بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين. هذا هو الدرس السابع والثلاثون. في شرح نظم زبدة البلاغة. ووصين ووصلنا الى البيت السابع والثلاثين وهو وبالوفاء بغرض مقبول او رد تقسيماته تطول في هذا البيت وهو امتداد للبيت السابق تقسيم اخر للتشبيه بالنظر الى الغرض من التشبيه. مر معنا ان اركان التشبيه اربعة المشبه والمشبه به ووجه الشبه واداة التشبيه. ولكن التشبيه يكون له غرض. وهذا لا يعد من اركان التشبيه لكن لابد ان يكون له غرض. فان التشبيه بالغرض فانه تشبيه مقبول. وان لم يفي بالغرض فانه تشبيه مردود. وهذا هو ما اشير اليه في البيت وبالوفاء بغرض مقبول. يعني يسمى تبيهو ان وفى بالغرض مقبولا او رد يعني اذا لم يوفى بالغرض فرده وبالتالي فانه يسمى المردود تشبيه المردود. وتشبيه المقبول له اغراض يعني غرض التشبيه متعدد قد يكون الغرض من التشبيه التزيين قد يكون الغرض من التشبيه التزيين وتشويق لقوله تعالى وحور عين كامثال اللؤلؤ المكنون. وهذا المثال وفى بالغرض وكذلك انت معظم كلام البلغاء والقرآن كله من التشبيه المقبول. وفي البلغاء من يخطئ احيانا الا يوفي بالغرض فيكون تشبيهه هذا مردودا كما سيأتي في المثال المردود من اغراض التشبيه التهويل لقوله تعالى انها اترمي بشرر كالقصر؟ تعرفون الشرر؟ هو شيء يسير يقارن النار او هو جزء من النار يتطاير خفيفا يسيرا لو اصاب اصبعك وانت تطبخ او تشوي او نحو ذلك لما آآ اصاب وكبئات هذه بصغره ولكنه في جهنم انها ترمي بشرر كالقصر. كالحصن الكبير او كجذع الشجر كما هو معروف بمراجعة كتب التفسير كأنه جمالة صفر هذا فيه تهويل للشرر انه كالقصر او كالجمال وهي ضخمة الحجم وقد آآ يلمح فيها ايضا معنى آآ الهيجان ونحو ذلك وهذا الاختلاف في تحديد وجه الشبه سببه ما مر معنا ان التشبيه قد يكون مجملا وهذا من فوائد التشبيه المجمل. فالتشبيهات هنا وحور عين كامثال اللؤلؤ المكنون انها ترمي بشرايين كالقصر كأنه جمالة صفر تشبيه مجمل. تشبيهات مجملة لان وجه الشبه لم يذكر. وفي قوله كأنه جمالة صفر لم يذكر فسبب عدة احتمالات في وجه الشبه. وهذا يكثر في التشبيهات القرآنية لان التشبيهات القرآنية مبنية على الاجمال كما مرت الاشارة من قبل. فكل هذه الامثلة من التشبيهات المقبولة. وهذا كثير كما قلت في كلام البلغاء. حتى في كلام الشعراء يقل التشبيه المردود وانما يقع نادرا لسبب كما في المثال المذكور في جودة البلاغة في التشبيه المردود وهو ان احد الشعراء كما يروى دخل وقد سكن البادية على احد الامراء كانه في بغداد او ما حولها فقال انت يخاطب الامير كالكلب والكلب وفي البادية قد يلمح فيه الوفاء مثلا. اما في عرف الامراء ونحوهم ممن المخاطب منهم فانه لا يمدح الامير بانه كالكلب بل يمدح بانه كالاسد او كالبحر او اه الشمس او غير ذلك مما هو معروف في مدح الامراء والولاة ومن في حكمهم. فالشاعر يريد ان يمدحه. قال انت كالكلب في في وفائك بالعهد والحمد لله انه قال في وفائك بالعهد والا لكان الامر اشد. وقعا على على السامع المخاطب ومن يسمع من الحضور. ثم قال وكالتيس هذا اسوأ من السابق لان التيس وان كان في البادية قد يلمح فيه انه قوي مثلا ولكنه لا ليس وصفا يمدح الامراء وكالتيس فيه قراع الخطوب ايضا ذكر وجه الشبه. فعلى ما اذكروا في القصة ان الامير او الوالي غضب او غضب من حوله حتى اكون ادق فكأنه هدأهم وقال لهم اتركوه انه جاء من البادية لا يعرف عرفنا في التشبيه فهو غرض من التشبيه المدح. ولكنه لم يؤدي الغرض لانه اختار مشبها به لا يناسب فهم وعرف المخاطب سامعين ويقال انه بعد ذلك رق طبعه لما سكن الباد المدينة العيون المهى بين الرصافة والجسر جلبنا الهوى من حيث ادري ولا ادري. واعرف ان بعض آآ آآ الناس يقول هذه القصة مستبعدة ولا بأس. وانا لا اثبت هذه القصة وانما هي تذكر من باب المثال. والمثال به يتضح ثم قال والشأن لا يعترض المثال كما هو معروف. والا فانك اه تجد بعض التشبيهات المردودة عند الشعراء لكن تبحث عنها بصعوبة تجدها آآ خاصة عند النقاد الذين اهتموا بذكر معايب الشعراء انتصارا لشاعر على شاعر ونحوه لذلك وقد يقع في كلام الناس يعني قد تريد ان تشبه طعاما شهيا ترغيب فيه بطعام شهي اخر. ولكنك لا تعرف ان المخاطب لا يحب هذا الطعام فتقول له مثلا انه لذيذ كالسمك لانك في بيئة يكثر فيها اكل السمك تحبون السمك ولكنه لا يحب السمك عن المخاطب. فتريد تحبيبه فاذا انت تبغضه والعكس كذلك قد يقع فالشاهد ان التشبيه المقبول هو الذي يوفي بالغرض والتشبيه المردود هو الذي لا يوفي بالغرض ثم جاء في اخر البيت ما يشير الى ما هو موجود في اصل الكتاب وهو ان تقسيمات التشبيه كثيرة. قال تقسيماته تطول وهذا ليس حشوا ولا تتمة للبيت بل هو اشارة الى ان التقسيمات فوق المذكور هنا فقد ذكر هنا التشبيه المجمل والمفصل في المنظومة عموما ثم التشبيه ارسل والمؤكد ثم تشبيه المقبول والمردود وفي هذا القدر كفاية للمبتدئ. ولابد بعدها من كتاب اخر على الاقل كتاب واحد على الاقل يدرسه من اراد ان يتعرف على البلاغة اكثر ويبدأ مشوار العيش مع بلاغة القرآن. وبلاغة المصطفى من عدنان عليه افضل صلاة واتم سلام هذا واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين