باب استحباب سجود الشكر عند حصول نعمة ظاهرة او اندفاع بلية ظاهرة عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة. فلما كنا قريبا من الزوراء نزل ثم رفع يديه فدعا الله ساعة ثم خر ساجدا فمكث طويلا ثم قام رفع يديه ساعة ثم خر ساجدا فعله ثلاثا وقال اني سألت ربي وشفعت لامتي اعطاني ثلث امتي فخررت ساجدا لربي شكرا ثم رفعت رأسي فسألت ربي لامتي فاعطاني امتي فقررت ساجدا لربي شكرا. ثم رفعت رأسي فسألت ربي لامتي فاعطاني الثلث الاخر فاتاني ثلث الاخرة فخررت ساجدا لربي. رواه ابو داوود باب فضل قيام الليل. قال الله تعالى ومن الليل فتهجد به نافلة لك. عسى ان يبعثك ربك كما قام محمودا. وقال تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع. وقال تعالى كانوا قليلا من الليل ما يهجعون. وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له لما تسمع هذا يا رسول الله؟ وقد غفر لك ما تقدم من ذنب بك وما تأخر؟ قال افلا اكون عبدا شكورا؟ متفق عليه وعن المغيثة ابن شعبة نحوه متفق عليه وعن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلا فقال الا تصليان متفق عليه. اللهم صلي على رسول الله. واله واصحابه. اما بعد هذه الاحاديث الاول منها يتعلق بسجود الشكر الثانية تتعلق التهجد بالليل يستحب لمن اعطاه الله نعمة جديدة او صرف الله عن نقمة ان يسجد لله شكرا هكذا المسلمون اذا نصرهم الله على عدوهم شرع له ولهذا كان صلى الله عليه وسلم اذا جاءه امر يسره سجد لله شكرا والشفاعة لامته الذين اجابوه واطاعوه شفاعة لهم فادب الله شفاعته ساجدا لله عز وجل وهم امة محمد المجيبة التي قال فيها سبحانه كنت خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمن بالله والله وعدهم فيه وعده فيهم سبحانه وتعالى ان يشفعه فيهم في دخولهم الجنة فهو اول من يفتح باب الجنة عليه الصلاة والسلام واول امة تدخل الجنة من امته المجيبة التي اطاعته وتبع شريعته ويحبس ناس منهم لمعاصيهم فيشفع فيهم شفاعة متعددة عليه الصلاة والسلام فيدخلهم الله الجنة وتبقى البقية في النار يخرجهم الله برحمته جل وعلا افعلوا ما يوجب الخلود ماتوا على توحيد فلهذا اخرجهم الله من النار فلا يخلد في النار الا من مات على الشرك بالله والكفر بالله سبحانه وتعالى اما الموحدون فان دخل دخلوها فانه لا يخلدون فيها بل يعذبون على قدر المعاصي التي ماتوا عليها لم يتوبوا منها. ثم يخرجون منها كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم ان الله لا يغفر ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الشرك يغفره الله لمن يشاء. بعض الناس يغفر له لاعمال صالحة فعلها واعمال طيبة وبعضهم يعفى عنه بشفاعة الشفعاء من النبي صلى الله عليه وسلم والملائكة والمؤمنين والافراط وبعضهم يدخل النار بمعاصيه من زنا او شرب مسفر او اكل ربا او عقوق او غير هذا فاذا طهر في النار ومحص اخرجه الله من النار الى الجنة فيلقون في نهر يقال نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حامل السيل فاذا تم خلقهما ادخلهم الله الجنة ولما جاء خبر قتل مسيلمة الكذاب في عهد الصديق رضي الله عنه سجد لله شكرا الصديق رضي الله عنه كان الصحابة توجهوا الى اليمامة هنا من اجل قتال مسيلمة الكذاب ومن معه الذي ادعى النبوة فقتلوه وقتلوا جماعة من اصحابه واسلم الباقون منهم فلما جاء خبره الى الصديق انه قتل استخر لله ساجدا السنة لمن جاء وهو ليسره ان يسجد الله فاذا الخبر سمع خبر ان الله نصر المؤمنين وايدهم على عدوهم وسجد الله شكرا فهذا مستحب او ولد له ولد فشدة لله شكرا او اندفعت نقبة عنه سجد لله شكرا او صلى كل هذا مما يحبه الله جل وعلا ومما شرع الله التهجد بالليل والتعبد بالليل ما يسر الله العبد يصلي فلا يصلي خمس يصلي تبع يصلي يصلي احدى عشر ما يفتر يسر الله له يسلم من كل اثنتين يقول الله جل وعلا بعباد الرحمن والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما. فعباد الرحمن المؤمنون من صفاتهم التعبد بالليل والتهجد بالليل قال تعالى في كتابه العظيم يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه وانقص منه قليلا او زد عليه ورتل ولا ترتيل ويقول جل وعلا ومن الليل فتهجد نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا ويقول جل وعلا في ازمة المتقين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون بالاسحار هم يستغفرون ويقول سبحانه تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. جزاء بما كانوا يعملون قالت عائشة رضي الله عنها كان لم يقوم من الليل عليه الصلاة والسلام يتهجد ويطول حتى تفطر قدماه حتى تلم قدماه من طول القيام يقوم طويلا يقرأ ويركع طويلا ويسجد طويلا عليه الصلاة والسلام ويصلي احدى عشر ركعة يسلم من كل ثنتين ورب صلى ثلاثة عشر ركعة يسلم من كل ثنتين وربما صلى اقل من ثانية تسعا او سبعا يطيل في القراءة ويطيل في الركوع والسجود عليه الصلاة والسلام قالت في عشر يا رسول الله كيف تفعل هذا وقد غفر الله لك وتقدم من ذنبكم وتأخر قال اني احب ان اكون عبدا شكورا عليه الصلاة والسلام السنة لمؤمن ان يجتهد في قيام الليل ويسر الله له في اول الليل في وسط الليل في اخر الليل حسب حسب التيسير واقل لك ركعة واحدة يوتر بها اقل ذلك ركعة واحدة يوتر بها بعد سنة العشاء واذا اوتر بثلاث او بخمس او باكثر فكل ما زاد فهو خير له افضل وافضل الوتر واكمله احدى عشرة او ثلاث عشرة ركعة يسلم لكل ثنتين كفعل النبي عليه الصلاة والسلام وفق الله الجميع. احسن الله اليك