بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس السابع والثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس كتاب التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه والله ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا الدرس. حياكم الله وبارك فيكم قال المؤلف رحمه الله تعالى باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين من اسباب الشرك في دعاء الاولياء والصالحين والموتى وطلب الحاجات منهم سببه الغلو فيهم حيث رفعوهم فوق منزلتهم فانهم بشر لا يملكون لغيرهم ظرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا لا يملكون لانفسهم فكيف يملكون لغيرهم كما ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في كتابه لكنهم غلوا فيهم وزعموا انهم ينفعون ويضرون بحجة انهم صالحون وان لهم جاها عند الله عبدوهم من دون الله دعائهم من دون الله والاستغاثة بهم وطلب الحاجات منهم وهم اموات فهذا الشرك سببه الغلو في الصالحين والغلو والزيادة فزادوا في قدرهم رفعوهم فوق منزلتهم هذا هو الغلو اعتقدوا انهم ينفعون ويضرون وانهم ويعطون من سألهم وغير ذلك من الاعتقادات الفاسدة وهم في الحقيقة لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا. فكيف بغيرهم لكن الغلو هو الذي جرهم الى ذلك كما غلا النصارى بالمسيح بن مريم عبد الله ورسوله وكلمته غلوا فيه حتى جعلوه ابن الله او هو الله او ثالث ثلاثة تعالى الله عما يقولون الله جل وعلا يقول يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد لهما في السماوات وما في الارض الله جل وعلا غني عن الولد ولا شبيه له ولا مثل له والولد شبيه لوالده والله لا شبيه له والولد جزء من والده والله ليس له جزء من خلقه سبحانه وتعالى وجعلوا له من عباده جزءا اي ولدا الولد جزء من الوالد. تعالوا الله عن ذلك علوا كبيرا. ولكن السبب في هذا هو الغلو. نفس الشيء ولاة القبوريين انما وقعوا في الشرك بسبب غلوهم في الصالحين فغلوا فيهم وهم احياء ثم لما ماتوا غلوا في قبورهم فعكفوا عندها اعتادوا زيارتها لطلب الحوائج من الاموات وبنوا عليها اضرحة وجعلوا لها صناديق نذور جعلوا من حراسا عندها يقبضون من الزائرين الجهال قرباتهم التي يتقربون بها الى هؤلاء الاموات بل ان بعض الدول اتخذت هذا موردا من موارد الدولة نسأل الله العافية فعلى المسلمين ان يتنبهوا لذلك وان يطهروا عقيدتهم وبلادهم ومجتمعهم من هذا الشرك الذي سببه الغلو بالصالحين ومن ذلك غلوهم في الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال صلى الله عليه وسلم لا تطروني يعني لا تغلو في حقي لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد يقول عبد الله ورسوله ولما قال له قوم يا خيرنا وابن خيرنا سيدنا وابن سيدنا قال ايها الناس قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان نعم قال الله تبارك وتعالى يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم نعم الله جل وعلا خاطب اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى فقال لا تغلوا في دينكم الغلو قد يكون اه في الدين وزيادة في العبادة عما شرعه الله سبحانه وتعالى وقد يكون في الاشخاص قد يكون في الاشخاص مثل الغلو في الانبياء والصالحين ورفعهم فوق منزلتهم ولما جاء ثلاثة نفر يسألون عن عمل الرسول صلى الله عليه وسلم يسألون زوجات الرسول عن عمله ليقتدوا به فلما اخبرناهم بذلك كأنهم تقالوا عمل الرسول صلى الله عليه وسلم ثم التمل شو له العذر قالوا انه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. اما نحن اما نحن بحاجة الى الزيادة في العبادة وفي العمل عما حده الرسول صلى الله عليه وسلم فقال احدهم اما انا فاصوم ولا افطر قال الاخر واما انا فاصلي ولا انام قال الثالث اما انا فلا اتزوج النساء فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب وخطب وقال والله اني لاعرفكم بالله واخوفكم منه واني اصلي وانام وتزوجوا النساء واصوم وافطر فمن رغب عن سنتي فليس مني نعم وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تبارك وتعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا. قال هذه اسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا اوحى الشيطان الى قلوبهم ان ينصبوا الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا وسموها باسمائهم ففعلوا ولم تعبد. حتى اذا هلك اولئك نسي العلم عبدت نعم الغلو متسلسل في الامم. ابتداء من قوم نوح الى اليهود