بالعالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون اللهم انا نعوذ بك من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب اللهم ليس لنا ما تمنينا فلك الاخرة والاولى فاحسن اللهم عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم وفقنا لسلوك دينك الحق واهدنا الى صراطك المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين اللهم من اذانا فاهده الى التوبة والى الصراط المستقيم واشغله بخدمة القرآن ونشر سنة سيد الانام اللهم من تربط بامة محمد صلى الله عليه وسلم سوءا فاجعل فاجعل اللهم دائرة السوء تدور عليه حتى يذبح نفسه بيديه اما بعد موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله وشرح الحديث السبعين بعد الثلاث مئة قال الامام البخاري حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني ابن ابي الموالي عن محمد ابن المنكدر قال دخلت على جابر ابن عبد الله وهو يصلي في ثوب منتحفا به ورداؤه موضوع فلما انصرف قلنا يا ابا عبدالله تصلي ورداؤك موضوع؟ قال نعم احببت ان يراني الجهال مثلكم رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي هكذا اذا الحديث السابع الحديث السابعون بعد الثلاث مئة البخاري باب الصلاة بغير رداء يعني ان الانسان لا يشرط ان يكون لابس النداء انما يشترط ان يكون ساترا للعورة قال البخاري حدثنا عبد العزيز بن عبد الله وهو عبدالعزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن اويس بن سعد بن ابي سرح القرشي العامر العويسي ابو القاسم المدني وهو من الطبقة العاشرة على ترتيب الحافظ ابن حجر وهم كبار الاخذين عن تبع الاتباع روى له الامام البخاري في صحيحه كما هنا وابو داوود في سننه والامام الترمذي في جامعه والنسائي في مسند مالك وايضا ابن ماجة روى له وهو ثقة قد وثقه اهل العلم قال عنه الحافظ ابن حجر في الثقة وقال عنه في الجاش الثقة وفي كتاب تاريخ علماء الانصار وابن حبان قال عبدالرحمن بن ابي الموالي وهو عبدالرحمن بن زيد بن ابي المغال نسب الى جده كنيته ابو محمد من متقن اهل المدينة وكان يغرس هكذا قال وفي سؤالات الحاكم ان دار قطني في اسقاط الحاكم قلت للدارقطني عبدالرحمن بن ابي الموالي قال ثقة وفي التاريخ الكبير الامام البخاري عبد الرحمن ابن ابي الموالي ابو محمد مولى لعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه القرشي قال قتيبة وابن يزيد ابن ابي الموانئ المديني. سمع ان المنكسر قول قول قتيبة ثم قال البخاري سمع ابن المنكر روى عنه الثوري قال حدثني طبعا هذا في السند البخاري يقول حدثنا عبد الله عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني ابن ابي الموالي عن محمد ابن المنشذر ومحمد ابن المنكر من كبار الثقات وكان من سادات القراء ومما اتصف به هذا العلم الهيب انه كان لا يتمالك نفسه البكاءات اذا قرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اقواله يقول كان لابي جار مبتلى فكان ابي يقوم من الليل ويتوضأ ويصلي ثم كان يصيح ويرفع صوته بالحمد فقيل له في ذلك فقال يرفع جار المبتلى صوته بالبلاء وارفع صوتي بالنعمة للانسان يكثر من حمد الله ومسألة حمد الله مسألة ايها الاخوة في غاية الاهمية ومن اقواله يقول كابدت نفسي اربعين سنة حتى استقامت قابلت نفسي اربعين سنة حتى استقامت وقال سفيان الثوري صلى عبد المنتظر على رجل يذكر بكل سوء فقيل له لم تصلي على فلان؟ قال اني استحي من الله ان يعلم مني ان رحمته تعجز عن احد من خلقه. لا اله الا الله فرحمة الله سبحانه وتعالى واسعة وجميلا تغمرنا وتشملنا باذن الله تعالى. وتحفظ البلاد والعباد وقال ابو معشر بعث محمد بن المنكدر الى صفان ابن سليم باربعين دينارا. ثم قال لبنيه يا بني ما ظنكم رجل فرغ صفوانا لعبادة ربه وقيل له ابن المبارك حينما كان يهتم برعاية حال الاخوان وحال الاصدقاء وحال الاحباب ولدينا بفضل الله من احبابنا واصدقائنا من يقومون بقضاء الحوائج وهم كثر فقيل لابن المبارك اي الدنيا احب اليك؟ قال الافضل على الاخوان يعني الانسان يمشي في حاجة اخيه ويبذل لاخيه ويقدر الخير لاخيه وقيل له ما بقي من لذتك؟ قال التقاء الاخوان وادخال السرور عليهم نسأل الله ان يجعلنا نلتقي باحبابنا واصدقائنا الذين صاروا في البلدان البعيدة وان نفضل عليهم بما يمنه الله علينا وقال محمد بن سوقة كان محمد بن المنكر ليحجوا عليه دين فقيل له تحج وعليك دين؟ قال الحج اقوى للدين. اي ان العبادة التي يتعبد الانسان بها ربه يعينه على قضاء حوائجه ومن اقواله يقول ليأتين على الناس زمان لا يتخلط فيه يعني الانسان الا من دعا بدعاء الغريق لا يتخلص فيه الا من دعا بدعاء الغريق ومن اقواله طبعا هذا قول يعني هو اخذه من تفسيره الايات يقول ان الله تعالى يقول يوم القيامة اين الذين كانوا ينزهون اسماعهم عن اللغو ومزامير الشيطان فمر عندما الاخوة في شرح سورة الغاشية وفيه لا تسمع فيها لاغية وقلنا ان من نزه سمعه عن اللغو في الدنيا وضعه الله في مكان عظيم لا يسمع فيه لفظه فيقول ابن المنكر ان الله تعالى يقول يوم القيامة اين الذين كانوا ينزهون اسماعهم عن اللغو ومزامير الشيطان ادخلوهم في رياض الجنة ثم يقول للملائكة اسمعوهم حمدي وثنائي واخبروهم ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون طبعا هذه فقدت من سورة فصلت اذا هذا محمد بن المنتذر مر عندنا بالسند يقول دخلت على جابر ابن عبد الله وهو يصلي في ثوب متلحفة طبعا في تاج للعروس يقال التحف اذا تغطى ومنه الحديث وهو يصلي في ثوب ملتحفا به ورداؤه نعم يقول قال تصلي ورجالك موضوع؟ قال نعم احببت ان يراني الجهال مثلكم. رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي هكذا طبعا اراد جابر ونص جابر على انه قصد بذلك اعلام جوازه لمن لم يعلمه واخبره انه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي كذلك يعني فعل هذا الفعل لينشر سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولينشر الاباحة ولينشر الجواز وهذا الحقيقة من مقاصد العلماء انه يعلم السنة والافضل ثم يعلمهم المباح ويؤجر على هذه النية لانه يعلمه المباح ولا كراهة في الصلاة بقميص من غير رداء عند احد من العلماء. الا ان مالكا ذكر عنه ابن عبد الحكم قال ان الامام لا يصلي الا برداء الا من ضرورة. طبعا وهذا من يعني على الاستحسان في كمال حال الامام ولو كان من جهة الوجوب لاشترك المأموم معه فيه وقد تقدم معنا مرارا في شرح هذا الحديث ونحوه ان المقصود ستر العورة وما دمنا قد نقلنا عن ابن المنكدر ونقلنا عنه انه قد اخذ شيئا من اية فلا بأس ان نقرأ شيئا من مطلعها اه في قوله تعالى حا ميم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت اياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون طبعا هذي السورة السورة فصلت فيها التلويح بالقرآن والتنويه على احكامه والتنويه على لغته وبدأت السورة بحرفي الحاء والميم وقد اعقبهما تنويه لكتاب الله تعالى وتقرير بكونه منزل من الرحمن الرحيم وظعنا فصلت اياتها هي ميزت وجعلت تفاصيل في معاني مختلفة من احكام وامثال ومواعظ ووعد ووعيد وغير ذلك مما يمر على الانسان في حياته ومعاملاته مع نفسه ومع الناس واعلم اخي الكريم ان الله سبحانه وتعالى قد حكم على السورة باشياء اولها كون القرآن تنزيلا والمراد المنزل والمراد من كونها منزلا اي ان الله تعالى كتبها في اللوح المحفوظ وامر جبريل عليه السلام بان يحفظ تلك الكلمات ثم ينزل بها وهذا حقيقة ملمح ان جبريل قد حكم وان النبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ فينبغي على الانسان ان يحفظ كتاب الله تعالى اي ربنا جل جلاله قد امر جبريل ان يحفظ تلك الكلمات ويبلغها الى النبي صلى الله عليه وسلم حينما ينزل اليه فلما حصل تسليم هذه الكلمات بواسطة زول جبريل عليه السلام سمي القرآن تنزيلا اذا القرآن تنزيل وثانيها كون ذلك التنزيل من الرحمن الرحيم وذلك يدل على كون ذلك التنزيل نعمة عظيمة من الله تعالى فكان القرآن اعظم النعم للبشرية واعظم النعم انزال هذا القرآن للناس وهذا كما في مطلع سورة ال عمران وكذلك في مطلع سورة الرحمن يدل على هذا المعنى ولما كان القرآن اعظم النعم فلا بد ان يكون الاهتمام به اكثر الاهتمام الامر الثالث الذي ذكره الله في مطلع هذه السورة كونه كتابا هو الكتاب مشتق من الجر وانما سمي كتابا لانه جمع فيه علوم والاخرين ورابعها قوله فصلت اياته والمراد انه فرقت اياته وجعل التفاصيل في معاني مختلفة فبعضها في وصف بعضها في وقف ذات الله وشرح صفات التنزيه والتقديس وشرح كمال علمه وقدرته ورحمته وحكمته وكذلك الايات العظيمة في مخلوقاته التي نراها ونشاهدها وكذلك في الافاق وفي الجواكب وتلاثة الزمان وتعاقب الليل والنهار وكذلك ما نراه في احوال النبات والحيوان والانسان وبعضها في احوال التكاليف المتوجهة نحو القلوب ونحو الجوارح وبعضها في الوعد والوعيد والثواب والعقاب وفي لبس درجات اهل الجنة ودرجات اهل النار وبعضها في المواعظ والنصائح وبعضها في تهذيب الاخلاق ورياضة النفس وبعضها في قصص الاولين وتواريخ الماضين وقد علم كل من انصف انه ليس في يد الخلق كتاب اجتمع فيه من العلوم المختلفة الشاملة مثل ما في القرآن الكريم الامر الخامس الذي دل عليه مطلع هذه السورة قوله قرآنا وهو مشتق من القراءة وقوله تعالى قرآنا نصب على الاختصاص والمدح اي اريد بهذا الكتاب المفصل قرآنا ولذلك من صفته انه يقرأ ولا يترك وثالثها قوله عربيا والمعنى ان هذا القرآن انما نزل بلغة العرب وتأكد هذا بقوله تعالى وما ارسلنا من رسول الا لقومه ليبين لهم اذا على اهل العربية ان يدخلوا لغتهم ليفقهوا القرآن لاجل انفسهم ولاجل ان يبلغوه وسابعها قوله تعالى لقومي يعلمون المعنى انا جعلناه عربيا لاجل انا انزلناه على قوم عرب فجعلناه بلغة العرب ليفهموا منه المراد فلابد للقارئ والمستمع ان يفهم ما يقرأ وثامنها قوله بشيرا وتاسعها تاسعها قوله نذيرا ونذيرا يعني بشيرا للمطيعين للثواب ونذيرا للمجرمين بالعقاب. الصفة العاشرة كونهم معرضين عنه لا يسمعون ولا يلتفتون اليه. وهذا حال الكثيرين ممن غرتهم الحياة الدنيا اذا هذه عشر صفات للقرآن في ثلاث ايات يسيرة وفي هذا المقطع للسورة امتنانا من الله سبحانه وتعالى على العرب وتنويه بهم وان الله قد ذكر رحمة اختصوا بها اذ كانت هذه المأدبة ممدودة للعرب في ساحتهم. وكانوا هم اهلها والداعين اليها وانهم مسؤولون غاية السؤال عن بيانه وفهمه وتفصيله والدفاع عنه وفي قوله تعالى لقوم يعلمون حث للامة اصحاب هذه المألفة وغيرهم ان يأخذوا نصيبهم الاوفى منها وانه لا سبيل الى الافادة من من خيرها المحدود الا بالعلم والمعرفة والتفتيش عن المعاني فمن كان على علم ومعرفة كان حظه من هذا القرآن اوفى واعظم. ومن حرم العلم والمعرفة فقد ضيع وفرط يقول السائل علينا وعليه رحمة الله يخبر تعالى عباده ان هذا الكتاب الجليل والقرآن الجميل تنزيل اي قدر من الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء الذي من اعظم رحمته واجلها. انزال هذا الكتاب الذي حصل به من العلم والهدى والنور والشفاء والرحمة والخير الكثير ما هو من اجل نعمه على العباد وهو الطريق للسعادة في الدارين فيا ايها الاخوة في كل مكان اقرأوا هذا القرآن واحفظوا هذا الكتاب وتعاهدوا واهل العراق والشام قد مرت بهم محن الله وحده بها عليم وتفرق الناس في البلدان شذرا ولا شك ان من تفرق وصار بعيدا كان يلتقي باهله واحبابه واصدقائه واقاربه وارحامه والان ما عدة الشقة بين الكثيرين فتمسكوا بالكتاب وصلوا فيما بينكم وبين ارحامكم بالتواصي لهذا الكتاب تمسكوا به وجدوا بهم واقرؤوه ليل نهار واعطوه افضل الاوقات حتى تصلوا بالله ويصلكم هذا الكتاب بالله فعندها تسعد غاية السعادة وعندها يتم للانسان المراد فالتجارة مع الله تجارة لا تخيب والتجارة بالقرآن هي اربح التجارات. واعظم التجارات فيا اخواني يا من هو الان في المانيا ويا من هو الان في بريطانيا ويا من هو الان في ماليزيا ويا من هو الان في تركيا ويا من هو بعيد تمسكوا القرآن واياكم ثم اياكم ثم اياكم ان تفرطوا لا تفرطوا فتعصوا الله ولا تفرطوا فتضيعوا الاوقات. تمسكوا وجدوا واهتموا غاية الاهتمام واجعلوا هذه اللحظات وهذه الساعات وهذه الايام التي هي رحمة من عند الله ساعة توبة يكون بها الانسان مما مضى ويجد في حفظ القرآن وتعلمه وتعليمه. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يحفظنا والمسلمين اجمعين. اللهم صلي على محمد