قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة. لم يحدد هذه الاضعاف. فلا يعلمها الا هو في اية الاخرى مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة الله يضاعف الحسنات فضلا منه واحسانا كما قال تعالى من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها من جاء بالحسنة فله عشر امثالها وفي الاية الاخرى من ذا الذي يقرض الله بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب الاربعين النووية للحافظ النووي رحمه الله. هذا المصنف رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال ان الله تعالى كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة. وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. رواه البخاري ومسلم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. هذا الحديث حديث عظيم. قال النبي صلى الله عليه وسلم في ما يرويه عن ربه هذا ما يسمى بالحديث القدسي وهو الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن به عز وجل قال ان الله كتب الحسنات والسيئات وبين ذلك كتب الحسنات والسيئات في اللوح المحفوظ وكتبها ايضا على المولود في بطن امه كما في الحديث ثم بين ذلك سبحانه وتعالى بين ذلك فيما يرويه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم فالاعمال على قسمين اعمال قلوب وهي النيات والمقاصد واعمال جوارح وهي افعال ظاهرة فاذا هم العبد يعني عزم ونوى هم العبد بالحسنة فلم يعملها لم يتمكن من عملها او انشغل عنها لم يتركها زهدا بها وانما تركها لصارف صرفه ونيته باقية. نيته الصالحة باقية فهذه يكتبها الله له حسنة واحدة لان هذا عمل قلبي ومستمر لم يتراجع عنه فيكتب له حسنة واحدة فاذا عملها كتبها الله له عشر حسنات قيل سبع مئة ضعف الى اظعاف كثيرة يضاعف الى سبع مئة ضعف وهذا والله اعلم بحسب نية العامل وقوة ايمانه فيضاعف الله له اضعافا محددة واضعافا غير محددة فضلا منه واحسانه هذا بالنسبة للحسنات في القلب او في العمل واذا هم بسيئة يعني نوى ان يفعل سيئة ان يذنب ذنبا لكنه تركه لم يعمله خوفا من الله عز وجل عدل عنه خوفا من الله وعدم رغبة في في الذنب فان الله يكتبها له حسنة واحدة اكتبها حسنة واحدة على نيته لان النية عمل عمل قلبي وتركه لها خوفا من الله هذا عمل هذا عمل قلب ايضا فيكتبها الله له حسنة بدل ان تكتب عليه سيئة. لانه تركها خوفا من الله. اما اذا تركها لانه لم يتمكن منها ونيته لفعلها باقية فانها تكتب عليه تكتب عليه لان نيته السيئة باقية. لكن اذا تركها وعدل عنها خوفا من الله فانها له حسنة على عمله القلبي وهو الترك لله عز وجل وان هم بالسيئة وعملها كتبت عليه سيئة واحدة لا تظاعف فالسيئات لا تظاعف. لان الجزاء عليها من باب العدل. والله لا يظلم احدا فيكتب عليه سيئة واحدة واما مظاعفة الحسنة فهو فظل من الله سبحانه وتعالى. واما الجزاء على السيئة فهو عدل عدل منه سبحانه وهو لا يظلم احدا ولا يكتب عليه شيئا لم يعمله فهذا حديث عظيم وبشرى للمسلم وحث عليه ان ينوي الخير يعمل ينوي الخير ويعمله وان يترك الشر وتحذير من نية الشر ونية السوء. فانها تهلك صاحبها في الحديث اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قالوا يا رسول الله هذا شأن القاتل فما بال المقتول؟ قال انه كان حريصا على قتل صاحبه يعني مات وهو ما عدل عن قتل صاحبه يريد قتله لكنه لم يتمكن منه فنيته السيئة باقية فلذلك استحق دخول النار والعياذ بالله مع انه مقتول جزاء على نيته السيئة فعلى المسلم ان يحسن نيته وان يخلص نيته لله عز وجل. وان يترك فعل السيئات ويعدل عنها ولا يطاوع نفسه الامارة بالسوء ولا يطاوع الشيطان. فيتركها لله عز وجل خوفا من الله