرجعا لكم انتم. اين هذا يهداكم الله قالوا اما قرأتم في القرآن فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. انه يدعو النبي اذا كان شاكا في دينه الى سؤال اهل الكتاب ايضا دعاكم انتم الى سؤالنا حين قال وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فقالوا نحن اهل الذكر فتعالوا فاسألونا وتعلموا منا بمثل هذه الصفاقة طرحت هذه الشبهة دعونا نبدأ بقراءة الاية الاولى من جديد. فان كنت في شك مما انزلنا اليك هل يلزم منها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان شاكا في دينه وانه كان محتاجا الى سؤال اهل الكتاب؟ اقول لا. لماذا لان هذه الصيغة في التعبير لا تفيد وقوع الشك ابدا كلمة ان قد تعلق بالمحال. كيف؟ نأخذ مثال على ذلك يقول الله عز وجل قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين. قل ان كان للرحمن ولد. هذا امر محال. ومع ذلك تأتي بان اذا ان من الممكن ان تعلق على المحال ومثله في قول الله عز وجل فان كنت في شك من دينه لا تفيد وقوعه لان ان تعلق على المحال لا على الممكن مثله قول الله عز وجل وهو يتحدث عن عن المسلمين فيقول فان استطعت ان تبتغي فان استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتأتيهم باية. هذا امر محال. لكن الله عز وجل يذكره للنبي عليه الصلاة والسلام فهذا مثل هذا. اذا لا يمكن ان نتصور بان النبي صلى الله عليه وسلم كان شاكا في دينه وهو الذي يوحى اليه العلماء اجابوا عن هذه الاية بجوابين الثاني هو اقواهما لكني سابدأ بالاول قالوا المقصود بان الله عز وجل قال لنبيه عليه الصلاة والسلام اسأل مؤمني اهل الكتاب كعبد الله بن سلام وكعب الاحباب وغيرهم من المؤمنين الذين امنوا بالنبي عليه الصلاة والسلام فهؤلاء هم اهل الكتاب الذين ذكرهم الله عز وجل بقوله قل كفى ابالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب. فهؤلاء هم المقصودون في الاية. وهذا الامر منقول عن ابن عباس رضي الله عنه وهو يقول الذين ادركوا محمدا صلى الله عليه وسلم من اهل الكتاب فاعمل به فاسألهم ان كنت في شك انك مكتوب عندهم هذا الرأي مذكور في كتب المسلمين لكن الرأي الثاني هو الاقوى الرأي الثاني يقول قول الله عز وجل فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك الكلام في ظاهره موجه للنبي عليه الصلاة والسلام. لكنه في حقيقته موجه لكفار قريش. اي ان كنتم في يشك من دين محمد عليه الصلاة والسلام فاقرأوا التوراة والانجيل او اسألوا اهل الكتاب عن نبوته. هل جاء فيهم انبياء؟ ام لا يأتي من البشر انبياء هذا المعنى معروف ومشهور عند العرب بهذه الطريقة يقولون اياكي اعني واسمعي يا جارة اياكي اعني الخطاب لك لكن الخطاب في حقيقته ليس لك. انما المقصود جارتك. فمثل هذا مشهور في لغة العرب وفي استخدامات البيانية وجاء به القرآن في مواضع لا تحصى. منها قول الله عز وجل يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين. فهذا في ظاهره خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. لكنه في حقيقته خطاب غيره ومثله قول الله عز وجل ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولا تكونن من الخاسرين ولا يمكن ان يوحى الى من قبله اذا اشرك محمد سيكون من الخاسرين. انما المقصود ان المشرك سيكون من اهل النار ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت اي ايما احد اشرك ليحبطن عمله وليكونن من الخاسرين. ومثله قول الله عز وجل يا ايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهن. يا ايها النبي اذا اطلقتم اي ايها المؤمنون اذا طلقتم فلفظه او ظاهره خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في حقيقته خطاب اب لغير النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى هو الذي صححه الامام الطبري وصححه غيره من المفسرين واستدل له الرازي رحمة الله عليه باخر السورة حيث وردت اية تشبه هذه الاية وهي قول الله عز وجل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دوني. فقالوا فلا اعبد الذي تعبدون من دونه فقالوا هذه كتلك فما اجمله الله عز وجل في الاية الاولى من خطابه للمشركين وظاهر الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم انما ذكره تفصيلا هنا في هذه الاية فالمقصود مشركو قريش وليس النبي صلى الله عليه وسلم. يقول الرازي فبين ان المذكور في اول الاية على سبيل الرمز هم المذكورون في هذه الاية على سبيل التصريح فثبت ان الحق هو ان الخطاب وان كان في مع الرسول صلى الله عليه وسلم الا ان المراد هما هم امته عليه الصلاة والسلام نعود مرة اخرى الى الامر بالسؤال هل اذا وجدنا في القرآن او حتى في كلام العرب امرا بطلب السؤال؟ هل يعني بالضرورة؟ يعني اذهبوا الى هؤلاء فاسألوهم ان الذي يقول هذا يجهل لغة العرب ويجهل طرائقهم في التعبير عن الامور مثلا دعونا نقرأ قول الله عز وجل حين يقول الله لمحمد عليه الصلاة والسلام سلهم ايهم بذلك زعيم؟ يعني هل هو يقول له اذهب الى ابي جهل فاسأل بالطبع لا لم يفهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا ولم يذهب لسؤال ابي جهل حين يقول الله عز وجل واسأل من ارسلنا قبلك من رسلنا يعني هل اخترق حاجز الزمن واذهب في التاريخ فاسأل موسى وعيسى وايوب كيف يقول له اسأل من ارسلنا قبلك من رسلنا؟ انما يريد التأكيد على المعاني التي وردت في السياق ولا يريد حقيقة السؤال مثله قول الله عز وجل واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون في السبت لا يعني هذا اي اذهب الى اليهودي واسألهم عن خبر هذه القرية. فالعرب لا تفهموا هذا في كلامها. هذا الذي يقوله القرآن العظيم له من كلام العرب لكن نرجئه الى ما بعد هذا الفاصل فابقوا معنا. ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم من جديد قلنا بان السؤال في لغة العرب لا يعني بالضرورة ان اذهبوا الى هؤلاء فاسألوهم العرب اذا ارادت ان تؤكد على معنى من المعاني استخدمت هذا الاسلوب. مثلا حينما يقول الشاعر سلوا بدرا سلوا احدا ومؤتة عن مفاخرنا سلوح الطين وليرموك عنا عن مفاخرنا. هل يعني بان نذهب فنسأل ارض بدر؟ ام نسأل رجال بدر؟ هذه طريقة في التأكيد على اننا كنا اصحاب فاخر العرب تعرف هذا في كلامها يقول الشاعر سلوا الليل عني مستناءت دياركم؟ هل اكتحلت بالغمض لي فيه اجفان؟ سلوا الليل كيف نسأل الليل؟ هو لا يريد منا ان نسأل الليل انما يريد ان نعرف بانه لم ينم. لماذا؟ لبعد دياره عن محبوبه يقول شاعر اخر سلوا نسمات الريح كم قد تحملت محبة صب شوقه ليس يكتم. هل يريد منا ان نسأل نسمات الريح؟ وهل نسمات الريح تسأل اقول لا ان السؤال في لغة العرب لا يأتي بمعنى السؤال حقيقة انما يراد منه التأكيد على بعض المعاني ومثله قول الله عز وجل فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك انما يريد ان يؤكد على الحقيقة التي جاءت بعده لقد جاء اتلحق من ربك فلا تكونن من الممترين اية اخرى نسمعها من بعض اولئك الذين دأبوا على طرح الشبهات من غير علم قالوا القرآن يقول وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوح اليهم فاسألوا اهل الذكر. نحن اهل الذكر والله طالبكم ان تسألونا فتعالوا فاسألونا اي شيء نسألكم وماذا لديكم حتى نسألكم هذه الاية انما وردت في خطاب الله للمشركين الذين انكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فالله عز وجل قال لهم ان كنتم متشككين في ان الله من الممكن ان يرسل نبيا من البشر فاسألوا اهل الكتاب لانهم يؤمنون بوجود انبياء من البشر فايمان هؤلاء سيدلكم على ان الله يبعث من البشر من هو نبي لله تبارك وتعالى. يقول ابن القيم رحمة الله عليه يعني سلوا اهل الكتاب هل ارسل هل ارسلنا قبل محمد رجالا يوحى اليهم؟ ام كان محمد بدعا من الرسل؟ لم لم يتقدمه رسول حتى يكون ارساله امرا منكرا فقد دعاهم الله عز وجل دعا مشركي قريش مرة بعد مرة الى ان يسألوا اهل الكتاب في مسألة اثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ومنه قول الله عز وجل قولوا الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب شبهة اخرى يقولون الله عز وجل في قرآنكم سمى التوراة ذكرا فقال وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوح اليهم فاسألوا اهل الذكر وقال بان هذا الذكر محفوظ فكيف تقولون بانه محرف اين قال الله عن كتابكم بانه محفوظ؟ قالوا اما قرأتم قوله وهو يقول انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. فكتابنا سمي الذكر وهو الان يحدثنا بان الله يحفظ الذكر نقول كل ما ينزله الله ذكر لكن اي ذكر ذاك الذي يتحدث عنه القرآن بان الله حافظه هل هو كل ذكر انزله الله؟ ام ذكر مخصوص؟ لنقرأ الايات وهي ستدلنا عن المقصود وقالوا يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون اي ذكر يتحدث عن القرآن؟ يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون. لو ما تأتينا بالملائكة ان كنت من الصادقين ما ننزل الملائكة الا بالحق وما كانوا اذا منظرين انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. السياق القرآني يحكي عن الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش الذين قالوا عنه بانه مجنون وانه اوتي من الله ذكرا ويشهد لهذا الذكر بانه محفوظ. فبالتالي ليس من الصحيح ان نعمم هذا على كل ذكر انزله الله. وبخاصة ان القرآن هو من شهد لهذه الكتب بانها ذكر وشهد بان انها حرفت هنا سؤال يطرحه كثيرا النصارى واليهود لماذا يحفظ الله الذكر الاخير ولا يحفظ الذكر الاول الله عز وجل عاجز عن حفظ كتابه هل قدر البشر على تغيير كلام الله عز وجل؟ كيف يصنع هذا؟ كيف تقولون هذا؟ انتم ايها المسلمون تسيؤون الى الله حين تقولون ان الله لم يحفظ كتبه نقول رويدكم رويدكم الله عز وجل يقدر على كل شيء ويفعل ما يريد فلو شاء ان يحفظ التوراة لحفظها ولو شاء ان يحفظ الانجيل لحفظه لكنه تبارك وتعالى ابتلاكم بحفظ التوراة والانجيل فضيعتموها. اما سمعتم الى الله وهو يقول بما استحفظوا ومن كتاب الله طلب منهم ان يحفظوا كتاب الله لكن ماذا صنعوا؟ اضاعوا وزادوا ونقصوا اما القرآن فالله عز وجل هو من تكفل بحفظه. انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. يصرخون اما يقدر الله على حفظ كتابه؟ اقول يقدر لكنه لم يفعل. دعوني اسألكم سؤالا انتم تعرفون بان بني اسرائيل قتلوا عددا كبيرا من الانبياء دعوني اسألكم هل الله قادر على حفظ هؤلاء الانبياء من القتل؟ الله قادر. لماذا لم يحفظهم؟ لم تتعلق مشيئته بحفظهم لو شاء ان يحفظهم لحفظهم. انتم تقولون بان المسيح قد صلب. دعوني اسألكم اما كان الله قادرا على حفظ من تقولون لانه ابنه او انه هو نفسه قادر طب لماذا نسألكم لماذا لم يحفظ المسيح؟ تقولون لم تتعلق مشيئته بذلك. ليس لانه لا يقدر لانه لا يريد ولو اراد لقدر. فاقول كما لم تتعلق مشيئة الله عز وجل بالحفاظ على ارواح انبيائه. فكذلك لم تتعلق مشيئته بالحفاظ على نص توراته ونص انجيله. لكن لما تعلق ذلك بكتابه الاخير بالقرآن العظيم حفظه الله تبارك وتعالى من كيد الكائدين ومن عبث العابثين لهؤلاء الذين ما زالوا يصرخون اقول اما قرأتم ما جاء في كتبكم كيف تحتجون على الله عز وجل بانه حفظ القرآن ولم يحفظ التوراة والانجيل اما قرأتم ما جاء في رسالة بولس الى رومية في الاصحاح تسعة في الفقرة عشرين. دعونا نقرأها معا من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله؟ تقول يا رب لماذا لم تحفظ التوراة؟ من انت ايها الانسان الذي تجاوب الله؟ العل جبلة. الجبلة يعني الطين الذي يصنعه صاحب الخزف العلا الجبلة يعني هل يليق بالجبلة ان تقول لجابرها يعني لمن يصنع الخزف. لماذا صنعت لي هكذا؟ لماذا جعلتني على شكل كأس؟ لماذا جعلتني على شكل صحن؟ هل تتصوروا ان الجبل من حقها ان تسأل جابرها مثل هذا السؤال؟ انتم انسان انت مجرد انسان كيف لك ان تقول لله؟ لماذا لم تحفظ التواب لماذا حفظت القرآن ولم تحفظ التوراة لعل الجبلة تقول لجابريها لماذا صنعتني هكذا ام ليس للخزافي الذي يصنع الخزف؟ ام ليس للخزافي سلطان على الطين ان يصنع من كتلة واحدة من طين واحد الى ان للكرامة واخر للهوان. هل من حقه ذلك؟ نعم من حقه ذلك. واذا كان هذا من حق الطيان الخزافي فمن حق لله تبارك وتعالى وهو صاحب كل حق. من حقه تبارك وتعالى ان يحفظ ما شاء من كتبه. وان يحفظ ما شاء من انبيائه. وان بدكم انتم بحفظ كتابكم فاضعتموه اذا ايها الاخوة الكرام لا نجد في هذه الشبهات الى مزيدا من الاخطاء في الفهم والا بترا للنصوص من مساقاتها وهذا لا يصنعه الباحثون عن الحق انما يصنعه الذين يحرفون الكلم عن مواضعه. حرفوا كتابهم وجاؤوا الان يقومون بتحريف كتب الاخرين. اسأل الله عز وجل ان يهدينا واياهم لما اختلفنا فيه من الحق باذنه انه يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. لا حرمني الله من دعوات الصالحين منكم. لقاؤنا يتجدد باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته