بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان. الدرس السابع والثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على خير الانام نبينا محمد واله وصحبه البررة الكرام وبعد ايها المستمع الكريم نواصل معك الحديث في هذه الحلقة في بيان احكام الامامة في الصلاة. تلك الوظيفة تلك الوظيفة الدينية مهمة التي تولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وتولاها خلفاؤه الراشدون وقد جاء في فضل الامامة احاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة. وذكر ان منهم رجلا ام قوما وهم به راضون وفي الحديث الاخر ان له من الاجر مثل اجر من صلى خلفه ولهذا كان بعض الصحابة رضي الله عنهم يقول للنبي صلى الله عليه وسلم اجعلني امام قومي بما يعلمون في ذلك من الفضيلة والاجر لكن مع الاسف الشديد نرى في وقتنا هذا كثيرا من طلبة العلم يرغب ابونا عن الامامة ويزهدون فيها ويتخلون عن القيام بها ايثارا للكسل وعدم رغبة في الخير. وما هذا الا لا من تخذيل الشيطان الواجب عليهم القيام بها بجد ونشاط واحتساب للاجر عند الله فان طلبة العلم اولى الناس بالقيام بها وبغيرها من الاعمال الصالحة وكلما توافرت مؤهلات الامامة في شخص كان اولى بالقيام بها ممن هو دونه. بل يتعين عليه القيام بها اذا لم يوجد غيره فالاولى بالامامة الاجود قراءة لكتاب الله تعالى وهو الذي يجيد قراءة القرآن بان يعرف مخارج الحروف ولا يلحن فيها ويطبق قواعد القراءة من غير تكلف ولا تنطع ويكون مع ذلك يعرف فقه صلاته وما يلزم فيها كشروطها واركانها وواجباتها ومبطلاتها لقوله صلى الله عليه وسلم يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله وما ورد بمعناه من الاحاديث الصحيحة ما يدل على انه يقدم في الامامة الاجود قراءة للقرآن الكريم الذي يعلم فقه الصلاة لان الاقرأ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يكون افقه فاذا استووا في القراءة قدم الافقه اي الاكثر فقها لجمعه بين مزيتين القراءة والفقه لقوله صلى الله عليه وسلم فان كانوا في القراءة سواء فاعلمهم بالسنة ها اي افقههم في دين الله ولان احتياج المصلي الى الفقه اكثر من احتياجه الى القراءة لان ما يجب عليه في الصلاة من القراءة محصور وما يقع فيها من الحوادث التي تحتاج الى الفقه غير محصورة. فاذا استووا في القراءة والفقه قدم الاقدم هجرة والهجرة هي الانتقال من بلد الشرك الى بلد الاسلام فاذا استووا في القراءة والفقه والهجرة قدم الاكبر سنا. لقوله صلى الله عليه وسلم وليؤمكم اكبركم متفق عليه لان كبر السن في الاسلام فضيلة ولانه اقرب الى الخشوع واجابة الدعاء والدليل على هذا الترتيب الحديث الذي رواه مسلم عن ابي مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله فان كانوا في القراءة سواء فاعلمهم بالسنة فان كانوا في السنة سواء فاقدمهم هجرة. فان كانوا في الهجرة سواء فاقدمهم سنا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فقدم النبي صلى الله عليه وسلم بالفظيلة بالعلم بالكتاب والسنة ان استووا في العلم قدم بالسبق الى العمل الصالح وقدم السابق باختياره الى العمل الصالح وهو المهاجر على من سبق بخلق الله فهو كبر السن انتهى وهناك اعتبارات يقدم اصحابها في الامامة على من حضر ولو كان افضل منه وهي اولا امام المسجد الراتب اذا كان اهلا للامامة لم يجز ان يتقدم عليه غيره ولو كان افضل منه الا باذنه ثانيا صاحب البيت اذا كان يصلح للامامة لم يجز ان يتقدم عليه احد في الامامة في بيته الا باذنه ثالثا السلطان وهو الامام الاعظم او نائبه. الا يتقدم عليه احد بالصلاة الا باذنه اذا كان يصلح للامامة والدليل على تقديم اصحاب هذه الاعتبارات على غيرهم ما رواه ابو داوود من قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن الرجل الرجل في بيته ولا في سلطانه. وفي صحيح مسلم ولا يأمن الرجل الرجل في بيته ولا في الا باذنه وسلطانه محل ولايته او ما يملكه قال الخطابي معناه ان صاحب المنزل اولى بالامامة في بيته اذا كان من القراءة او العلم بمحل ان يقيم الصلاة واذا كان امام المسجد قد ولاه السلطان او نائبه او اتفق على تقديمه اهل المسجد فهو احق لانها ولاية ولان التقدم عليه يسيء الظن به وينفر عنه ايها المستمع الكريم مما تقدم يتبين لك شرف الامامة في الصلاة وفضلها ومكانتها في الاسلام لان الامام في الصلاة قدوة والامامة مرتبة شريفة فهي سبق الى الخير وعون على الطاعة وملازمة الجماعة وبهذا وبهذا تعمر المساجد بالطاعة وهي داخلة في عموم قوله تعالى فيما حكاه فيما حكاه من دعاء عباد الرحمن والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما فالامامة في الصلاة فالامامة فالامامة في الصلاة من الامامة في الدين لا سيما اذا كان الامام يبذل النصح والوعظ والتذكير لمن يحضره في المسجد فانه بذلك فانه بذلك يكون من الدعاة الى الله الذين يجمعون بين صالح القول والعمل ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين فلا يرغب عن القيام بالامامة الا محروم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. والى الحلقة القادمة ان شاء الله لنواصل الحديث عن بقية احكام الامامة في الصلاة سائلين الله التوفيق والهداية. وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه. وسلم تسليما كثيرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته