الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه. وبعدها ان علماء سلف الامة رحمهم الله لا يزالون يناقشون المبتدعة اكثر ما يردون على الجهمية الذين هم المعطلة حيث عطلوا اسماء الله عن معانيها. وعطلوا الله تعالى عن صفات الكمال وحيث تعدوا الى ان تعدوا الى اسماء الله تعالى فحرفوها وتعدوا الى كلام الله غيروا وضعه فيحتج عليهم اهل السنة بالادلة النقلية ولكنهم يردون الاحاديث بانها ظنية واذا كانت قطعية فانها ظنية الدلالة. ويردون الايات ويقولون الايات القرآنية قطعية قطعية الثبوت ولكنها ظنية الدلالة يبطلون دلالة الكتاب والسنة ولا يزالون الى هذا الزمان في رسالة مطبوعة لبعض علماء العراق يرد بها على اهل السنة لما اتى على الادلة القرآنية وصفها بانها ظواهر ظنية اذا قال ظواهر ظنية الدلالة فلا تقدم على قطع الدلالة وهو ما تدل عليه العقول. ولا شك ان هذا طعن في كلام الله تعالى حيث جعلها ظنية ظنية الدلالة ثم علمائهم علماء المبتدعة. ينهون تلامذتهم ان يقرأوا كتب اهل السنة وبالاخص الكتب التي تجمع فيها الادلة التي تسرد فيها ادلة القرآن وادلة الاحاديث وذلك لانها اذا سردت وصعب تأويلها. صعب التصرف فيها بخلاف ما اذا كانت في اماكنها فانه يسهل تأويلها. فاذا كانت الايات في اماكنها من التفسير كلما جاءوا على اية فسروها برأيهم وحرفوا معناها وذكروا انها ليست قطعية وانها تدل على كذا وكذا ثم بعد يأتون على اية اخرى في سورة اخرى يقدرون على ان يفرهوها واما يا سردت الايات في موضع واحد فانه يصعب عليهم تأويلها. وذلك لتكاثر دلالتها فيصعب عليهم فلذلك ينهون عن سردها. في موضع واحد هكذا ذكر بعض المتأخرين في رسالة له مطبوعة اسمها متشابهة القرآن يقول او يوصي تلامذته يقول لا تقرأوا الكتب التي تذكر فيها الدلالات تذكر فيها الايات التي في موضع موضوع واحد او لا تجمعوها في موضع واحد فان ذلك مما يصعب يصعب تأويل قيل لها او صرفها عن ظاهرها ولكن علماء الملة علماء الاسلام اعتمدوا جمع الايات واعتمدوا ذكرها مجموعة حتى يصعب على الجهمية ونحوهم ان يأولوها. فمثلا الامام الدارمي عثمان بن سعيد رحمه الله له رسالة مطبوعة اسمها الرد على الجهمية. التزم فيها ان يسرد الادلة اتى مثلا على صفة العلم فذكر ما حظره من الايات التي في صفة في اثبات صفة العلم في موضع واحد سواء كانت بلفظ الاسم نحو كان الله بكل شيء عليما. والله عليم حكيم او بلفظ الماظي نحو علم ان لن تحصوه او بلفظ المضارع نحو نحو قوله قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لوذا رادحة لكن لا شك ان سردها صعب على الجهمية ان يقرؤها وان صرفوها وان يأولوها وكذلك سرد الايات التي تدل على اثبات صفة الكلام. وسردها ايظا مؤلف عبد الله بن الامام احمد رحمه الله كما مر بنا في الدرس الماضي حيث سرد الايات التي في صفة الكلام او في اثباته مثل قوله تعالى ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم. وقوله ولا يكلمهم الله ولا ولا يكلمهم الله ولا يزكيهم ومثل قوله تعالى انبأ فتطمع قد كان الحريق منهم يسمعون كلام الله ومثل قوله وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ومثل قوله تعالى لمريم ان الله يبشرك بكلمة منه ومثل قوله تعالى في عيسى وكلمته القاها الى مريم. ومثل قوله تعالى وكلم الله موسى تكليما وقوله منهم من كلم الله وقوله تعالى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي وقوله يريدون ان يبدلوا كلام الله وقوله تعالى ما نهجت كلمات الله ما نهدت كلمات ربه واشباه ذلك لا شك ان هذا فيه اثبات صفة الكلام ماذا يقول الجهمية في هذه الايات؟ التي تبلغ العشرات من تارة بلفظ الكلام كلم وكلم الله وتارة بلفظ الكلام بلفظ الكلمة. وتمت كلمة ربك وما اشبه ذلك لا يستطيعون اذا تكاثرت واجتمعت ان يأولوها ولكن المعتزلة ونحوهم يستدلون على خلق القرآن بمهل قوله تعالى الله خالق كل شيء هكذا قالوا الله خالق كل شيء فجعلوا القرآن مخلوقا بعموم هذه الاية معلوم انه لا يدخل في كل شيء صفات الله فان صفات الله من ذاته فلا تدخلوا في عمومكن فعرف بذلك ان الكلام كلام الله مستهنا من هذا هذا دليل بطل دليلهم ثم يستدلون بايات الجعل مثل قوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا جعلناه قرآنا يقولون الجعل بمعنى الخلق. لقوله تعالى وجعل الظلمات والنور. يعني وخلق الظلمات والنور فلذلك احتاج العلماء ان يسردوا الايات التي في الجعل وسردها عبد الله كما هي الدرس الماضي سرد الايات الكثيرة التي بلفظ جعل ويجعل سواء كانت مسندا الجعل لله تعالى او اللي المخلوقين فيكون قوله تعالى فجعلناه سميعا بصيرا بعدك قولي هي خلقنا. انا خلقنا الانسان من نطفة امساج نبتليه. خلقناه الخلق يعم خلقه كله. بما في ذلك حواسه يكون قوله وجعلناه سميعا بصيرا. اي الجعل بمعنى التصوير. ليس بمعنى الخلق بعد ان اتم الله خلقه جعله سميعا بصيرا ومما ذكر عن احد المعتزلة وهو صاحب الكشاف الزمخشري صاحب التفسير المشهور بالكشاف من اكابر المعتزلة ذكروا انه لما الف كتابه هذا في التفسير ابتدأه بقوله الحمدلله الذي خلق القرآن هكذا قال لانه على عقيدته فقيل له انك بهذا تنفر الناس عن ان يقبلوه وما زالوا به حتى غيره الى الحمد لله الذي جعل القرآن وجعل عندهم بمعنى خلق ثم ان بعض النساخ غيرها الى الحمد لله الذي انزل القرآن وهي من وظع بعظ النساخ الزماح شاري نفسه فانه اخر ما كتب الحمد لله الذي جعل القرآن جعل عندهم بمعنى حلق ولا شك انها انه شيء بعيد. ان تجعل بكلمة على بمعنى خلق وذلك لانها اسندت الى المخلوقين. واسندت الى الخالق كثيرا ما يذكر الله جعل من فعله تعالى كقوله تعالى والله جعل لكم من بيوتكم سكنا. وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال اكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحرا فان الجعل ها هنا بمعنى التصوير اي صير لكم من هذه الاشياء وهو زائد على الخلق يعني خلق الجبال وجعل يصير فيها اكنانا يعني كهوفا يفتن فيها وكذلك ايضا سخر لكم ما تجعلون به ام منه هذه الاكسية ونحوها سرابيل تقيكم الحرة وسرابيل تقيكم بأسكم الله الذي جعلها يعني يسرها وسيرها وارشد اليها من يسمعها كما انه قد اسند الجعل الى المخلوقين. فيقول الله تعالى وجعلوا الملائكة الذين عباد الرحمن اناثا هل يقال ان جعلوا بمعنى خلقوا؟ هل هم الذين خلقوا الملائكة لم يقولوا اننا خلقنا الملائكة. وانما اعتقدوا اعتقدوا الملائكة وكذلك قول الله تعالى وجعلوا له من عباده جزءا هل معنىها وخلقوا له هم لا يدعون انهم خلقوا له ولكن الجعل بمعنى التصوير اي صيروا له من عباده جزءا وكذلك قوله تعالى فجعلتم منه حراما وحلالا هل معناه خلقتم لم يقولوا اننا خلقنا. ولكن معناه انه قسموه. فقالوا هذا حلال وهذا حرام يكثر الاسناد الجاهل الى الانسان. الى نوع الانسان ويراد به التصوير فعرف بذلك ان قولهم جعل بمعنى خلق واستدلالهم بقوله وجعل فان جعلناهم وقرآنا عربيا يا دليل اه استدلال بعيد عن الصواب وامال الجعل بمعنى التصوير. اي صيرناه صيرناه قرآنا عربيا ثم مما يدل على ابطال قولهم بحلق القرآن ان الله تعالى يفرق بين الخلق والامر قال تعالى الا له الخلق والامر الخلق هو التكوين. تكوين الاشياء وايجادها والامر الكلام كونه يأمر بما يشاء. فالامر غير الخلق كثيرا ما يذكر الله الامر كما في قوله تعالى ان الله يأمر بالعدل ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها فهل معنى يأمركم يخلقكم وهل معناه انه يخلق لكم الاصل ان الامر هو الكلام بمعنى انه يتكلم بما يريد ومثل ذلك قول الله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن هيكون فاخبر بانه امره امره اذا اراد شيئا يعني كلامه ان يقول من صرح ها هنا بالقول بانه يأمر بقوله كن فيكون والقول ليس مخلوقا وهكذا ايضا يذكر الله القول ويسنده الى نفسه مثل قوله تعالى قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ومثل قوله تعالى يريدون ان يبدلو كلام الله قل لن تتبعون كذلكم قال الله من قبل وردت هذه بلفظ الماضي وردت ايضا بلفظ المضارع كقوله تعالى والله يقول الحق والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وذكر الله تعالى القول بلهو المصدر كقوله تعالى ومن اصدق من الله اثبت ان الله يقول وانه اصدق قيلا فهذه كلها ترد تأويلهم لقوله تعالى انا جعلناه بمعنى خلقناه كذلك ايضا مما يستدلون به على تكذيبهم ايات النداء قد ذكر الله تعالى النداء في عدة مواضع مثل قوله تعالى وناداهما ربهما الم انهكما وكقوله تعالى واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين وقوله اذ اتاه ربه بالوعد المقدس طوى وقوله وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه ونجية هذه كلها بلفظ الماضي وذكرت ايضا بلفظ المضارع كما هي سورة القصص في قوله تعالى ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين؟ ويوم يقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون ذكرها بلفظ المضارع وورد في الحديث ان النداء بصوت كقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله يا ادم يقول لبيك وسعديك في نادي بصوت ان الله يأمرك ان تخرج من امتك الى النار ينادي بصوت اي بصوت مسموع ولا شك ان هذا دليل على ان الله تعالى قد اثبت لنفسه صفة الكلام وان النداء لا يكون الا بكلام مسموع يسمعه من شاء الله وانه قد اسمعه موسى على الطور ناداه واسمعه النداء اي كما شاء الله. فهذه ادلة واضحة ترد استدلال هؤلاء على ان الجعل بمعنى الخلق وان الله تعالى لا يتكلم ويعيبون اهل السنة بقولهم ان الله يتكلم بحرب وصوت. ويجعلون ذلك طعن في مذهب اهل السنة وهذا ليس خاصا بالجهمية او المعتزلة الاشاعرة ايضا يشاركونهم بنفي كلام الله الذي هو بصوت مسموع ومن خالفهم فانه عندهم مشبه وممثل مجسم يستحق العقوبة وقد يكفرونه من ذلك لما ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اشتهر بانه يظهر السنة ويقول ان الله اثنى القرآن كلام الله حروفه ومعانيه ويثبت ان الله يتكلم بكلام مسموع ويثبت ان الله تعالى فوق عباده وفوق العرش استوى على العرش استوى ان كان هذا مخالفا لاهل زمانه اهل زمانه قد غلب عليهم مذهب الاشاغرة ومذهب الماتوريدية استدعي وجعل له كبار علمائهم يناقشونه فيتصدوا له وقالوا ندعي عليه انه يقول ان الله يتكلم بحرف وصوت وهذا تشبيه ولا يليق الا بالمخلوقين فعند ذلك اورد لهم الادلة والادلة قد ذكرها في كتبه ومن ذلك رسالته الصغيرة العقيدة الواسطية نوقش في هذه الرسالة فاستقر قوله على اثبات تلك الادلة التي استدل بها ولن يستطيع ان يردوا عليه شيئا مما يقوله الحاصل انه انهم ادلتهم وهمية فيتكلفون في رد هذه الادلة القطعية قطعية الثبوت وقطعية الدلالة لكثرتها تنوع دلالتها والحاصل ان شرد علماء الامة كما فعل الامام عبدالله ابن الامام احمد في سرد هذه الايات انما اراد بذلك التشديد على الجهمية حتى يصعب عليهم تأويلها اذا رأوها كثيرة ومتنوعة وجاءت في لفظ الماضي وبلفظ المضارع وبلفظ المصدر وجاءت بالفاظ المترادفة كلفظ القول ولفظ الكلام ولفظ النداء وما اشبهها يصعب عليهم ان يحرفوها تنوع دلالتها لا يجدون الا ان يسكتوا عنها ويقولون لا ندري. ما معناها ولكن عقيدتنا لا نتغير عنها هكذا يقول ولكل قوم وارث فلا يزال لهم بقايا على هذا المعتقد في كثير من البلاد الاسلامية ولا يزال لهم مؤلفات ينشرونها على عقيدتهم فيحذر المسلم من ان ينخدع بشبهاتهم ويعطف على كتب السلف مثل هذا الكتاب غيره فان فيها الكفاية والمقنع لمن اراد الخير. نستمع الى كلام الامام. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى حدثني اسماعيل ابن عبيد ابن ابي كريمة الحراني ابو احمد املاه علينا املاء في دار كعب قال حدثني محمد ابن سلمة عن ابي عبد الرحيم خالد ابن ابي يزيد قال حدثني زيد ابن ابي انيسة عن المنهال ابن عمرو عن ابي عبيدة عن عبد الله عن مسروق ابن الاجدع قال حدثنا عبد الله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الله الاولين والاخرين لميقات يوم معلوم. قياما اربعين سنة شاخصة ابصارهم الى السماء. ينتظرون فصل القضاء قال فينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرشين الكرسي. ثم ينادي مناد ايها الناس الم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وامركم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا. ان يولي كل انسان منكم ما كان يتولى ويعبد في الدنيا. اليس ذلك عدلا من ربكم؟ قالوا بلى. قال فينطلق؟ فينطلق كل قوم الى كانوا يعبدون ويتولون في الدنيا. قال فينطلقون ويمثل لهم اشباه ما كانوا يعبدون فمنهم من ينطلق الى الشمس ومنهم من ينطلق الى القمر والى الاوثان والحجارة واشباه ما كانوا يعبدون. قال ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزير. ويبقى محمد صلى الله عليه وسلم وامته. قال فيتمثل الرب جل وعلا فيأتيهم فيقول لهم ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس. فيقولون ان لنا الها فيقول وهل تعرفونه ان فيقولون بيننا وبينه علامة. اذا رأيناه عرفناه فيقول ما هي يقولون يكشف عن ساقه. قال فعند ذلك يكشف الله عن ساقه فيخر كل من كان بظهره طبق. ويبقى قومه قوم ظهورهم كصيص البقر يدعون الى السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون. ثم يقول ارفعوا رؤوسكم قال فيرفعون رؤوسهم ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى نورا واصغر من ذلك. حتى يكون اخرهم رجلا يعطى نوره على ابهام قدمه كيف يضيء مرة ويطفئ اخرى ويكفى مرة اخرى فاذا اضاء قدمه فمشى واذا اطفئ قام قال جل وعز امامهم حتى يمر في النار ويبقى اثره. فيبقى اثره كحد السيف دحض دحض مزل قال ويقول مروا فيمرون على قدر ذنوبهم منهم من يمر كطرفة العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر السحاب ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كشد الفرس ومنهم من يمر كشد الرجل يمر الذي اعطي نوره على امام قدمه يحبو على وجهه ويديه ورجليه. تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعد وتصيب جوانبه النار. قال فلا يزال كذلك حتى يخلص. فاذا خلص وقف عليها ثم قال الحمد لقد اعطاني الله عز وجل ما لم يعطي احدا اذا نجاني منها بعد اذ رأيتها قال فينطلق به الى غدير عند باب الجنة فيغتسل. قال فيعود اليه ريح اهل الجنة والوانهم. قال ويرى ما في الجنة من خلال الباب فيقول يا ربي ادخلني الجنة. فيقول الله عز وجل له اتسأل الجنة وقد نجيتك من النار؟ فيقول رب اجعل بيني وبينها حجاب لا اسمع حسيسها. قال فيدخل الجنة. قال ويراه يرفع ويرى ويرفع له منزلا امام ذلك كأنما فيما هو فيه اليه حلم. قال فيقول ربي اعطني ذلك المنزل. قال فيقول له لعلك اعطيت ان فلعلك ان اعطيته تسأل غيره. فيقول لا وعزتك لا اسأل غيره. واي منزل يكون احسن منه قال فيعطاه قال فينزله فينزله قال ويرى او يرفع له امام ذلك منزلا اخر. كانما هو فيه اليه قال فيقول يا ربي اعطني ذلك المنزل. قال فيقول الله له لعلك ان اعطيته تسأل غيره. فيقول وعزتك لا اسأل غيره واي منزل يكون احسن منه قال فيعطاه فينزله فينزله ويرى ويراه يرفع له امام ذلك المنزل منزلا اخر كانما هو فيه اليه حلم فيقول ربي اعطني ذلك المنزل فيقول الله له فلعلك ان اعطيته تسأل وتسأل غيره. قال قال لا وعزتك واي منزل يكون احسن قال فيعطاه فينزله. قال ثم يسكت فيقول الله عز وجل. فيقول الله عز وجل له ما لك لا تسأل فيقول ربي قد سألتك حتى قد استحييتك. قال حتى سألتك حتى قد استحييتك واقسمت لك حتى استحييتك فيقول الله عز وجل له الم ترضى الم ترضى ان اعطيتك مثل الدنيا مذ يوم خلقتها يوم افنيتها وعشرة اضعاف. فيقول اتستهزأ بي وانت رب العالمين؟ قال فيضحك الرب عز وجل من قوله قال فرأيت عبد الله ابن ابن مسعود رضي الله عنه اذا بلغ هذا المكان من الحديث ضحك فقال له رجل يا ابا عبد الرحمن قد سمعتك تحدث بهذا الحديث مرارا كلما بلغت هذا المكان كلما بلغت هذا المكان من هذا الحديث تضحك فقال ابن مسعود اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث بهذا الحديث يحدث بهذا الحديث مرارا كلما بلغ هذا كلما بلغ هذا المكان هذا الحديث ضحك حتى تبدو اواخر اضراسه. قال فيقول الرب عز جل وعز لا ولكني على ذلك قادر سل فيقول ربي الحقني بالناس فيقول الحق بالناس فينطلق في الجنة حتى اذا دنا من الناس رفع له قصر من ذر. فيخر ساجدا فيقال له ارفع رأسك ما لك. فيقول رأيت ربي او ترأني ربي عز وجل. فيقول له انما هو منزل من منازلك. قال ثم ينهي القى ثم يلقى رجلا فيتهيأ ليسجد فيقال له مه ما لك؟ فيقول رأيت انك ملك من الملائكة؟ فيقول ان كما انا خازن من خزانك. وعبد من عبيدك تحت يدي الف قهر ما قهرمان. على مثل ما انا عليه. قال امامه حتى يفتح له القصر. قال وهو درة مجوفة سقائفها وابوابها واغلاقها ومفاتحها منها تستقبل جوهرة خضراء مبطنة بحمراء. فيها سبعون بابا كل باب يفضي الى جوهرة خضراء مبطنة بحمراء. كل تفضي الى جوهرة على غير لون اخرى في كل جوهرة سرر وازواج ووصائف ادناهن حوراء عينا عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها واذا اعرض عنها اعراضة ازدادت في عيني سبعين ضعفا كما كانت قبل. كما كانت قبل ذلك واذا اعرضت عنه ازداد في عينيها سبعين ضعفا. فيقول لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا فتقول له وانت والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا. قال فيقال له في شرف قال فيقال له ولك ملك ملك مسيرة مئة عام ينفذه بصرك. قال فقال عمر رضي الله عنه الا تسمع الى يا ما يحدثنا به ابن ابن ام كعب عن ادنى اهل الجنة منزلا فكيف اعلاهم فقال قال كعب يا امير المؤمنين لا عين رأت ولا اذن سمعت ان الله كان فخلق لنفسه دارا وجعل فيها ما شاء من الازواج والثمرات والاشربة ثم اطبقها ثم لم يراها احد من خلقه الا جبريل ولا غيره من الملائكة. قال ثم قرأ كعب فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. قال وخلق دون ذلك ثم قال فمن كان كتابه في عليين نزلت التي لم يراها احد حتى ان الرجل من اهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فما تبقى خيمة من خيام الجنة الا اذا دخلها ضوء من ضوء وجهه ويستبشرون بريحه ويقولوا نواها لهذه الريح الطيبة من اهل علي لقد خرجت يسير في ملكه. قال فقال عمر ويحك يا كعب ان هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها فقال والذي نفسي بيده ان لجهنم يوم القيامة لزفرة. ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل لا يخر ركبتيه حتى ان ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام ليقول رب نفسي نفسي حتى لو كان لك عمل سبعين نبيا الى عملك لظننت انك لن تنجو. قال حدثني شجاع بن مخلد وحدثني سريج بن يونس. واحمد بن منيع قالوا اخبرنا شيء عن ابي وداكن مداني عن ابي سعيد الخدري يرفع الحديث قال ثلاثة يضحك الله اليهم اذا يضحك الله اليهم اذا صفوا في الصلاة. والرجل اذا قام من الليل يصلي والقوم اذا صفوا لقتال العدو. قال ابو الرحمن روي روى علي ابن المديني شيئا قليلا فلم يقع عنده الا حديث ابي وداك هذا ولم يسمعه ابي وقد سمع قال حدثني خلاد واسلم اخبرنا النظر بن شعيل اخبرنا حمادي اخبرنا ثابتا عناس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قرأ هذه الاية فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا قال تجلى بسط كفه قال قرأت عن ابي على ابي ابراهيم ابن حكم ابن حدثنا عن عكرمة قال ان الله عز وجل لم يمس بيده شيئا الا ثلاثا خلق ادم بيده وغرس الجنة بيده وكتب التوراة يده قال حدثني ابي قال اخبرنا ابو اليمان اخبرنا اسماعيل بن عياش عن ام عبد الله عن ابيها خالد بن معدان انه قال ان ريح الجنة يضرب على مقدار اربعين خريفا. والخريف باع الله عز وجل. قال حدثني ابي قال اخبرنا ابو المغيرة المغيرة اخبرنا صفوان سمعت ابن عبد وهو يعظ يعظ الناس يقول ان لجهنم سبع قناطر والصراط عليهن الله عز وجل في الرابعة منهم قال صفوان وسمعت ابا اليمان ابا اليمان الهوزني يصل في هذا الحديث فيمر على الله عز وجل وفي القنطرة الرابعة قال وهي التي يقول الله عز وجل يقول سبحانه ان ربك لبالمرصاد. ويقول ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم قال فيأخذ بنواصي عباده. قال فيلين للمؤمنين حتى يكونوا الين من الوالد لولده ويقول للكافر ما غرك بربك الكريم قال حدثني عبيد الله ابن عمر ابن عمر القوم ابن عمر القواري اخبرنا جعفر بن سليمان عن السعدي قال رأيت الحسن قد وضع رجل يمينه على شماله وهو قاعد قال قلت يا ابا سعيد تكره هذه القعدة؟ قال فقال الحسن قاتل الله اليهود ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب فعرفت ما عنا فسكت قال حدثني محمد ابن سليمان اخبرنا عبد الرحمن ابن ابي الزناد عن ابيه عن عروة عن ابن مكرم وكانت له صحبة قال لما نزل لما نزلت الف لام ميم غلبت الروم خرج بها ابو بكر رضي الله عنه من المشركين فقالوا هذا كلام صاحبه قال هذا كلام صاحبه؟ قال الله انزل هذا. قال حدثني ابراهيم بن خالد الكلب عن اسباط عن نصر ابن عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله عز وجل ما تجلى ربه للجبل جعله دكا. قال ما يرى منه الا بقدر طرف الخنصر. قال حدثني محمد بن سليمان لو ان اخبرنا عيسى ابن يونس اخبرنا اسماعيل عن ابن ابي خالد عن قيس عن جرير بن عبدالله قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم اذ نظر الى القمر ليلة البدء فقال اما انكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فان استطعتم ان لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ. فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. قال حدثني اسحاق ابن بهلول الانباري قال فسمعت وكيعا يقول من رد حديث اسماعيل عن قيس ابن ابي حازم عن جرير ابن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤية قال حدثني اسحاق ابن هلول قال قلت لابي حمزة انس ابن عياض اصلي خلف الجاميتي؟ قال لا ومن يبتغي غير الاسلام غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وفي الاخرة من الخاسرين. قال حدثني احمد بن ابراهيم الدروقي قال حدثني زهير بن ابي بن البابي السجستاني قال سمعت سلام ابن ابي مطيع يقول الجامية كفار لا يصلى خلفهم قال حدثني احمد ابن محمد ابن يحيى ابن سعيد القطان قال سمعت ابي يقول سمعت معاذ ابن معاذ يقول من قال القرآن مخلوق فهو كافر. قال سألت ابا محمد ابن يحيى عن هذه القصة فحدثني ان اباه يحيى ابن سعيد بعثه الى معاذ ابن جبل فلم احفظه فحدثني ابنه عن ابيه بهذا. قال حدثني الحسن عيسى مولى ابن المبارك قال حدثني حماد ابن قيراط قال سمعت ابراهيم ابن طهمان يقول الجهمية كفار والقدرية كفار قال حدثني الحسن بن عيسى قال كان ابن مبارك يقول الجامية كفار قال حدثني حسن بن عيسى من قول من قول نفسه ومن يشك في كفر الجهمية ومن يشك في قال وذكر عبد الله ابن عمر قال سمعت الحسين امجع فيه وحدث بحديث الرؤية فقال على رغم انف جهم والمريس قال حدثني هماد ابن السرية اخبرنا ابو الاحوص عن عطاء عن ابن السائب عن ميسرة في قول الله عز وجل وقربناه نجيا طريف القلم قال حدثني ابو السرية عن نادى ابن السري حدثنا ابو الاحوص عن ميسرة قال خلق الله عز وجل بيده اربعة. خلق ادم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده ثم قال قد افلح المؤمنون وقال الرابعة اغملتها قال حدثني منصور بن ابي مزاحم اخبرنا اسماعيل ابن عن عبدالرحمن بن يزيد من جابر عن بست عن بشر بن عبدالله عن ابيه ادريس الخولاني عن النواس من سمعان قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الميزان بيد الرحمن عز وجل. يرفع اقواما ويخفض اخرين الى يوم القيامة. وقلب ابن ادم بين اصبعين من اصابع الرحمن جل اذا شاء زاغ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال حدثني ابو بكر محمد اسحاق اخبرنا ابو الجواب الاحوص ابن الجواب حدثنا سفيان الثوري عن ابي عن ابي وائل قال ما يجاوب العبد يوم القيامة فيستره الله عز وجل بيده ويعرف بذنوبه ثم يغفر له. قال حدثني ابو بكر الصاغاني اخبرنا اسود بن عامر قال ذكر قال حدثني ابو بكر اخبرنا ابو الاسود اخبرنا ابن لهيعة عن يزيد ابن ابي حبيب عن ابي الخير عن عقبة ابن عامر انه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية التي في خاتمة النور وهو جاعل اصابعه تحت اذنه ويقول بكل شيء بصير. قال حدثني ابو بكر قال حسين محمد اخبرنا جرير عن ابن ابي حازم عن الاعمش عن سليمان ابن يسهر. عن خرجة ابن الحر عن ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. شيخ زان وملك كذاب وعائم مستكبر قال حدثنا ابيه قال اخبرنا وكيع قال حدثني ابو حجير عن الضحاك عن الضحاك والارض جميعا قبضته يوم القيامة بيمينه قال كل ذلك في يمينه قال حدثني ابي قال اخبرنا الفضل بن دكين عن سلامة عن الضحاك والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطيات بيمينه قال كلا في يمينه قال حدثني ابي قال اخبرنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقربناه نجيا. قال سمع صريف القلم او الاقلام. قال وكيع مرة مرة في حديثه حتى سمع صريف القلم والاقنام. بهذه الاثار والاحاديث متنوعة الدلالات منها ما يتعلق صفات الله تعالى ومنها ما يتعلق بحكم المنكرين للصفات وكيف يحكم عليهم مثل الحكم على الجهمية والمعطلة بانهم كفار ولو كانوا هي ديننا بالدين ولو كانوا يتلفظون بالشهادتين ولو صلوا وصاموا ولو امنوا بالبعث بعد الموت وصدقوا بالجنة والنار فان السلف كفروهم وذلك لتعطيلهم قولهم بان القرآن مخلوق وقولهم بانكار صفة الاستواء على العرش وصفة العلو وقولهم بانكار قدرة الله على كل شيء وكذلك نفيهم لصفات الكمال بل للصفات كلها يعتقد اهل السنة ان من كفر ببعض القرآن فقد كفر به كله وذلك لقول الله تعالى عن اليهود ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا فكفرهم مع انهم يقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض سواء قالوا ذلك بلسان المقال او بلسان الحال يعني اذا دلت افعالهم على انهم يقبلون البعض دون البعض ولذلك قال تعالى افتؤمنون ببعض الكتاب اتكفرون ببعض معجزة ومن يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب هذه ادلة يعرف بها كفر مثل هؤلاء. المعطلة وسمعنا ايضا الحكم على دعاتهم من اكابرهم الجهم بن صفوان ثم خلفه بشر المريسي ثم خلفه احمد ابن ابي دؤاد هؤلاء مشاهيرهم ثم بعد ذلك انتشر هذا المذهب وتمكن اه ظهر في القرن الثالث ابو علي الجبائي وابنه ابو هاشم وظهر العلة ابو الهزيل وبالغوا في انكار الصفات ثم ظهر ايضا القاضي عبد الجبار وهو الذي بعث هذا المذهب وقال في تقريره وكتب فيه المؤلفات الكبيرة والصغيرة ثم ظهر لهم ايضا الزمخشري صاحب التفسير الذي سماه الكشاف والذي هو ايضا رؤوس المنتزلة هذه هذا الحكم ينطبق على هؤلاء والتكفير يكون للعموم لا للخصوص ولكن قد يحكم على من عاند واصر بانه كافر يعني في تلك الحال والحاصل ان هذا مما دلت عليه هذه الاثار ومما دلت عليه ايضا اثبات صفة الكلام الحديث الطويل الذي سمعنا في ما يكون في يوم القيامة حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه ذكر الباعث وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم فاذا رأيت ربي كررت ساجدا اثبت فيه الرؤية انه في الاخرة اذا رأى ربه كر ساجدا هذا دليل على ان كان الرؤية ان الله تعالى يتجلى له وكذلك ايضا في نفس الحديث الطويل ان هذه الامة بما فيها من المنافقين لا يتبعون معبودا عندما يقال لتتبع كل من كانت تعبد فيمثل لمن كان يعبد المسيح شيطان عيسى ويمثل وكان يعبد العزير شيطان عزير يعني كل من كان يعبد معبودا من المتقدمين والمتأخرين غير الله تعالى يمثل له شيطان فيمتثل في سربه الحاصل ان في هذا الحديث يقول فيأتيهم ربهم فيقول انا ربكم. فيقولون ان بين بينه علامة ان يكشف عن ساقه فيقول الله تعالى يوم يكشف عن ساق. ويدعون الى السجود فلا يستطيعون فاذا كشف عن ساق فانهم يسجدون الا ان المنافقين والذين لا يصلون في الدنيا لا يستطيعون السجود يدعون الى السجود فلا يستطيعون لماذا وقد كانوا يدعون الى السجود وهم سالمون يعني في دار الدنيا فيكون هذا التجلي نوع من رؤية الله تعالى انهم يرون ربهم في الاخرة بما فيهم المنافقون ولكنها رؤية ليست الرؤية التي في الجنة والحاصل ان في هذا ونحوه او في هذه الاثار اثبات صفة ان المؤمنين في الاخرة يرون وانه تعالى يتجلى كما يشاء. وان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رآه سجد وانه يكلمه فيقول ارفع رأسك وسل تعطى وقلت اسمع واشفع تشفع يسمع كلامه وغير ذلك من الادلة التي تدل عليها هذه الاثار سواء ما يتعلق صفات الذات او من صفات الافعال هذا سائل يقول ورد في الحديث ان الله يخرج من النار من في قلبه مثقال شعيرة ومثقال ذرة من ايمان. فاذا كان الايمان قول وعمل واعتقاد فهل يتجزأ ويتبعظ الى هذا المقدار؟ ثم ورد في هذا الحديث ان الله يخرج من قال لا اله من النار من قال لا اله الا الله. فهل المراد قولها باللسان واعتقادها بالقلب من غير عمل لا شك ان الايمان تفاوت هذا دليل اهل السنة بخلاف قول المرجئة ان الناس كلهم في اصل الايمان سواء ولا يتفاوتون من كل من صدقها هو مؤمن اهل السنة يعتقدون ان الايمان يتفاوت فمنهم من ايمانه اثقل من الجبل ومنهم من ايمانه مثقال ذرة او مثقال شعيرة ومع ذلك يصدق على الجميع ان هذا مؤمن ولكن هذا ضعيف الايمان وهذا قوي الايمان هذا قليل ايماني وهذا كثير الايمان ومعلوم ان قوي الايمان يكون عمله اكثر وذلك لان الايمان الذي في قلبه يحمله على ان يضاعف الاعمال ان يكثر من الحسنات وان يكثر من الصدقات وان يكثر من الصالحات وان يبتعد عن الاثام والمحرمات هذا اثر الايمان القوي اما الايمان الضعيف فان اثره ضعيف لا شك انه اذا كان في قلبه ايمان ولو كان ضعيفا فانه يؤثر فيه بحيث انه يحب الخير نوع محبة ويكره الشر ويعمل عملا صالحا ولو كان قليلا ويترك الشرك لانه لان الايمانات يتنافى مع الشرك ولو كان الايمان قليلا وبكل حال فالذين يدخلون النار من اهل التوحيد يدخلونها لاجل ذنوب ومعاص اقترفوها سواء كانت من الشرك الاصغر او من البدع او من كبائر الذنوب فاذا كانت البدع غير مكفرة فانهم بعد تمحيصهم يخرجون واذا كانت المعاصي دون الشرك فانهم يخرجون بالشفاعة اذا كانوا من اهل لا اله الا الله يعني من اهل التوحيد ولا ينفع في قول لا اله الا الله مجرد التلفظ فانه صلى الله عليه وسلم لم يجعل التلفظ بها عاصم للنفس والمال بل ولا الاقرار بها بل ولا كونه لا يعبد الا الله وحده لا شريك له حتى يضيف الى ذلك الكفر بما يعبد من لله فيتبرأ من المعبودات كلها. ويبرأ منها ويظهر بغضها وحكارتها كل ما يعبد من دون الله سواء من من الحجارة او من الاشجار او من القبور او نحو ذلك من قال لا اله الا الله صادقا من قلبه يعني معتقدا لمعناها ومخلصا لها فانه لا يمكن ان يفسدها بالشرك لانها تنافي الشرك اخوانا من قالها وهو مشرك فلا تنفعه ماذا يريد المعتزلة والجهمية من الانتصار لبدعتهم علما انه قد بين لهم الحق ما هو انتصار لهوى ام عداء لمذهب اهل السنة؟ ام طلب بدنيا لا شك انه ليس تعصبا مذهبيا وليس انتصارا لقبيلة وليس لمصلحة مالية او وظيفة او نحوها فليسوا كلهم يتعصبون لكبائر ولا لمشائخ ولا لوظائف يعملون فيها ولكن عن عقيدة انتصارهم لمذهبهم عن عقيدة وذلك لان مشائخهم الذين علموهم رسخوا في قلوبهم هذه العقيدة اعتقدوا ان هذه الايات لا تدل على صفات واعتقدوا انها لا يمكن اثباتها. وان من اثبتها فقد شبه او مثل لذلك يتمسكون بمذهبهم وامثالهم كثير اه عندنا الان الرافضة من الامامية او الاسماعيلية او البحرة او نحوهم هؤلاء قد قرأوا القرآن وقرأ كثيرا من كتب اهل السنة وقرأوا الاحاديث ولكن لقنهم مشائخهم هذه العقيدة ورسخت في نفوسهم نشأوا عليها واعتقدوا ان ما هم عليه هو صواب فلا حيلة فيهم ما شاء الله سائل يقول لي بعض الاقارب متساهلون في امر الصلاة ولديهم بعض الافكار العلمانية واحيانا يستهزئون بالمتدينين. فهل الافضل لي صلتهم ام قطيعتهم؟ مع العلم اني اخجل من مناصحتهم لا تخجل بل عليك ان تناصحهم وان تكثر من نصحهم وعدلهم وتوبيخهم وتأتي ايضا بمن ينصحهم من اهل العلم والمعرفة وتهدي اليهم ان رسائل كتيبات فيها فظل الاسلام ونحوه او اشرطة اسلامية فيها خطب محاضرات او نحوها مما يؤثر في نفوسهم لعلهم ان يرعوا اما اذا استمروا على ما هم عليه واصروا على هذا على هذا السخرية وهذا الاستهزا هذه الافكار المنحرفة انصحك بان تبتعد عنه ولو كانوا اقارب لا تجالسهم الا للضرورة. واذا جالستهم فلا تترك لهم مجالا تولى انت الكلام حتى لا يكون لهم مجال في السخرية والتنقص سائل يقول ما هو مذهب اهل السنة والجماعة في انواع القدر ومن الذي خالف في ذلك باختصار قد تكرر معنا الكلام على القدر في الدروس الماظية في هذا الكتاب هي في غيره نذكر باختصار نقول اول من احدث القدر الذين انكروا علم الله وقالوا ان الله لا يعلم الاشياء حتى تحدث ينكر قوله وكل شيء عنده بمقدار فمثل هؤلاء هم الغلاة غلاة القدرية ثم حدث بعدهم اه طائفة انكروا قدرة الله ان الله على كل شيء قدير. واخرجوا افعال العباد عن قدرته وجعلوا قدرة العبد اقوى من قدرة الخالق وادعوا ان الله لا يقدر على ان يهدي من يشاء ولا يضل من يشاء هؤلاء هم القدرية النفاة ثم جاءت طائفة ثالثة فانكروا قدرة العبد التي هي بارادة الله ولم يجعلوا له قدرة اصلا واجعلوا حركته كحركة الرياح الشجر الو انه لا يتحرك باختياره انما حركته بغيره الرياح تحرك الشجرة ليست الشجرة لا تروح آآ هؤلاء يسمون المجبرة حيث انهم سلبوا العبد قدرته واختياره ويجعله مجبورا على افعاله اما المذهب الحق فهو القول بعموم قدرة الله تعالى لكل شيء والايمان بانه اعطى الانسان قدرة تناسبه وهي خاضعة لقدرة الله للعبد قدرة على فعله وهو وقدرته مخلوق لله تعالى. وبهذه القدرة يثاب هذه اقسام الناس