سؤالي هل يجوز للمرأة ان تسافر من دولة امريكا التي نعيش فيها الى الرياض بدون محرم حيث ان زوجها قد سمح لها بذلك بحجة ان معها مجموعة من النساء في نفس الرحلة وزوجها يعمل هناك وقد عللوا ذلك بان زوجات العاملين هناك يسافرن بدون محرم. هل هذا العمل يجوز؟ لا سيما اذا لم يكن هناك ضرورة لانها تستطيع ان تؤخر الرحلة وتأتي مع زوجها في اجازته الرسمية احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على مبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحابته ومن اهتدى بهديهم واتبع سنتهم الى يوم الدين وبعد فان الله جل وعلا بعث محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا الى الله باذنه. والسراج منيرا بعثه ليبلغ للناس ما نزل اليهم من ربهم وانزل عليه الكتاب الكريم تبيانا لكل شيء فاوضح صلى الله عليه وسلم الحلال والحرام فالحرام ما حرمه الله ورسوله والحلال ما حل له الله ورسوله ولا يجوز ان يخرج على ما احله الله ورسوله الا في حدود ما يأذن الشارع به عندما تأتي ضرورة لا مجال لدفعها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر ان تسافر الا مع ذي محرم او زوج ولما جاء رجل الى نبي الله صلى الله عليه وسلم وسمع هذا المعنى قال انني اكتتبت في غزوة كذا وكذا وان امرأتي خرجت حاجة فصرفه النبي صلى الله عليه وسلم عن الغزو عن الجهاد في سبيل الله ليحج مع امرأته ان تعظيم الشريعة وحسن الانقياد لاحكامها والرضا بالتزام اوامر الشرع من ادلة الايمان ولذلك قال النبي لا يحل صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة تؤمن فبين ان المؤمن هو الذي يخاف الله وهو الذي يتقيد بقيود الشريعة ويقف عند حدودها و يأخذ بالحذر الشديد عن ان يتجاوز ما جعله الله من حدود الشريعة من هذا نعلم انه لا يحل لامرأة مبتعث ولا الدارس والذاهب الى العلاج ان تسافر اليه مع غير محرم ولا ان تعود من عنده مع غير محرم الا في حال ضرورة كان يحصل الانفصال بين الزوجين فلا يمكنها ان تبقى مع غير زوج بعد خروجها من عدته يجوز لها في هذه الحالة اذا لم يقدم من يصطحبها من المحارم ان تعود ولو مع غير محرم واما ان تستعجل القدوم او ان تذهب للدراسة او للزيارة والاطلاع وكل ذلك من محرمات الشرع والتقيد بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وتعظيم اوامر الله واوامر رسوله صلى الله عليه وسلم وتعظيم الوقوف عند ما نهى الله عنه او نهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من اسباب السعادة في الدنيا والاخرة فان الله جل وعلا حد حدودا نهانا ان نتجاوزها او نتعدى عليها ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه لا شك ان كثيرين من الناس هان عليهم امر الحلال والحرام بالاسفار والمصاحبات والمصادقات والمكاسب والمشارب والمطاعم وغير ذلك فنزع عنهم من البركات الشيء الكثير ووفدت اليهم انواع من الامراض ما كانت تعرف وكل هذا وذاك انما سببه ظلم العباد انفسهم فلو اتقوا الله جل وعلا لحفظهم وصانهم يجب على كل مسلم ومسلمة ان يعظموا الشعائر الدين فان تعظيم شعائر الدين من تقوى القلوب واذا التقى القلب واستقام اندفعت المكاره ان واجب على كل رجل ان يكون غيورا على زوجته غيورا على ابنته على اخته على قريبته وغيور على محارم المسلمين لا ينبغي للانسان ان يكون متأثرا بما يسمع ويرى فان الله يقول وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وان الله يقول وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فالحذر الحذر اننا لم نصب في كثير من منتدياتنا ومجتمعاتنا وبلادنا اعني بذلك عالم الاسلام الا بسبب ما فرطنا به من امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم فحصل فينا ما حصل من فشل وخلل وفرقة واذا وكيد من البعض للاخر فالله الله في في حرمات الاسلام انه من يتق الله يجعل له مخرجا ومع ذلك فان السفر لبلاد غير الاسلام اذا لم يكن المسافر مسافرا لامر لابد له منه من علاج لا يجده او تحصيل علم امته في امس الحاجة اليه ولا يجده في غير ما سفر اليه او قام بالدعوة الى الله جل وعلا لاخراج الناس من الظلمات الى النور او كان مخلفا من دولته للقيام بعمل ففي هذه الامور لا حرج بشرط ان يكون عازما على ان يحافظ على احكام الاسلام وان يتجنب يتجنب ما حرم الله ورسوله وان يعتني باظهار دينه والمواظبة على فرائض الاسلام والاكثار من نوافل الطاعات ليصار له سمعه وبصره وسائر جوارحه والله المستعان