والنصارى الى الصوفية والقبورية من هذه الامة فالغلو متسلسل في الامم من ذلك قوله تعالى في الاية يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله كلمته القاها الى مريم وروح منه الله بين حقيقة المسيح انه ليس ربا ولا الها ولا ابنا لله عز وجل وانما هو عبد الله ورسوله كلمته القاها الى مريم وروح منه. هذي حقيقة المسيح عليه الصلاة والسلام فهو بشر كسائر البشر ليس له من الربوبية والالهية شيء هذا ما وقع لبني اسرائيل واما ما وقع لقوم نوح فقوم نوح كانوا على التوحيد على ملة ابيهم ادم عليه السلام عشرة قرون كما قال ابن عباس وهم على دين ابيهم ادم على التوحيد وكان فيهم رجال صالحون ماتوا في عام واحد فحزنوا عليهم وفقدوهم جاءهم الشيطان فقال لهم انصبوا على مجالسهم صورهم صوروا صورهم وانسبوها على مجالسهم حتى تتذكروا احوالهم فتنشطوا على العبادة ففعلوا ذلك عن قصد حسن ونية طيبة لكنه فعل لكنهم فعلوا فعلا غير مشروع فعلوا فعلا يؤول الى الشرك وهم لا يشعرون بذلك وهذا قصد الشيطان فلما هلكوا هلك هؤلاء الصالحون الذين نصبوا هذه الصور ليتذكروا بها احوال الصالحين آآ يستمروا على عبادة الله وحده لا شريك له. ويعملوا مثل اعمالهم جاء الشيطان الى ذريتهم وقال ان اباءكم ما نصبوا هذه الصور الا ليعبدوها وبها كانوا يسقون المطر فعبدوها والعياذ بالله فبعث الله رسوله ونبيه نوحا عليه الصلاة والسلام يدعوهم ليردهم الى التوحيد الذي تركوه الى عبادة هؤلاء الصالحين والغلو بسبب الغلو فيه فلما دعاهم الى الله يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره تواصوا فيما بينهم مكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن الهتكم سموهم الهة لا تعذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونشر قال ابن عباس هذه اسماء رجال صالحين فلما هلكوا صوروا صورهم ونصبوها على مجالسهم فاوحى الشيطان الى ذريتهم ان ابائكم يعبدون هذه الصور وبها يسقون المطر ففعلوا ذلك ووقع الشرك في الامة وقع الشرك في الخليقة بعد ادم عليه السلام واستمروا على ما هم عليه حتى اخذهم الله بالطوفان واغرقهم جميعا ولم ينجوا الا نوح والذين معه في السفينة ومن اتباعه والمؤمنين به وهم قلة وما امن معه الا قليل. الكثير استمروا على كفرهم وطغيانهم حتى اغرقهم الله عز وجل بالطوفان عن اخرهم وهلكوا جميعا نعم وقال ابن القيم رحمه الله قال غير واحد من السلف لما ماتوا وعكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الامد فعبدوهم امنعوا ابن القيم يشرح او يفسر الاية على ضوء ما ذكر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال لما ماتوا يعني هؤلاء الصالحين لما مات هؤلاء الصالحين عكفوا على قبورهم العكوف هو البقاء في مكان فاذا كان هذا بقصد العبادة فانه تكون عبادة الاعتكاف ولا تباشرونا وانتم عاكفون في المساجد قهر بيتي للطائفين والعاكفين فالاعتكاف هو البقاء في مسجد لطاعة الله سبحانه وتعالى وهو عبادة لكن هؤلاء عكفوا عند قبور هؤلاء الصالحين. فصار الاعتكاف عندهم عبادة لهم صار عبادة لهم عكفوا على قبورهم ثم صوروا صورهم ونصبوا تماثيلهم وهكذا الشر يتدرج بالناس والشيطان يتدرج بالناس الله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين فينبغي الحذر من هذا اولا فيه التحذير من الصور ونصبها تعليقها لا سيما اذا كانت الصور لمعظمين كالعلما والملوك فان هذا يؤول الى عبادتها من دون الله كما حصل اللي قوم نوح ثانيا فيها مكر الشيطان وتدرجه بالناس وانه تاركا يأتيهم بطريق الخير مثل ما قال لتنشطوا على العبادة تذكروا احوالهم فهذا الذي فسبب لهم الغلو بهؤلاء الصالحين وهذا ما يريده الشيطان منهم ففيه اتلاف الصور ولذلك حرم الله ورسوله التصوير ولا يجوز منه باي وسيلة سواء كان بالنحت او بالرسم او بالالة الفوتوغرافية. كله حرام الا ما دعت اليه الضرورة لقوله تعالى وقد فصل لكم ما حرم عليكم الا ما اضطررتم اليه. ما دعت اليه الضرورة من التصوير كالتصوير بطاقة الشخصية او لجواز السفر هذه ظرورة تجوز بقدرها واما اقتناء الصور للذكريات او اقتنائها للفن او التصوير للفن يجعلونه من الفنون فهذا كله محرم ولا يجوز. نعم اه نستأذنكم الشيخ صالح حفظكم الله ان نستكمل هذا الدرس في اللقاء القادم باذن الله تعالى. شكر الله لكم فضيلة شيخ صالح وشكرا للاخوة والاخوات الذين يتابعون هذه الدروس المهمة في حياتهم. شكرا لزميلي مهندس الصوت عبدالله السلولي الذي سجل هذا الدرس. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته